أنتم بذلك تردون كلام رسول الله ، فهل كان رسول الله على خطأ لما قال لحذيفة بن اليمان "ولو جلدوك على ظهرك " أو كما قال ، هل كان على خطأ لما قال له " إلا أن تروا منهم كفرا بواح ".
قولوا لنا ممن نستقي ديننا ان كان كلام رسول الله في عرفنا يدعي الى الخجل !
إليك الرد على كل سلفي في هذه القضية:
أنا أتعجب من هؤلاء المتدينين والذين يدعون العلم، بيعتمدوا على حديث في صحيح مسلم، حديث حذيفة اللي فيه "وإن جلد ظهرك وأخذ مالك" وهذا الحديث ليس من أصول مسلم، مسلم أحاديثه نوعان أحاديث أصول وأحاديث متابعات، فأحاديث المتابعات هذه لا يدقق مسلم فيها تدقيقه في أحاديث الأصول، فهذا حديث من أحاديث المتابعات وقد قال فيه الدارقطني، هو الحديث يعني عن أبي سلام قال قال حذيفة بن اليمان يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير.. إلى آخره، وبعدين في هذا الحديث أنه في ناس يقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جسمان إنس، قال قلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع. هذا الحديث ليس صحيحا إن كان في مسلم ولكنه من أحاديث المتابعات وهو مرسل قال الإمام الدار قطني في الإلزامات والتتبع أخرج مسلم حديث معاوية بن سلام عن زيد عن أبي سلام قال قال حذيفة وذكر الحديث، فقال وهذا عندي مرسل يعني منقطع، يعني من شروط صحة الحديث أن يرويه عدل ضابط، يعني إنسان عادل مأمون في دينه ضابط يعني بيحفظ كويس ما يخربش ذاكرته يعني تكون ذاكرته سليمة تماما متقنا للحفظ وبعدين متصل السند من مبتدئه إلى منتهاه، اتصال السند شرط في صحة الحديث فهذا الحديث ليس متصل السند لأن أبا سلام هذا الذي روى عن حذيفة قالوا لم يسمع من حذيفة.
للأسف من أهل العلم لا يتقنون فقه الموازنات ولا فقه المقاصد ولا فقه الأولويات ويخلط سمك لبن تمر هندي يعني هذا وللأسف يفتون الناس في عوائص المسائل وأصبح هؤلاء الناس يتصدرون الفضائيات ويزعمون أنهم يفهمون في كل شيء وهم لا يكادون.. ويضللون الناس.. يعني يعطون الناس على غير حجمها، المسألة البسيطة يضخمونها والمسائل الكبيرة يصغرونها، فوضعوا الأمر في غير موضعه وضلل كثير من المسلمين في هذه القضية.
هذا كلام مقتبس من كلام الشيخ القرضاوي
المفضلات