وماذا عن التغييرات ؟؟؟
سنتكلم قليلا عن التغييرات الغير متعمدة ....وسنتوسع بشكل أكبر ان شاء الله ..عندما نتكلم عن التغييرات المتعمدة حيث يقع عليها الأهتمام فى هذا البحث
[ التغييرات غير متعمدة ( unintentional changes ) ]
وقد تكلمنا عنها فى المداخلات السابقة ..وهى تشمل الأخطاء الغير متعمدة من النساخ كأخطاء النظر والسمع ...إلخ
تكلم عن هذة الأخطاء دائرة المعارف الكتابية كما رأينا..........ونقرأ عنها ايضا وتحت عنوان " تشوية النصوص " ...فى الترجمة اليسوعية ...حيث تقول انه من المحتمل ان تقفز عين ناسخ مثلا .... فلا ينسخ كلمة معينة او جملة معينة
ويتحدث عنها الدكتور يوسف رياض فى كتابه وحى الكتاب المُقدس ويصنفها الى أخطاء تتعلق بالحذف والتكرار الغير المقصود وأخطاء السمع والنظر والذاكرة
ويتحدث عنها الدكتور إيميل ماهر ويقول (1)
وتحدث حبيب سعيد صاحب كتاب المدخل الى المقدس عن الأخطاء الغير متعمدة من النساخ وضرب لنا مثال جيد بسفر الملوك الأول الأصحاح التاسع (44-35) ..... والذى يعتبر نسخه طبق الأصل من الأصحاح الثامن ( 38 - 29 ) .....ويقول ان هذا كان بسبب ان الناسخ زاغت عينه ... ولا حول ولا قوة الا بالله ...ولا أدرى فى الحقيقة لماذا نرى هذا التكرار الى الان فى الكتاب المقدس ولم يتم حذفه مع العلم ان هذة الفقرة جاءت غلطة من الناسخ .!!!
وتحدث كذلك عن سفر صموئيل الاول وسقوط كلمة منه .. ولا زالت ساقطة الى الان ولا نعرف ماذا قال الكتاب الحقيقى فيها
المدخل الى الكتاب المقدس - صفحة 45
ويتكلم عنها بارت ايرمان بشكل متوسع ويقول (2)
ربما كان ناسخ من النساخ يكتب السطر الأول من نص ما ، وبعد ذلك عندما ترجع عينه إلى الصفحة ،فلربما سيلاحظ الكلمات ذاتها موجودةً في السطر التالي ،بدلا من السطر الذي كان للتوّ ينسخه؛ عندها سيواصل النسخ من هناك و ،نتيجة لذلك، سيهمل الكلمات أو السطور الواقعة بينهما أو كليهما .
هذا النوع من الأخطاء يطلق عليه ال (periblepsis ) أي (قفزة عين) الواقعة نتيجة للـ (homoeoteleuton) أي (النهايات المتشابهة)...أحد الأمور التي أعلِّمها لطلابي هي أنهم يستطيعون الادعاء بحصولهم على تعليم جامعي بمجرد أن يستطيعوا الحديث بذكاء حول (قفزة العين التي تتسبب فيها النهايات المتشابهة).
يمكننا شرح كيفية حدوث ذلك عبر التمثيل بنص إنجيل لوقا 12: 8-9 الذي يُقْرَأ كالتالي :
8 الذي يعترف بي أمام البشر ، ابن الإنسان
سيعترف به أمام ملائكة الله
9 لكن من ينكرني أمام البشر
سينكره أمام ملائكة الله
مخطوطتنا الأقدم المصنوعة من البردي لهذه الفقرة تخلو من العدد 9 بالكامل ؛ وليس من الصعوبة بمكان أن نرى كيف وقع الخطأ. الناسخ قام بنسخ الكلمات "أمام ملائكة الله" في العدد 8 ، وعندما ارتدت عينه إلى الصفحة ،لاحظت عينه الكلمات ذاتها في العدد 9 فافترض أنها هي ذاتها الكلمات التي قام للتوّ بنسخها ـ وهكذا واصل نسخ العدد 10، تاركًا العدد 9 بالكامل .
أحيانًا يكون هذا النوع من الأخطاء أكثر كارثية بشكل مريع بالنسبة لمعنى النص.
في إنجيل يوحنا 17 :15 ،على سبيل المثال، يقول يسوع في صلاته إلى الرب عن تلامذته:
لا أطلب منك أن تحفظهم من ال
عالم ، لكن أن تحفظهم من ال
شرير.
في واحدة من أفضل مخطوطاتنا (المخطوطة الفاتيكانية من القرن الرابع) الكلمات " عالم. . .من ال" نجدها محذوفة ، لكي يصبح يسوع الآن يتفوه بهذه الصلاة المشئومة " لا أطلب منك أن تحفظهم من الشرير"!
وهناك أخطاء أخرى تتعلق بطريقة كتابة الكلمات والعبارات حيث كانت تكتب الكلمات بدون فواصل .. مما أدى الى حدوث بعض الأخطاء ...كما قال الاند (3)
لن نتكلم أكثر من ذلك عن التغييرات غير المتعمدة ...وسننتقل الان الى التغييرات المتعمدة ونتكلم عنها بشئ من التفصيل ان شاء الله .....
وقبل ان نتكلم عن التغييرات المتعمدة ...علينا ان نشير الى نوع من التحريفات حدثت بعيد عن النساخ ...الا وهو التحريف بالحذف والأضافة ...ونحن هنا لا نتكلم عن فقرات وأعداد فقط ..... بل نتكلم عن أسفار ضائعة بالكامل ايضا
فيتكلم بارت ايرمان مثلا عن ضياع بعض رسائل لبولس الرسول ويقول
يمكننا أن نفترض أنه كتب رسائل كثيرة أخرى أكبر من من تلك المنسوبة إليه في العهد الجديد. فقد كان ،أحيانًا ، يذكر رسائل أخرى لم يعد لها وجود ؛ ففي 1 كورنثوس 5 : 9 ، على سبيل المثال ، ذكر رسالة كان قد كتبها قبل أن يكتب الرسالة إلى الكورنثيين (في وقت ما قبل الرسالة الأولى إلى الكورنثيين ). وذكر رسالة أخرى أرسلها إليه بعض الكورنثيين (1 كور 3 : 1) . لكنَّ أثرًا لم يبق لأيٍّ من هذه الرسائل.
ويقول حبيب سعيد ان هناك رسالة بولس تُمسى الثالثة لكورنثنوس ضائعة ...!
هذا بالأضافة الى النبوءات الضائعة مثل نبوءة سفر الملوك الأول
22: 38 و غسلت المركبة في بركة السامرة فلحست الكلاب دمه و غسلوا سلاحه حسب كلام الرب الذي تكلم به
ففى تعليق الترجمة العربية المشتركة على هذة النبوءة ... ان العهد القديم لم يحتفظ بها فى الكتاب المقدس الحالى ...!!!
وهناك ايضا أضافات حدثت فى الإنجيل ليس لها صاحب ... مثل الأضافات التى حدثت لإنجيل يوحنا مثلا ....كما قالت الترجمة اليسوعية
ويقول ايرمان
أن الفصل 21 يبدو وكأنه إضافة متأخرة . يبدو الإنجيل بالتأكيد أنه قد انتهى عند العدد 20 : 30 – 31 ؛ وأن الأحداث الواردة في الفصل 21 تبدو كنوع من الأفكار التي تخطر على البال في وقت متأخر ، ويحتمل أن تكون قد أضيفت لكي تكمل قصص ظهورات ما بعد القيامة ولتشرح أنه عندما مات "التلميذ الحبيب" المسئول عن حكاية التقاليد في الإنجيل ، لم يكن ذلك عكس النبوءة (قارن مع 21 : 22 – 23 )
وجب علينا ان نتحدث عن هذا النوع من التحريفات التى حدثت للكتاب المقدس بعيداً عن النساخ والتى تتعلق بحذف وأضافة أعداد .. لا يُعلم من حذفها واضافها كما نرى
[ التغييرات المتعمدة ( intentional changes ) ]
يتكلم عنها بروس متزجر يقول (4)
قد يبدو شيئا غريبا ان النساخ الذين كانوا يفكرون كانوا أكثر خطورة من هؤلاء التى كانوا فقط يتمنون ان يكونوا مخلصين أثناء النسخ فمعظم التعديلات التى تصنف أنها متعمدة.... قًُدمت بلا شك من نساخ ذو نوايا طيبة ....كانوا يعتقدون أنهم يصححون خطأ ما قد تم إدخاله فى النص المقدس ويحتاج للتصحيح .......ويبدو ان النساخ المتأخرون قاموا بإعادة الأخطاء القديمة التى صححها النساخ القدامى من قبل ..فمثلا فى نص الرسالة الى العبرانيين 3-1 ..هناك ملحوظة ساخطة فى هامش المخطوطة من ناسخ متأخر أعاد النص الى هيئته الأولى بعدما بدله ناسخ أخر قديم ..يقول فيها
" غبى و ساذج أترك القراءة القديمة لا تغيرها "
ويتكلم ايرمان ايضا عنه ويقول (5)
يفرق العلماء اليوم بشكل عام بين التغييرات التي يبدو أنها وقعت بشكل غير المقصود عبر أخطاء النساخ وتلك التي تقع بشكل متعمد ، أي بعد تروٍّ وطول نظر . هذه ليست تحديدات قاطعة وعجلى ،بطبيعة الحال ، لكنها تبدو حتى الآن سليمة: فالإنسان يمكنه مشاهدة كيف أن ناسخًا من النساخ يمكن أن يغفل عن طريق السهو كلمة عند كتابته أحد النصوص (تغيير عرضي) ،لكن من الصعب مشاهدة كيف أمكن للأعداد الإثنى عشرة الأخيرة من إنجيل مرقس أن تضاف إلى الإنجيل بخطأٍ في الكتابة .
ويقول ايضا (6)
التغييرات العمدية يميل تحديدها إلى أن يكون أكثر صعوبة بعض الشئ.وذلك تحديدًا لأنها حدثت (بوضوح) مع سبق الإصرار والترصد، كما أن هذه التغييرات تميل إلى أن تعطي معنى مفيدًا. وحيث إنها تعطي معنى مفيدًا ، فسيكون هناك دائما نقّادٌ يجادلون حول أن هذه التغييرات تعطي المعنى الأفضل- ما يعني أنها هي القراءة الأصلية. هذا ليس نزاعًا بين العلماء الذين يعتقدون أن النص قد تعرض للتحريف وبين هؤلاء الذين يعتقدون غير ذلك. الجميع يعلمون أن النص قد تم التلاعب به ، وإنما القضية هنا هي: أي قراءة تمثل التحريف وأيها تمثل أقدم شكل يمكننا الحصول عليه من النص. وفي هذا يتنازع العلماء أحيانا.
ربما يكون الكلام السابق مُوضح لأسباب التغييرات المتعمدة .... ولكن هذا ليس بكافى .. ولازلنا نريد أن نعرف تفصيلياً لماذا التغييرات المتعمدة بواسطة النساخ ؟؟؟ ....والسؤال الأخر .......هل يمكن معرفة وكشف هذة التحريفات ؟؟؟؟
كشف لنا البابا شنودة ان اثبات عملية وقوع التحريف فى الكتاب المقدس تأتى عن طريق المقارنة ....وهذا ما سنفعله بفضل الله ... بمجرد مقارنة مخطوطات الكتاب المقدس ببعضها البعض سيتضح لنا مواضع التحريف .... ومن خلال كلام العلماء سنعرف لماذا حرف النساخ الكتاب المقدس ...وسنقدم بإذن الله جواباً تفصيلياً على هذا السؤال ...من خلال كلام علماء المسيحية .... وسنترك المخطوطات تتكلم
يُتبع
1- مخطوطات الكتاب المقدس بلغاته الأصلية - صفحة 19 -20
2- misq Jesus pg 91-92
3- the #### of the new testament Kurt Aland & Barbara Aland - pg 282
4- The #### of the New Testament
5- misq jesus
6- نفس المرجع
[ 1- تحريف النص لأعتبارات مذهبية ]
نقلنا عن العلامة أوريجانوس ان أحد عوامل التى تسببت فى تحريف المخطوطات هى ...(1)
النسخ التى كان يتلفها الهراطقة عمداً ببث أفكارهم فيها أثناء النساخة
فى الحقيقة ان دور الهراطقة فى تحريف الكتاب المقدس ليس بالهين ....فقد كان لهم دور مزودج فى عملية التحريف .....فمنهم من قام بتحريف النصوص حتى يضع داخل النص عقيدته الخاصة ....
وبالطبع هذا ليس كلامى .... هذا كلام كبار اباء الكنيسة القدامى ......
يقول العلامة بروس متزجر ... (2)
من الصعب تقدير عدد التغييرات المتعمدة التى حدثت فى النص بسبب الأختلافات المذهبية .... اريناؤس وكلمندس السكندرى وترتليان ويوسابيوس القيصرى والكثير من اباء الكنيسة ...اتهموا الهراطقة بتحريف المخطوطات من أجل تدعيم وجهة نظرهم الخاصة .
فى منتصف القرن الثانى ...قام ماركيون بحذف أجزاء من نسخه لإنجيل لوقا
وقام تاتيان بمذج الأناجيل والتى احتوت تغييرات نصية كثيرة ...وحتى بين المسيحيين الأرثوذكس ...فكل طائفة غالبا ما كانت تتهم الأخرى بتبديل النصوص فى المخطوطات
ويقول بارت ايرمان ... (3)
كان يتم التبديل فى نصوص العهد الجديد .. لأسباب لاهوتية ... فكان الناسخ يريد ان تقول النصوص ما يقولة .... واحيانا كان هذا بسبب الخلافات اللاهوتية ...!!!
ويقول العالم كيث إليوت (4)
سوف نمر على بعض الحالات ..التى تحتوى على نصوص لاهوتية حساسة ...يبدو فيها ان النص تم قصه عمداً ..من أجل اجتناب كلمة أو عبارة ربما تسبب اشمئزاز القراء القدامى ..!!
ونقرأ فى الترجمة اليسوعية - صفحة 59 ..وتحت عنوان " تشوية النصوص "
أن هناك نساخ قاموا بإدخال تصحيحات لاهوتية ..!! على تحسين بعض التعابير التى كانت لهم مُعرضة لتفسير عقائدى خطير
قام نساخ مسيحيين ... بالرد على الهراطقة بنفس الأسلوب ايضا ...وحرفوا فى المخطوطات من أجل الدفاع عن المسيح والعقيدة المسيحية والرد على الهراطقة ....
يقول ايرمان (5)
Sometimes scribes changed their #### for more patently theological reasons, to make sure that the #### could not be used by "heretics"or to ensure that it said what it was already supposed (by the scribes) to mean.
في بعض الأحيان قام النسّاخ بتغيير النص الموجود بين أيديهم لأسباب لاهوتية واضحة وذلك حتَّى يتأكدوا من أن النص لن يُسْتَخْدَمَ من قِبَل "المهرطقين"، أو لكي يتأكدوا من أنها تقول ما يفترِضُ (النسَّاخ )أنها تعنيه بالفعل.
بل ووصل الأمر الى ان بعض النساخ فعل كما يفعل الهراطقة ..وقام بتحريف النص من أجل أن يجعلوها موافقة لأعتقادهم ....!!
يقول بارت ايرمان ..متهماً الأرثوذكس بتحريف الكتاب المُقدس (6)
فالنساخ الذين كانوا مؤمنين بالتقليد الأرثوذكسي كثيرا ما قاموا بتحريف النصوص ، أحيانا بهدف التخلص من احتمال أن " يسئ استخدامها " المسيحيون لتأكيد العقائد الهرطوقية وأحيانا ليجعلوها أكثر موافقة للعقائد التي يتبنّاها مسيحيو طائفتهم
والحقيقة ان الصراع بين الهراطقة والآرثوذكس فى هذا الشأن كبير جداا ...وكُتب فيه مؤلفات (7) ...فالنزاع كما رأينا لم يكن فكرياً فقط ....بل وصل الى المخطوطات ايضا فحتى يدعم الهراطقة عقائدهم قاموا بوضعها داخل المخطوطات ...وهكذا فعل الأرثوذكس فى الرد عليهم ......ولن نستطيع بالطبع ان نسرد جميع الأمثلة فى هذا الموضع ...ولكننا سنأخذ بعض الأمثلة التى توضح للقارئ كيفية الصراع بين
الأرثوذكس والهراطقة .
الأرثوذكس والأبيونيين
الأبيونية فرقة يهودية دخلت المسيحية ..ولكنهم لم يؤمنوا بلاهوت المسيح ..ولم يعترفوا بوجوده الالهى قبل التجسد ..وأنكروا ميلاده العذراوى
اذاً وكما نرى لم يؤمن الأبيونيين بأى وجود للمسيح قبل ولادته من مريم العذراء
فهل أثر هذا الأعتقاد على مخطوطات الكتاب المُقدس ؟؟؟
نعم رأينا هذا الأعتقاد فى أعداد فى الكتاب المقدس
نذهب الى إنجيل لوقا
3: 22 و نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة و كان صوت من السماء قائلا انت ابني الحبيب بك سررت
هذا العدد يبدو طبيعى نوعاً ....ولكن هناك قراءة أخرى لهذا العدد فى المخطوطة البيزية .....
العدد فى المخطوطة البيزية هو
3: 22 و نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة و كان صوت من السماء قائلا انت ابني أنا اليوم ولدتك
هل لاحظتم الأختلاف ؟؟؟
قائلا انت ابني الحبيب بك سررت >>>>> قائلا انت ابني أنا اليوم ولدتك
والسؤال هنا ما هى القراءة الصحيحة .....ولماذا تم تغيير القراءة اصلا ؟؟؟
يجيب علينا العلامة بارت ايرمان ويقول ان النص الأصلى هو ..انت ابني أنا اليوم ولدتك ...وتم تغيير هذا النص بواسطة النساخ المسيحيين لأنه يؤيد عقيدة الأبيونيين ان المسيح لم يولد منذ الأزل ( أنا اليوم ولدتك ) ..الى (ابني الحبيب بك سررت )
يقول ايرمان (8)
القضية الأولى التي ينبغي حلها هي : أيُّ هذين الشكلين من النص هو الشكل الأصلي وأيُّهما التحريف ؟ الغالبية الساحقة من المخطوطات اليونانية تدعم القراءة الأولى "أنت ابني الحبيب الذي به سررت"؛ وهكذا ربما تغوي هذه الحقيقة المرء لكي ينظر إلى القراءة الأخرى باعتبارها تحريفًا . المشكلة في هذه الحالة هو أن هذا العدد اقتبسه كثير من آباء الكنيسة الأوَّلون في وقت لم تكن فيه معظم مخطوطاتنا قد كتبت بعد . فالنص يتمُّ اقتباسه في القرنين الثاني والثالث في كل مكان من روما إلى الإسكندرية ومن شمال أفريقيا وفلسطين إلى بلاد الغال (فرنسا)وأسبانيا. وفي كل الحالات تقريبًا ، كان الشكل الثاني من النص هو الذي يقتبس ( "أنا اليوم ولدتُك ").
أضف إلى ذلك أن هذا هو شكل النص الذي لا يشبه كثيرًا ما هو موجود في الفقرة الموازية في مرقس. يحاول النساخ بصورة نمطيّة ،كما رأينا ،أن يوفِّقوا بين النصوص بدلا من أن يتركوها متنافرة . لذا فشكل النص الذي يختلف عن مرقس هو الذي من المحتمل أكثر أن يكون النص الأصليَّ في لوقا. هذه الافتراضات ترجح أن القراءة الأقل ورودا في المخطوطات ـ" أنا اليوم ولدتُك" ـ هي بالفعل القراءة الأصلية وأنها تعرضت للتحريف عبر نسَّاخٍ خشوا من صداها التبنَّويّ
اما العلامة بروس متزجر فلم يحسم الموقف ولكنه رجح قراءة (بك سررت )
وقال ان القراءة الأخرى (اليوم ولدتك ) أخذها النساخ من المزامير (9)
2: 7 اني اخبر من جهة قضاء الرب قال لي انت ابني انا اليوم ولدتك
لنرى المخطوطة البيزية والتى تقرأ ( انت ابني أنا اليوم ولدتك ) ... أسفل المخطوطة الفاتيكانية والتى تقرأ (قائلا انت ابني الحبيب بك سررت ) ...لنرى موضع التحريف
[ كلمة التحريف لا يمكن اثباتها عملياً الإ بالمقارنة (البابا شنودة ) ]
والسؤال ما هى القراءة الصحيحة ؟؟؟؟ لا يهمنا ما هى القراءة الصحيحة ... الشاهد أننا لدينا تحريف فى المخطوطات سواء كانت القراءة (أنا اليوم ولداك ) أو (بل سررت)
مثال أخر
رأينا كما قال لنا الأنبا غريغوريوس ان الأبيونيين لا يؤمنون بالميلاد المعجزى للسيد المسيح ...وكانوا يؤمنون أنه ولد كسائر البشر وكان أبوه يوسف النجار
فهل رأينا اثار هذا المعتقد فى المخطوطات ؟؟؟
نعم رأينا هذا المعتقد فى المخطوطات
لوقا (ترجمة الفانديك )
2: 43 و بعدما اكملوا الايام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في اورشليم و يوسف و امه لم يعلما
لوقا (الترجمة المشتركة )
2-43 وبعدما انقضت أيام العيد وأخذوا طريق العودة، بقـي الصبـي يسوع في أورشليم، ووالداه لا يعلمان
لاحظنا ان ترجمة الفانديك والتى تعتمد على المخطوطات الحديثة فيها (يوسف وأمه ).... أما الترجمة المشتركة والتى تعتمد على أقدم المخطوطات فيها (ووالداه)
واضح للجميع ان لفظ أبواه أو والداه ... يؤيد بقوة معتقد الأبيونيين ان المسيح كان له اب وأم مثل سائر البشر ....فماذا كان رد فعل النساخ المسيحيين ؟؟؟
يرد علينا العلامة متزجر ويقول (10)
فى الأصحاح الثانى لإنجيل لوقا هناك أشارت عديدة ليوسف ومريم ...وبلا شك ظهر لبعض الأشخاص فى الكنيسة الأولى ضرورة اعادة صياغة هذا النص ....لكى يحافظ على الميلاد العذراوى للمسيح
فى العدد 41 وايضا 43 ....تم تبديل النص فى بعض المخطوطات من أبواه الى يوسف ومريم ..وفى العدد 33 فى مخطوطات معينة تم تبديلها الى يوسف ...أو تم حذفها بالجملة كما حدث فى العدد 48
ويقول بارت ايرمان (11)
تغييراتٌ أخرى مضادة للآراء التبنويّة وقعت في المخطوطات التي تؤرِّخُ لحياة يسوع المبكرة في إنجيل لوقا. ففي موضعٍ واحدٍ يقال لنا أن يوسف ومريم اصطحبا يسوع إلى الهيكل وباركه رجل الله سمعان ، " وَكَانَ أَبُوهُ وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا قِيلَ فِيهِ " (لوقا 2 : 33 ). أبوه ؟!! كيف يجرؤ النص أن يدعو يوسفَ أبًا ليسوع لو كان يسوع قد وُلِد من عذراء ؟ ليس من الغريب إذن أن يغيِّر عددٌ كبيرٌ من النُسّاخ النصَّ لكي يزيلوا الإشكالية المحتملة وذلك عبر قولهم " وَكَانَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ ..." فالآن لا يسع مسيحيًّا تبنّويًّا أن يستغلَّ هذا النصَّ لكي يدعم الزعم القائل أن يوسفَ كان والدَ الطفل .
ظاهرة مشابهة حدثت بعد عددٍ قليلٍ من الأعداد في قصة يسوع ذي الاثنى عشر ربيعًا في الهيكل . للقصة خطٌّ مألوف: يوسف ومريم ويسوع يحضرون احتفالا في أورشليم لكن بعد ذلك عندما يتوجه باقي العائلة إلى بيتهم مع القافلة يتخلَّف يسوع بغير علمهم . كما يقول النص ،" أبواه لم يكونا يعلمان عن ذلك ." لكن كيف للنص أن يتحدَّث عن أبويه في الوقت الذي لم يكن يوسف أبًا ليسوع في الحقيقة ؟ عددٌ من الشواهد النصَّية "تصحّحُ" المشكلة عبر جعلها النص يُقرأ كالتالي،" وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا". مثالٌ آخرُ نستقيه من بعض الأعداد التالية، فبعد أن عادوا إلى أورشليم للبحث عن يسوع في كلِّ مكانٍ، تجده مريم بعد ثلاثة أيام في الهيكل. فإذا بها توبخه قائلة :" أنا وأبوك كنَّا نبحث عنك!" ومرة أخرى،قام بعض النسّاخ بحل المشكلة - هذه المرة عبر تحريف النص ببساطة لكي يُقرأ :"كنا نبحث عنك
لنرى كيف تغير النص فى المخطوطة الفاتيكانية من (أبواه ) ... الى يوسف وأمه فى المخطوطة السكندرية
[ كلمة التحريف لا يمكن اثباتها عملياً الإ بالمقارنة (البابا شنودة ) ]
يُتبع ...
1- الكتاب المقدس ..مخطوطاته الاصلية
2- The #### Of The New Testament Its Transmission, Corruption, and Restoration - Pg 265
3- misquoting jesus - pg 151
4- Manuscripts and the #### of the New Testament - By James Keith Elliott, Ian Moir- pg 39
5- misquoting jesus - pg 95-96
6 - misquoting jesus - pg 95-96
7- The.Orthodox.Corruption.of.Scripture.-.B.D.Ehrman
8- misquoting jesus - pg 159
9- Texual Commentary
10 - The #### Of The New Testament Its Transmission, Corruption, and Restoration - Pg 267
11- misquoting jesus - pg 158




رد مع اقتباس
المفضلات