2/القراءات التاريخية حول السفينة والطوفان وصدق القرآن
لفترة ليست ببعيدة كانوا يعتقدون أن التوراة تعتبر أقدم وثيقة تحدثت عن قصة سفينة نوح -عليه السلام-
ولكن اتضح خطأ هذا تماما بعد اكتشاف بعض الاثار من الحضارة السومرية
أولا
وقبل الحديث عن الاكتشافات يجب ان نعلم ان معظم المخطوطات تم اكتشافها بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم
فيستحيل قول ان النبى اقتبس منها
فهذه الكتب لم نجدها مرة واحدة بل جمعها أصحابها على مدى قرون منذ القرن الرابع حتى الآن.
أغلب هذه الكتب وجدناها كمخطوطات بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بقرون.
أي أن هذه الكتب لم تصبح معروفة لنا إلا عبر وقت طويل جدًّا.مع أن هذه الكتب لم يجدها أصحابها في مكان واحد. بل في أماكن متعددة كسيناء ونجع حمادي وكهوف البحر الميت ومكتبات نبلاء أوربا.
مع أن هذه الكتب كانت نادرة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن النسخ كان يدويًّا ، ولم تكن هناك طباعة ، وكذلك لحرق كتب أتباع الملل من الأباطرة.مع أن حجم الكتب أيامه صلى الله عليه وسلم كان كبيرًا أو على هيئة قراطيس يستحيل تداولها سراً.مع أن جزءً كبيرًا من هذه الكتب كان أسرارًا لا يسمح بتداولها إلا بين علماء كل طائفة. هذا عدا المخطوطات التي لم نجدها إلا في القرن الحالي. هذه الطائفة من الكتب يسميها علماء اللاهوت كتب "الأبوكريفا" Apocrypha وهى تعني في حرفيتها الكتب "المخفية" أو كتب "الأسرار" والمصطلحات وردا في القرآن الكريم فيما يلي:-
{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }
[المائدة:15].
{ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5) قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً}
[الفرقان:5 ، 6].
ثانيا
المخطوطات المكتشفة كانت بالعديد من اللغات فيستحيل حتى ان نقول ان النبى قد قرأها جميعا ناهيكم عن أن النبى صلى الله عليه وسلم أمىّ لايقرأ أو يكتب
فالتوراة نفسها لها ستة نصوص أساسية
( اليشيتا – الفولجانا – السبعينية – السامرية – الترجوم – القياسية العبرية )
وهذه الكتب كتبت بلغات مختلفة كالعبرية واللاتينية واليونانية والآرامية والمندائية وغيرها
يعنى لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يأتى جهبذه ليقول لنا أن النبى اخذ تلك الروايات وقرأها
لأن العديد منها مكتشف بعد النبى
ولأنها بعديد اللغات
ولأن تداولها سرا مستحيل
وللكثير من المغالطات بين النصوص التوراتية والقرآن فنرى -على سبيل المثال لا الحصر-
السبب الأسطوري لعقاب الطوفان فى التوراة وهو:_
زواج أبناء الله (بعض الملائكة) من بنات البشر !!
وكسكر نوح وتعريه !
وكذكر سجل مواليد نوح وأحفاده !
وعلاقة الميثاق بألا يكون على الأرض طوفان آخر وهو قوس قزح !
"أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"
هذا بالنسبة للقصة التوراتية
ندخل الى القصة السومرية والبابلية
أولاً: قصة الطوفان السومرية :
كان الناس يعتقدون حتى أواخر القرن الماضي أن التوراة هي أقدم مصدر لقصة الطوفان , ولكن الاكتشافات الحديثة أثبتت أن ذلك مجرد وهم، حيث عثر في عام 1853 م على نسخة من رواية الطوفان البابلية، وفي الفترة ما بين 1889م ،1900 م، اكتشفت أول بعثة أثرية أمريكية قامت بالتنقيب في العراق اللوح الطيني الذي يحتوي على القصة السومرية للطوفان في مدينة "نيبور " ( نفر ) ثم تبعه آخرون، ويبدوا من طابع الكتابة التي كتبت بها القصة السومرية أنها ترجع إلى ما يقرب من عهد الملك البابلي الشهير " حمورابي " وعلى أنه من المؤكد أنها كانت قبل ذلك .
ملخص القصة حسب الرواية السومرية تتحدث عن ملك يسمى ( زيوسودا )كان يوصف بالتقوى ويخاف من الله، ويكب على خدمته في تواضع وخشوع أُخبر بالقرار الذي أعده مجمع الآلهة بإرسال الطوفان الذي صاحبه العواصف والأمطار التي استمرت سبعة أيام وسبع ليال يكتسح هذا الفيضان الأرض، حيث يوصف ( زيوسودا) بأنه الشخص الذي حافظ على الجنس البشري من خلال بناء السفينة ...
ثانياً : قصة الطوفان البابلية :
1 . ملحمة جلجامش :
تم اكتشاف ملحمة جلجامش فى منتصف القرن التاسع عشر الميلادى وكانت اول اكتشافاتها على يد Layard .Austan h و Hormuzd Rassam وGeorge Smith
2 ـ قصة بيروسوس:
في النصف الأول من القرن الثالث قبل الميلاد، وعلى أيام الملك " أنتيوخوس الأول" ( 280 ،260 ق.م )، كان هناك أحد كهنة الإله " ردوك " البابلي، ويدعى بيروسوس قد كتب تاريخ بلاده باللغة اليونانية في ثلاثة أجزاء وحوا الكتاب على قصة الطوفان وتقول أنه كان يعيش ملك اسمه " أكسيسو ثووس " هذا الملك يرى فيما يرى النائم أن الإله يحذره من طوفان يغمر الأرض ويهلك الحرث والنسل فيأمره بأن يبني سفينة يأوي إليها عند الطوفان .
فيبني هذا الملك سفينة طولها مائة وألف يارده وعرضه أربعمائة وأربعون ياردة، ويجمع فيه كل أقربائه وأصحابه، ويختزن فيه زاداً من اللحم والشراب فضلاً عن الكائنات الحية من الطيور وذات الأربع .
و يغرق الطوفان الأرض.. وتستقر السفينة على جبل حيث ينزل وزوجته وابنته وقائد الدفة، ويسجد الملك لربه ويقدم القرابين الخ....
ً3_ قصة الطوفان اليهودية كما ترويها التوراة
وردت هذه القصة في الإصحاحات من السادس إلى التاسع من سفر التكوين وتجري أحداثها على النحو التالي :
(رأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، فحزن أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه، وعزم على أن يمحو الإنسان والبهائم والدواب والطيور عن وجه الأرض، وأن يستثني من ذلك نوحاً لأنه كان رجلاً باراً كاملاً في أجياله، وسار نوح مع الله ........... وتزداد شرور الناس، وتمتليء الأرض ظلماً، ويقرر الرب نهاية البشرية، ويحيط نوحاً علماً بما نواه، آمراً إياه بأن يصنع فلكاً ضخماً، وأن يكون طلاؤها بالقار والقطران من داخل ومن خارج، حتى لا يتسرب إليها الماء، وأن يدخل فيها اثنين من كل ذي جسد حي، ذكراً وأنثى، فضلاً عن امرأته وبنهيه ونساء بيته، هذا إلى جانب طعام يكفي من في الفلك وما فيه..
تكوين 6: 1 ـ 22.
و يكرر الرب أوامره في الإصحاح التالي فيأمره أن يدخل الفلك ومن معه ذلك لأن الرب قرر أن يغرق الأرض ومن عليها بعد سبعة أيام ذلك عن طريق مطر يسقط على الأرض أربعين يوماً وأربعين ليلة، ويصدع نوح بأمر ربه فيأوي إلى السفينة ومن معه وأهله، ثم انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم وانفتحت طاقات السماء، واستمر الطوفان أربعين يوماً على الأرض.
و تكاثرت المياه ورفعت الفلك عن الأرض وتغطت المياه، ومات كل جد كان يدب على الأرض، من الناس، والطيور والبهائم والوحوش وبقي نوح والذين معه في الفلك حتى استقرت الفلك على جبل أرارات.
والآن
ما مدلول ما ذكرناه من تشتت عناصر قصة نوح في هذا العدد الضخم من الكتب السابقة ؟
هذا ما سماه القرآن الكريم الإعجاز الغيبي.
وقدفي آخر قصة نوح في سورة هود :
{ تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ {49}
[هود:49].إذ آنى لآمي يسكن الصحراء في ذلك العهد أن يطلع على تفاصيل لم يعرف المعاصرون أغلبها إلا متأخرا جدا وهل عثر على كل تلك النقوش وترجمها ودرسها ثم رجع وأخفاها؟؟؟؟؟
لا حول ولا قوة الا بالله.
*******************************
والآن نجد فى مجلة reader tigest ماتم اكتشافه من مدينة سومرية كانت مدفونة بكاملها تحت الطمى والذى لم يجد لها العلماء تفسيرا آخر الا حدوث فيضان الذى أدى الى هذا فى تلك المدينة
والتى توافق هذا كتابات السومريين وهم اول من كتبوا عن الطوفان وقالوا فيه انه تم نتيجة غضب الآلهه نتيجة آثام الانسان وفساد البشر
فنجد أنه فى حملة التنقيب التى قادها سير ليونارد وولي عام 1928
وبعد حفر 10 اقدام من الطمى وجدوا دلائل على مساكن بشرية وفسروا ان الطوفان هو الشئ الوحيد الذى ينتج عن هذا !
ولمزيد من الكلام راجع هنا
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%...86%D9%88%D8%AD
وبنظير الكاربون المشع اثناء تحليل ما تم ايجاده على جبل الجودى نجد انه يعود الى 4500 عام مضت وهذا أيضا مطابق مع ما جاء عند السومرية
وهذا الموقع يشمل جميع الأساطير التى تتحدث عن الطوفان
http://www.nwcreation.net/noahlegends.html
هل الطوفان مجرد قصة وهمية؟؟؟؟
بالإضافة الى ماقلته فى الفقرة السابقة عن المدينة السومرية "أور" التى تم اكتشافها تحت الطمى وتم استنتاج ان سبب دفنها هو طوفان والتى يعود نسبة رجوعها لما ورد فى القصة السومرية وما تم تحليلة من اثار على جبل الجودى
نرى آثار الطوفان تظهر جلية فى اربع مدن بالذات وهم
أور ـ أريش ـ شورباك ـ كيش
ويعتقدو انه ربما ضربها الطوفان عام 3000 ق.م
تنقيبات مدينة أور:_
إن أقدم ما تبقى من هذه الحضارة هو مدينة أور المعروفة اليوم (بتل المكيار ) والتي يعود تاريخها إلى عام 7000 قبل الميلاد إن مدينة أور فقد كان سكنها حضارات متعاقبة سادت ثم بادت ومن خلال المكتشفات الأثرية لمدينة أور تبين بأن تلك الحضارة ضربها طوفان رهيب وأن حضارات نشأت مكانها تدريجياً .
لقد قاد عالم الآثار (سير ليونارد وولي) حملة تنقيب من قبل المتحف البريطاني وجامعة (بنسلفانيا )عام عام 1928م في المنطقة الصحراوية بين بغداد وخليج فارس ولقد وصف (ورينر كيلر) عالم الآثار الألماني تنقيبات (سير ليونارد وولي) كالتالي:
" عندما قدمت حملة علماء الآثار إلى تل المكيار التي ارتفاعها 50 قدم جنوب المعبد وبعد التنقيب وجدوا صف طويل من القبور فوق بعضها وقناطر حجرية رائعة وخزائن الكنوز التي كانت ممتلئة بـ أقداح ثمينة، وجرار رائعة ومزهريات وطاولات وبرونزيات وفسيفساء وفضة تحيط بهذه الأشياء التي يغطيها الغبار وبعد عدة أيام الحفر والتنقيب نادى أحد العمال الذين مع (وولي ) وقال : نحن على مستوى الأرض ووضع نفسه في النفق ليقنع نفسه . ظن (وولي) إن هذا كل شيء، إنه رمل نقي (غريد) وهو نوع من الرمل ينحل بالماء فقط.
لقد قرروا أن يواصلوا الحفر ويجعلوا الحفر أعمق، أعمق وأعمق ذهبت الحملة إلى داخل الأرض ثلاثة أقدام، ستة أقدام لا يزال طين عشرة أقدام ....
فجأة وعلى عمق عشرة أقدام توصلوا إلى دليل واضح على مساكن بشرية.
وينقل (ماكس مالوان ) عن سير ليونارد وولي
" الطوفان هو الدليل الوحيد الممكن لهذا الطمي الهائل الذي توضع تحت التلة في مدينة أور، الذي فصل بين حضارتين بين مدينة أور السومرية ومدينة العبيد الأشورية " (1)
ولقد دلت التحليلات المجهرية لهذا الطمي أو الغريد الهائل الذي توضع تحت التلة في أور تكدس هنا نتيجة الطوفان.
مدينة كيش:
وكذلك الأمر تم الكشف عن آثار للطوفان في مدينة أخرى من مدن بلاد الرافدين وهي كيش السومرية المعروفة اليوم بـ تل الأحيمر ويصف تاريخ السومريون القدماء هذه المدينة بـ ( الموقع الأول للأسرة الحاكمة ) (2)
مدينة شورباك:
المدينة الجنوبية في بلاد الرافدين (شوربا ) المعروفة اليوم بـ تل الفرح ، تحمل أيضاً دليلاً واضحاً على الطوفان من خلال الأبحاث الأثرية التي قام بها (أريش سكمرت ) من جامعة بنسلفاينا في هذه المدينة من عام 1920ـ1930 كشفت هذه التنقيبات الأثرية النقاب عن ثلاثة طبقات من المساكن التي امتدت في عصر ما قبل التاريخ إلى الأسرة الحاكمة الثالثة كمدينة أور (2112ـ 2004) قبل الميلاد . وكانت الاكتشافات المميزة بيوتاً مبنية بشكل رائع مترافقة مع كتابة مسمارية وقوائم من الكلمات تدل على التطور الراقي الذي كان موجوداً
في نهاية الألف الرابع قبل الميلاد (3)
وكذلك كانت هناك آثار للطوفان في مدينة أريش الأثرية.
وهذه صورة للبلاد الأربع وجبل الجودى كما نشرتها مجلة لايف مجازين
ومن أراد المزيد من الاطلاع
http://www.noahsarksearch.com/
المصادر
قصة نوح عليه السلام في مخطوطات اليهود وأدبيات الشعوب.. دراسة مقارنة
بقلم الاستاذ هشام طلبة
مقدمة العهد القديم – دار المشرق 1989م
الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى
كتاب تاريخ وادى وحضارة الرافدين
طوفان نوح بقلم فراس نور الحق
1. Werner Keller, Und die Bibel hat doch recht (The Bible as History; a Confirmation of the Book of Books)
2. Kish,” Britannica Micropaedia 6, 893
3. Shuruppak,” Britannica Micropaedia 10, 772
4. http://www.geocities.com/islamicmira...platefound.htm
تم الاستفادة من أبحاث الداعية التركي هارون يحيى
يتبع بالشبهات المثارة رغم أن بعد هذا الكلام لا أظن ان هناك سبيل للشبهات......
المفضلات