خلاصة الحكمــة
التقاليد والعادات تختلف من شعب لآخر، وذلك ما يعطي الترحــال والاكتشاف فائـدة جديدة ومتعة مضاعفــة . لكــن المبادئ الأخلاقيــة والقيم الإنســانية والأســس
الحضارية تظل متقاربــة ومشتركة بين جميع البشــر، وإن تعددت الأذواق والأمزجة وتباينت المصالح والأهواء ، فهي إشــارة كافية إلى أهمية الحكمــة المتوارثة عن الآباء والأجداد .
معلم صيني طاعن بالعمــر في أواخــر أيامه
ذهب إليه تلميذ من تلاميــذه وقال له زودني بآخر كلمات الحكمــة يا معلمــي ؟
أجاب المعلم : عليك أن تنزل من عربتك حين تمر ببلدتك الأم .
قال التلميذ : نعم يا معلمي ، هذا يعني أن على الإنسان أن لا ينسى أصله.
تابع المعلم ,قال : إذا رأيت شجرة عالية فتقدم نحوها وتطلع إليها كما يليق بك .
نعم يا معلمي إن علي أن أحترم من هم أكبر مني .
وأخيرا قال المعلم : انظر وأخبرني إن كنت ترى لساني ، ثم فتح المعلم فمه بجهد واضح ،
وقال التلميذ : نعم أراه ...
قال المعلم : وهل ترى أسناني ؟
قال التلميذ : لا لم يبقى منها شيء .
وسأل المعلم التلميذ: هل تعرف لماذا ؟
أجاب التلميــذ : في تقديري يا معلمي أن اللســان بقي ســليماً لأنه طري مرن ، أما الأســنان
فقد سقطت لأنها صلبة قاسية أليس كذلك ؟
قال المعلم كلمته الأخيرة : تلك هي خلاصة الحكمــة في العالم ...
وفكر التلميذ وقال : لا شيء في العالم أطرى ولا أندى من المــاء
ومع ذلك ليس في الوجود ما يفوقه في التغلب على الأجسام الصلبة
نعم إن اللطيف يغلب الشرس القوي ، كل إنسان يعرف ذلك
لكن قلة من الناس تعمل بهذه الحكمــة
منقول
المفضلات