المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Muslim
السلام عليكم, رمضان كريم

لدي سؤال عن بعض ما قاله الأخ أسد هادئ:

هذا سؤال يحيرني منذ زمن. حسب ما أعلم ان التشكيك في العقيدة كفر. ولكني أتساءل كيف يمكن أن ندعو الملل الأخرى إلى إعادة النظر في دينهم والإطلاع على الإسلام إذا كنا كمسلمين نرفض هذه الفكرة؟

لقد توصلت إلى فكرة اننا لم نرى الإختلاف والأغلاط، أو ما يناقض العقل في الإسلام على عكس الأديان الأخرى.

طلبي هو الرجاء التوسع على ما قاله الأخ أسد هادئ.شكراً
كل إنسان راوده شك أو التساؤل أو أسئلة غريبة مما يطرحها الشيطان في النفوس وهذا وقع فيه بعض الصحابة أنفسهم لأنه حق كما روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
" جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به . قال : " وقد وجدتموه ؟ " قالوا : نعم . قال " ذاك صريح الإيمان " .

قال النووي رحمه الله في معنى الحديث : أن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه ، وأما الكافر فإنه يأتيه من حيث شاء ولا يقتصر في حقه على الوسوسة بل يتلاعب به كيف أراد . فعلى هذا معنى الحديث : سبب الوسوسة محض الإيمان ، أو الوسوسة علامة محض الإيمان . وهذا القول اختيار القاضي عياض .

وروى مسلم أيضا عن أبي هريرة قال :
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله "

قال النووي :
وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( فمن وجد ذلك فليقل : آمنت بالله )
وفي الرواية الأخرى ( فليستعذ بالله ولينته ) فمعناه الإعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء إلى الله تعالى في إذهابه . قال الإمام المازري - رحمه الله - : ظاهر الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها ، والرد لها من غير استدلال ولا نظر في إبطالها . قال : والذي يقال في هذا المعنى أن الخواطر على قسمين : فأما التي ليست بمستقرة ولا اجتلبتها شبهة طرأت فهي التي تدفع بالإعراض عنها ، وعلى هذا يحمل الحديث ، وعلى مثلها ينطلق اسم الوسوسة ; فكأنه لما كان أمرا طارئا بغير أصل دفع بغير نظر في دليل إذ لا أصل له ينظر فيه . وأما الخواطر المستقرة التي أوجبتها الشبهة فإنها لا تدفع إلا بالاستدلال والنظر في إبطالها . والله أعلم . انتهى

إذا فإن المسلم حين تطرأه الشبهة أو الخاطرة أو الشك فإما أن تكون شيء عارض يمكن دفعه بغير سؤال فيذكر نفسه بالله وإما أن يكون شيئاً يستقر في نفسه فيجب عليه أن ينظر ويستدل ويبحث ويسأل أهل العلم ولا يسكت حتى يتطور الأمر عنده .

فأنت غير ممنوع من التفكير وغير ممنوع من أن تعبر عما يقع في نفسك وتسأله عنه ليطمئن قلبك .