كتب صديق لي اسمه شريف كلاماً عن هذا الشخص المدعوا ابراهيم عيسى .. وفيه يظهر إعجابه بكلامه .. فادركت أن هناك العديد من الشباب العادي منخدعون فيه وفي كلامة وأسلوبه ومهاجمته السابقة للنظام السابق ...
وأردت أن اوضح له ولمن لا يعرفون هذا الرجل من هو ابراهيم عيسى ..
فقمت بعمل هذا البحث عن ابراهيم عيسى وجعلت العنوان " إبراهيم عيسى ذلك البهلوان "
ولماذا لا يجب الوثوق في أي كلمة تصدر من هذا الشخص المتلون كالبهلوان .. ..
ولنبدأ بعون الله قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل جبل أحد ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه ) رواه مسلم .
وقال أيضا ( الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه ) رواه أحمد ، وقال الترمذي : حديث حسن.
قال الإمام مالك في قوله تعالى " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار....
إلى قوله....ليغيظ بهم الكفار .." فقال من اغتاظ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكفرهم ولعنهم فهو كافر بنص الآية ، ولا نصيب له في الفيء لأن الله تعالى يقول : " والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا "
إنكم تمجدون و تهللون للكاتب إبراهيم عيسى... وقد يصفه البعض بأنه جريء كاتب ثائر وقد يكون بالفعل كما تصفون أو عكس ذلك ولنرى من هو أولاً ونعرف تاريخه ثم نحكم في النهاية على أفكاره.
السؤال الأول من هو إبراهيم عيسى ؟
السؤال الثاني : وهو سؤال مشروع أيضًا: ما هو هدف إبراهيم عيسى من هجومه على الصحابة وما سبب دخوله هذا المعترك وهو غير أهلٍ له؟ .. بل هو من غير أهله ..! هل هذا الذي فعل كان لخدمة قضايا الأمة وحرصاً منه على قراءة تاريخها من أجل استخلاص عبرة ما نستفيد منها في الوقت الراهن ، أم من أجل بلبلة أفكار الناس وإثارة النقاشات المغلوطة واللغط حول الماضي فيما يعد صرفًا لهمة وطاقة أبناء الأمة عن قضاياهم الملحة إذا كان إبراهيم عيسى معنيًا بها ؟
السؤال الثالث : ما علاقة اهتمامات عيسى كصحفي يتحدث عن الحريات وأزمة الرأي والديمقراطية واستبداد النظام الحاكم وما شابه ذلك من موضوعات يمكن أن تستقطب أي صحفي مناكف مع النظام وباحث عن الشهرة التي يمكن أن تصنعها له هذه المناكفة أو المنافحة ، وبين التاريخ الإسلامي وسيرة الصحابة ؟
ولنبدأ الإجابة على هذه الأسئلة
كيف بدأ إبراهيم عيسى
الماركسي القديم الذي التحق بالعمل في روز اليوسف منذ أن كان طالبا في السنة الأولى من كلية الإعلام ونعلم جميعًا توجهات روز اليوسف كمعقل للماركسيين في ذلك الوقت ...( إذا فهو بدأ حياته وفكرة الذي كون شخصيته الأساسي شيوعياً ماركسياً مؤمنا بفكرهم وتوجهاتهم ) .. ومن تفكير هؤلاء المعروف عنهم وعدم اعترافهم بالدين ولا تقديرهم لشيء سوى رغباتهم ومتعتهم في الحياة .. نجدهم قد يتحالفون أو يتغيرون حسب الظروف المحيطة بهم .. المهم في النهاية هو تحقيق الهدف والغاية التي يسعون ورائها ...
ثم إنه وبعد هذا التوجه الماركسي رأيناه أحيانُا يضع يده في يد الإخوان ضد النظام! فكيف يفعل ذلك وهو ضد أسلمه الحكم ثم يكون مع الإخوان وهو يعلم توجهاتهم نحو أسلمه النظام.
ثم ها هو تارة أخرى يغير اتجاه وبوصلته ثم ( يصبح مع العلمانيين ضد الإخوان ) انظر ماذا قال (لقد قام إبراهيم عيسي ومعه عبد الله السناوي بهجوم غريب على المستشار محمد عطية متسائلين لماذا قرأ قرآن في أول كلامه وأنهي كلامه بدعاء لله ؟ حيث أنه يرعب الأقباط بهذا الأسلوب ونحن لا نرضي بذلك ..!! ) وعلق شباب الإخوان المسلمون على هذه المقولة باستغراب شديد مؤكدين أن هذا انسلاخ من حضارة متأصلة غير مقبول فقالوا على الفيس بوك " من المقبول جداً انتقاد الإخوان المسلمين بل والهجوم عليهم .. ولكن أن تصل حالة الاسلاموفوبيا إلى حد الاحتجاج على استخدام المستشار محمد عطية لآية قرآنية في بداية حديثه) ،
ثم يلقي بخطاب في الكنائس ويتلون مرة أخرى ( ويصبح مع الأقباط بدعوى الحريات ) والدفاع عن حقوق الأقليات بعد أن عمل مع ساويرس بمرتب 300ألف جنية شهرياً .. ... قبل أن يطرد طرده منها بعد ذلك بشكل مهين نظراً لما يقره في نفسه من احتقار لهذا الشخص بعد أن علم نفاقه وجريه وراء المادة.. وقتها أخذ يمجد في أقباط المهجر ( الذي ينتقدهم كثير من المسيحيين أنفسهم ) .. بل وزاد من النفاق الظاهر في حادثة ظهور العذراء في الوراق حتى خصص في الجريدة وعلى مدار أسابيع عديدة الصفحة الأولى للتحدث عن هذه المعجزة!
ثم و مع تنامي الدور الإيراني في المنطقة نجده ( قد تشيع في نهاية الأمر ولا ندري هل هي نهاية التلون بالنسبة له أم مازال هناك المزيد..)
ولقد تم إفراد برنامج في رمضان يتحدث عن تاريخ الصحابة ثم يسب في أبي هريرة وعمر بن الخطاب والمغيرة بن شعبة. ثم يسفه صحيح البخاري ويروي أحاديث الشيعة ويظهر في مظهر المتشيع تشيعاً حقيقياً هو وجريدته وبعض الكتاب الذين بدأوا معه حياته العملية في مجلة روز اليوسف وهم كانوا أيضاً ماركسيين .. فهل نصدق انه تشيع فعلاً وتكون هي آخر التحولات أم هو بهلوان يرقص على كل الحبال ... ( ماركسي –إخواني – علماني – مناصراً للأقليات القبطية وأقباط المهجر – ثم شيعي في النهاية أو حتى الآن ) إنه يحيا كممثل سينمائيًا وليس له أي انتماء إلا لمصلحته
لقد تطاول على صحابة رسول الله . و أساء للنبي في أصحابه الذين ناصروه و آزروه و اصطفاهم له رب البرية من جميع الخلائق ليكونوا معه . الذين قال الله فيهم
ُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ... فمن هم الذين معه .. هم صحابته رضي الله عنهم أجمعين ..
و ينسى قول النبي صلى الله عليه و سلم (لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه). صحيح البخاري
و في رواية لمسلم "لا تسبوا أصحابي. لا تسبوا أصحابي. فوالذي نفسي بيده! لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مد أحدهم، ولا نصيفه". صحيح مسلم
هل يشفع له ذلك أن يتطاول على رجال خير القرون.... (( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) حديث
هل يشفع له ذلك أن يتطاول على عمر بن الخطاب... عمر بن الخطاب ! ! ! الفاروق
الذي قال عنه النبي صلى الله عليه و سلم (( إذا سلك عمر طريقا .. سلك الشيطان طريقاً آخر )) أو كما قال صلى الله عليه و سلم .
و يتهمه بالمداهنة و العدول عن الحق في قصة المغيرة بن شعبة الذي افترى عليه و اتهمه بالزنا ...
أم أن أصحاب النبي ليس لهم من يدافع عنهم و يذب عن عرضهم ....
[ {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ }الحج38
ثم لنرى أسلوبه على الشاشة .. وهو أسلوب يوضح أنه إما نصف مثقف يعلم من الكتب عناوينها أو هو ساخر يسخر من كل شيء وأسلوب إبراهيم عيسى وهو يسرد الأحداث التاريخية ثم يعلق عليها وهو مندهش وترتفع نبرة صوته تعبيراً عن الاندهاش أو السخرية
و في الحالتين هو أسلوب شخص لا يعلم التاريخ إلا من خلال كتاب واحد قرأه عن فلان أو عدة كتب تتناول نفس الموضوع ولكنها من وجهة نظر واحدة التي ينتمي هو لفكرها.. والتاريخ بالذات حينما نخوض فيه لا يجب أن يقرأ هكذا .. بل يجب أن نقرأ من جميع المصادر المعتد بها ومن كافة الاتجاهات حتى نتمكن من تكوين رأي أقرب للصحة في أي موضوع نتناوله.
أما الدليل على ضحالة فكره والذي لم يمكنه من أن يحصل على الشهرة ككاتب طوال 20 عاماً قضاها منذ تخرج وبدأ العمل في روز اليوسف حتى أوائل القرن الحالي ولكن ما جعل إبراهيم عيسى شهيراً هو أنه اتبع مبدأ خالف تعرف .. و تطاول على الصحابة رضي الله عنهم خدمة لمن مصالحه معهم الآن.
ويمكنكم التأكد من فراغ هذا العقل والأسلوب الضحل في الكتابة من قراءة مؤلفاته رواية ( العراة ) و ما فيها من قبائح وألفاظ وضيعة. وكذا روايته ( دم على نهد ) وما فيها من فكر ضحل وألفاظ سوقية يعلم حجم المأساة التي نعيشها هذه الأيام من تطاول الأقزام والسوقة على أشرف خلق الله بعد الأنبياء والله المستعان.
ولنرى كم مرة سب هذا الفاجر الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
سب أبي هريرة
ففي جريدة ( صوت الأمة ) كتب مقالا فاجرا كال فيه الاتهامات جزافا لأبي هريرة ، ولما لم يشبع ما في نفسه من أحقاد على الصحابي الجليل استعان بصديق له فنشر مقالا آخر متزامنًا مع مقاله في نفس الصحيفة ، لكاتب سطحي وشديد الجهل بتراث أهل الإسلام يدعى خالد منتصر تعرض فيه للطعن في أبي هريرة أيضًا
(1) فيبدأ مقاله باحتقار وتشهير بأبي هريرة زاعما : ( أن أبا هريرة التصق بالنبي والمسجد النبوي من أجل قوت يومه وطعام بطنه مع المعدمين والفقراء والعاطلين ) وهذا أسلوب رخيص في الكتابة ونظرة وقحة وإهانة لا تصدر إلا من حاقد !
(2) ومن افتراءته قوله ( أنه لم يكن في يوم من الأيام أو في كتاب من الكتب من أصفياء النبي أو أحبائه ولا وضعه أحد في أي طبقة من طبقات الصحابة ) !! ، وقائل هذا الكلام بدون أدنى شك لم يقرأ شيئا من كتب أهل الإسلام وخاصة أهل السنة ، لأنه لو قرأ لما أخطأ أبدا مناقب أبي هريرة المتكاثرة ومنها نيله شرف دعوة النبي له كما في صحيح مسلم . وتقريظ النبي له بأنه أحرص الناس على أحاديثه , ودعوة النبي له بالحفظ كما في صحيح البخاري . ويكفيه فخرا شهوده : الفتح الأكبر وحنين والطائف وتبوك ومؤتة . ويكفيه فخرا اشتراكه مع الصحابة في قمع المرتدين وشهود اليرموك وغزوات أرمينية وجهات جرجان . وأما قوله ( ولا وضعه أحدٌ في أي طبقة من طبقات الصحابة ) ، فلعله يقصد كتب المتطرفين من الشيعة ، أما أهل العلم في الإسلام فمكانة الصحابي الجيل أبو هريرة لديهم أشهر من أن نشير إليها ، فهو حافظ الصحابة على الإطلاق في باب السنة . ومن الحفاظ القراء للقرآن كما سيأتي وهو من المفتين على عهد الصحابة ( الأحكام لابن حزم 5 / 92 ) . وهذا نصٌّ من كتاب الخراج لأبي يوسف ص 114 يبين أن أبا هريرة كان من أعيان المسلمين وأهل الحل والعقد أيام عمر : وأن عمر بن الخطاب دعا أصحاب رسول الله فقال إذا لم تعينوني فمن يعينني ؟ قالوا نحن نعينك . فقال ياأبا هريرة ائت البحرين وهجر أنت العام . ولكن إبراهيم أبى أن ينظر لأبي هريرة إلا أنه جائع متشرد يريد أن يملأ بطنه على حساب الدين !!
(3) ومن أكاذيب إبراهيم عيسى : قوله ( أنه لم يكن من الحفاظ أو القُرَّاء ) وهذا جهل يصعب وصفه كما أنه كذبٌ مفضوح أيضا : ففي باب السنة هو من هو !! وهذا الذي يغيظ أعداءه ، وهو الحافظ الأشهر على الإطلاق لرواية السنة مع عبد الله بن عباس رضي الله عنه ببركة دعوة النبي له .. وفي باب القرآن : يكفيه فخرا أنه أخذ القرآن عرضا على أبي بن كعب الصحابي الشهير وقرأ عليه أبو جعفر أحد القراء العشرة الأئمة ، وقرأ عليه عبد الرحمن بن هرمز الأعرج , وعن الأعرج أخذ القرآن نافع المدني أشهر القراء السبعة . وبهذا نعلم أن القراءة الأكثر شهرة عند المسلمين اليوم ـ قراءة نافع ـ مدارها على أبي هريرة , وظاهر نص ابن الجزري أنه لا يشاركه أحدٌ فيها إذ يقول ( تنتهى إليه قراءة أبي جعفر ونافع ) غاية النهاية 1 / 370 . وقال الذهبي : ( ذكرته في طبقات القراء .. وذكرته في تذكرة الحفاظ فهو رأسٌ في القرآن وفي السنة وفي الفقه ) السير 2 / 249 . فبماذا يرد إبراهيم عيسى المفترى صاحب الأكاذيب والأحقاد ؟!
(4) ومن طعونه الوقحه : اتهامه لأبي هريرة بأنه كان مغمورًا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يظهر إلا في عهد بني أمية حيث يقول : ( كان من الثابت أنه لم يكن ملء السمع والبصر إلا بعد صعود الدولة الأموية والحاجة ماسة إلى سند ديني ومساندة شرعية للخلاص من أزمة وسمعة قتل آل البيت والدم المسفوك والعرش المغتصب ) !! ، وهذا كلام أشبه بالحواديت ولغة المقاهي ، لأن قائله لم ينل الحد الأدنى من العلم ، إذ كيف يجهل حتى قارئ مبتدئ للتراث الإسلامي مثل إبراهيم عيسى أن أبا هريرة ( ت 57 أو 58 هـ ) قد ودع الدنيا في خلافة معاوية وقبل فتنة مقتل الحسين ( ت 61هـ ) وما جرى فيها في عهد يزيد ، مع العلم أيضا أن أبا هريرة كان من المعتزلين للقتال الذي جري بين علي ومعاوية . ثم إن هذا كلام خطير ينم عن تشيع واضح في صورته المتطرفة وطعن قبيح في صحابي جليل !! وما الذي يقصده إبراهيم عيسى بقوله : ( عرش مغتصب !! وقتل آل البيت !! ) ، عرش إيه يا إبراهيم ، وضح للناس مذهبك الجديد بدون تقية ؟! الذي تجهله أيضا يا إبراهيم فوق جهلك الذي فضحناه آنفا ، أن أبا هريرة هو أكثر الرواة الذين رووا فضائل عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، وحبه الفائق لهم مبسوط في كتب السنة ، ورواية زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق عنه تدفع كذب المفترين عليه .
أما علاقته بمروان بن الحكم فقد توطدت وتوثقت بسبب موقفه الصائب الذي وقفه في الفتنة زمن عثمان وأنه كان ممن نصر عثمان يوم الدار . فكان مطيعا لمروان كأمير ومع ذلك كان ينصحه ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر . ولولا الإطالة لذكرنا الروايات الكثيرة في هذا الباب والتي انتقد فيها مروان . راجع : المستدرك ( 4 / 91 ، 463 ) .
سب الصحابة كما يفعل الشيعة
أصبح إبراهيم عيسى متخصصا في سب الصحابة ، وبعد أن كانت افتتاحيات صحيفته مخصصة لأحوال مصر السياسية ، أصبحت مخصصة لأحوال دولة الخلافة الإسلامية الأولى السياسية وما دار فيها ، لكي ينفث من خلال ذلك أحقاد نفسه ضد أصحاب النبي الكريم ، وينشر على القراء في مصر ترهات متطرفي الشيعة وأكاذيبهم وبذاءاتهم عن الصحابة رضوان الله عليهم ، ها هو إبراهيم عيسى يجرب بطولاته الوهمية مع شخصيات بينه وبينها ألف وأربعمائة عام ، رغم أنه ـ كما حققته من متابعة كتاباته ـ جاهل جهلا مركبا بالتاريخ الإسلامي ، وأكثر جهلا بأحكام الإسلام وشرائعه ، وأخطر من ذلك ما يقطر به قلمه من سموم سوداء ضد أصحاب النبي ، وبينما ينقب المسلمون عن مناقب الصحابة وفضلهم ينقب هو عما يصوره له خياله المريض ، ومرجعياته الشيعية المريضة من سوءات وفضائح للصحابة ، ويفرح فرحا كبيرا إذا تخيل أنه أثبت أن هذا الصحابي كذب أو أنه سرق أو خان أو زنى ، فإن لم يكن ذلك مرض القلب ذاته ، فما هو المرض ، فبعد طعنه في " أبو هريرة " ووصفه بما لا يليق ثم طعنه في " صحيح البخاري " وتشكيك الناس في أحاديثه ،
سب السيدة عائشة والعشرة المبشرين بالجنة
سبَّ أم المؤمنين السيدة عائشة وعثمان وغيرهم من الصحابة والعشرة المبشرين بالجنة ووصفهم فيه بأنهم " أسوأ الشخصيات في تاريخ الإسلام " . وقد كتب ملحق لجريدة الغد المنسوبة لحزب أيمن نور في تاريخ 4/10/2006 بعنوان أسوأ عشرة شخصيات في الإسلام من عائشة أم المؤمنين إلى عثمان الخليفة الراشد " . فبدأ بعثمان ثم الزبير بن العوام ثم عائشة ثم عمرو بن العاص ثم طلحة بن عبيد الله ثم المغيرة بن شعبة ثم معاوية ثم عبد الملك بن مروان ثم يزيد بن معاوية ثم الحجاج بن يوسف الثقفي . ولم يكتب محرر الملحق اسمه بل علا صفحة البداية للملحق صورة أيمن نور !! وقد أعدت هذه الصفحات بعناية خبيثة ولئيمة تؤدي في نهاية المطاف لهدف واحد هو : إفقاد الثقة في الصحابة حملة الإسلام . وبالتالي إفقاد الثقة فيما حملوه إلينا وهو الإسلام !!
ومما ينبغي التنبه له أن " جريدة الغد " الأخرى للجناح المنشق على أيمن نور تمارس دورا مشبوها مفضوحا أيضا في الترويج للتشيع ، والصراعات على هذا الأمر طفت على السطح هذه الأيام مما جعلت أحدهم ينشق ويحذر من خطورة هذا التشيع البغيض.
نراه في الأسبوع التالي مباشرة يواصل مسيرة الاستباحة لأعراض الصحابة ويسرح ويمرح في صحيفته ليأتي لنا كل أسبوع بصحابي جديد ليطعن فيه، حيث أصبح الصحفي المتخصص في سب أصحاب النبي أسبوعيا في مصر.
سب الصحابي المغيرة بن شعبة
""في عدد جريدته يوم الأربعاء 11 / 10 / 2006م ، وإن كان الهجوم والتشويه المتعمد موجها للصحابي الجليل المغيرة بن شعبة ، المجاهد البطل والفاتح العظيم وأحد أصحاب الشجرة ، وإن كان أضاف خلاله اللمز والغمز المستبطن والصريح لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
وقبل الرد على أكاذيبه ومفترياته التي ينقلها من تراث الشيعة أرى لزاما علي أن أقدم طرفا من السيرة العطرة للمغيرة بن شعبة رضي الله عنه ، ليعرف الناس من هو هذا الصحابي الجليل الذي يتعرض له صاحب هذا القلم المريض بالطعن في عرضه ودينه ، عامله الله بما يستحق .
1ـ المغيرة بن شعبة أحد أصحاب " بيعة الرضوان " الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة والذين قال الله عنهم : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } فبنص هذه الآية هو ممن رضي الله عنه من أولئك الصفوة الأخيار ومن رضي الله عنه لا يسخط عليه أبدا ، ولكن العلامة الجهبذ إبراهيم عيسى لا يرضى عمن رضي الله تعالى عنهم في محكم آياته التي يتلوها المؤمنون إلى قيام الساعة ، هل تعرف من هم أصحاب الشجرة أيها الشيعي المتطرف أم أن كتابات "أهل الضلال" قد ملأت عليك قلبك حتى أظلم .
قال إبراهيم عيسى ما نصه :
(قد عزل المغيرة بن شعبة عن ولاية الكوفة ؛ لأن قوما شهدوا عليه أنهم وجدوه على ريبة مع امرأة أي أنهم شاهدوه يضاجع امرأة غير امرأته ، وهي مسألة عجيبة أن يضاجع والي الكوفة شخصيا امرأة على مرأى ومسمع من أربعة رجال كأن في هذا حماقة تشبه الهوس أو إهمالا يقارب الهطل)
(... وتروي كتب التاريخ أن سيدنا عمر قد حاصر الشهود حتى أربكهم فلم تثبت التهمة حيث تراجع شاهد وهو محمد بن أبي بكرة عن الشهادة ) اهـ .
وقال : ( ثم ولاه الكوفة مرة أخرى وهو أمر يستدعي الدهشة من إصرار عمر على تولية الرجل الذي لم تمنعه مكانته من إتيان امرأة في وقت ومكان يسمح لآخرين أن يروه بل وأن يتحققوا من الفعل كله لكن يبدو أن دهاء المغيرة وقدرته السياسية جعلته رجل دولة لا يستغني عنه عمر بسهولة دعته إلى الحفاظ عليه من تطبيق الحد كما يذهب في ذلك عدد من المؤرخين ) اهـ.
هذه هي الواقعة كما صورها إبراهيم عيسى ، والتي سنرى بعد قليل حجم التزوير والتلفيق و الكذب فيها. لكن ماذا يستنتج قارئ كلام إبراهيم عيسى من روايته ؟ ، سيستنتج الفظائع التالية:
الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة زنا بامرأة على مشهد عام من أربعة رجال رأوه وسمعوه وهو يزنى بها ، وهذا طبعا ما تستحي الحيوانات من فعله.
يفسر إبراهيم عيسى هذا الفعل المشين بأنه بسبب حماقة المغيرة التي تشبه الجنون وإهماله الذي يشبه العبط.
ضغط أمير المؤمنين عمر الفاروق رضي الله عنه على الشهود وأربكهم حتى أضطر أحدهم وهو محمد بن أبي بكرة – رضي الله عنه – إلى التراجع وبذلك سقطت التهمة عن المغيرة. وهذا يعنى أن عمر رضي الله عنه جامل المغيرة في حد من حدود الله.
برغم هذه الجريمة النكراء وهذه الكبيرة أصر عمر على إعادة تولية المغيرة وذلك لمصالح سياسية.
هذه الاتهامات موثقة لأنها نقلا عن المؤرخين المعتمدين كالطبري وابن كثير.
الآن دعونا نرى الواقعة كما جاءت في المصادر التي ادعى إبراهيم عيسى أنه أتى بالقصة منها
هذا نص القصة "الحقيقية" والتي ندرك من خلالها ما يلي:
• حدثت القصة في البصرة وليس في الكوفة كما أدعى إبراهيم عيسى.
• كان المغيرة في بيته وقت القصة وليس على مشهد ومسمع من الناس كما صور إبراهيم عيسى.
• فتحت الريح العاصفة بشكل مفاجئ شرفة بيت أبي بكرة وكذلك شرفة بيت المغيرة – والبيوت بسيطة في ذلك الزمان – فوقع بصر أبي بكرة على المغيرة وهو على امرأة ظن أنها ليست زوجته وأنها امرأة أخرى اسمها أم جميل. فمن باب الأمانة دعا أصدقاء كانوا يزورونه لينظروا ويثبتوا حالة الزنا التى اعتقدها.
• أنكر عليه أصحابه اتهام المغيرة لأنهم لا يستطيعون رؤية المرأة وقد تكون طبعا زوجته.
• لما خرجوا إلى الصلاة تعرض أبو بكرة للمغيرة ومنعه من إمامتهم وأخبره بما رأوه وأنهم سيرفعون أمره إلى أمير المؤمنين عمر.
لما بلغت الشكوى عمر رضي الله عنه اتخذ قرارا حاسما وسريعا بعزل المغيرة وتولية أبي موسى الأشعري مكانه حتى يتم التحقيق في الشكوى.
التحقيق الذي تم كان بسيطا ومباشرا بسؤال كل من الشهود الأربعة عما رآه. فشهد ثلاثة شهادة متقاربة وقال الرابع أنه لم ير وجه المرأة. فسقطت الدعوى وأقيم الحد على الثلاثة كما نص القرآن. اقرأ الحوار الذي دار بين الشهود الأربعة وعمر فلا تر فيه إرباكك ولا ضغطا مما لمز به إبراهيم عيسى الفاروق عمر.
الذي لم يشهد كان زياد بن أبيه ولم يكن محمد ابن أبي بكرة كما زعم إبراهيم عيسى، وهو خطأ يبدو متعمدا وإلا كيف يغفل أن أبا بكرة هو صاحب الدعوى وهو الذي حمس أصحابه عليها. ولعل إبراهيم عيسى أراد أن يقحم اسم أبي بكرة هنا وأنه تراجع عن شهادته ليبرهن على عدم عدالته وهو صاحب الحديث المعروف ( خاب قوم ولوا أمرهم امرأة ) وهو في البخاري ليتابع سلسلة تجنيه على أصح كتاب بعد كتاب الله. ولعله أيضا استهل بهذه القصة الملتوية للطعن أيضا في البخاري وصحيحة حيث للمغيرة بن شعبة رضي الله عنه في الصحيحين اثنا عشر حديثا وانفرد له البخاري بحديث ومسلم بحديثين.
وموقف أبي بكرة وأصحابه كان عن اعتقادهم بما ظنوا أنهم رأوه. وأبو بكرة هذا هو مولى النبي صلى الله عليه وسلم اسمه نفيع بن الحارث تدلى في حصار الطائف ببكرة – فسمي بعد ذلك بهذا الاسم - وفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم على يده وأعلمه أنه عبد فأعتقه .
رأى إبراهيم عيسى بخياله المريض أن عمر ولى بعد ذلك المغيرة الكوفة برغم فعلته إيثارا لدهائه السياسي ، وكأن إبراهيم عيسى يصر على اتهام المغيرة بالزنا، وبتغاضي عمر عن ذلك. والمعروف أن الكوفة كانت من البلاد المرهقة للخلفاء وكان أهلها لا يعجبهم العجب وكثيري الشكوى من أمرائهم ورأى أن يوجه إليهم المغيرة لكفاءته. و المعروف أيضا شدة عمر مع عماله وكيف كان يعزلهم لأدنى شبهة وهذا مستفيض ويعرفه القاصي والداني.
الواقعة الثانية
يرويها إبراهيم عيسى بطريقة سينمائية ، صور فيها المغيرة أنه أخذ يتملق على بن أبى طالب بعد توليه الخلافة وأوعز إليه أن يقر معاوية على ولاية الشام حتى إذا استقر له الأمر عزله و لكن عليا لم يعره اهتماما ، ثم قبيل موت على بن أبي طالب انضم المغيرة لمعسكر معاوية الذي بدأ في الرجحان ويمكر على عبد الله بن عمرو بن العاص ليمنعه من تولية الكوفة ويتولاها هو بدلا منه.
وهذه القصة أعجب وأقرب للمهاترات السياسية والتاريخ يكذب إبراهيم عيسى فيها بصورة مدهشة:
• المغيرة بن شعبة رضي الله عنه كان من دهاة السياسة وحكمائها ولو كان انحاز لطرف في الفتنة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما لاشتهر أمره، ولكن الواقع أن المغيرة اعتزل الفتنة تماما وأقام زمنها في الطائف ( انظر مثلا سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي 3/493).
نصيحته لعلي بن أبي طالب وجاهتها واضحة، بل ربما نقول الآن بعد ما عرفناه من أحداث الفتنة، أن ذلك كان رأيا حصيفا ثاقبا لإخماد الفتنة ولا شبهة على الإطلاق أن وراءه أغراضا شخصية بدليل اعتزاله بعد ذلك الفتنة كلها.
أول ظهور للمغيرة رضي الله عنه بعد اعتزاله الفتنة، كان عندما كلفه معاوية بإمارة الحج سنة 40 هـ بعد مقتل علي رضي الله عنه بثلاثة أشهر وبعد أن استتبت الخلافة لمعاوية ثم ولاه بعد ذلك إمارة الكوفة سنة 41 وحتى وفاته في سنة 49هـ. وواضح من ذلك أن المغيرة لم ينضم إلى معاوية عندما بدأت كفته ترجح على علي رضي الله عنهما كما أراد إبراهيم عيسى أن يزور الأحداث.
وبعد ... فترى ما الذي حمل هذا الصحفي في أيام العبادة من العشر الأواخر من رمضان أن يشغل المسلمين بقصة ملفقة وبافتراءات عارية عن الصحة ؟ وكنا نتوقع أن يساهم في توجيه المسلمين في رمضان للاقتداء بالمغيرة بن شعبة رضي الله عنه ، هذا القائد الشجاع الذي خاض مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كل غزواته بعد بيعة الرضوان ثم ساهم في فتوح العراق وفتوح الشام وفقد عينه في معركة اليرموك ، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدم أصنام ثقيف ، وكان ممن بعثهم سعد بن أبى وقاص – رضي الله عنه – في معركة القادسية إلى القائد الفارسي رستم واستعمله عمر وعثمان ومعاوية رضي الله عنهم في الولايات المختلفة.
ثم ماذا يعني أيضا تعريضه بعمر رضي الله عنه بهذا الشكل الوقح ؟
( لماذا يتعمد تزوير التاريخ أو الضغط على بعض أحداثه ليستنتج منها أشياء لا تمت إلا الواقع بصلة ؟ )
ربما يرى البعض أن جهل إبراهيم عيسى هو الذي أوقعه في هذه السقطات الكبرى ، ولكن المتأمل في طريقة عرضه للأحداث وبدون أي مناسبة وطنية أو سياسية في مصر يثير الريبة في مسلكه بأن وراءه فكرا شيعيا معروفا عنه كرهه للصحابة و تعديه عليهم.
إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ، هم أفضل الخلق بعد الأنبياء وهم نقلة الدين وحملته إلى ربوع الدنيا. وهم بشر غير معصومين ولهم أخطاء وقعت لهم ولكنها لا تذكر في بحار حسناتهم وأعمالهم وتضحياتهم لهذا الدين. وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتعرض لهم وقال (لا تخوضوا في أصحابي ) ولذلك وجدنا أئمة المسلمين في العصور الزاهرة أمسكوا عن الخوض في الخلافات التي وقعت بين الصحابة لأنهم عرفوا لهم قدرهم ومقامهم ومكانتهم في الإسلام ...
هذا البحث قمت به وهو عمل تجميعي لبعض الردود على ذلك البهلوان وسرد لتاريخة منذ بدايته حتى يعلم الجميع من هو ابراهيم عيسى الذي يتلون على كل لون ... ويمشي على كل الحبال
المفضلات