وهنا سؤال:هل في القرآن مجاز؟الجواب:في لغة العرب مجاز،وفي القرآن مجاز،لكن يستثنى منها صفات الله فهي ثابتة حقيقة ولا مدخل للمجاز إليها،ولا نعدل عن الصفة إلا بدليل صحيح،وهذا هو القول الراجح للعلماء.
وهنا شبهة يتداولها الرافضة هدانا الله وإياهم،ألا وهي أن القرآن الذي كان مع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه ،كانت المعوذتان قد حذفتا منه بيد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه،وجوابها:أولاً:نحن لا نعتقد بعصمة أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عن كبائر الذنوب،وثانياً:إن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه لم يسمع المعوذتين من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم،وهذا أمر طبيعي ،فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا أكثر من مئة ألف،لكنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين رضوان الله عليهما فغلب عليه ظنه(وليس يقينه)أنهما رقية شرعية،فعمله لا يتعدى درجة الاجتهاد الخاطئ بدليل أنه لم يحذف شيئاً بدون مبرر ودليل ،وثالثاً:رغم معرفته بسماع الصحابة رضوان الله عليهم لهما من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم،إلا أنه ولشدة ورعه حذفهما،لكنه كان يصلي وراء الصحابة رضوان الله عليهم وكانوا يقرأونها على مسمعه وبصره،ورابعاً:ما زلنا في عصرنا هذا نتداول جزء عم لوحده،يعني هذا حذف منه 29 جزء وليس سورة أو سورتين من قصار السور أو طوالها،فهل كلنا آثمون!!!
رؤية الله ثابتة بنصوص القرآن والسنة،وهناك فرق بين الرؤية والإدراك،فنحن نرى القمر ولا ندرك جباله ووديانه وتضاريسه،وكذلك فرب العزة جل شأنه لا تدركه الأبصار،وتأويل الرؤية بقوله صلى الله عليه وسلم:"إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر"هو تشبيه الرؤية بالرؤية وليس تشبيه المرئي بالمرئي.
صفة النزول لرب العزة جل شأنه ثابتة أيضاً كما صح حديث النزول :
عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له"
،وتأويله عند الاشاعرة وغيرهم بأنه نزول الرحمة أو الأمر أو المَلَكِ تفسير فاسد،فنزول هذه الأشياء لا يقتصر على الثلث الأخير من الليل أولاً،وثانياً:الأمر والرحمة والملك لا يقولون:"هل من داع أجيبه؟هل من سائل فأعطيه؟"كما أنهم لا ينزلون فقط إلى السماء الدنيا بل إلى الأرض مباشرة ،وهنا أيضاً إشكال لدى الكثير من الناس،ألا وهو أن نزول الله بدون تشبيه إلى السماء الدنيا،كيف نوفق بينه وبين اختلاف المواقيت؟الجواب:لنا أن نتخيل رائد فضاء ينزل في وقت معين في دمشق،وبعد ساعة سينزل في القاهرة ،ولله المثل الأعلى وليس ما ذكرناه إلى للتوضيح وإزالة الاشتباه من الأذهان،وبغض النظر عن هذا،فقدرة الله لا تقاس بقدرة المخلوقين،وهو قادر على كل شيء،وهو الذي خلق الزمان والمكان.
إذاً فنحن أهل السنة والجماعة،وسط بين المعطلة الجهمية الذين جحدوا الأسماء والصفات،وبين المجسمة الذين شبهوا الله بالمخلوقات،فنحن نثبت بلا تمثيل،وننزه بلا تعطيل.
و صفة الدهر لا تثبت لله،والحديث القدسي القائل :" قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر بيدي الأمر ، أقلب الليل والنهار"صحيح ولا غبار عليه مطلقاً،لكن المقصود به ليس كما يتبادر للأذهان،فمقصود الله بقوله:"أنا الدهر"أي أنا المتصرف في الزمان والليل والنهار مثله مثل قول مدير شركة:"أنا الشركة والعلاقات العامة والمسؤلية بكاملها أتحملها"،والدليل الأول:قوله تعالى:"أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون" أي نحن الذين نقره في الأرض وننبته ونخرج ثماره ومنها تأكلون من باب الإخبار عن الله،والدليل الثاني:هو أن صفة الدهر ليست حسنى،والدليل الثالث:هو كلمة:"أقلِّب الليل والنهار"فالله يقلِّب الليل والنهار اللذان يمثلان الدهر والزمان ،أي هو الفاعل المتصرف،ولو كانت الدهر المتمثل بالليل والنهار صفة له لقال:"أتقلب"وحاشاه،وسبق أن قلنا بأننا نقبل التأويل بدليل،وأما التأويل بغير دليل فهو تحريف للكلم عن مواضعه وهو عمل اليهود.
وصفة النفس ثابتة لله جل شأنه،ودليلها "كتب ربكم على نفسه".
الواسع أيضاً اسم من أسماء الله تعالى:"إن الله واسع عليم" على الأرجح.
والنور لا ينسب لله إلى مضافاً "الله نور السماوات والأرض".
وقول الكثيرين من الناس :"عملنا يلي علينا ،والباقي على الله"قول خاطئ،لأن فيه إيجاباً لأشياء على الله ،وهو فعل المعتزلة كما سنرى،والصواب أن نقول:"عملنا يلي علينا،والباقي فضل من الله،أو ،نسأل الله من فضله".
كما يجوز إطلاق صفات الرحيم والكريم على العباد،لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صح الحديث عنه بقوله عن يوسف عليه الصلاة والسلام:"الكريم بن الكريم بن الكريم"بتجوز حتى بأل التعريف ولا حرج بإذن الله تعالى،والعلة في ذلك هو ان الصفة إذا أضيفت للعبد قيدت بحاله،وإذا أضيفت لله أطلقت بكماله.
والذات لم ترد في كتاب ولا سنة،ولكنها لتقريب المفاهيم،ولها في اللغة ثلاثة معاني الأول:الجهة،ومثالها"تقرضهم ذات الشمال"والثاني:صاحب،ومثالها:"فاظفر بذات الدين"والثالث:"النفس"وهذا مقصودنا وأثبتنا بأن النفس صفة ثابتة لله تبارك وتعالى.
وصفة القديم لم تثبت لله لا في كتاب ولا سنة بل هي من كلام الفلاسفة.
ونحن أهل السنة والجماعة في باب الأفعال وصفة القدر لله وسط بين طائفتين:الجبرية الذين قالوا بأن العبد مجبر بأفعاله لا سلطة له عليها لأنه مخلوق،والثانية هي القدرية،وهم الذين قالوا بأن في العالم خالقين،خالق أفعال الخير وهو الله،وخالق أفعال الشر وهو الإنسان والجن،والقدرية هم مجوس الأمة،لأن المجوس اعتقدوا وجود خالقين في العالم،الظلام خالق الشر،والنور خالق الخير.
وللتوضيح أكثر نود أن نذكر بأن الإرادة نوعان،كونية وشرعية:
كفر أبي جهل مراد بالإرادة الكونية وليس مراداً بالإرادة الشرعية.
إيمان أبي جهل مراد بالإرادة الشرعية وغير مراد بالإرادة الكونية.
كفر أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه غير مراد بالإرادة الكونية ولا الشرعية.
إيمان أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه مراد بالإرادتين الكونية والشرعية.
فالجبرية غلوا في الإرادة الكونية،والقدرية المعتزلة وغيرهم غلوا في الإرادة الشرعية،ونحن أهل السنة والجماعة نثبت الإرادتين،فالله تبارك وتعالى لا يحدث في خلقه أمر خارج عن إرادته وحاشاه،والإنس والجن لديهم الإرادة والقدرة،والله تبارك وتعالى هو الذي وضع فيهما الإرادة والقدرة،والفرق بين الإرادة والقدرة،هو أن الإنسان قد يريد السرقة ولا يقدر عليها ،وقد يقدر عليها،ولو شاء الله لصرف الإرادة والقدرة ،كلاهما أو إحداهما،ومصدر ضلال هؤلاء المساكين هو أنهم خلطوا بين المحبة والمشيئة بالنسبة لله تبارك وتعالى،فالله يشاء ما يحب وما لا يحب،ولا يحب ما يشاء بالضرورة ولا غبار على هذه المسألة أبداً.
ومعنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لربه جل شأنه:"والشر ليس إليك"أي لا ننسبه إليك من باب التأدب وحسن الطاعة،ومثله نسبة نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام للضر والابتلاء إلى الشيطان.
والقضاء والقدر،يتطابقان في المعنى إذا افترقا وتجرد أحدهما عن الآخر،ويختلفان إذا اجتمعا،إذ يصبح معنى القدر ما قدره الله في الأزل عن خلق السماوات والأرض والبعث والنشور،والقضاء بمعنى ما قضاه الله في خلقه من إيجاد وإعدام وتغيير وتحويل...،ونستطيع أن نقول،القدر بمثابة الصفة اللازمة الذاتية،والقضاء بمثابة الصفة الفعلية الطارئة ،والله تبارك وتعالى أعلم.
كان الاسفراييني رحمه الله جالساً عند ابن عباد،ودخل عليه أحد المعتزلة القدرية،ونود أن نشير أن المعتزلة كانوا غالباً أذكياء،والله أعلم فيما إذا كانوا أزكياء أم لا.
قال المعتزلي:"سبحان من تنزه عن الفحشاء"يريد نفي أفعال الشر عن الله.
قال الاسفراييني:"سبحان من لا يقع في ملكه إلا ما يشاء".
قال المعتزلي:"أيشاء ربنا أن يعصى؟"
قال الاسفراييني:"أيعصى ربنا قهراً؟!"
قال المعتزلي:"أرأيت إن قضى علي بالردى أو منعني الهدى،أ أحسن إلي أم أساء؟"
قال الاسفراييني:"إن كان قد منعك ما هو لك فقد أساء،وإن كان قد منعك ما هو له فذلك فضله يؤتيه من يشاء"... فبهت المعتزلي.
و في أحد الأيام في عصر بني العباس والله أعلم،جاء رجل على ظهر ناقة للصلاة في أحد المساجد،وربط الناقة إلى مكان قريب من المسجد،ولما فرغ من الصلاة وخرج من المسجد لم يعثر على ناقته فضج وحزن واغتم وذهب إلى إمام المسجد و حكى له القصة وطلب منه الدعاء،فرفع الإمام يديه إلى السماء – وكان يدين بعقيدة الاعتزال- وقال:"اللهم إنك لم ترد أن تضيع ناقة هذا الرجل فردها عليه برحمتك يا أرحم الراحمين"فبهت صاحب الناقة وقال للإمام:"لا أريد منك هذا الدعاء يا إمام"قال الإمام:"ولم؟!"قال الأعرابي:"يا إمام،لقد دعوت إلهاً أراد لناقتي ألا تضيع وضاعت،وأنا أخشى أن يريد أن ترد علي ناقتي وتعود إلي فلا تعود ولا ترد!"....الله أكبر ..وله الحمد من قبل ومن بعد.
وهنالك مسألة خاطئة عند الأشاعرة،هم يقولون على سبيل المثال:"خلقت النار وأصلها أنها لا تحرق،لكن الله يمدها بقوة الإحراق،بدليل أنها لم تحرق إبراهيم عليه الصلاة والسلام،وخلقت السكين والأصل فيها أنها لا تقطع "ووجه الخطأ لنبينه ينبغي علينا التمييز بين مفهومين،الإرادة المطلقة،ومطلق الإرادة،فالإرادة المطلقة بيد الله وحده لا شريك له،ومطلق الإرادة هو أصل الإرادة وجذوتها ومبدأها،وهو موجود في كل شيء،الإحراق في النار،وإرواء الظمأ في الماء،والذي وضع مطلق الإرادة في الأشياء هو الخالق تبارك وتعالى،فنحن لا نعطي الأشياء الإرادة المطلقة،ولا ننفي عنها مطلق الإرادة.
الشفاعة عند الله ثابتة ،وشروطها:إذن الله تبارك وتعالى – رضاه عن الشافع – رضاه عن المشفوع له،وكنا بفضل الله تبارك وتعالى ميزنا بين التوسل والتبرك والشفاعة لكثرة خلط الناس بين هذه المفاهيم،ومن أراد التفصيل فليتفضل إلى هذا الرابط:
http://www.a7babfealah.com/vb/showth...=5585#post5585
كرامات الأولياء ثابتة في القرآن والسنة وسلف الأمة وتابعيهم بإحسان رضي الله عنهم أجمعين،سابقاً ولاحقاً،ولها مدلولات:
1 – كمال قدرة الله تبارك وتعالى.
2 – تكذيب من يقول بأن الطبيعة تفعل فتغيرها وتحدث أمراً خارقاً،وتغير العادة وخرقها دليل على تدبير الله وخلقه.
3 – آية للنبي المتبوع من قبل الولي صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً.
4 – تثبيت من الله لذلك الولي،وبناءاً على ذلك فقلة الكرامات في الأولين وكثرتها في اللاحقين ليس من قبيل التفضيل،فالمؤمن القوي قلباً وقالباً لا يحتاج إلى كرامة تقويه على أعداء الدين .
وينبغي علينا التمييز بين كرامة الولي وشعوذة الساحر،فالسحر من أفعال الشياطين،فأول شرط للساحر أن يكفر،يواظب على الأعمال والأقوال المناقضة للتوحيد والطاعات ،وكلما ازداد في كفره ازداد الشيطان في اتباعه وإجراء الخوارق التي يقدر عليها،ومن الأمور التي يقدر الشيطان أولياءه عليها هي الطيران في الهواء،والمشي على الماء،و ضرب الجسد بأسياخ ،والمشي على الجمر وابتلاعه،وتفسير الطيران في الهواء والمشي على الماء هو حمل الشيطان للساحر أو مريديه وأتباعه،وتفسير ضربه لجسده بسيخ يدخل في طرف ويخرج في الآخر ،هو أن الشيطان يلبسه ويمسكه،فيدخل السيخ في الشيطان ويخرج من الشيطان،وكذلك يلبسه فلا يحرقه الجمر الملتهب،و لمعرفة هؤلاء من هؤلاء لدينا عدة مقاييس: ... يتبع


</B></I>