ولذا فإن مسمى الموالاة ( لأعداء الله ) يوجب الـــــــــردة وذهاب
الإسلام بالكلية لأنه لما عقد الله الأخوة والمحبة والمــــــــــــوالاة
والنصرة بين المؤمنين نهى عن موالاة الكافرين كلهم من يهـــود
ونصارى وملحدين ومشركيـــــــن.. وغيرهم لأن ذلك من الأصول
المتفق عليها بين المسلمين وإجماع علماء السلف حيث أنهــــــم
اتفقوا على أن كل مؤمن موحد تارك لجميع المكفرات الشرعيــــة
تجب محبته وموالاته ونصرته وكل من كان بـــــخلاف ذلك وجب
التقرب إلى الله ببغضه ومعاداته وجهاده باليد والقلب و اللسان .

وبما أن الولاء والبراء تابعان للحب والبغــــض فإن أصل الإيمان
أن تحب في الله أنبياءه وأتباعهم وتبغض في الله أعداءه وأعــداء
رسله وأوليــــــــــــــــــــــــــــاءه .

ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله : ( مــــن أحب في الله
وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله
بذلك ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومــه حتى
يكون كذلك وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك
لا يجدي على أهله شيئاً ) .

قال الصحابي الجليل عبد الله بن عباس – فإن تلك المحبـــــــــــة
والمؤاخاة لا تلبث أن تزول بزوال العرض الزائل وحينئذ لا يكون
للأمة شوكة ومنعة أمام أعدائها .

فالله تعالى يأمر المؤمنين أن يكونوا أولياء بعض حتى ينالـــــــوا
رحمته ورضائه عليهم وفي المقابل يحذر سبحانه وتعــــــــــــالى
المؤمنين من موالاة الكافرين والمشركين والمنافقيــــن .

فمن المعلوم من الدين بالضرورة أن من يديـــــــــــن أو يحكـم أو
يتحاكم أو يتبع أو يلتزم بأي دين غير دين الإسلام فهو إمــــا من
اليهود أو النصارى أو المنافقين أو المشركين أو المرتديـــــن قال
تعالى : ( إن الدين عند الله الإســـــلام وما اختلف الذين أوتــــــوا
الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله
فإن الله سريـــــــــــــــــــــع الحساب ) .

وقال أيضا : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناَ فلن يقبل منه وهـو في
الآخرة من الخاســــــــــــــــــرين ) .

فالآيات الكريمات التاليـــــــات توضح وتحذر وتبين مدى خطورة
موالاة الكافرين وعاقبة من لم يعلن البراءة من الكافرين قــــــــال
تعالى : ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنيــــن
ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقـــــــاة
ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير ) .

ويقول أيضا : ( ألا لله الدين الخالص والذين اتخــــــذوا من دونه
أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إنَ الله يحكم بينهم في
ما هم فيه يختلفون إنَ الله لا يهدي من هو كاذب كفار ) .

وقوله تعالى : ( إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وإن الظـــالمين
بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقيـــــــــــن ) .

وقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكــــــم
أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق ) .

وقوله تعالى : ( والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلاَ تفعلــــــوه
تكن فتنة في الأرض وفســـــــــــــــــــاد كبير ) .

وقوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهــــود والنصارى
أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنَـــه منهم إن الله
لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعــون
فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتــــح
أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادميـن .

وقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكـم
هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أوليــــــــــاء
واتقوا الله إن كنتــــــــــــــــــــم مؤمنين ) .

ففي جميع الآيات السالفة تبيان واضح لعمـــــــــــود الدين وحجر
الأساس ألا وهـــــــــــــــــــــــــــــــو

الولاء والبراء كخطين متوازيين مستقيمين لايفترق أحدهمـــا عن
الآخر ولأجلهما عودينا من ملل الكفر جميعهم كما عودي النبييون
والرسل والصحابة والتابعين والدعاة والمصلحين والمجاهــدين و
كل من خاض درب الإيمان الحقيقي كما نزل به الروح الأميـــــــن
على قلب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .

السلسلة العلمية المختصرة تعريف الإسلام : لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يــــــــــوآدّون
من حآدّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهــــــم
أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروحٍ منــــــه
ويدخلهم جناتِ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيهــــا رضي الله
عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إنَ حزب الله هم المفلحـون

وقال أيضا : ( قـــــل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم
وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكــن
ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيلــه فتربصوا
حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقيـــــــن ) .

ثم قال جل وعلا : وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتـــم آيات
الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخـــــــوضوا في
حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافريـــن في
جهنم جميعـــــــــــــــــــــــــــــــا .

قال الطبري رحمه الله : قال أبو جعفر : ..... أخبـــــــــر من اتخذ
من هؤلاء المنافقين الكفار أنصارا وأولياء بعد ما نزل عليهـــــــم
من القرآن .....بعد ما علموا نهي الله عن مجالسة الكفـــــــــــــار
الذين يكفرون بحجج الله وآي كتابه ويستهزئون بها قولــه تعالى
" إنكم إذا مثلهم " يعني : وقد نزل عليكم أنكم إن جالستــــــم من
يكفر بآيات الله ويستهزئ بها وأنتم تسمعون فأنتم مثلــــــه يعني
فأنتم إن لم تقوموا عنهم في تلك الحال مثلهم في فعلهم .

ففي هذه الآية دلالة واضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطــل
من كل نوع عند خوضهم في كفرهم و باطلهم .

قال إسحاق قال : حدثنا يزيد بن هارون عن العوام بن حوشــب
عن إبراهيم التيمي عن أبي وائل قال : إن الرجل ليتكلم بالكلمـــة
في المجلس من الكذب ليضحك بها جلساءه فيسخط الله عليهم .

قال : فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي فقال : صدق أبو وائـــــــــــل
أو ليس ذلك في كتـاب الله : أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بهـــــا
ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيــــــــره
إنكم إذا مثلهـــــــــــــــــــــــم .

وقوله : " إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا "
يقول : إن الله جامع الفريقين من أهل الكفر والنفاق في القيامـــة
في النار فموفق بينهم في عقابه في جهنم وأليم عذابه كما اتفقوا
في الدنيا فاجتمعوا على عداوة المؤمنين وتوازروا على التخذيــل
عن دين الله وعن الذي ارتضاه وأمر به وأهله .

فإذا تمعنا في أحكام وأوامر تلك الآيات الكريمات وتفاسير السلف
رحمهم الله أجمعين وإلى واقع المسلمين اليوم يظهر جليا موضع
الخلل الكبير في ولاء وإيمان وإسلام الكثير من المسلمين اليـــوم
حيث أنه لا يحل للمسلم ولاء شهواته ومصالحه التي تتعــــارض
مع الأوامر الربانية كالتعصب للعشيرة أو القبيلة وجعـــــــــل ذلك
مقياسا للولاء أو أن يكون الولاء للجنسية أو للوطن أو للحـــدود
أو للهوية.... ثم يقاتل ويرفع السلاح لأجلها لأن المطلوب هنا أن
يحل ولاء الإيمان فيكون الولاء لله ورسوله والمؤمنيـــــن وأن لا
يكون الولاء للهوى أو الشيطان أو الكافرين أو الظالميـــــــــن أو
العملاء و المنافقين أو اليهود أو النصارى أو الملحديـــــــــــن أو
العلمانيين أو أي طاغــــــــــــــــوت كان..... .

ومن هنا أمر الله عز وجل أن يكـــون الولاء بين المؤمنين بعضهم
أولياء بعض وأن يكونـــوا أمة واحدة في الأرض ليكونوا خير أمة
أخرجت للناس يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمــــــرون بالمعروف
وينهون عن المنكر ويجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم
فإذا انقطع الولاء بين المؤمنين حل محله الضلال والعصبيــــــات
وانتشر الظلم والفساد و إذا حل الحب بديلاً للولاء الإيماني يكون
الهلاك المبين فتحل المصائب والفتن في الأرض .

وفي الختام سأذكر لكم أخوة العقيدة خطوطا رئيسيــــــة وخلاصة
تيسر وتوضح إدراك حقيقة الولاء والبراء في ديننا الذي نــزل به
سفير الوحي الأمين على قلب سيد المرسلين صلواة ربي وسلامه
عليه فأقـــــول وبالله التوفيق :

إن الولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهما من أعمـــــــال القلوب
لكن تظهر مقتضياتهما على اللسان والجــــــــــوارح فقد قال نبينا
صلواة ربي وسلامه عليه في الحديـــــث الصحيح : ( من أحب لله
وأبغــــض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمـــــــــــــل الإيمان ) .


فمنزلة عقيدة الولاء والبراء من الشرع عظيمة ومنها :

أولاً : أنها جزء من معنى الشهادة وهي قول : ( لا إله ) من ( لا
إله إلا الله ) أي البراء من كل ما يُعبد من دون الله .

ثانيًا : أنها شرط في الإيمان كما السلسلة العلمية المختصرة تعريف الإسلام : ( ترى كثيرًا منهـــم
يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخـــــــط الله
عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبــــــي
وما أنزل إليه اتخذوهم أولياء ولكن كثيرًا منهم فاسقون ) .

ثالثا : أن هذه العقيدة أوثق عرى الإيمان لما روى أحمد فـــــــــي
مسنده عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : قال رســـول
الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله
والبغض في الله ) .

يقول الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب رحمهــم
الله ( فهل يتم الدين أو يُقام عَلَم الجهاد أو علم الأمر بالمعـــروف
والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله والمعــــاداة
في الله والموالاة في الله ولو كان الناس متفقين على طريقــــــــة
واحدة ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء لم يكن فرقانًا بين الحق
والباطل ولا بين المؤمنين والكفار ولا بين أولياء الرحمــــــــــــن
وأولياء الشيطـــــــــــــــــــــــــــــان ) .

رابعا : أنها سبب لتذوق حلاوة الإيمان ولذة اليقين لما جاء عنـه
صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( ثلاث من وجدهــن وجد حلاوة
الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحــب
المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقــــذه
الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) [ متفق عليه ] .

خامسا : أنها الصلة التي يقوم على أساسها المجتمع المسلـــــــم
( إنما المؤمنون إخوة ) .

سادسا : أنه بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله لمـــــــا روى ابن
عباس رضي الله عنهما - قال : ( من أحب في الله وأبغـــــض في
الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك ) .

سابعا : أن عدم تحقيق هذه العقيدة قد يدخل في الكفر قال تعـــالى
( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) .

ثامنا : أن كثرة ورودها في الكتاب والسنة يدل على أهميتهـــــا .
يقول الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله - : ( فأمــــا معاداة الكفار
والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك وأكــــــــد
إيجابه وحرم موالاتهم وشدد فيها حتى أنه ليس في كتــــــاب الله
تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجـوب
التوحيـــــــــــــــــــــــد وتحريم ضده ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن تحقيق شهــــادة أن لا إله إلا
الله يقتضي أن لا يحب إلا لله ولا يبغض إلا لله ولا يواد إلا لله ولا
يُعادي إلا لله وأن يحب ما أحبه الله ويبغض ما أبغضه الله ) .

ومن صور موالاة الكفار أمور شتى تكفر صاحبها فتخرجــــــه من
ملة الإسلام نهائيا لعلي أذكر هنا بعضها :

1 - إعانة الكفار أو المشركين وأعوانهم على المسلميـــــن سواء
باللسان أو المال أو النفس أو بالقتال في صفهم أو الفــــــــــــرح
لنصرهم أو بأي نوع من أنواع المساعدات الخفية أو العلنيــــــــة
كتوفير المأوى لهم أو لقواعدهم العسكرية أو الموارد اللوجيستية
وما إلى غير ذلك من أنواع المعونة......... .

2- تسليم المسلم أو الوشاية به لسجنه أو قتله..... أو لأي سبـب
كان أو إعانة الكافر أو الطاغوت على المؤمن لطمع أو غيره .

جاء في صحيح البخاري : حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليــث عن
عقيل عن بن شهاب أن سالما أخبره أن عبد الله بن عمـــر رضي
الله عنهما أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلـــــــــــم قال :
( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجــــــة
أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنــه
كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يـــــــــوم
القيامـــــــــــــــــــــــــــــــــة ) .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم أخـــــــو المسلــــــم لا
يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيـه كان الله في حاجتــــــــه
ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربــة من كرب يــــوم
القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامـــة ) . صحيح مسلم

وهناك نقاط أخرى محظورة خطرة لكنها ليست مكفرة مثل :

3- التشبه بهـــــــــــــم في اللبــــــــــــــــاس و الكـــــــــــــــلام .

4- الإقامة في بلادهـــــــــــم ( دون الشروط الملجئة المعتبرة ) .

5- السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفـــــــــــــــــــــس .

6- اتخاذهــــــــــــــــــــم بطانــــــــــــــــــــة ومستشاريــــــــــن .

7- التسمـــــــــــــــــــــــــــــــــــي بأسمائهــــــــــــــــــــــــــــــم .

9- مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهـــم
بمناسبتها أو حضور إقامتهـــــــــــــــــــــــا .

10- مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنيـــــــــــة والحضارة
والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلـــة
ودينهم الفاســـــــــــــــــــــــــــــــد .

11- الإستغفار لهم أوالترحـــــــــــــــــــــــــم عليهـــــــــــــــــم .

قال أبو الوفاء بن عقيل : ( إذا أردت أن تعلم محـــــل الإسلام من
أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجــــــــــــــوامع ولا
ضجيجهم في الموقف بلبيك وإنما انظر إلى مواطأتهم أعـــــــــداء
الشريعـــــــــــــــــــــــــة ) .

قال الحي القيوم : { لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليـــــــــوم الآخر
يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبنـــــــاءهم أو
إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمـــــــــان وأيدهم
بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيهــا
رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألاَ إن حزب الله هم
المفلحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون } .

فقد تضمنت هذه الآية الكريمة أنه لا يتحقق الإيمان إلا لمن تباعد
عن المرتدين والمشركين والكفار وكل المحادين لله ورسولــــــــه
وبرىء منهم وعاداهم ولو كانوا أقرب قريب وقد أثنى سبحانـــــه
وتعالى على خليله إبراهيم حينما تبرأ من أبيه وقــــــــــــــــــومه
ومعبوداتهم حيث قال : { وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني بـراءٌ
مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمةً باقيةً في
عقبه لعلهم يرجعـــــــــــــــــــــــون } .

وقد نهى سبحانه وتعالى عباده المؤمنين عن اتخاذ الكافــــــــرين
أولياء فقال : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكــــــــم
أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحــــــــــق
يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتــــــم
جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمــــــودة وأنا
أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقــــــــــد ضل سواء
السبيل إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداءً ويبسطوا إليكم أيديهــــــــــم
وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون لن تنفعكم أرحامكـــــــــم ولا
أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصيـــــــــــــــر
قد كانت لكم أسوةٌ حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهـم
إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننـــــا
وبينكم العداوة والبغضآء أبــــــــــــــــداً } .

نظم الشيخ سليمان ابن سحمان رحمه الله أبياتا في الولاء والبراء
فقـــــــــــــــــــــــــــــــال :

وملة إبراهيم غُودر نهجهـــــــــــــا . . .
عفاءً فأضحتْ طامساتِ المعالــــــــــــــــم
وقد عدمت فينا وكيف وقد سفـــــــــــت..
عليها السوافي من جميع الأقالـــــــــــــــم
وماالدين إلا الحب والبغض والـــــــــولا..
كذاك البَراء من كل غــــــــاوٍ وآثــــــــــــم
وليس لها من سالك متمســـــــــــــك ...
بدين النبي الأبطحي ابن هاشـــــــــــــــــم
فلسنا نرى ما حل بالدين وانمحــــــــتْ...
به الملة السمحاء إحدى القواصــــــــــــــم
فنأسى على التقصير منّا ونلتجـــــــي ...
إلى الله في محو الذنوب العظائـــــــــــــــم
فنشكوا إلى الله القلوب التي قســـــــــت..
وران عليها كسب تلك المآثـــــــــــــــــــــم
ألسنا إذا ما جاءنا متضمــــــــــــــــــخ ...
بأوضار أهل الشرك من كل ظالــــــــــــــــم
نهش إليهم بالتحية والثنــــــــــــــــا ....
ونهرع في إكرامهم بالولائــــــــــــــــــــــم
وقد برء المعصوم من كل مسلـــــــــــم ...
قيم بدار الكفر غيـــــــــــــــــــــــــرُ مصارم
ولكـــنما العقــــــــل المعيشي عنـــــدنا ...
مسالمة العاصـــين من كـــــــــــــــــــل آثــم


هذا والحمد لله رب العالمين
***************

التوحيد حق الله على العباد

الأسماء و الصفات


ذاك ما سيتم تفصيله في الدرس القادم بعون الله تعالى ومدده

ومن كان من الإخوة له أي سؤال بخصوص
هذا الدرس حصرا فليتفضل مشكورا



الكــــــــاتب : أخوكـــــــــم في الله
العبد الفقيـر : حذيفــــة بن اليمان




تحميل الدرس كملف وورد
على روابط متعددة

السلسلة العلمية المختصرة تعريف الإسلام


والله أكبر
{ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ }



السلسلة العلمية المختصرة تعريف الإسلام





السلسلة العلمية المختصرة تعريف الإسلام

ihl : hgsgsgm hgugldm hglojwvm juvdt hgYsghl r 7 jjlm ]vs hg,ghx ,hgfvhx