ربنا خلقت باطلاً سبحانك



هل فكرنا يوماً كم نحن في رغد العيش دون أن نتحمل أي عناء حتى في أشد لحظات الفقر أو المرض ؟

هل تأملنا كيف خلقنا الله ولم يجعلنا نتحمل مسؤولية انتظام ضربات القلب أو انتظام حركة الجهاز الهضمي أو انتظام عمل خلايا المخ ؟
هل تأملنا كيف يكون حالنا


لو خلق الله الإنسان وتركه يعمل في الدنيا وفي نفس الوقت يتولى مسؤولية ماكينات جسده وتنظيم وظائفها ؟
هل تأملنا كيف لم يحملنا الله مسؤولية دوران الشمس حول أرضنا ولم يحملنا مسؤولية إنبات الزروع بل نتركها مدفونة في الأرض ويتكرم الله علينا بإنباتها ؟

أليس كل هذا رغداً في العيش ومِنّة من الله أنه لم يحمل الأم مسؤولية استخلاص اللبن لولدها من بين دمائها ؟

كيف يستخلص جسدنا اللعاب السائل العذب في الفم والدموع المالحة في العين والسائل المر في الأذن والسائل المخاطي في الأنف وكل هذه السوائل تتواجد في الرأس فقط ولا تختلط بالدماء التي تجري من تحتها ؟
كل هذا وأكثر وأكثر يحدث لنا دون تدخل منا ليحفظ حياتنا .. فماذا لو أمرنا الله بتحمله والقيام به بأنفسنا إلى جانب وظائفنا الحالية ؟

لم يأمرنا الله تعالى بأي من هذا بل تكفل بكل هذا وأكثر وتكفل بنا ..
أمرنا فقط بعبادته نتودد إليه ويتودد إلينا

ومع ذلك نتكبر وننساه ونعند ونعصاه ونغضبه ونرد الحسنة بالسيئة والكرم بالجحود والنكران

هذا ليس هذيان .. هذه ليست مبالغة في وصف الحقيقة .. بل هذه هي الحقيقة الواقعة الملموسة للجميع فهل تفكرنا وتأملنا فيها ؟ أم ألهتنا الحياة وزخرفها عن خالقها وواهبها ؟

قال الله تعالى : الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران : 191]

اللهم قنا عذاب النار
.









vfkh lh ogrj i`h fh'ghW sfphk;