أختي الفاضلة سأعطيك مثالا بسيطا ستفهمين منه إن شاء الله مسألة إضلاله عز وجل وهدايته لمن يشاء ..
مثلا .. هناك شخص مسلم غير متفقه في دينه حيرته بعض الشبهات .. هذا الشخص لا علم له بالقرآن ولا بالسنة ولا في العقيدة ولا في الفقه ... إلخ من العلوم الشرعية الضرورية التي تحصنه من أمراض الشبهات .
فنصحه إخوانه بأن عليه ترك مواقع الشبهات وأهلها وأن يبدأ في طلب العلم .. لكن هذا الشخص لم يستمع إلى نصيحة إخوانه واستمر في إقباله على مواقع الشبهات وأهلها وأعرض عن طلب العلم من منابعه الصحيحة الصافية .
ونتيجة لعدم استماعه لنصائح إخوانه .. شاء الله عز وجل أن يعاقبه في هذه الدنيا بأن يزيده إدماناً على مطالعة الشبهات وإقبالاً على مواقعها وأهلها واستثقالاً لطلب العلم وعدم توفيق لتأدية الطاعة .. فضل هذا المسكين .. واستمرت حالته تزداد سوءا إلا إذا تداركه الله برحمته فلم يمت وقلبه أسود من نكت الشبهات والعياذ بالله .
إضلال الله لهذا الشخص كان عدلاً منه سبحانه وتعالى وليس ظلماً .. فإضلال الله له ، هو عقوبة له على عدم استماعه لنصائح إخوانه التي فيها الخير الكثير له ! .. قال الله عز وجل :{ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا }{الشورى:40}
وعكس هذا صحيح .. لو كان هذا الشخص استمع لنصائح إخوانه ولم يتهاون في القيام بها كل ذلك وهو مخلص النية لله عز وجل .. يزيده الله إيمانًا وهدى وتوفيقاً ..
خلاصة القول .. إضلال الله من يشاء بعدله .. وهدايته من يشاء بفضله ورحمته عز وجل ..
وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) الأنفال
المفضلات