ثانيا .....
ــــــــــــــــــــ
بعد أن عرفنا لكم التلمود فى السابق وبعدما وقفنا على بعض الحقائق الخاصة به فى هذا التعريف الموجز وتحت هذه النقطة سأكشف عن بعض الحقائق الأخرى حوله .

يعتبر التلمود من أهم الكتب الدينية عند اليهود إن لم يكن أهمها على الأطلاق وهو متقدم على التوراة ، فالتلمود هو التعليم الشفهى الذى تلقاه الحاخامات الفريسيون عن اليهود ودونوه فى السر جيلا بعد جيل ، فهو الشريعة الشفوية من تفسير هؤلاء الحاخامات ويرتبط إرتباط وثيق بالتوراة باعتبار أن الشريعة الشفوية مساوية في المنزلة للشريعة المكتوبة عند اليهود، والتلمود مصنف للأحكام الشرعية أو مجموعة القوانين الفقهية اليهودية، وسجل للمناقشات التي دارت في الحلقات التلمودية الفقهية اليهودية حول المواضيع القانونية (هالاخاه) ، والوعظية (أجاداه).

يقول الأب أي. بي. برانايتس, إن كلمة التلمود (Talmud) مستخرجة من كلمة "لامود" (Talmud) التيتعني "تعاليم" , وهي تعبر عن الكتاب الذي يحتوي على التعاليم اليهودية . وحسب التفسير اليهودي يعتبر التلمود بمثابة تفسيرات وشروح للكتاب المقدسالعهد القديم – الذي يدعوه اليهود باسم "التوراة" . وتعرف هذه التفسيرات عندهم باسم "القانون الشفهي" , ويقولون إن موسى (عليه السلام) تلقى من ربه هذه الشروح والتفسيرات إضافة إلى الألواح التي تسلمها من ربه على جبل سيناء . وهذا الجزء من التلمود, أي القانون الشفهي , يعرف باسم مشناه (mishnah) وتعني بالعبرية "المعرفة" (learning) , والمشناه هو الجزء الرئيسي والأساسي للتلمود كله, ويقال حسب المفهوم اليهودي إن النبي موسى (عليه السلام) بعدما تلقى "القانون الشفهي" نقله إلى "جوشوا" , وهذا نقله إلى "الشيوخ" السبعين , وهؤلاء بدورهم نقلوه إلى "الرسل" الذين انتهوا بنقله إلى "كبيراليهود" . كما يقال إن هذه "الرسالة" نقلت بالتتالي إلى عدد من الرابيين (rabbin) ومفردها رابي (rabbi) وهو رجل الدين اليهودي والعالم بالقان وناليهودي .

وهذه النقطة وحدها كفيلة وبهذا التعريف لرد كل ما زعم هذا الأشر الجاهل صاحب الزعم الكاذب عن أن التلمود كتاب أساطير ورويات لا أصل لها بحيث أنه فى الحقيقة كتاب دينى يهودى بحت لفهم اليهود للتوراة المكتوبة فكل ما هو مسجل فيه انما هو شرح وتفسير للتوراة ، فأنى لهذا الجاهل أن يفهم هذا الكلام وأتحدى أن كان يلم باى معلومة عن التلمود سوى ما حكى له عنه من اصحاب الكنيسة الذين يردوا التلمود لأنه ينسب الزنى لوالدة معبودكم المصلوب والغريب العجيب ان كتابكم المسمى مقدس يؤكد تلك الحقيقة وأنا أصر !

فهل من المعقول أن يتوصل الرسول الأمى الى ما يدور سرا بين الجماعات اليهودية حيث أن التلمود لم يكن مسجلا فى هذا الوقت بل كانت تعاليم سرية بين تلك الجماعات ، وكيف ذلك وهذه المعلومات مقتصرة التدوال بين حاخامات اليهود الذين هم أعتى واكبر عدو للاسلام وقت ظهوره ولسنا فى معرض الحديث عن عداوة اليهود للرسول الكريم والأسلام ، ثم أين هؤلاء اليهود من أيات القران الكريم وقت نزولها فما سمعنا من أصحاب الفكر نفسه أن الرسول اقتبس منهم الى أن ظهر علينا جاهل بمقولته العرجاء التى لا تستند على بينة أو دليل اللهم إلا جهل صاحبها المدقع الذي ينضح من بين السطور .

تقول الدكتورة ليلى إبراهيم أبو المجد . أستاذ الدراسات العبرية والتلمودية جامعة عين شمس
أما عن ترجمة التلمود إلى اللغة العربية، فأحب أن أوضح أن أول ترجمة عربية لمبحث من مباحث المشنا، هى الترجمة التى قامت بها د. أمينة سرور عام 1982، لمبحث النكاح «قيدوشين». وقد أرفقت بالترجمة تعليقاً على النص العبرى وعقدت مقارنة بينه وبين أحكام النكاح فى كتب الفقه الإسلامى. ثم توالت بعد ذلك ظهور ترجمات لنص المشنا، فقمت فى عام 1995 بترجمة مبحث عقود الزواج «كتوبوت» من المشنا وهو يعد بمثابة قانون الأحوال الشخصية عند اليهود. وقد توليت الإشراف على العديد من أطروحات الماجستير والدكتوراة فى مجال دراسة المشنا والتلمود سواء من الناحية اللغوية أو من الناحية التشريعية أو الفقهية. وقد حرصنا فى جامعة عين شمس على أن يلحق الباحث ترجمة للمبحث أو للمباحث موضوع الأطروحة.
وسيصدر خلال أيام بإذن الله، ترجمة المبحث الأول من التلمود وهو الدعاء «براخوت»، وسيصدر عن الدار الثقافية للنشر فى ثلاثة أجزاء وهو عمل مشترك يجمع بينى وبين تلميذى علاء تيسير، المدرس المساعد المتخصص فى الدراسات التلمودية. كما سيصدر خلال أيام أيضاً عن الدار نفسها كتاب لى تحت عنوان مدخل إلى دراسة التلمود مع ترجمة نماذج مختارة
أما عن المحاولة (المصرية/ اليهودية) لترجمة التلمود التى صدر منها جزء واحد، فقد أسعدنى الحظ ودعانى أستاذى د. رشاد الشامى رحمه الله، إلى كتابة مقدمة نقدية تحليلية لهذه الترجمة، وقد صدرت فى كتاب عن الدار الثقافية للنشر عام 2004، تحت عنوان «التلمود أصله وتسلسله وآدابه».
فى مقالها بعنوان الرد على دكتور يوسف زيدان حقائق حول التلمود بتاريخ ٦/ ٣/ ٢٠١٠ جريدة المصرى اليوم

فكيف للرسول الأمي أن يتعرف على كل تلك الحقائق والتى لم تكن مدونة فى ذلك الوقت هذا عوضا عن عدم تعريبها فالتلمود لم يدون حقيقة الا بعد الاسلام فتقول الدكتورة وفى نفس المقال :
ولقد وجد علماء اليهود فى كتب التفسيرالإسلامية النموذج والقدوة فنقلوا عنها الكثير من المصطلحات التى لا يتسع المقام لذكرها، ولهذا السبب تتعمد معظم المصادر اليهودية أن تذكر أن الشروح التى قامت على متن التلمود قد انتهت فى نهاية القرن الخامس الميلادى لكى تستبعد وتنفى أى احتمال لوجود تأثيرات إسلامية فى التلمود، على الرغم من أن أقدم نص مكتوب للتلمود وهو مخطوط أوكسفورد يرجع إلى عام ١١٢٣م، ويضم أبواباً متفرقة من التلمود البابلى، ويرجع مخطوط المتحف البريطانى للقرن الثانى عشر الميلادى أيضاً وهو يضم بعض أبواب من التلمود.

والله أكبر ...
مما سبق يتضح لنا وبالدراسة
- التلمود كتاب دينى بحت مرتبط ارتباط وثيق بالتوارة وبتعاليم موسى النبى .
- التلمود كان فى عصوره الاولى عبارة عن تعاليم سرية .
- التلمود لم تظهر له ترجمة عربية الا فى عصورة متأخرة جدا ولم ينتهى حتى الان من ترجمته كاملا .
- تأثر تدوين التلمود كثيرا بالاسلام وقام مؤلفيه باقتباس الكثير من الاسلام .
- أقدم مخطوطات للتلمود تعود للقرن الحادي عشر أي لم يكن له وجود في صدر الإسلام .

وعليه يسقط هذا الأحتجاج ، يتبع بإذن الله تعالى ....