بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الكريم
أما بعد ..
في البداية أشكرك على تواجدك بيننا في بيت كل مسلم البشارة الإسلامية ، وعلى إثارة موضوع بغاية العلم والعمل به ، ولي فيما تفضلت به جواب على السؤال وتعليق على الجواب
فالتعليق هو على قولك
فمع كبير احترامنا لعلم مولانا الغزير الا أنه -ولابد- لكلامه من دليل شرعي
عندما نسمع فتوى معينة من أحد العلماء وتكون من غير دليل فهذا لا يعني أن العالم لم يستند على دليل لفتواه أو لجوابه عن السؤال ، ولكن قد يكتفي ببيان الحكم فحسب وخاصة عندما يخاطب عامة الناس ، أما ذكر الدليل فهو لمخاطبة أهل العلم والمداسة أو لإثبات الجواب حال وجود مخالف أو منكر للرأي ، وما نحن في علم الشيخ عبد الرحمن السحيم إلا نقطة في عباب .
أما عن استدلالك
وفي صفوفِهمُ الأُولى سيدنا موسى عليه أزكى السلام عندما أتته ابنة الرجل الصالح فأمرها -درءاً للفتنة-بالسير وراءه فبم ناداها؟ إقرأي أيتها الفاضلة زادكِ الله علما ينفعك ونفعك بما علمك(ان موسى بن عمران لما { ورد ماء مدين وجد } عليها رعاء { يسقون ووجد من دونهم } جاريتين تزودان فسألهما فقالتا { لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير } وذلك انه كان جائعا خائفا لا يأمن فسأل ربه ولم يسأل الناس فلم يفطن الرعاء وفطنت الجاريتان فلما رجعتا إلى أبيهما أخبرتاه بالقصة وبقوله فقال أبوهما وهو شعيب هذا رجل جائع فقال لإحداهما فادعيه فلما أتته عظمته وغطت وجهها وقالت { إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا } فشق على موسى حين ذكرت { أجر ما سقيت لنا } ولم يجد بدا من ان يتبعها انه كان بين الجبال جائعا مستوحشا فلما تبعها هبت الريح فجعلت تصفق ثيابها على ظهرها فتصف له عجيزتها وكانت ذات عجز وجعل موسى يعرض مرة ويغض أخرى فلما عيل صبره ناداها يا أمة الله كوني خلفي وأريني السمت بقولك ذا )فنهجُ الصالحين أن يسدوا ذرائع الفتٌن وقانا الله جميعاً منها
هذا الأثر رواه الدارمي (1/163-165) (647)
وقال فيه الشيخ الدكتور علي رضا
هذا الأثر بهذا السند لا يصح ؛ فإن فيه سلسلة من الرواة الذين لم أقف لهم على ترجمة وهم الثلاثة الذين فوق شيخ الدارمي .
ومن طريق الدارمي رواه ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) 23 / 32 .
وبالرجوع إلى الآية القرآنية نجدها خالية من النداء
(وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ)
فيسقط بهذا الإستدلال ، وحتى إن صح الأثر فلا يمنع مناداتها بأمة الله جواز مناداتها باختي في الله وعلى سبيل المثال يمكن أن تنادي أخيك بيا عبد الله أو يا أخي فالأولى تناديه بصفة عبوديته لله والثانية بصفة اخوتك له في الله ويمكن ان تناديه يا بن آدم بصفة أنه من أبناء آدم يا مسلم بصفة أنه مسلم .. وهكذا
فلا تنفي المناداة بصفة عدم جواز مناداته بصفة أخرى .
وبخصوص الدليل محور الموضوع فلي عندك سؤال إن سمحت لي
من المقصود بقوله تعالى " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ "
هل هم الرجال دون النساء أم النساء دون الرجال أم كليهما ؟
ومن المُخَاطَب في قول الله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ "
هل هم المؤمنين دون المؤمنات أم المؤمنات دون المؤمنين أم كليهما ؟
حياك الله ..
المفضلات