السلام عليكم أخي قاصف :

لنبدأ من سؤالك الأخير :
و إلا لماذا نُهينا أن نقول فلان النصراني\يهودي\وثني\ملحد (الله يرحمه)؟



أتمنى أن تجيبني على هذا السؤال!
نعم ، لا يجوز الترحم على الكافر ، و لا الاستغفار له في دعائنا و ذلك في هذه الدنيا ، أما في الآخرة ، تبقى مشيئة الله ،و انظر ماذا يقول ابن القيم في مسألة إخلاف الله لوعيده : " أما الوعيد فمذهب اهل السنة كلهم إن إخلافه كرم و عفو و تجاوز يمدح الرب تبارك و تعالى به و يثنى عليه به فإنه حق له إن شاء تركه و إن شاء استوفاه ، و الكريم لا يستوفي حقه فكيف بأكرم الاكرمين . و قد صرح سبحانه و تعالى في كتابه في غير موضع بأنه لا يخلف وعده و لم يقل في موضع واحد لا يخلف وعيده . و قد روى أبو يعلى الموصلي ثنا هدبة بن خالد حدثنا سهيل بن أبي حزم ثنا ثابت البنائي عن انس بن مالك رضي الله عنه إن رسول الله قال : " من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه و من واعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار " .

و بالنسبة لمسألة تأبيد الخلود للكافرين في الآيات التي أوردتها ، يرد عليها ابن القيم بما يأتي :

" انه سبحانه و تعالى أوجب الخلود على معاصي الكبائر و قيده بالتأبيد و لم يناف ذلك انقطاعه و انتهاءه فمنها قوله تعالى: " و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و اعد له عذابا عظيما " .و منها قول النبي : " من قتل نفسا بحديدة فحديدته في يده يتوجا بها في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا " و هو حديث صحيح . و كذلك قوله في الحديث الآخر في قاتل نفسه " فيقول الله تبارك و تعالى بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة " و أبلغ من هذا قوله تعالى : "و من يعص الله و رسوله فان له نار جهنم خالدا فيها أبدا " . فهذا وعيد مقيد بالخلود و التأبيد مع انقطاعه قطعا بسبب العبد و هو التوحيد فكذلك الوعيد العام لأهل النار لا يمتنع انقطاعه بسبب ممن كتب على نفسه الرحمة و غلبت رحمته غضبه . فلو يعلم الكافر بكل ما عنده من الرحمة لما يئس من رحمته كما في صحيح البخاري عنه خلق الله الرحمة يوم خلقها مائة رحمة و قال في آخره فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم يياس من الجنة و لو يعلم المسلم بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار." .


تحياتي و تقديري .