السلام عليكم
سؤال كمان
لو شخص مؤمن وبينفذ كل ما امر به الله و ربنا ابتلاه بأمر ما مثلا مرض و مات بالمرض دا او ربنا شفاه و شخص اخر لم يكن ينفذ ما امر به الله ولا بيصلى و لا اى حاجه و عاش حياته كلها غنى و مبسوط اين عدل الله بين الشخصين حتى لو كان الشخص الاول له الجنة اين عدل الله فى الدنيا انا لا اقول ان الله ظالم حاشا لله فقد حرم الله الظلم على نفسه ؟
تلك قدرة الله تعالى يا اخي.
لان المبتلى ان كان ينفذ كل ما امر الله به واقصد بذلك عمل القلب وعمل الجوارح سيعيش سعيدا في الدنيا رغم ابتلائه وسيسعد اكثر في الاخرة فليست العبرة بالظاهر الذي نراه او بما نقيسه نحن البشر بحواسنا وعقولنا بل العبرة بالطمأنينة التي يشعر بها المبتلى والجنة التي سيفوز بها. الا ترى ان الصالحين يتعبون أنفسهم بقيام الليل فهل نقول بأنهم يعذبون أنفسهم؟ انا وانت قد نقول ذلك ولكن الذي جرب ذلك وذاق حلاوته سيقيم الليل ولو وقف على الرمضاء فهو في سعادة روحية رغم ما يظهر لنا من تعب جسده.

اما المعرض عن ذكر الله فهو في قلق وضنك من العيش وان توفر له كل شيء ثم لا تنس مصيره الاسود والعياذ بالله يوم الحساب والدنيا لا تساوي جناح بعوضة مقارنة بالاخرة.

والواقع يثبت وجود كل الحالات فكم من مبتلى تعيس ساخط وكم من مبتلى سعيد راض وكم من غني تعيس جاحد وكم من غني سعيد شاكر والفصل يوم الحساب.

والرضا بما قسم الله فرض في شريعتنا. واختلاف أحوال الناس في ذلك سنة من سنن الله ودليل على قدرته جل وعلا وكلّ في امتحان هذا يمتحنه الله بالابتلاء وذاك يمتحنه الله بالنعمة.

لو شخص كان متهم بقضة و كل الادلة بتشير ضده لاكن هو بريء و اتحكم عليه بالاعدام مثلا و مات اين عدل الله اينعم اللى حكم عليه بشر بس ربنا ميرضاش بالظلم ؟
لنا احكام الظاهر نحكم بها ولله احكام الباطن يطلع عليه. والعدل في هذه الدنيا نسبي ولا يكتمل العدل الا بانتهاء الدنيا وبداية الاخرة. الا ترى بأننا نعيش حياتين دنيا واخرة اذا يجب نعايش الحياتين حتى نستوفي عدل الله فينا.
ثم من الذي يحكم على المذنب بالعقاب ومن الذي يجمع الادلة السنا نحن؟ فان اخطأنا فإنه خطؤنا وللبريئ الابتلاء من الله فان دفع الثمن وقُتل صابرا محتسبا كان ذلك سببا من اسباب رضا الله عليه وهذا قمة العدل. وعقليتنا الاسلامية التي يجب ان نفكر بها هي ان نعرف النعم من النقم بقدر تقريبها لنا من الله او ابعادنا عنه. فليست نعمة ان يتم تعيينك مديرا لبنك ربوي براتب ضخم وسيارة وامتيازات لان ذلك يبعدك عن الله ولكن النعمة كل النعمة هو ان يكتب الله لك ان تعمل في تنظيف المساجد مع ما في ذلك من تنظيف دورات المياه... وقس على ذلك يا اخي فان لم يكن الكلام مقنعا دعمناه بالقران والسنة وكلام سلفنا الصالح.

ومرحبا بأسئلتك.

اما عن خطيب الجمعة فقد اجابك الاخوة وهم اعلم مني وأثبت قدما واقرب للواقع في مصر.
اما عن مقولة
الشيخ قال الدين لله و الوطن للجميع
فإنها من تخريفات اعداء الاسلام وساجيبك بمثل منطقهم.

من صنع جهازا فهو يملكه. وكذلك الله تعالى ابدع هذا الكون وما الوطن الا من الكون فالله يملكه ولله المثل الاعلى.

والمؤمن ايضا لا يملك الوطن الا ان يحقق فيه الغاية التي خلقه الله تعالى من اجلها وهي اقامة شرع الله والتصرف في ذلك الوطن بما امره الله به.
فالدين لله وهو الاسلام عرفنا ذلك اما الوطن فيعيش فيه الجميع ونعود للمثل ان اردت استعمال الجهاز فعليك احترام الوظيفة التي صنعه من اجلها صانعه وعليك ايضا احترام طريقة تشغيله حتى لا تضر به او تعرض نفسك للخطر لان صانعه اعلم به منك وكذلك هذا الكون وهذا الوطن خلقه الله فهو اعلم به وعلينا ان ننفذ امر الله فيه فان خالفنا أفسدنا الوطن وأفسدنا اخرتنا لاننا تصرفنا في ملك الله بغير ما امرنا الله به.
بمفهوم العلمانيين ذلك يسمى خيانة وتصرف في ملك الغير دون اذنه.

والله اعلم