1610 " إن الصالحين يشدد عليهم , و إنه لا يصيب مؤمنا نكبة من شوكة فما فوق ذلك إلا
أحطت بها عنه خطيئة و رفع بها درجة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 143 :

أخرجه أحمد ( 6 / 160 ) و ابن حبان ( 702 ) و الحاكم ( 4 / 320 ) أوله فقط من
طريق معاوية بن سلام قال : سمعت يحيى بن أبي كثير قال : أخبرني أبو قلابة أن
عبد الرحمن بن شيبة أخبره أن # عائشة # أخبرته : " أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم طرقه وجع , فجعل يشتكي , و يتقلب على فراشه , فقالت عائشة : لو صنع هذا
بعضنا لوجدت عليه , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فذكره , و قال الحاكم :
" صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا , و رجاله ثقات رجال مسلم
غير عبد الرحمن بن شيبة و هو ثقة . و تابعه علي و هو ابن المبارك عن يحيى به .
أخرجه أحمد ( 6 / 215 ) . و للحديث في " صحيح مسلم " ( 8 / 15 - 16 ) طرق أخرى
عن عائشة نحوه و في بعضها : " إلا كتب الله له بها حسنة , أو حط عنه بها خطيئة
" .
1611 " إن العبد إذا مرض أوحى الله إلى ملائكته : يا ملائكتي أنا قيدت عبدي بقيد من
قيودي , فإن أقبضه أغفر له و إن أعافه فحينئذ يقعد و لا ذنب له " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 143 :

أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 7697 ) و الحاكم ( 4 / 313 ) عن عفير بن معدان
عن سليم بن عامر عن # أبي أمامة # رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . و اللفظ للحاكم و قال : " صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي
بقوله : " قلت عفير واه " .
قلت : و هو كما قال الذهبي رحمه الله , و قال الحافظ : " هو ضعيف " , و كذا قال
الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 291 ) .
قلت : لكن له شاهد يرويه إسماعيل بن عياش عن راشد بن داود الصنعاني عن أبي
الأشعث الصنعاني أنه راح إلى مسجد دمشق , و هجر بالرواح , فلقي شداد بن أوس
و الصنابحي معه , فقلت : أين تريدان يرحمكما الله ? قالا : نريد ههنا إلى أخ
لنا مريض نعوده , فانطلقت معهما حتى دخلا على ذلك الرجل فقالا له : كيف أصبحت ?
قال : أصبحت بنعمة , فقال له شداد : أبشر بكفارات السيئات و حط الخطايا , فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله عز وجل يقول : إني إذا
ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني على ما ابتليته , فإنه يقوم من مضجعه ذلك
كيوم ولدته أمه من الخطايا , و يقول الرب عز وجل : أنا قيدت عبدي و ابتليته ,
فأجروا له كما كنتم تجرون له و هو صحيح " . أخرجه أحمد ( 4 / 123 ) و الطبراني
في " الكبير " ( 7136 ) .
قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات , و في راشد بن داود الصنعاني كلام يسير لا
ينزل حديثه عن رتبة الحسن , و قدأشار الحافظ إلى ذلك بقوله فيه : " صدوق له
أوهام " . و أما قول الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 2 / 303 - 304 ) : " رواه
أحمد و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " كلهم من رواية إسماعيل بن عياش عن
راشد الصنعاني و هو ضعيف في غير الشاميين " . ففيه ذهول عن أن الصنعاني هذا ليس
نسبة إلى " صنعاء اليمين " و إنما هو منسوب إلى صنعاء دمشق كما في " التقريب "
, فهو شامي , و إسماعيل صحيح الحديث عنهم , فثبت الحديث و الحمد لله .
1612 " إن الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم , فتهوي فيها سبعين عاما ما تفضي إلى
قرارها " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 145 :

أخرجه الترمذي ( 3 / 341 ) من طريق هشام بن حسان عن الحسن قال : قال # عتبة بن
غزوان # على منبرنا هذا - منبر البصرة - عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال :
فذكره . و قال : " لا نعرف للحسن سماعا عن عتبة بن غزوان , و إنما قدم عتبة بن
غزوان البصرة زمن عمر . و ولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر " .
قلت : و رجال إسناده ثقات , إلا أنه منقطع , لكنه قد جاء موصولا من طريق خالد
ابن عميري العدوي قال : " خطبنا عتبة بن غزوان فحمد الله و أثنى عليه ثم قال :
أما بعد ... فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنم فيهوي فيها سبعين عاما
لا يدرك لها قعرا " . أخرجه مسلم ( 8 / 215 ) و أحمد ( 4 / 174 ) .
قلت : و هو شاهد قوي لحديث الحسن لأن قول عتبة : " ذكر لنا " بالبناء للمجهول
مثل قول غيره من الصحابة "أمرنا " و " نهينا " و ذلك كله في حكم المرفوع كما
هو مقرر في " مصطلح الحديث " . و له شاهد من حديث أبي هريرة قال : كنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع وجبة , فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" تدرون ما هذا ? " . قال : قلنا : الله و رسوله أعلم , قال : " هذا حجر رمي به
في النار منذ سبعين خريفا , فهو يهوي في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها " .
أخرجه مسلم ( 8 / 150 ) و أخرجه في مكان آخر ( 1 / 130 ) مختصرا موقوفا .
و رواه ابن أبي الدنيا في " صفة النار " ( ق 2 / 1 ) مرفوعا به , و الحاكم ( 4
/ 606 ) من طريق أخرى عنه مرفوعا مختصرا . و قال الذهبي : " سنده صالح " .
ثم أخرجه الحاكم ( 4 / 597 ) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن و سعيد بن المسيب
قالا : قال أبو هريرة مرفوعا بلفظ : " و الذي نفس محمد بيده إن قدر ما بين شفير
النار و قعرها لصخرة زنتها سبع خلفات بشحومهن و لحومهن و أولادهن تهوي فيما بين
شفير النار و قعرها سبعين خريفا " . و قال : " صحيح الإسناد " .
و وافقه الذهبي . و له شاهدان آخران من حديث أبي موسى و بريدة مرفوعا نحوه .
أخرجهما البزار في " مسنده " ( ص 315 - زوائده ) و قال في الأول منهما : " و هو
إسناد حسن " .
قلت : و فيه عطاء بن السائب و كان اختلط لكنه لا بأس في الشواهد و من طريقه
أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا و ابن حبان ( 2609 ) . و له شاهد رابع من رواية يزيد
الرقاشي عن أنس . أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا . و خامس من رواية الوليد بن حصين
الشامي قال : أخبرني لقمان بن عامر عن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي مرفوعا
به و زاد تفسير قوله تعالى : ( غيا ) و ( آثاما ) . أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا
قال : حدثنا الفضل ابن إسحاق قال : حدثنا شبابة بن سوار قال : أخبرني الوليد بن
حصين الشامي ....
قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير الوليد بن حصين الشامي و هو الملقب بـ (
شرقي بن قطامي ) ضعفه الساجي و غيره . و قال المنذري في " الترغيب " ( 4 / 231
) : " رواه الطبراني و البيهقي مرفوعا , و رواه غيرهما موقوفا عن أبي أمامة
و هو أصح " . و قال الهيثمي ( 10 / 389 ) : " رواه الطبراني و فيه ضعفاء قد
وثقهم ابن حبان و قال : يخطؤون " .
قلت : إسناد ابن أبي الدنيا ليس فيه إلا الوليد بن حصين , فإن الفضل بن إسحاق
و هو أبو العباس البزار الدوري ترجمه الخطيب في " التاريخ " ( 12 / 360 - 361 )
و روى عن السراج أنه ثقة مأمون . مات سنة اثنتين و أربعين يعني و مائتين .
و الموقف الذي أشار إليه المنذري قد أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا ( ق 2 / 2 )
و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 144 ) من طريق هشيم قال : أخبرنا زكريا ابن أبي
مريم الخزاعي قال : سمعت أبا أمامة يقول : فذكره موقوفا . و فيه ذكر الغي
و الآثام و لكن بدون تفسير . و روى العقيلي عن علي بن المديني قال : سمعت عبد
الرحمن بن مهدي - و ذكر زكريا بن أبي مريم الذي روى عنه هشيم - قال : قلنا
لشعبة : لقيت زكريا ابن أبي مريم سمع من أبي أمامة ? فجعل يتعجب - ثم ذكره -
فصاح صيحة . و هذا الحديث حدثناه بشر ...
قلت : فذكره . و قال ابن أبي حاتم : " فدلت صيحة شعبة أنه لم يرضه " .
قلت : و الظاهر من تعجبه أنه من تصريحه بالسماع من أبي أمامة . و قال ابن عدي (
ق 148 / 1 ) عقب رواية ابن مهدي المذكورة : " و هشيم يروي عن زكريا بن أبي مريم
القليل , و ليس فيما روى عنه هشيم حديث له رونق و ضوء " .
قلت : فإن كان المنذري عنى بالموقوف هذه الرواية ففي قوله : إنه أصح , نظر لا
يخفى . لاسيما و ليس فيه التفسير المشار إليه . و الله أعلم . ثم رأيت رواية
شرقي بن قطامي في " كبير معجم الطبراني " ( 7731 ) أخرجه من طريق أخرى عنه .