1301 - " طلب الحلال جهاد ، و إن الله يحب المؤمن المحترف " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/466 ) :
ضعيف
أخرجه محمد بن مخلد في " فوائده " من طريق ابن فضيل عن ليث عن مجاهد عن ابن
عباس مرفوعا .
و كذا رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 9/2/89/2 ) و كتب بعض الحفاظ و أظنه
ابن المحب ، كتب على الهامش بجانبه :
" ساقط " .
قلت : و علته ليث و هو ابن أبي سليم ، ضعيف كان اختلط .
و من طريقه أخرج الشطر الأول منه ابن عدي في " الكامل " ( 312/1 ) لكنه جعله من
مسند ابن عمر . و هو رواية لابن مخلد بالشطر الثاني فقط .
و كذلك أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2/128 ) و قال عن أبيه :
" هذا حديث منكر " .
و للشطر هذا طريق أخرى عن ابن عمر أخرجه ابن عدي ( 24/1 ) من طريق أبي الربيع
السمان عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عنه .
و كذلك أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3/193/2 ) و في " الأوسط " ( رقم - 9097
) و الباغندي في " حديث شيبان و غيره " ( 190/1 ) و قال الطبراني :
" لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد ، تفرد به أبو الربيع " .
قلت : و اسمه أشعث بن سعيد السمان و هو متروك كما في " التقريب " .
و من هذا التخريج يتبين تقصير الهيثمي بإعلاله الحديث بعاصم فقط ! قال في "
المجمع " ( 4/62 ) :
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و فيه عاصم بن عبيد الله و هو ضعيف
" !
و إن كان لابد من الاقتصار في الإعلال على أحدهما فإعلاله بأبي الربيع أولى
لأنه أضعف الرجلين . و قد ساق الذهبي الحديث في ترجمته في جملة ما أنكر عليه من
الأحاديث .
(3/300)
________________________________________
1302 - " آفة الحديث الكذب ، و آفة العلم النسيان ، و آفة الحلم السفه ، و آفة العبادة
الفترة ، و آفة الظرف الصلف ، و آفة الشجاعة البغي ، و آفة السماحة المن ،
و آفة الجمال الخيلاء " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/467 ) :
موضوع
رواه الطبراني في " الكبير " ( 2688 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 8/2 ) عن
محمد بن عبد الله أبو رجاء الحبطي عن أبي إسحاق عن الحارث أن عليا رضي الله
عنه قال : فذكره مرفوعا .
ثم رواه هو و أبو بكر الأبهري في " الفوائد المنتقاة " ( ق 136/2 - 138/2 ) عن
حماد بن عمرو النصيبي أبي إسماعيل عن السري بن خالد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن
جده علي به و زاد :
" و آفة الظرف الصلف ، و آفة الجود السرف ، و آفة الدين الهوى " .
قلت : و كتب أحد المحدثين - و أظنه ابن المحب - على الهامش أنه حديث موضوع .
قلت : و ذلك لظهور الصنع و الوضع في متنه ، و آفته الحارث ; و هو الأعور
الهمداني ضعيف متهم .
و في الطريق الأخرى النصيبي و هو وضاع . و السري بن خالد مجهول .
و أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 1/1/77 ) من طريق ابن لال عن محمد بن بكير
الحضرمي حدثنا الحسن بن عبد الحميد الكوفي عن أبيه عن جعفر بن محمد به .
و الحسن هذا متهم ، قال الذهبي :
" لا يدرى من هو ، روى عنه محمد بن بكير حديثا موضوعا في ذكر علي عليه السلام "
.
و كذا في " اللسان " .
و الحديث من أحاديث " الجامع الصغير " الموضوعة و ما أكثرها فيه ، فكن على ذكر
منها و حذر .
(3/301)
________________________________________
1303 - " آفة العلم النسيان ، و إضاعته أن تحدث به غير أهله " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/468 ) :
ضعيف
رواه أبو سعيد الأشج في " حديثه " ( 222/1 ) حدثنا أبو أسامة عن الأعمش قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و رواه أبو الحسين الأبنوسي في " الفوائد " ( 24/2 ) عن علي بن الحسين قال :
حدثنا أبو داود عن الأعمش قال : كان يقال : فذكره و لم يرفعه .
قلت : و الوقف أصح ، و المرفوع ضعيف معضل .
(3/302)
________________________________________
1304 - " آل محمد كل تقي " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/468 ) :
ضعيف جدا
و هو من حديث أنس ، و له عنه ثلاث طرق :
الأولى : عن نافع أبي هرمز قال : سمعت أنس بن مالك قال : قيل : يا رسول الله من
آل محمد ؟ قال : كل تقي .
أخرجه أبو بكر الشافعي في " الرباعيات " ( 2/19/2 ) و أبو الشيخ في " عواليه "
( 2/34/1 ) و تمام في " الفوائد " ( 239/2 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح
المعاني " ( 149/1 ) و كذا العقيلي في " الضعفاء " ( 435 ) و قال :
" لا يتابع عليه - يعني أبا هرمز - الغالب على حديثه الوهم " .
قلت : قال الذهبي في " الميزان " :
" ضعفه أحمد و جماعة ، و كذبه ابن معين مرة ، و قال أبو حاتم : متروك ذاهب
الحديث ، و قال النسائي : ليس بثقة " .
ثم ساق له هذا الحديث .
الثانية : قال أبو بكر الشافعي : حدثنا محمد بن سليمان : حدثنا أبو نعيم :
حدثنا مصعب بن سليم الزهري قال : سمعت أنس بن مالك به .
قلت : و هذا إسناد واه جدا ، رجاله ثقات ، رجال مسلم غير محمد بن سليمان هذا
و هو ابن هشام أبو جعفر الخزاز المعروف بابن بنت مطر الوراق ، و هو متهم .
قال الذهبي : " ضعفوه بمرة . قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به بحال . و قال
ابن عدي : يوصل الحديث و يسرق " . ثم ساق له أحاديث من أكاذيبه !
الثالثة : عن نعيم بن حماد : حدثنا نوح بن أبي مريم عن يحيى بن سعيد الأنصاري
عن أنس بن مالك به و زاد : " إن أولياؤه إلا المتقون " .
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 63 ) و قال : " تفرد به نعيم " .
قلت : و هو ضعيف . لكن شيخه نوح بن أبي مريم كذاب فهو آفته . لكن تابعه محمد بن
مزاحم : حدثنا النضر بن محمد الشيباني عن يحيى بن سعيد به .
أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 1/1/75 ) و سكت عنه الحافظ في مختصره ، و محمد بن
مزاحم و هو أخو الضحاك بن مزاحم ; متروك الحديث كما قال أبو حاتم ، و شيخه
النضر بن محمد الشيباني لم أعرفه .
و جملة القول أن الحديث ضعيف جدا ، لشدة ضعف رواته و تجرده من شاهد يعتبر به .
(3/303)
________________________________________
1305 - " أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/470 ) :
ضعيف
أخرجه الترمذي ( 3/346 - تحفة ) و ابن ماجه ( 2/587 ) قالا : حدثنا عباس بن
محمد الدوري البغدادي ، و ابن أبي الدنيا في " صفة النار " ( ق 9/1 ) حدثني أبو
الفضل مولى بني هاشم قالا : نا يحيى بن أبي بكير : نا شريك عن عاصم عن أبي صالح
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره .
و قال الترمذي وحده :
" حدثنا سويد بن نصر أنا عبد الله عن شريك عن عاصم عن أبي صالح أو رجل آخر عن
أبي هريرة نحوه ، و لم يرفعه و حديث أبي هريرة في هذا موقوف أصح ، و لا أعلم
أحدا رفعه غير يحيى بن أبي بكير عن شريك " .
قلت : يحيى هذا ثقة محتج به في الصحيحين ، فلا مجال للغمز منه ، و لا سيما
و فوقه شريك و هو ابن عبد الله النخعي القاضي و هو سيء الحفظ كما مر في هذه
السلسلة مرارا ، فهو علة الحديث ، و يؤكد ذلك اضطرابه فيه فتارة يرفعه و أخرى
يوقفه ، و تارة يجزم في إسناده فيقول : عن أبي صالح ، و تارة يشك فيه فيقول : "
عن أبي صالح أو عن رجل آخر " ، و ذلك من علامات قلة ضبطه و سوء حفظه فلا جرم
ضعفه أهل العلم و المعرفة بالرجال ، فالحديث ضعيف مرفوعا و موقوفا .
نعم قد صح بعضه عن أبي هريرة موقوفا ، أخرجه مالك في " الموطأ " ( 3/156 ) عن
عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة أنه قال :
" أترونها حمراء كناركم هذه ؟ لهي أسود من القار . و القار الزفت " .
قلت : و هذا سند صحيح على شرط الشيخين ، و لولا أنه يحتمل أن يكون من
الإسرائيليات لقلت - كما قال غيري - إنه في حكم الموضوع . والله أعلم .
و الحديث قال ابن كثير في تفسيره ( 4/544 ) بعد أن ذكره من المصدرين السابقين :
" و قد روي هذا من حديث أنس ، و عمر بن الخطاب " .
قلت : حديث أنس ضعيف الإسناد ، و مع ذلك فهو مختصر ليس فيه إلا الجملة الأخيرة
منه في حديث آخر بلفظ :
" و نار جهنم سوداء مظلمة " .
قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10/388 ) :
" رواه البزار ، و رجاله ضعفاء على توثيق لين فيهم " .
قلت : فيه تساهل ظاهر ، فإن من رجاله زائد بن أبي الرقاد كما تبين من الرجوع
إلى " كشف الأستار " ( 3489 ) .
و قد أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " قال البخاري : منكر الحديث " .
و أما حديث عمر فواه جدا ، بل آثار الوضع عليه لائحة فلابد من ذكره على طوله ،
و هو الآتي بعده .
هذا الحديث من الأحاديث الكثيرة الضعيفة التي ضخم بها الشيخ الصابوني الحلبي
كتابه " مختصر تفسير ابن كثير " ( 3/670 ) و ما كنت لأهتم بذلك لولا أنه تشبع
بما لم يعط و زعم في مقدمته أنه اقتصر فيه على الأحاديث الصحيحة ، و واقع
الكتاب يكذبه . و قد كنت بينت ذلك بيانا شافيا ، مع بعض الأمثلة في مقدمة
المجلد الرابع من " الصحيحة " ، و هذا الحديث من الأمثلة الجديدة على ذلك ،
و تقدم غيره .
ثم اطلعت على " مختصر تفسير ابن كثير " للشيخ نسيب الرفاعي الحلبي ، فإذا به قد
سبق ابن بلده إلى هذا الزعم الكاذب في مقدمته ، و أخل به كإخلاله أو أشد ، فقد
زاد عليه في التشبع بما لم يعط : أنه وضع في آخر كل مجلد فهرسا لأحاديثه صدر كل
حديث منها بذكر مرتبته بقوله : " صح " ، " حسن " و أحيانا " مرسل " " ض " كل
ذلك بمحض رأيه غير مستند في ذلك إلى عالم بهذا الفن حتى و لا إلى ابن كثير نفسه
، و لا مجال الآن لضرب الأمثلة ، و قد مر شيء منها ، ثم إني أذكر أنني خرجت
مثالا واحدا منها صححه بجهل بالغ ، و في إسناده عند ابن كثير من قال فيه ابن
معين : كذاب يضع الحديث ، و سيأتي هذا الحديث برقم ( 5655 ) بإذن الله تعالى .
كتبت هذا نصحا للقراء و تحذيرا ، والله المستعان من المتاجرين بادعاء العلم في
آخر الزمان .
(3/304)
________________________________________
1306 - " يا جبريل مالي أراك متغير اللون ؟ فقال : ما جئتك حتى أمر الله عز وجل
بمفاتيح النار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا جبريل صف لي النار ،
و انعت لي جهنم ، فقال جبريل : إن الله تبارك و تعالى أمر بجهنم فأوقد عليها
ألف عام حتى ابيضت ، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت ، ثم أمر فأوقد
عليها ألف عام حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة ، لا يضيء شررها ، و لا يطفأ لهبها
، والذي بعثك بالحق لو أن ثوبا من ثياب النار علق بين السماء و الأرض لمات من
في الأرض جميعا من حره ، والذي بعثك بالحق لو أن خازنا من خزنة جهنم برز إلى
أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه و من نتن ريحه ،
والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه
وضعت على جبال الدنيا لا رفضت و ما تقارت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : حسبي يا جبريل لا يتصدع قلبي فأموت قال : فنظر
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل و هو يبكي ، فقال : تبكي يا جبريل ؟
و أنت من الله بالمكان الذي أنت به ! قال : و مالي لا أبكي ؟ أنا أحق بالبكاء
لعلي أن أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها ، و ما أدري لعلي أبتلى
بمثل ما ابتلي به إبليس ، فقد كان من الملائكة ، و ما يدريني لعلي أبتلى بمثل
ما ابتلي به هاروت و ماروت ، قال : فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم و بكى
جبريل عليه السلام ، فما زالا يبكيان حتى نوديا : أن يا جبريل و يا محمد : إن
الله عز وجل قد أمنكما أن تعصيا . فارتفع جبريل عليه السلام ، و خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من الأنصار يضحكون و يلعبون ، فقال : أتضحكون
و وراءكم جهنم ؟ ! لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ، و لبكيتم كثيرا ، و لما
أسغتم الطعام و الشراب ، و لخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل . فنودي
: يا محمد : لا تقنط عبادي ، إنما بعثتك ميسرا ، و لم أبعثك معسرا ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : سددوا ، و قاربوا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/473 ) :
موضوع بهذا السياق و التمام
أخرجه ابن أبي الدنيا في " صفة النار " ( ق 9/1 ) و الطبراني في المعجم الأوسط
( 2750 - بترقيمي لمصورة الجامعة الإسلامية ) عن سلام الطويل عن الأجلح بن
عبد الله الكندي عن عدي بن عدي الكندي قال : قال : عمر بن الخطاب : جاء
جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه ، فقام
إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره . و قال الطبراني :
" لا يروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد تفرد به سلام " .
قلت : و قال الهيثمي ( 10/386 - 387 ) بعد ما عزاه للطبراني :
" و هو مجمع على ضعفه " .
قلت : و قد اتهمه غير واحد بالكذب و الوضع كما تقدم غير ما مرة ، و قال ابن
حبان في " الضعفاء و المتروكين " :
" يروي عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها " .
قلت : و في هذا الحديث ما يؤكد ما اتهموه به أعظمها قوله في إبليس : *( كان من
الملائكة )* و هذا خلاف القرآن : *( و كان من الجن ففسق عن أمر ربه )* . ثم إن
الملائكة خلقت من نور كما في " صحيح مسلم " ، و هو مخرج في " الصحيحة " ( 458 )
، و أما إبليس فخلق من نار كما في القرآن و الحديث .
و نحوه قوله : " ما ابتلي به هاروت و ماروت ، فإنه يشير إلى ما يروى من قصتهما
مع الزهرة و مراودتهما إياها و شربهما الخمر و قتلهما الصبي ، و هي قصة باطلة
مخالفة للقرآن أيضا كما سبق بيانه في المجلد الأول برقم ( 170 ) .
و لا يفوتني التنبيه أن قوله : " لو تعلمون ... " إلى قوله : " تجأرون إلى الله
عز وجل " قد جاء طرفه الأول في " الصحيحين " ، و الباقي عند الحاكم و غيره ،
فانظر الحديث الآتي إن شاء الله برقم ( 4354 ) . و تخريج " فقه السيرة " ( ص
479 ) .
(3/305)
________________________________________
1307 - " استعيذوا بالله من المغاقر ، قيل : و ما المغاقر ؟ قال : الإمام الجائر الذي
إن أحسنت لم يقبل ، و إن أسأت لم يتجاوز ، و من جار السوء الذي عينه تراك
و قلبه يرعاك ، و إن رأى خيرا دفنه ، و إن رأى شرا أذاعه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/474 ) :
ضعيف جدا
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 174/1 ) عن أحمد بن إسماعيل المدني : حدثنا
سعد بن سعيد المقبري عن أخيه عن جده عن أبي هريرة مرفوعا . و قال :
" و هذا أخاف أن يكون البلاء فيه من أحمد بن إسماعيل المدني ، و هو الذي يقال
له : أبو حذافة ، ضعيف جدا ، لا من سعد بن سعيد " .
و تعقبه الذهبي بقوله في أحمد هذا في " الميزان " :
" لم ينقم على أبي حذافة متن ، بل إسناد ، و لم يكن ممن يتعمد " . يعني الكذب .
قلت : فالأرجح أن آفة هذا الحديث هو أخو سعد هذا المذكور في الإسناد ، و اسمه
عبد الله بن سعيد المقبري فقد قال فيه يحيى بن سعيد :
" استبان لي كذبه في مجلس " .
و قال الذهبي :
" ساقط بمرة " .
و للحديث طريق آخر عن أبي هريرة مرفوعا نحوه ، و إسناده ضعيف جدا أيضا ،
و سيأتي بيان ذلك برقم ( 3412 ) .
(3/306)
________________________________________
1308 - " من قال : لا إله إلا الله دخل الجنة ، و وجبت له الجنة و من قال : سبحان الله و بحمده مائة كتب الله له ألف حسنة و أربعا و عشرين حسنة ، قالوا :
يا رسول الله إذا لا يهلك منا أحد ؟ قال : بلى ، إن أحدكم ليجيء بالحسنات لو
وضعت على جبل أثقلته ، ثم تجيء النعم ، فتذهب بتلك ، ثم يتطاول الرب بعد ذلك
برحمته " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/475 ) :
موضوع
أخرجه الحاكم ( 4/251 ) من طريق أحمد بن شريح أنبأ محمد بن يونس السامي <1> .
حدثنا يحيى بن شعبة بن يزيد : حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري
عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره
و قال :
" صحيح الإسناد شاهد لحديث سليمان بن هرم " .
قلت : و وافقه الذهبي ، و ذلك من أوهامه ، فإن يحيى بن شعبة بن يزيد ، و أحمد
ابن شريح لم أجد لهما ترجمة . و محمد بن يونس ; هو الكديمي ، و هو واه جدا ،
اتهمه غير واحد بالكذب و الوضع ، فأنى لحديثه الصحة ، و لا سيما من فوقه و من
دونه مجهول .
*--------------------------------------------------------------------------*
[1] الأصل ( اليمامي ) و التصحيح من " التهذيب " و " تاريخ الخطيب " و "
المشتبه " للذهبي . اهـ .
1
(3/307)
________________________________________
1309 - " ثلاثون خلافة نبوة ، و ثلاثون نبوة و ملك ، و ثلاثون ملك و تجبر ، و ما وراء ذلك فلا خير فيه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/475 ) :
ضعيف
أخرجه يعقوب بن سفيان في " تاريخه " ( 2/361 ) و الطبراني في " المعجم الأوسط "
( 9424 - بترقيمي ) من طريق مطر بن العلاء الفزاري قال : حدثنا عبد الملك بن
يسار الثقفي قال : حدثني أبو أمية الشعباني - و كان قد أدرك الجاهلية - قال :
حدثني معاذ بن جبل مرفوعا ، و اللفظ ليعقوب ، و ليس عند الطبراني الثلاثون
الأولى و قال :
" لا يروى عن أبي أمية إلا بهذا الإسناد ، تفرد به سليمان بن عبد الرحمن " .
قلت : هو ثقة ، لكن شيخه مطر بن العلاء الفزاري شبه مجهول ، لم يذكروا له راويا
غير سليمان هذا ، و قال ابن أبي حاتم ( 4/1/289 ) عن أبيه : " هو شيخ " .
و ترجم له ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 16/295 - 296 ) و لم يذكر فيه سوى قول
أبي حاتم هذا . و أما ابن حبان فذكره في تبع أتباع التابعين من " ثقاته " (
9/189 ) .
و لم يقف الهيثمي له على ترجمة فقال ( 5/190 ) بعد أن عزاه لأوسط الطبراني :
" و فيه مطر بن العلاء الرملي و لم أعرفه ، و بقية رجاله الثقات " .
و في الإسناد علة أخرى ، و هي أبو أمية الشعباني و اسمه ( يحمد ) و هو مجهول
الحال كما يبدو من ترجمته في " التهذيب " ، فإنه ذكره من رواية ثلاثة عنه غير
معروفين : عمرو بن جارية اللخمي ، و عبد الملك بن سفيان الثقفي ، و عبد السلام
ابن مكلبة ، و لم يوثقه غير ابن حبان ذكره ( 5/558 ) من رواية الأول فقط عنه ،
و في " التقريب " :
" مقبول " .
و الأول منهم لم يوثقه أيضا غير ابن حبان ( 7/218 ) ، و قال فيه الحافظ :
" مقبول " . و بيض له الذهبي في " الكاشف " .
و الثاني عبد الملك بن سفيان الثقفي لم أجد له ترجمة و لا في " ثقات ابن حبان "
.
و الثالث عبد السلام بن مكلبة لم أجده إلا برواية واحد عنه عند ابن أبي حاتم (
3/1/47 ) فقط .
ثم إن في متن الحديث نكارة من وجوه أهمها قوله في آخره : " و ما وراء ذلك فلا
خير فيه " ، فإنه مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة بعد أن ذكر
الملك الجبري :
" ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ، ثم سكت " .
و هو مخرج في " الصحيحة " ( 5 ) .
(3/308)
________________________________________
1310 - " أفضل الأعمال الحب في الله ، و البغض في الله " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/476 ) :
ضعيف
أخرجه أبو داود ( 4599 ) من طريق يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن رجل عن أبي ذر
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قلت : و هذا سند ضعيف من أجل الرجل الذي لم يسهم فهو مجهول . و أيضا فإن يزيد
ابن أبي زياد و هو القرشي الهاشمي مولاهم الكوفي ضعيف لسوء حفظه . و سيأتي من
رواية أحمد بلفظ : " أحب الأعمال ... " ( 1833 ) .
(3/309)
************************************
يتبع .............
المفضلات