طبعاً هذا التعريف منك يحتاج إلى استيضاحات ليس هذا مجالها منها كيفية تمييز التصوف الصحيح عن التصوف الباطل و تمييز البدع و الخزعبلات و معرفة ضوابطها متى يكون الأمر تصوف و متى يكون بدعة .فمنهجى الذى اتبناه هو التصوف(الصحيح) الخالى من البدعه والخزعبلات التصوف الذى يزكى النفس ويجعلها كما يرضى المولى تصوف الاستقامة الذي يدعو صاحبه لمجاهدة النفس لكي يرتقي سلوكها.
على أي حال كما قلت آنفاً فليس هذا مجال الاستيضاح عن هذه الأمور
نبدأ بالنقطة الأولى التي قمت بطرحها و هي تعريف التوسل فتقول (( فالتوسل اخى هو طلب حصول منفعة ( كالتوسل بجاه النبى ليغفر الله لى) من الله بذكر اسم نبى اكراما للمتوسل به. ))
هذا التعريف لم تضع لنا مصدره فالمنهج العلمي يحتّم عليك توثيق المراجع و إلا صاغ كل منا التعريف الذي يرتضيه أليس كذلك ؟؟؟
أقول في تعريف التوسل
التوسل لغةً كما عرّفه ابن منظور في لسان العرب جزء 11 صفحة 724 تحت الجذر وسل
(( ( وسل ) الوَسِيلةُ المَنْزِلة عند المَلِك والوَسِيلة الدَّرَجة والوَسِيلة القُرْبة ووَسَّل فلانٌ إِلى الله وسِيلةً إِذا عَمِل عملاً تقرَّب به إِليه والواسِل الراغِبُ إِلى الله قال لبيد أَرى الناسَ لا يَدْرونَ ما قَدْرُ أَمرِهم بَلى كلُّ ذي رَأْيٍ إِلى الله واسِلُ وتوَسَّل إِليه بوَسيلةٍ إِذ تقرَّب إِليه بعَمَل وتوَسَّل إِليه بكذا تقرَّب إِليه بحُرْمَةِ آصِرةٍ تُعْطفه عليه والوَسِيلةُ الوُصْلة والقُرْبى وجمعها الوسائل قال الله تعالى أُولئك الذين يَدْعون يَبْتَغون إِلى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ الجوهري الوَسِيلةُ ما يُتَقَرَّبُ به إِلى الغَيْر والجمع الوُسُلُ والوسائلُ والتَّوْسيلُ والتَّوسُّلُ واحد ))
التوسل شرعاً : هو التقرب إلى الله تعالى بالطاعة و العمل بما يرضيه و هذا هو المأثور عن السلف كما نقل ذلك الحافظ ابن كثير عنهم فية تفسيره لقوله تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) حيث قال رحمه الله تعالى :
(( وقد قال بعدها: { وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } قال سفيان الثوري، حدثنا أبي، عن طلحة، عن عطاء، عن ابن عباس: أي القربة. وكذا قال مجاهد وعطاء وأبو وائل، والحسن، وقتادة، وعبد الله بن كثير، والسدي، وابن زيد.
وقال قتادة: أي تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه. وقرأ ابن زيد: { أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ } وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه ))
إذن هذا هو مفهوم التوسل شرعاً كما هو مأثور عن أئمة السلف بلا خلاف بينهم . و عليه يتضح أن مفهوم التوسل أشمل و أعم مما ذكرت أنت كمثال فهناك توسل مشروع يتوافق مع هذا التعريف الشرعي كالتوسل إلى الله تعالى بدعائه بأسمائه الحسنى و صفاته العلى و توسل ممنوع محظور مخالف للكتاب و السنة كالتوسل بذوات المخلوقين .
يتبع إن شاء الله تعالى أخر تعقيب على النقطة الأولى بالحوار
المفضلات