الوصية التاسعة
وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى
وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى . أى اعدلوا فى القول ولا تتجاوزوا فيه الحد المقبول شرعا ولو كان الذى تقولون فيه من ذوى القربى . فالبعدل تبنى أسس الدولة وتصلح شئون الأمم والأفراد
قال سبحانه وتعالى
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا } 135 من سورة النساء
يأمر الله سبحانه وتعالى عباده بأن يكونوا قوامين بالعدل أى مبالغين فى الإتيان بالعدل على خير وجه ولا تأخذهم فى الله لومة لائم . ولا يصرفهم عن الله صارف . وأن يؤدوا الشهادة لله إبتغاء رضوانه شهادة خالية من التحريف والتبديل والكتمان ولو كانت على أنفسكم فإشهدوا الحق ولو عاد ذلك ضرره عليكم أو على والديكم والأقربين فإن بر الوالدين وصلة الاقارب لا تكون بالشهادة لغير الله . ولا تراعوا غنيا لغناه . ولا فقيرا لفقره بل إتركوا الأمر لله فالله يتولى أمرهما وهو أعلم بما فيه صلاحهما فلا تحملنكم العصبية وهوى النفس على ترك العدل فيما بينكم . وأن تلووا ألسنتكم بالشهادة تحرفوها أو تعرضوا عنها فإعلموا أن الله بما تعملون خبير وسيجازيكم بذلك .
قال سبحانه وتعالى
( وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ )(البقرة/283)
وفي الصحيحين من حديث أبي بكر رضى الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقال "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله قال عليه الصلاة والسلام : " الإشراك بالله " وتلي هذه الكبير كبيرة العقوق الإشراك بالله " وعقوق الوالدين " وكان متكئا – بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم - فجلس ثم قال : " ألا وشهادة الزور ألا وشهادة الزور ألا وشهادة الزور "
فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت صلى الله عليه وسلم
[ واه البخارى ومسلم ]
****
يتبع إن شاء الله سبحانه وتعالى





رد مع اقتباس
المفضلات