مختلف, تحية طيبة, وبعد:
زميلي, قلبي تغمره الفرحة, ونفسي يختلجها شعور طيب تجاهك؛ ذلك أنَّي ألمس جديتك في إصابة الحق والظفر به. واعلم أنَّ بك نعمتين يفتقدهما كثير غيرك, ألا وهما: الإيمان بالله, وعدم الاعتقاد بدين محرف أو وضعي.

فالملحد تنكس لفطرته, وجحد خالقه, وأبى الملحد إلا كفورا. وصاحب الاعتقاد بالدين الباطل يعز عليه ترك باطله, ويعز عليه أن يكفر بملة آبائه وأجداده. أما أنت؛ فإيمانك بالله راسخ, وليس لديك عقائد دينية تحول بينك وبين اكتشاف الدين الحق؛ فاقصد الحق, وتقصاه حثيثا سعيا.

زميلي العزيز, توجه لله, والجأ إليه؛ لأنه قادر على أن يشرح صدرك للحق, ابتهل إليه وتضرع, وناده بقلبك متوسلا متذللا منكسرًا: اللهم إن كان دين محمد حقًّا فاهدني إليه, وإن كان باطلا فرده عنِّي كيفما شئت.

مختلف, أنا لا أقصد بكلماتي أن أبزك وأخرج منتصرا, فليس هذا لي مقصدًا أو غاية, بل أسعى بما أستطيع سبيلا أن أكون سببا في هدايتك, وكن كما قال الله: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ﴾. وقد دعوت الله لي ولك بالهداية إليه!!