بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خيرا وبارك فيك .. وبانتظار التفصيل الذي ذكرته في ثنايا مشاركتك

الحديث:" الخلافة في قريش", هو مجرد خبر, لا يفيد الوجوب.
إن ثبُتَ الخبر يُنظر بعدها في وجه الدلالة هل يُفيد الوجوب او الإستحباب مثلا ... وبما أن هناك أخباراً أخرى تفيد الوجوب إذاً فالخبر على سبيل الوجوب لا غير ... ومن ذلك ما جاء في صحيح البخاري [ 4 / 179 الطبعة السلطانية]

حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَلَغَ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ عِنْدَهُ فِي وَفْدٍ مِنْ قُرَيْشٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ، فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ، فَقَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالًا مِنْكُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَحَادِيثَ لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَلاَ تُؤْثَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَالأَمَانِيَّ الَّتِي تُضِلُّ أَهْلَهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «إِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ لاَ يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ، إِلَّا كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ، مَا أَقَامُوا الدِّينَ»


لما سمع الأنصار قول النبي e: «الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍَ» من أبي بكر, لم يفهموا الحديث على أنه فرض, بل مندوب, ودليل ذلك قول الفاروق عمر: «خَشِيتُ إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ أَنْ يُحْدِثُوا بَعْدَنَا بَيْعَةً», وفي رواية: «خَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ، وَلَمْ تَكُنْ بَيْعَةٌ، أَنْ يُحْدِثُوا بَعْدَنَا بَيْعَةً», والروايتان صحيحتان.
لكنهم لم يعترضوا على ولاية عمر وعثمان وعلي ومعاوية ... فيما بعد ..وهذا يدل أنهم أخذوا الحديث على سبيل الوجوب لا الندب ..

إن الأنصار بعد أن بايعوا أبا بكر بقي سعد بن عبادة_ رضي الله عنه _مصراً على عدم البيعة، فأين الإجماع؟
لا ينخرق الإجماع بشذوذ صحابي واحد ... وقد ذكرت بعض الروايات أن القوم لمّا بايعوا لأبي بكر رضي الله عنه داسوه بأقدامهم وهو مريض من شدة الزحام ..

عموما ننتظر منك الفائدة ... فهو نقاش شيق بارك الله فيك ... ُدمتَ مسدَّداً