بسم الله الرحمن الرحيم

ابتداء عذرا على الإطالة ، و عذرا على الحديث بالعامية ..

مسألة الردة دي من المسائل المرتبطة ارتباطاً وثيقاً جداً بموضوع الإسلام دين و دولة ..

بالإضافة لكده فالأساس اللي لازم نتعامل على أساسه ، هو انعدام المثالية ...

فالأولى : لو جينا نتكلم عن الدولة الإسلامية ، مش بس مصر ، أقصد الدولة الإسلامية الكبرى يعني _ ربنا يكرمنا و نرجعها_ ، فإيه هو الأساس أو الرابط اللي بيجمع كل أعضاءها ؟؟

الرابط هو الإسلام نفسه ... أكيد طبعا مستحيل تجمع المليار ونصف دول على أساس قبلي مثلاً أو أساس قومي أو شيء آخر ..

و الثانية : قصدي بموضوع انعدام المثالية ان و بكل بساطة الناس - أقصد سواد الشعب أونسبة كبيرة منه_ غير مثاليين في التفكير و البحث و التقصي .. فبالتالي الدولة و قادتها المفروض يقوموا بدور لحمايتهم فكرياً و دينيا ..

مثلا كام واحد من اللي انت تعرفهم _المسلمين منهم _ فكر و بحث و تقصى ان الإسلام نفسه ممكن يكون مش الدين اللي ربنا ارتضاه للناس ؟

كام واحد من المسيحيين اللي تعرفهم فكر و بحث و تقصى ان المسيحية مش هي الدين اللي ربنا ارتضاه للناس ؟

كام واحد من الوثنيين ( أكتر من نصف العالم أصحاب ديانات وثنيون غير الديانات الكتابية الثلاث) فكر في اللي هو بيعمله ؟


فكر في معارفك مثلا ، وفي البياعين في الشوارع ، في أصحاب المحلات ، العمال ، الموظفين ، الأثرياء .. كل الطبقات ...

الجواب ، بدون شك، نسبة ضئيلة للغاية ..

وهو ده معنى انعدام المثالية اللي أقصده .. مهما قلنا فالناس مهياش على درجة مثالية في التفكير و البحث و التقصي ، فبالتالي الدولة لازم تسعى لحمايتهم ..
الكلام اللي بقوله ده جايز ممكن ينظر(بضم الياء ) له بصورة : إزاي بتحاول تفرض وصاية على الناس ؟ ليه الدولة أصلا تقوم بالدور ده ؟؟ الإنسان حر يختار ما يريد .. وده هنرد عليه كمان شوية ..لكن الرد المختصر " لنكن واقعيين" .

بالمناسبة دليل تاني على الموضوع ده ( انعدام المثالية) _ بما إن حضرتك مصري يعني _ ، الكلام اللي حصل في انتخابات الرئاسة عندنا ..

كام واحد كان فعلا بيفكر و يستقصي و يبني وجهة نظر و أهداف و بعد كده يقرر ؟؟
وكام واحد كان بيرفض مرشح معين لسبب موضوعي لا يعتمد على ما مجرد السماع ؟؟
كام واحد سمع أصلا أو أشغل نفسه انه يسمع و يدور ؟؟
كام واحد شاف مثلا برامج المرشحين و قارنها درسها و حللها و فصصها و شاف إمكانية تنفـيـذها منعدمها ؟
كام واحد اختار على أساس فكري مش أساس عاطفي إعجابي ؟
اللي كان بيحصل ان كميات كبيرة من الناس مجرد بتسمع مرشح مثلا في التلفاز ، ف"تستريحله" ، وأظن ان كلمة " تستريحله" دي مش وسيلة بحث موضوعية خالص ..

الخلاصة ان نفس الكلام ده ممكن يحصل في المجتمع ، و بالكميات الهائلة من البشر دي ، في موضوع العقيدة لو أباحنا حرية نشر الإلحاد مثلا أو نشر الشبهات عن الإسلام في الفضائيات و الصحف بدعوى الحرية ...

لو الناس كانت كلها مثالية ، مكنتش هتشوف اختلاف أصلا في الدين أو الآراء أو السياسة أو أي شيء ، فواقع "المثالية" المشتركة ..

لكن الواقع و الحقيقة غير كده .. ودي أول نقطة ..

ثاني نقطة اللي متعلقة بالكلام اللي قلته من شوية بخصوص " الإسلام دين و دولة"

الكلام اللي قلته من شوية بخصوص


""
لو جينا نتكلم عن الدولة الإسلامية ، مش بس مصر ، أقصد الدولة الإسلامية الكبرى يعني _ ربنا يكرمنا و نرجعها_ ، فإيه هو الأساس أو الرابط اللي بيجمع كل أعضاءها ؟؟

الرابط هو الإسلام نفسه ... أكيد طبعا مستحيل تجمع المليار ونصف دول على أساس قبلي مثلاً أو أساس قومي أو شيء آخر ..
الكلام ده مربط الفرس .. احنا دلوقتي في صراع حضارات عالمي .. العالم الإسلامي اللي بيوحدهم هو دينهم بكل ما فيه ابتداء بوحدة القرآن الكريم ، و غير كده المشاعر المشتركة و التاريخ المشترك ، و الثقافة المشتركة، وفي حالة العرب بالخصوص اللغة المشتركة ، كل دي نتائج مباشرة للإسلام نفسه كما هو واضح .. و الإسلام هو الشيء الوحيد القادر على تجميع كل الشعوب دي في كيان واحد قادر على الصمود و المجابهة العالمية بل و الانتصار ..

فبالتالي فكرة اننا نساهم بدعوى الحرية مثلا بالسماح بإثارة الشبهات على الإسلام ، أو الدعوة للإلحاد أو حتى التنصير في الإعلام على سبيل المثال .. المسألة أكبر بكتير جداً من مجرد فكرة "حرية العقيدة" ، أو فكرة ان كل واحد حر هيسمع الكلام و لو عجبه خلاص هو حر في عقيدته و ربنا يحاسبه عليها ... المسألة أكثر تعقيداً من كده بمراحل ، لأن الكلام ده بيهدد كيان الدولة ككل و يصيبها بالضعف و التفكك .. احنا بنقول الإسلام بيجمع الناس ، طيب لما انت تثير الشك في نفوس الناس دي و تزعزع إيمانهم بالإسلام ( مع الأخذ في الاعتبار موضوع انعدام و عدم واقعية المثالية انك تفترض ان كل الناس هتقوم بعمليات البحث و التمحيص و ما إلى ذلك اللي قلناه من شوية) ، فايه النتيجة ؟؟ النتيجة بعد فترة و بعد انتشار هذا الشك و هذا التزعزع هو زعزعة الدولة نفسها .. تخيل انت الرباط الوحيد اللي بيجمعك بالفكرة هو الإسلام ، لكنك مبقتش مزعزع من ناحيته أصلا _ كشعب أو كنسبة كبيرة من الشعب مش كشخص لأن كلامنا دلوقتي مش على الأشخاص_ ده هيؤدي _ في خلال جيلين تلاتة - إلى مأساة ، وانهيار حضاري وعدم القدرة على المجابهة .. تخيل طبقة الشعب الموجودة حصل عندها حالة شك لكنها لسة مؤمنة بصورة ما و تمارس الشعائر لكن في حالة شك مقيته تفقد كل حماس .. طبقة الأبناء اللي ناشئة في ظل الظروف دي هتبقى عاملة ازاي ؟ .. مستحيل الأب اللي فاقد الحماس أو عنده شكوك هيقدر يزرع الحماس و اليقين في نفس ابنه ، فالنتيجة الجيل اللي بعده أسوأ ، و هكذا .. فالموضوع معقد و متداخل بشدة .. وده طبيعي في طبيعة الإسلام اللي هو مزيج من الدين والدولة في نفس الوقت ، لأن الإسلام مش مجرد "رسالة روحية سامية" فقط بدون تداخل مع الحياة ..

ده كان قصدي بالنقطتين الخاصتين" ب 1- وجوب الاعتراف _ حتى لو ده شيء محزن _ بظاهرة انعدام المثالية (( سيدنا على بن أبي طالب قال " حدثوا الناس بما يعلمون أتريدون أن يكذب الله و رسوله" ، و ده يؤكد نفس الفكرة )
و 2- إن الإسلام دين و دولة ، و من غير الرابطة المستقاه منه قرآناً و ثقافة و حضارة تجميع بعضنا في دولة واحدة أو حتى اتحاد قوي يجابه العملاق الغربي في الوقت الحالي هيكون عمل صعب جداً ، و هنكون مجرد مسخ مشوه للغرب ، في حين ان إسلامنا و حضارتنا كافية لإقامة عملاق آخر ، لكن إذا آمن الناس بكده ، فوظيفتنا هي تعميق الأفكار دي في نفوس الناس ، و الحرص قدر الاستطاعة على زيادة نسبة "المثالية" في المجتمع ..

والخطر ده على درجات ، فالإلحاد خطر أكبر من التنصير ، و العلمانية مثلا لها خطر هائل لأنها نظريا مش بتقولك سيب دينك ، لكن عمليا هي بترسخ فكرة المادية و المصلحة ، و خطرها يكمن في ان انتشارها أسهل بكتير من انتشار الإلحاد أو التنصير .. لكن نتائجها النهائية بعد انتشارها بشدة هي إقامة نظم غربية قائمة على المصالح بعيداً عن المبادئ شبيهة بنظمهم ، ده غير انها هتفقد مجتمعاتنا أهم و أكثر الوسائل فعالية للنهضة المشتركة اللي أكيد لو أحسن استغلالها و ترسيخها هتقود معدلات تطور حضاري أكبر من استخدام النظم المقتبسة ..

أظن مسألة كون تغيير معتقدات البشر كفيلة بإحداث تغييرات سياسية هائلة قد تصل لتغيير وجه العالم متفق عليها .. أبرز دليل على كده الإسلام نفسه ، لما جماعات من الناس اعتنقت الإسلام بصورة جماعية ، الدولة الإسلامية في وقت قصير للغاية استطاعت التوسع توسعات هائلة ( تغير سياسي كبير) ، وقضت تماما على دولة الفرس في وقت قصير ، و كبدت الروم خسائر فادحة .. العرب قبل الإسلام مكانش حد بيقيم لهم وزن .. فده دليل واضح و متفق عليه ان تغيير المعتقدات خصوصا لو بصورة جماعية ممكن يسهم بصورة كبيرة جداً في أحداث عالمية مهولة .. فطبيعي جداً ان الدولة الإسلامية _ ككيان سياسي_ تسعى لحماية نفسها من الخطر ده زي غيره من الأخطار ..



لحد دلوقتي كان الكلام عن " نشر " المعتقدات اللا إسلامية سواء كنا بنتكلم عن تنصير أو تلحيد أو غيره .. ده متعلق تعلق كبير بمسألة الردة ..

من الحاجات اللي نذكرها هنا ، وجود بعد الفقهاء المجددين اللي بيفرقوا بين نوعين من الردة ، الردة المخففة و الردة المغلظة ..
منهم مثلا الدكتور يوسف القرضاوي يقول
أشد ما يواجه المسلم من الأخطار: ما يهدد وجوده المعنوي، أي ما يهدد عقيدته، ولهذا كانت الردة عن الدين - الكفر بعد الإسلام - أشد الأخطار على المجتمع المسلم، وكان أعظم ما يكيد له أعداؤه أن يفتنوا أبناءه عن دينهم بالقوة والسلاح أو بالمكر والحيلة، كما قال تعالى: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) البقرة: 217. في عصرنا تعرض المجتمع المسلم لغزوات عنيفة، وهجمات شرسة، تهدف إلى اقتلاعه من جذوره، تمثلت في الغزو التنصيري، الذي بدأ مع الاستعمار الغربي، والذي لا يزال يمارس نشاطه في العالم الإسلامي، وفي الجاليات والأقليات الإسلامية، ومن أهدافه: تنصير المسلمين في العالم، كما وضح ذلك في مؤتمر" كلورادو" الذي عقد هناك سنة 1978، وقدمت له أربعون دراسة حول الإسلام والمسلمين، وكيفية نشر النصرانية بينهم، ورصد لذلك ألف مليون دولار، وأسس لذلك معهد" زويمر" لتخريج المتخصصين في تنصير المسلمين. كما تمثلت في الغزو الشيوعي الذي اجتاح بلادًا إسلامية كاملة في آسيا، وفي أوربا، وعمل بكل جهد لإماتة الإسلام، وإخراجه من الحياة نهائيًا، وتنشئة أجيال لا تعرف من الإسلام كثيرًا ولا قليلاً. وثالثة الأثافي: الغزو العلماني اللاديني، الذي لا يبرح يقوم بمهمته إلى اليوم في قلب ديار الإسلام، يعلن حينًا، ويستخفي أحيانًا، يطارد الإسلام الحق، ويحتفي بالإسلام الخرافي، ولعل هذا الغزو هو أخبث تلك الأنواع وأشدها خطرًا. وواجب المجتمع المسلم - لكي يحافظ على بقائه - أن يقاوم الردة من أي مصدر جاءت، وبأي صورة ظهرت، ولا يدع لها الفرصة، حتى تمتد وتنتشر، كما تنتشر النار في الهشيم.

ثم يقول
والذي أراه: أن العلماء فرقوا في أمر البدعة بين المغلظة والمخففة، كما فرقوا في المبتدعين بين الداعية وغير الداعية، وكذلك يجب أن نفرق في أمر الردة بين الردة الغليظة والخفيفة، وفي أمر المرتدين بين الداعية وغير الداعية. فما كان من الردة مغلظًا – كردَّة سلمان رشدي – وكان المرتد داعية إلى بدعته بلسانه أو بقلمه، فالأولى في مثله التغليظ في العقوبة، والأخذ بقول جمهور الأمة، وظاهر الأحاديث، استئصالاً للشر، وسدًا لباب الفتنة، وإلا فيمكن الأخذ بقول النخعي والثوري وهو ما روي عن الفاروق عمر. إن المرتد الداعية إلى الردة ليس مجرد كافر بالإسلام، بل هو حرب عليه وعلى أمته، فهو مندرج ضمن الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا، والمحاربة - كما قال ابن تيمية - نوعان: محاربة باليد، ومحاربة باللسان، والمحاربة باللسان في باب الدين، قد تكون أنكى من المحاربة باليد، ولذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يقتل من كان يحاربه باللسان، مع استبقائه بعض من حاربه باليد. وكذلك الإفساد قد يكون باليد، وقد يكون باللسان، وما يفسده اللسان من الأديان أضعاف ما تفسده اليد.. فثبت أن محاربة الله ورسوله باللسان أشد، والسعي في الأرض بالفساد باللسان أوكد" ا هـ .(انظر: الصارم المسلول – لابن تيمية ص385).
ومنهم مثلا الدكتور محمد عمارة ، اللي بيفسر الرأي ده كما يلي :-

http://www.flickr.com/photos/54984896@N08/7576839030/in/photostream


http://www.flickr.com/photos/54984896@N08/7576837798/in/photostream


..

والفرق بين الرأي ده ، وبين رأي الجمهور ( اللي هو بإقرار الدكتور القرضاوي نفسه رأي الجمهور) ، بمثال بسيط مثلا ان لو شخص مسلم تنصر ، فرأي القرضاوي معناه انك هتسمحله عادي يروح كنيسته و يقيم عبادته زي ما هو عايز طالما هو مش بيحاول نشر شبهات عن الإسلام ، أو الدعوة للنصرانية ... في حين في الرأي الثاني هيمنع من ده ، و لو عايز يتنصر يتنصر في بيته بدون أي إعلان ..

طبعا أنا هنا مش في مقام تحديد الرأي الأصوب ، أو إذا كان الاجتهاد ده مقبول أو مرفوض لأن ده مش اختصاصي ، الكلام ده يكون بين العلماء الراسخين ، لكن أنا بحاول بس أتكلم عن حكمة أو تبرير لكل رأي ..


طبعا مسألة ان القوة مش هتخلي حد يغير قناعته ده شيء مفروغ منه ، لا أظن فيه خلاف عليها ..

لكن في نظري كنظرة عقلية ان الرأي الذي يقول بقتل المرتد أياً كان _ بعد الاستتابة بالطبع_ هو أكثر حرصاً من الرأي الأول ، بمعنى ان الشخص اللي انت شايفه كل يوم كان معاك في المسجد ، فجأة بقيت بتشوفه كل يوم بيروح الكنيسة ، ده شيء برضه ممكن يكون له تأثير على الناس حتى لو الشخص لا يتكلم ، فبالتالي ممكن برضه يحقق نفس النتائج السيئة اللي اتكلمنا عنها من شوية ، لكن بصورة أقل بكثير بالطبع من الشخص المجاهر اللي مصر على النشر و الانتقاد العلني ...

لكن في الحالتين و في الرأيين فتطبيق حد الردة بغرض حماية المجتمع .. مش بس حماية لهم رغبة في حمايتهم من الضلال ( اللي ممكن حد يعتبرها وصاية بغيضة) ، بل أيضاً حماية الدولة من التفكك و التصدع و التأثيرات السياسية الناتجة عن هذه المشكلة العقائدية ( وده طبيعي جداً ان أي دولة لا تسمح بما يهدد وجودها) ..

فيه نقطة تانية مرتبطة بالموضوع ده ، وهي نقطة الولاء ..

تخيل كده مصري مسلم ، تهود .. هيكون ولائه لمين في قضية القدس ؟؟ للمسلمين و لا لليهود ؟؟ و بالتالي لمصر و لا إسرائيل ؟؟ .. هيتعاون مع أعدائنا ولا لأ ؟؟ ده برضه شيء لازم نفكر فيه ..

ممكن نفترض ان المتنصرين أو المتحولين إلى ملحدين في المجتمع الإسلامي ، بعد ما تركوا الإسلام هيتحولوا مثلا إلى قوميين إقليميين وطنيين ( وجود مسيحيين يكرهون التدخل الغربي في شئون العرب أو المصريين بواقع إني من مصر شيء حقيقي ، مش شرط أبداً إن كل المسيحيين ولاؤهم للغرب على حساب دول النشأة) .. فبرضه رغم ان ده مش خطر كبير بالصورة الأولى اللي بيبقى فيها تغيير كامل للولاء ، فبرضه تعتبر خسرت عناصر فعالة مؤمنه بالكيان الأكبر و هو كيان الدولة الإسلامية ، و ده شيء طبيعي انك - كدولة- تسعى انك تحافظ عليه ..

شيء على الهامش .. شخص كان اتناقش معي وقالي : هو مش ممكن -فرضاً- نخلي الناس تنشأ بدون دين محدد ، بحيث انهم يتم السماح لهم لحد سن معين باختيار أي دين يريدون (بين البلوغ و 25 سنة مثلا) ، ثم بعد كده يمنعون من تغييره .. بحيث انهم في فترة الاختيار دي هيكون أمامهم كل الاختيارات يبحثوا فيها براحتهم ..

كنت رديت عليه ( بعد أن اتفقنا على رد عقلي لا شرعي ، لأن طبعا الشرع ضد الكلام ده ) بموضوع المثالية برضه .. الكلام ده يستلزم مثالية عالية جداً مش موجودة في عالم الواقع ، وضربت له مثال بالعالم الغربي اللي موضوع الأديان فيه مايع للغاية بالصورة دي ، و كانت النتيجة انه بمرور الوقت تحول إلى مجتمع مادي ملحد أو لا ديني ... لأن و بكل بساطة جيل ناشيء بدون دين لحد 25 سنة ، غالبيته مش هيشغل باله بالموضوع ده أصلا ..

و أخيراً بكل تأكيد ، طالما أن الله سبحانه و تعالى أمر أمراً على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فلا نملك إلا الطاعة و التسليم ، و كل التفسير العقلي ده هو في إطار محاولة استشفاف الحكمة من النص .. بمعنى ان ممكن حد ييجي يقول طيب بدل القتل نكتفي بالسجن مثلا أو الغرامة المغلظة ، ففي الحالة دي احنا متفقين في المبر ، لكن مختلفين في كيفية التصرف ، ساعتها أكيد لازم نلتزم بالحكم اللي ربنا حكم بيه على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم ، و هو حكم بالقتل ..فنطيع ..

موضوع له صلة بمسألة ردة المسلم من أبوين مسلمين ، ومجددا أكرر أني غير مؤهل لتحديد الفتاوى الأصوب من الأقل صواباً ..لكن لمجرد العرض ..

http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=50846


وعذراً للإطالة ... والكلام بالتأكيد خاضع بالتأكيد للمناقشة و التصويب والزيادة .. وآسف جداً ان الكلام ممكن يكون غير منظم بصورة كافية..

والسلام عليكم