بكل بساطة يا أخت إيمان ، النسخ هو تغيير حكم آية بآية أخرى نزلت بعدها ، و لا يكون ذلك إلا في قضايا المعاملات أي تلك التي تستوجب الأمر و النهي و الإباحة و المنع و التحليل و التحريم ، و لا يتعلق النسخ بالعقيدة أو الأخبار . يقول تعالى : " ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير" . إذن ، فالنسخ أمر مشروع في الشريعة الإسلامية ، كما هو معمول به في الشرائع الوضعية . أما غاياته فمتعددة ، كالتدرج في التحريم مراعاة للظروف و تهيئة للنفوس لقبول الحكم الشرعي ، مثل تحريم الخمر ، الذي اتبع فيه القرآن الكريم التدرج في تحريمه . و هكذا فالآية " لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى " التي تمثل مرحلة من مراحل التحريم ، نسخ حكمها الذي كان يبيح شرب الخمر في غير أوقات الصلاة بحكم الآية التي جاءت بعدها و التي تنص على تحريم الخمر ، و هي قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ . وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ".