[وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الكَافِرُونَ هَذَاسَاحِرٌ كَذَّابٌ] ص 4
وإن قالوا سحر فهذه إشادة بسحر كلامه الذي يخطف القلوب .
هههههه الكفار بيقوال هذا ساحر كذاب وانت تقول فهذة اشادة بسحر كلامة طيب وفين كلمة التكذيب لم لا تضعها
فما الذي يكذبون إذاً ؟
هم يكذبون أنه من عند الله كما كذب الكفار جميع الرسل من قبله ولا يمنع من تكذيبهم له إقرارهم ببراعة حديثه وفصاحته ولو ضمنياً بتصنيفه من الشعراء وهم فحول الشعر واللغة وبوصف كلامه بأنه سحر وعلم .
تفسيرك غير مهم نريد تفسير أولى الآمر هل نتركهم ونصدق تفسيرك .؟
لأنهم كفار يا عزيزي وليسوا مؤمنين والكافر لا يستحق العذاب إلا إذا بلغته الحجة والبراهين أن هذا الدين حق ثم هو يجحده أو يهمله أو يهجره .




وهذا لا يناقض بلاغة القرآن وبراعته فالعبرة ليست بإعجابهم به بل بكفرهم فقد نعجب نحن بشعر ما ولكننا نكره الشاعر ولا نغرم به .
لو القرآن فية حلاوة ما كانوا تركوة وهجروة عزيزى
طالما انت بتقول انهم هجروه لانهم كفار و ده لا ينفى انه ابهرهم
فما دليلك اصلا انه ابهرهم ؟
موقفهم ابعد ما يكون عن الاذهال
كيف يقول انه ابهرهم ان لم يجزبهم ؟
و كيف تجمع بين ذهولهم و ابهارهم و هجرهم اياه ؟
لا يمكن ان انبهر بشيئ.

أنت مثلاً إذا قرأت القرآن بتأني وأنت منصف يطلب معرفة الحق لا تقرأه وأنت ناقم عليه ستذهل من فصاحته وبلاغته إن كان لديك ولو خلفية بسيطة عن اللغة العربية .

نقول أن القرآن فعلاً في بعض أجزاؤه وفصوله جاء بالحقيقية فصيح العبارة وبليغ الاسلوب. وهذا أمر لا يرقي إليه شك لكل من تذوق اللغة العربية وآدابها وبلاغتها. ولكننا من الناحية الأخري نقول أن القرآن في بعض أجزاؤه يحتوي علي أخطاء واضحة في أبسط مباديء أصول اللغة وقواعدها بل إننا نجد في القرآن كلمات كثيرة ليس لها أي معني وكلمات أخري لم يفهمها أحد! وقد قال ذلك أصحاب نبى الاسلام أنفسهم كما سنري. ولكن في البداية يجب توضيح أمرين في غاية الأهمية:
.
الأمر الأول: إن فصاحة أي كتاب من الناحية اللغوية لا يمكن أبداً أن يكون دليلاً علي عظمة هذا الكتاب أو أنه صادر من عند الله لأن عظمة أي كتاب تقاس بمعانيه لا بألفاظه البليغة. والله لا يهمه إظهار قوته في بلاغة الاسلوب وقوة الألفاظ ولكن في المعاني الروحية السامية التي يتضمنها كتابه. الله لا يهمه تدريس أصول وقواعد اللغة العربية لسكان الأرض ولكن يهمه قيادة الناس لمستوي روحي عال يليق به حتي يتمتعوا بحياة السلام والفرح ويعيشوا معاً في محبة ووئام. لذلك فالبلاغة في الاسلوب ليست أبداً دليلاً علي أن الكلام موحي به من عند الله أو أن قائلها نبي من الأنبياء, لأن شيلدر الألماني مثلاً ليس نبياً, وقصائد الإللياذة والأوديسا لم يكتبها نبي ولكن شاعر يوناني موهوب. كما أن أشعار وكتابات شكسبير الرائعة التي تُرجمت للغات عديدة وإنتشرت أكثر من القرآن عشر مرات لم تجعل الإنجليز يقولون أن الملاك جبريل أوحي بها لشكسبير. مع العلم أن كتابات شكسبير لم يرد بها أي أخطاء في الأدب أو البلاغة والقواعد اللغوية.
.
الأمر الثاني: أن فصاحة القرآن وسمو اللغة العربية القديمة المكتوب بها أدت إلي صعوبة قرأته وفهمه بوضوح حتي من العرب أنفسهم! فماذا نقول عن غير العرب الذين حتي لو تعلموا اللغة العربية بعد جهد طويل سيظل القرآن بالنسبة لهم صعب الفهم إن لم يكن مستحيل علي الإطلاق. فالأمر يحتاج إلي دراسات في الأدب العربي والبلاغة العربية, لأن اللغة العربية بالذات هي لغة متشعبة جداً وغالبية كلماتها القديمة غير متداولة الآن لكنها كانت موجودة أيام كتابة القرآن. والقرآن بالذات يحوي كلمات وجمل غريبة حتي أن السيوطي كتب علي الأقل مائة صفحة في الجزء الثاني من كتابه المشهور "الإتقان" في محاولة منه لشرح ألفاظ القرآن الصعبة وجاء كلامه تحت عنوان "في معرفة غريب القرآن". هذا جعل الإمام الشافعي يقول "لا يحيط باللغة العربية إلا نبي" (الجزء الثاني – الإتقان - ص 106).
.
والسؤال الذي يفرض نفسه الآن هو .. كيف يستفيد الناس من كتاب يرسله الله لهم وهم لا يفهمون الكثير من كلاميه ومعانيه..؟!! وخاصة أن العلماء يقولون أنه يجب قراءة القرآن باللغة العربية فقط. فيقول السيوطي (لا يجوز قراءة القرآن بغير العربية مطلقاً سواء أحسن القاريء العربية أم لئلا يذهب إعجاز القرآن المقصود منه). أما الدكتور أحمد شلبي فيضيف قائلاً: (أن القرآن إذا تُرجم لغير العربية سيذهب إعجازه البياني وهذا مقصود لذاته) – تاريخ التشريع الإسلامي ص 97.
.
وهذة حقيقة أكيدة لأن القرآن لو تُرجم بألفاظه إلي اللغة الإنجليزية مثلاُ, فستذهب قيمته اللغوية ولا يمكن مقارنته بأي كتاب في الأدب الإنجيليزي أو الفرنسي أو الألماني أو أي لغة يُترجم إليها بالإضافة إلي وجود كلمات غير مفهومة أصلاُ باللغة العربية, فكيف يمكن ترجمتها للغة أخري..؟!! لكن هذا يقودنا إلي سؤال آخر: إذا كان كتاب الله لا ينبغي قراءته إلا بالعربية والصلاة أيضاً والشهادتين, لذلك تُمنع الصلاة بغير العربية في كل مساجد العالم. إذا كان الأمر كذلك فهل الله هو إله عربي لا يفهم لغة أخري؟ أم هو متعصب للغة معينة يتكلمها فقط 200 مليون علي الأكثر؟!!!