صفحة 82 من 87 الأولىالأولى ... 125272787980818283848586 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 811 إلى 820 من 870
 
  1. #811
    مراقبة الأقسام العامة
    الصورة الرمزية pharmacist
    pharmacist غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3445
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,093
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : الأردن - بلاد الشام
    الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
    الوظيفة : صيدلانية
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    قدم المسلم أطهر



    في أوروبا مسلم هندي

    يتوضأ في إحدى المغاسل

    فجاءه شخص يهودي

    وقال له : أنتم المسلمين قذرين

    تضعـون أقدامكم القذرة في مكان نظيف

    نغسل فيه وجوهنا وأيدينا



    رد عليه المسلم قائلا :

    قل لي كم مره تغـسل وجهك باليوم ؟؟؟

    استغرب الرجل...ولكنه قال :

    مرة في الصباح

    أحيانا إذا احتاج الأمر اغـسله مره أخرى

    فرد المسلم قائلاً :

    نحن نـغـسل أقدامنا 5 مرات في اليوم

    فقل لي من الأنظف

    قدمي أم وجهك ؟؟



    والله قدم المسلم أطهر وأنظف

    من وجوه اليهود والمشركين والكفار كافة




    منقول










  2. #812
    مراقبة الأقسام العامة
    الصورة الرمزية pharmacist
    pharmacist غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3445
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,093
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : الأردن - بلاد الشام
    الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
    الوظيفة : صيدلانية
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    حدّد هدفك في الحياة



    يحكى عن حاكم قوي حكيم
    معروف بين شعبه بالعدل وحسن التخطيط،
    أحس بقرب موته فبدأ يفكر بولاية العهد خصوصا
    أن له ثلاث أبناء لا يعلم من الأحق بينهم بالملك ، وبعد
    التفكير ومشاورة وزراءه وصل إلى مسابقة لاختيار ولي
    العهد ، أحضر أبناءه الثلاثة إلى حديقة القصر وأعطى
    كل واحد منهم سهما و قوسا ووضع هدفا بعيدا ،
    ثم قال :

    " بعد سنة من اليوم سأقيم لكم مسابقة في رمي السهم
    من يفز بها يفز بولاية العهد ".



    بدأ الابن الأكبر بالتدرب يوميا لست ساعات
    متواصلة على رمي السهم ، أما الابن الأوسط فقد
    كان يتدرب يوميا لمدة ساعة بعد الانتهاء من عمله ،
    أما الصغير فلم يتدرب يوما لأنه كان يحب ركوب
    الخيل و يكره الرماية.

    جاء اليوم الموعود فدعا الأب أبناءه للمسابقة،
    أخد الابن الأكبر القوس و توجه لمكان الرمي وهو
    يستعد لرمي السهم وقف أبوه خلفه و سأله: ماذا ترى؟
    فقال : " أرى السماء الزرقاء والشجرة الخضراء
    والهدف البراق " فقال له ارم فرمى
    ولم يصب الهدف،



    ثم جاء الابن الأوسط
    وهو يستعد للرمي اقترب منه الأب
    وسأله نفس السؤال ماذا ترى؟ فقال له :
    " أرى الشجرة و خلفها الهدف " فقال له ارم
    فرمى ولم يصب الهدف، ثم جاء دور الابن
    الصغير فتوجه للقوس و هو يستعد أعاد عليه
    الأب نفس السؤال ماذا ترى ؟

    فقال : " أرى الهدف بوضوح "

    فقال له ارم ؛

    فلما رمى أصاب الهدف وحقق الغاية.



    همسة :

    ارسم هدفك بعناية، ارسمه بالألوان
    في مخيلتك ثم اكتبه في ورقة لتخطط له فتقسمه
    إلى أهداف قصيرة المدى و إلى مهمات يومية وأسبوعية،
    اخط كل يوم خطوة نحو هدفك و تذكر أن السعادة ليست في
    تحقيق الهدف بل السعادة الأكبر في السعي إليه، وليكن هدفك
    محددا بدقة و له وقت لتنفيذه وقابل للتحقيق ويمكن تقييمه،
    ثم ادرس خطة لتحقيقه وضع في اعتبارك الصعوبات
    الممكنة و الحلول المناسبة و اعتمد على الله أولا
    واتخذ كل الأسباب الممكنة. إن هذه القصة
    على بساطتها تظهر أن الهدف الواضح
    هو سبيل النجاح و طريق الفلاح



    منقول









  3. #813
    مراقبة الأقسام العامة
    الصورة الرمزية pharmacist
    pharmacist غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3445
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,093
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : الأردن - بلاد الشام
    الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
    الوظيفة : صيدلانية
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    دموع تتساقط



    يحكي أحدهم قائلاً:
    حدث خلاف بيني وبين والدتي
    حتى وصل إلى اعتلاء الأصوات
    كان بين يدي بعض الأوراق الدراسية
    رميتها على المكتب و ذهبت لسريري
    والهم قد غشى قلبي وعقلي

    وضعت رأسي على الوسادة كعادتي
    كلما أثقلتني الهموم
    حيث أجد أن النوم خير مفر منها



    خرجت في اليوم التالي من الجامعة

    فأخرجت هاتفي وأنا على بوابة الجامعة
    فكتبت رسالة أداعب بها قلب والدتي الحنون
    فكان مما كتبت:

    "عَلمت للتو أن باطن قدم الإنسان يكون أكثر
    ليونة ونعومة من ظاهرها يا غالية فهل يأذن لي
    قدمكم ويسمح لي كبريائكم بأن أتأكد من صحة
    هذه المقولة بشفتاي؟"



    أدخلت هاتفي في جيبي وأكملت طريقي

    ولمّا وصلت للبيت وفتحت الباب وجدت أمي
    تنتظرني في الصالة وهي بين دمع وفرح

    قالت: "لا لن أسمح لك بذلك لأنني
    متأكدة من صحة هذه المقولة فقد تأكدت
    من ذلك عندما كنت أقبل قدماك ظاهراً
    وباطناً يوم أن كنت صغيراً"

    ولا أذكر سوى دموعي وهي تتساقط
    بعد ما قالتها



    سيرحلون يوما بأمر ربنا
    فَتقربوا لهُم قبل أن تفقدوهم
    وإن كانوا قد رحلوا فترحموا
    عليهم وادعوا لهم



    منقول










  4. #814
    مراقبة الأقسام العامة
    الصورة الرمزية pharmacist
    pharmacist غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3445
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,093
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : الأردن - بلاد الشام
    الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
    الوظيفة : صيدلانية
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    أمي تكلم الله !!!



    امرأة تـقـول :

    كـنت أصـلي ، وكـان طفلـي بـقربـي
    يناديني مرارا ولـم أرد عـليه
    فـأتجـه إليـه أخـوه الـذي يكـبـره بعامين فـقـط !
    فقال عيـب علـيك تقاطع كلام اثنين ؟!

    أمي تكلم الله !!!

    اقشعر بـدنـي وانـتـابـنـي شعـور بالـذل والهوان
    أمـام عـظـمـة مـن وقـفـت بـيـن يـديـه
    وظلت هـذه العبارة تـطـرق سـمعـي وفـكـري وقـلـبـي
    كـلـمـا كـبـرت للصلاة



    فـسـبـحـان مـن أجـرى الحـكـم
    عـلـى أفواه لم تـبـلـغ الحـلـم
    اللهـم ارزقـنـا الخـشـوع فـي الـصـلاة
    إن الـذكـرى تـنـفـع المـؤمـنـيـن

    منقول










  5. #815
    مراقبة الأقسام العامة
    الصورة الرمزية pharmacist
    pharmacist غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3445
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,093
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : الأردن - بلاد الشام
    الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
    الوظيفة : صيدلانية
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    موعظة قاسية



    أحدهم يقول :

    دخلت مع أمي محل لبيع الحيوانات وأعجبني ثعبان
    سألت البائع عن ثمنه
    قال بــ 500 جنيه

    أمي قالت :

    لا تدفع ثمناً له الآن سوف يأتيك بدون مقابل
    أنت لا تصلي
    فسيأتيك في القبر

    أعظم موعظة في حياتي
    قدمتها لي أمي



    منقول









  6. #816
    مراقبة الأقسام العامة
    الصورة الرمزية pharmacist
    pharmacist غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3445
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,093
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : الأردن - بلاد الشام
    الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
    الوظيفة : صيدلانية
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    رجل الجبل .. إرادة قوية حطمت الصخر



    رجل يسكن في قرية نائية ومعزولة في الهند.
    أصيبت زوجته إصابة خطيرة جداً وبسبب بعد المسافة بين المستشفى والقرية
    والطريق الطويل المعوج (70 كيلومتراً) لم تصل سيارة الإسعاف في الوقت المناسب
    وماتت رفيقة الدرب بين يدي زوجها ! وهو عاجز لا يملك من أمره شيئاً

    فطلب من الحكومة أن تشقّ نفقا في الجبل
    لاختصار الطريق إلى القرية حتى لا تتكرّر هذه الحادثة لأناس آخرين ولكنّها تجاهلته؛
    فقرّر هذا الفلاح قليل الحيلة أن يتصرف بنفسه لكي ينهي تلك المأساة التي يعيشها هو وأهل قريته !
    فأحضر فأساً ومعولاً وقرر الحفر بيديه طريقاً صخرياً برياً بين الجبل !

    سخر منه جميع أهل القرية واتهموه بالجنون، وقالوا إنه فقد عقله بعد وفاة زوجته !
    أمضى هذا الفلاح 22 عاما ( من 1960 إلى 1982) يحفر في الجبل، يومياً من الصباح إلى المساء،
    دون كلل ولا ملل، ولا يملك إلاّ فأسه ومعوله وإرادة تواجه الجبال !
    وصورة زوجته في ذهنه وهي تموت بين يديه.

    ونجح في الأخير في أن يشقّ طريقا في الجبل بطول 110 أمتار، وبعرض 9 أمتار، وبارتفاع 7 أمتار،
    لتصبح المسافة بين قريته والمدينة فقط 7 كيلومترات بعد أن كانت 70 كيلومترا !

    وأصبح باستطاعة الأطفال الذهاب إلى المدرسة وأصبح بإمكان الإسعاف الوصول في الوقت المناسب !

    لقد فعل هذا الرجل بيديه العاريتين وبإرادته التي تغلب الجبال لمدّة 22 عاما
    ما كانت تستطيع أن تفعله الحكومة في 3 شهور، وقد سُمّي هذا الفلاح برجل الجبل !
    وتمّ إنتاج فيلم سينمائي عنه يروي قصّته !



    منقول










  7. #817
    مراقبة الأقسام العامة
    الصورة الرمزية pharmacist
    pharmacist غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3445
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,093
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : الأردن - بلاد الشام
    الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
    الوظيفة : صيدلانية
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    درس عميق



    رجل يرعى أمه و زوجته و ذريته ،
    وكان يعمل خادماً لدى أحدهم ،
    مخلصاً في عمله ويؤديه على أكمل وجه ،
    إلا أنه ذات يوم تغيب عن العمل .. فقال سيده في نفسه :
    " لابد أن أعطيه ديناراً زيادة حتى لا يتغيب عن العمل
    فبالتأكيد لم يغيب إلا طمعاً في زيادة راتبه "

    وبالفعل حين حضر ثاني يوم أعطاه راتبه وزاد عليه الدينار ..
    لم يتكلم العامل و لم يسأل سيده .. عن سبب الزيادة ،
    وبعد فترة غاب العامل مرة أخرى ،
    فغضب سيده غضباً شديداً وقال :
    " سأنقص الدينار الذي زدته. "و أنقصه ..
    و لم يتكلم العامل و لم يسأله ..



    فاستغرب سيده مِنْ ردة فعله ، فقال له :
    زدتك لم تتكلم ، وأنقصتك و لم تتكلم .
    فقال العامل :
    عندما غبت المرة الأولى رزقني الله مولوداً ..
    ولذلك غبت فحين كافأتني بالزيادة ،
    قلت هذا رزق مولودي قد جاء معه ،
    وحين غبت المرة الثانية ماتت أمي ،
    وعندما أنقصت الدينار قلت هذا رزقها قد ذهب بذهابها .

    ما أجملها مِنْ أرواح تقنع وترضى بما وهبها إياه الرحمن ،
    وتترفع عن نسب ما يأتيها مِنْ زيادة في الرزق
    أو نقصان إلى الإنسان
    اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك
    واغننا بفضلك عمن سواك



    منقول










  8. #818
    مراقبة الأقسام العامة
    الصورة الرمزية pharmacist
    pharmacist غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3445
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,093
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : الأردن - بلاد الشام
    الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
    الوظيفة : صيدلانية
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    انتشال الروح



    وقف متردِّدًا،
    بينما صديقه يلحُّ عليه في قضاء
    سهرة في أحد الملاهي،

    كان في صراعٍ مع نفسه،
    وصديقه يلحُّ ويختار من المبرِّرات الشيطانية ما

    يحاول أن يقنعه بها،
    إلى متى تظلُّ (قُفْلاً) لا تعيش الحياة كما ينبغي؟!

    إنك ما زلتَ شابًّا، ألاَ تعيش الشباب!



    استجمَعَ قواه النفسية ووافَقَ على تردُّد،
    أتى صديقه في الميعاد،
    وأخَذَه معه في السيارة،
    أدار (الكاسيت) بصوت عالٍ مزعِج،
    وسط ضحكات الشباب،

    وقفت السيارة أمام (الكازينو)، حيث تتوهَّج الأضواء
    ويقف أشباه الرجال حادَّة عيونهم

    يتفحَّصون الداخلين، نظروا في وجهه وأَوْقَفوه،
    إلى أين يا أستاذ؟

    يتدخَّل صديقه بسرعة، الأخ معانا (زبون) جديد.



    يدخل في المكان يقدِّم رجلاً ويؤخِّر رجلاً،
    يختار مقعدًا يجلس عليه مع أصحابه،

    ينظر في وجوه الجالسين،
    رجال باعوا عقولهم فتمايَلت أجسادهم،
    يبعثرون أموالهم بسَفَهٍ
    على الراقصات!
    أمسَك برأسه:
    ما هذا الذي أنا فيه؟! ماذا فعلت بنفسي؟!

    تتعالَى صيحات البنات اللائي فقدن كلَّ شيء.



    يضع رأسه في الأرض،
    تأتيه إحدى الفتيات بنظرة متجرِّئة،
    لم يتمالك نفسه،
    يجري بسرعة نحو الباب
    ينقذ ما بقي فيه من روح وكرامة وعقل، يُمسِك
    به أصحابه،
    يضرب على أيديهم، يذهب إلى بيته،
    يتوضَّأ، يُزِيل آثار النجاسة النفسية، يقف في القبلة،

    يكبر (الله أكبر)، نعم (الله أكبر)، يقرأ الفاتحة،
    تنهمر دموعه، يبلِّل السجادة بدموع الندم
    المختلط
    بالفرح، تدخل عليه أمه، تجد دموعه على خدِّه،
    تقول له: الدموع فرج يا بني،
    يقول: نعم يا أمي،

    لقد كادت روحي أن تُغتال،
    فانتشلتُها من بين براثن الضياع.




    منقول










  9. #819
    مراقبة الأقسام العامة
    الصورة الرمزية pharmacist
    pharmacist غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3445
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,093
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : الأردن - بلاد الشام
    الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
    الوظيفة : صيدلانية
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    أنـا وفيليـب ومحمـد



    بقلم : أسامة الزيني

    ( القصة الفائزة بالمرتبة الثالثة،
    بمسابقة موقع: انصر نبيَّك وكن داعيًا).



    تقول لورا :

    لا أعرفه..
    للمرة الأولى سمعت باسمه من فيليب.. كان عامنا الجامعي الأول..
    أمضيت مع فيليب أجمل الأوقات ..
    فيليب كان حنوناً ودوداً، يبحث عن أي شيء وكل شيء قد يجعلني سعيدة..
    يقلد لي أصوات الحيوانات والطيور..
    مرة التفتُّ إليه وكنا نمشي معاً في الطريق، فانفلتت مني ضحكة عالية،
    عندما شاهدته يمشي على يديه..
    فيليب كان يأتي بالأعاجيب ليحتفظ بابتسامتي طوال الوقت..
    دائماً يقول إنها وقود مكوكه الفضائي الذي ينوي أن يخترق به الفضاء..
    فيليب كان يحلم كثيراً، وعلمني أن أحلم مثله..
    كان يرى الأشياء جميلة ومواتية
    فيليب كان صديقي، وأسرتي التي أفتقدها كثيراً
    حيث منزلنا الجميل في الريف الإنجليزي..
    فيليب كان زميلي، وأحياناً أستاذي حين تفوتني إحدى المحاضرات..
    فيليب صار عالمي الذي هجرت العالم إليه..
    أحلامي التي أنتظرها أن تتحقق، وسعادتي التي لا تنتهي.


    انتهى عامنا الجامعي الأول لا أعرف كيف!!..
    الوقت يمر سريعاً برفقته..
    لكن فيليب قبيل اختبارات نهاية العام، بدأ يتغير..
    يعتريه الصمت أحايين كثيرة دون مبرر..
    أكثر من مرة كنت أنتهي من حديثي ثم أكتشف أن فيليب لم يكن يسمعني،
    ولم يكن أيضاً يقول لي: فيم يفكر؟!.
    كان يطيل النظر إلى الأفق كأنه يحدق في شيء.. هل ثَمّ شيء في الأفق حقاً؟!
    شيء يراه ولا أراه؟!
    كنت على يقين في تلك الآونة التي يتأمل فيها الأفق
    أنه لا يسمعني بل ربما لا يشعر بوجودي أصلاً.
    فيليب بدأ يختلق الأعذار ليتهرب من مرافقتي .. هل ثَم شيء طرأ عليّ؟!..
    ألست جميلة حقاً كما كان يردد دائماً؟!.. ألم أعد أعجبه؟!..
    هل ثَم فتاة أخرى؟!.. ولكن أين؟!..
    أسئلة لم أكن أطرحها على فيليب، لربما كان لا يريد الإجابة عنها..
    يعود في وقت متأخر من الليل.. يتسلل إلى غرفته حتى لا أشعر به..
    أكثر من ليلة لم يعد إلى مسكننا أصلاً..
    اعتاد أن يمضي بعض الليالي برفقة أصدقائه الطلاب العرب
    الذين تعرف عليهم أثناء تردده على مكتبة الجامعة.


    تيقنت أن فيليب يتهرب مني عندما ألفيته
    يوصد باب غرفته عليه من الداخل..

    جُن جنوني..خِلت أن برفقته فتاة أخرى..طرقت عليه باب غرفته بقوة،
    لكن فيليب فتح لي الباب وهو يفرك بقايا النعاس في عينيه،ولم يكن ثَم أحد في الداخل..
    تعلل بأنه (نسي) وأوصد الباب،بيد أن نسيانه المتكرر أكد لي أن فيليب يتهرب مني.

    وكان يردد كثيراً : " لا ينبغي أن نفعل الحرام.. لورا.... "..

    لم أكن أعرف تحديداً ماذا يعني بتلك الكلمة.. (حرام)..حسبتها كلمة عابرة،
    وأن فيليب معتكر المزاج لا أكثر..

    ليس هذا فيليب الذي أعرفه..فيليب تغير كثيراً.. ولم يكن يجيب عن شيءٍ من أسئلتي..
    دائماً يؤكد لي أنه لا يزال يحبني، لكنه يفكر في (صيغة أخرى لعلاقتنا)..

    ولم أكن أعرف أي صيغة يقصد، ولا كيف تكون تلك الصيغة؟!.


    رفقاء الدراسة الذين كانوا يختلسون النظر إلينا،بدؤوا يلاحظونني
    أجلس وحيدة كثيراً بجوار المقعد الفارغ الذي ينتظر معي عودة فيليب..
    فيليب الذي بدأ يمضي معظم وقته برفقة أصدقائه الشبان العرب..
    كنت أحاول الاختلاط بهم كلما شاهدته جالساً معهم على أمل استعادته،أو حتى
    البقاء بجواره، وإن لم يشعر بوجودي،كان الشبان ودودين مع كثير من التحفظ..
    كانوا يتحاشون النظر إليّ.. كان أحدهم يخاطبني وهو ينظر في اتجاه آخر
    أو ينظر إلى الأرض، حتى أني كنت أظنه لا يخاطبني..

    كان فيليب يلفت انتباهي:
    - لورا.. إنه يتحدث إليك..
    - ولكنه لا ينظر إلي.. هل أنا قبيحة إلى هذا الحد؟!
    - لا.. بل لأنك جميلة إلى هذا الحد!!
    ويضحك فيليب، ويضحك الشبان.. وأنا لا أفهم شيئاً..
    كانت تثور ثورتي،

    لكن فيليب بوداعته، أوضح لي أنهم مسلمون، وأن دينهم يأمرهم ألا
    يطيلوا النظر إلى النساء الأجنبيات، وأن هذا أحد الأشياء المحرمة عليهم.
    تعجبت كثيراً من شأن هؤلاء..

    تعجبت أكثر لشأن فيليب الذي بدا معتاداً على الشباب، كأنه واحد منهم..
    حتى أنه طلب مني أن أتحفظ في ملابسي عندما أكون برفقتهم،
    حتى لا أسببحرجاً للشبان الذين يتحاشون الاختلاط
    بالفتيات والنظر إليهن.


    فيليب تغير بالفعل..

    كثيراً ما كنت ألمح في يديه بعض الكتب التي يدلف بها إلى غرفته سريعاً،
    ثم يمضي أوقاتاً طويلة في قراءتها..

    لم أكن أشك أنها تخص أصدقاءه العرب، الذين شاركوني قلب فيليب وعقله،
    ولولا إصراري على مشاركتهم فيليب، حتى وهو معهم، لما تركوا لي منه شيئاً.
    بدأ يتسرب إلي يقين أن شيئاً خطيراً يدور..
    أن فيليب.. ربما.. ربما يفكر أن يعتنق دينهم..
    شواهد كثيرة كلها تؤكد ذلك..
    هجره رفقاء دراستنا، وملازمته هؤلاء الشبان..
    ابتعاده عني حتى وهو معي..

    عاداتهم ومعتقداتهم التي يتحدث عنها وكأنه أحدهم.. الكتب التي يتسلل بها..
    دخان البخور الشرقي الذي يتسرب من تحت باب غرفته الموصدة عليه كل ليلة..
    (الترانيم) العربية التي أسمعه يرددها في جوف الليل ثم يبكي بصوت مرتفع..
    نعم.. فيليب دخل دينهم.. (فيليب يضيع مني)!!


    ذات صباح أفقت من نومي
    على طرقات فيليب القوية على باب غرفتي،وصياحه علي في الخارج..
    - لورا.. افتحي.. افتحي سريعاً.
    فيليب لم يعد يدخل علي غرفتي وأنا نائمة..
    كان يتحاشى النظر إلي وأنا متخففة من ملابسي تماماً مثل رفاقه..
    كنت أتحفظ في ملابسي حتى لا أغضبه،كنت أخشى أن يأتي يوم يقرر فيه
    الاستقلال عن مسكننا.ارتديت ثيابي التي يرتضيها فيليب.. فتحت الباب..
    شاهدته يقف أمامي مرتعداً فرحاً خائفاً ملتمع العينين..
    - ما الذي ألمّ بك؟
    - رأيته..
    - رأيت من؟ وأين؟
    - الرسول يا لورا.. رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم..

    - فيليب.. أي رسول؟

    - محمد.. رأيت سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم ..

    حلمت به.. أنا مسلم يا لورا.. أنا مسلم.

    صرخ وضحك وبكى،

    وأنا واقفة في ذهولي لم أزل من وقع الصاعقة..

    (سيده محمد)!!.. وفيليب مسلم.. قالها صراحة..


    كانت المرة الأولى التي أسمع فيها بهذا الاسم.. محمد..

    لم أكن أتوقع أنه سيصبح اسم الرجل الذي أحبه؛فقد أخبرني أنه
    لم يعد يرغب في اسم (فيليب)،وأنه يحب أن أناديه باسمه الجديد.. (محمد).

    ولكنني أحببت فيليب.. محمد هذا لا أعرفه.. لم أحبه.. صرخت فيه:
    - أنا لم أحب محمداً هذا ولا أعرفه.. أنا أحبك أنت.. أنت فيليب المسيحي..
    نظر إلي نظرة باردة لم أرها في عينيه من قبل، وتمنيت أني لم أرها أبداً..
    بدا واضحاً أنه لم يكن يود سماع ذلك مني..

    - لورا.. أنا محمد.. محمد المسلم.. فيليب المسيحي أصبح ماضياً..
    أنا مسلم يا لورا وأتمنى أن تكوني مسلمة أيضاً.. لكنني سأترك لك الخيار..
    موافقتي على وجود رسول الشبان العرب في حياتنا كانت
    بطاقة مرور لي إلى عالم فيليب الجديد..

    حقيقة لم أكن أحبه، ولم أكن أكرهه.. مشكلتي أني لم أكن أعرفه..
    فيليب كان يقدر هذا.. قال إنه لن يرغمني على الدخول معه في الإسلام،
    وإن دينه الجديد يسمح له بأن يتزوجني وأنا مسيحية..

    قال أيضاً إنه يتمنى أن أكون مسلمة؛ لأنه يريد أن أكون زوجته في الجنة..
    وهذا لا يتسنى لي إلا إذا كنت مسلمة..

    قال لي فيليب: "لا أتصور أنك لا تشاركينني أهم شعور في حياتي..
    حب محمد صلى الله عليه وسلم "..


    عندما قلت له إني أحب كل الأشياء التي يحبها، حتى رسوله محمد،
    قال لي: "ليس ذاك يا لورا.. يجب أن تكوني مسلمة حتى تستطيعي أن تحبي محمداً..
    يجب أن تعرفي من يكون الرسول.. يجب أن نحب محمداً أكثر مما يحب كلانا الآخر..
    أنا أحبك يا لورا.. لكنني أحب الرسول أكثر.. هذا هو الإسلام".

    لم أكن أتصور أن أسمع من فيليب يوماً أنه يحب شيئاً أكثر مني..
    لكن شعوري بأنه لا يزال يحبني جعلني أوافق..

    المهم في النهاية أن أكون مع فيليب..
    لا يهم.. فليحب العالم بأسره ما دام يحبني.

    محمد.. ما الذي يجعل الشبان العرب يحبون هذا الرجل هكذا،
    كما لو كان حياً يجلس بينهم ويتحدث إليهم..
    حتى فيليب أصبح يحبه كما لم يحب أحداً من قبل..
    يحبه أكثر مما يحب أبويه وأسرته.. أكثر مما يحبني أنا لورا.. لا أصدق!!.
    كان علي أن أقبل.. ليكن فيليب مسلماً.. وليكن اسمه محمداً..
    وليحب محمداً أكثر مني ومن أي شيء..

    كان علي أيضاً أن أوافق على طلب فيليب أن يتزوجني ونحن ما زلنا طالبين..
    فيليب قال إن صداقتنا محرمة في دينه الجديد..
    وإن علينا الزواج إن أردنا الاستمرار معاً.. وما كنت لأرفض.


    تزوجت فيليب على رغم معارضة أهلي.. استطعنا أن نعمل وندبر حياتنا..
    فيليب بدأ يطلب مني أشياء لم أعتدها.. طريقة لباسي مثلاً، واختلاطي بالآخرين..
    كان يقول: إن زوجات الرسول وبناته كن يلبسن ثياباً ضافية على أجسادهن،
    ويغطين وجوههن، ويخاطبن أصحاب الرسول فلا يرينهم ولا يراهن أصحاب الرسول..

    حاولت أن أقول له إنني مسيحية،

    قال لي: "ولكنني مسلم.. إنني أغار عليك يا لورا"..

    أمر مدهش.. فيليب يغار، ويقولها صراحة..

    مفردات جديدة بدأت أسمعها ولا أكاد أصدقها..

    المدهش أكثر أني لم أعترض..

    المدهش أكثر وأكثر أنني لبيت كل ما طلب مني وما رغب..
    ثمة شيء داخلي كان يستجيب لكل ما يفعله بي فيليب وصاحبه (محمد)..
    فيليب لم يعد يتحدث عن رغبته الخاصة في شيء ما..
    كل ما كان يطلب مني أن أفعله أو لا أفعله أشياء تتعلق بموافقة (الرسول) أو رفضه..

    كان يساورني شعور أنني سأعود يوماً إلى مسكننا فأجد فيليب جالساً
    يتحدث معه،على رغم علمي بموته من مئات السنين..


    لم أعد أستغرب شيئاً..

    إنه يدير حياتي مع فيليب من قبره، بل وحياة الشبان العرب،
    بل وملايين المسلمين الذي علمت أنهم يخضعون أنفسهم لرقابة ذاتية صارمة،
    ليتيقَّن أحدهم أنه لم يأت شيئاً يغضب الرسول، وأنه يفعل كل ما يرضيه عنه؛
    لأن الرب سيرضى إذا رضي الرسول..
    ملايين المسلمين يعتقدون ذلك..

    ملايين البشر يحبون رجلاً واحداً كل هذا الحب، ويتعلقون بحبه كطوق نجاة أتيح لغريق..

    ملايين البشر يتسابقون إلى التشبه برجل ولد وعاش ومات في صحراء العرب..
    ما الذي جعل أفكاره تلك تبرح صحراءها في ذلك الزمن القديم، وتنتقل آلاف الأميال
    حتى تقطع طول الأرض وعرضها، ثم تمتد عبر الأجيال يتناقلونها في تفاصيلها الدقيقة..

    حتى معاملة فيليب إياي، كان يحرص على أن تكون أشبه بمعاشرة (محمد) لزوجاته..
    طعامه.. شرابه.. حديثه.. علاقاته بالآخرين..

    حتى سلامه علي حال عودته إليّ.. كل شيء تغير..
    أنا أيضاً بدأت أتغير.. محمد غير كل شيء..


    كنت خائفة من المجهول الذي أرتاده مغمضة العينين،
    لا أعرف فيه سوى فيليب الذي يأخذني من يدي، فأتبعه إلى حيثما شاء..
    كنت في حاجة إلى معرفة شيء عن ذلك المجهول. (محمد)..
    اسم وجدته أخيراً في ثنايا بعض كتبنا.. سيرته وشهادات عنه..
    لأكثر من بروفيسور..كثيرون يرونه عبقرية نادرة..
    محمد فيلسوف العرب، الذي رسم لهم معالم المستقبل، ولم يحيدوا هم
    وغيرهم منالمسلمين غير العرب عما رسمه لهم إلى الآن..
    صغارهم يرضعون حبه من أثدية أمهاتهم،

    ثم يتعهدهم الآباء كباراً بتعاليم الرجل الذي يصر المسلمون على أنه
    رسول وليس فيلسوفاً كما تقول بعض كتبنا..
    ما أدهشني أن الرجل كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب،

    فأين تعلم رجل الصحراء الأميّ الفلسفة؟!..
    أسئلة بدأت تجد طريقها للمرة الأولى إلى عقلي..
    محمد لم يكن بالنسبة إلي أكثر من قنطرة يجب أن أعبر عليها
    إن أردت أن أكون مع فيليب..
    ستار أسدل حول جسدي بل وحياتي كلها برغبة من فيليب
    الذي أحب الرجل حتى أشهر إسلامه،
    وسعى إلى تغيير اسمه رسمياً فأصبح (محمد شيرار).


    محمد لم يعد مجرد أشياء تحدث من حولي وتحدث لي على رغم مني..
    محمد بدأ يدير حواراً داخلي..
    من المؤكد أن رجل الصحراء الأمي لم يكن فيلسوفاً..
    ومن المؤكد أيضاً أنه لم يكن رجلاً عادياً..
    محمد بالنسبة إلى المسلمين ـ الذين أصبحت

    زوجة أحدهم ـ فلك تدور فيه حياتهم،
    يحبونه أكثر مما يحبون أنفسهم..طريق لا تحيد عنه خطاهم..
    أمنية أحدهم أن يقدم ما يرضي عنه (الرسول) في الحياة الآخرة،التي
    سيبعث الرب الناس إليها بعدما ينتهي العالم، حيث يكون أكثرهم حباً لمحمد
    واتّباعاً له أقربهم منه في تلك الحياة.
    زوجي فيليب كان أحد هؤلاء الذين سيطرت عليهم الفكرة..
    الحياة مع محمد..
    الشبان العرب كذلك.. ملايين المسلمين يتملكهم ذلك الاعتقاد..
    ملايين المسلمين يعيشون على أمل لقاء محمد في
    الآخرة والسلام عليه والعيش إلى جواره.
    وأنا.. هل سأكون معهم؟..
    هل سيفرض علي أن أعيش مع محمد في الحياة الآخرة
    كما فرض علي العيش معه في الدنيا
    في كل دقيقة من دقائق حياتنا التي نتنفس فيها
    هواء (محمد) الذي يملأ به فيليب بيتنا؟!..


    لا.. فيليب قال إن ذلك لن يحدث.. لأنني ما زلت مسيحية..
    وجنة (محمد) لا يدخلها إلا المسلمون..
    يا إلهي.. ولكن فيليب سيكون معه..
    هل يعني هذا أنني سأكون من دون فيليب في الحياة الآخرة؟!.
    هل حقاً سأكون وحدي؟!!..
    مع مَن؟!.. مع يسوع مثلاً؟!!..
    ولكن فيليب قال إن محمداً ويسوع أخَوان، وإنهم جميعاً سيكونون معاً..
    محمد وفيليب ويسوع..
    يا إلهي.. فأين أكون أنا؟
    هل ثَم حياة أخرى فعلاً؟!..
    هل ستنهض تلك العظام حقاً من رقادها القديم تحت التراب؟!..
    يا إلهي.. اغفر لي.. لقد تعبت من التفكير.. تعبت من كل شيء.
    بيد أن فيليب قطع علي أفكاري..
    فيليب قرر السفر مع وفد من جماعة حقوق الإنسان التي أصبح عضواً فيها
    إلى فلسطين، ليناهضوا اليهود في حربهم ضد مسلمي فلسطين..
    فيليب قال إن هذا (جهاد)، وإنه أكثر شيء يقربه من محمد أن يدافع
    عن المسلمين الذين وصفهم بأنهم (إخوانه)..
    قال لي: "لا تخافي يا عزيزتي.. لن نكون أكثر من حائط بشري
    يحمي إخواننا المسلمين الضعفاء من اليهود..
    لن يتمكنوا من إيذائنا، فالعالم كله يشاهد.. إن شاء الله سأعود"..


    دعوت الإله أن يعود..

    دعوت إلهي، إله يسوع.. وحتى إله محمد وفيليب..
    ودعوت الإله الواحد الذي حدثني عنه فيليب..
    إله محمد ويسوع وفيليب والشبان العرب..
    دعوت كثيراً أن يعود فيليب.. لكن فيليب لم يعد..
    إحدى رصاصات الجيش الإسرائيلي أخطأت طريقها فسكنت صدره..
    تلك هي النهاية إذن؟
    رصاصة في صدر فيليب، وامرأة تجلس في انتظار غائبها الذي لن يعود؟
    كان يلزمني وقت كبير لأصدق أن فيليب مات وأن كل شيء انتهى..
    تبًّا لتلك الحياة التي نعيشها،
    هل تسدل الستار على مشاهد حياتي أنا وفيليب

    رصاصة انطلقت بالخطأ من فوهة بندقية أحدهم؟!

    أين عدالتك أيتها الأرض؟ أم أنه ليس ثَم عدالة فوقك؟
    إذن أنا في انتظار عدالتك أيتها السماء؟ ولكن متى؟
    فيليب مات ولن يعود، وسأظل في هذا الكون بمفردي حتى.. حتى ماذا؟
    هل ثم سبيل حقا إلى رؤية فيليب، هل ثم حياة أخرى أعيشها معه؟
    يا إلهي أدركني، إن عقلي يتمزق..


    رصاصة أخطأت طريقها تفعل هذا كله بحياتي؟ لا أكاد أصدق!!..
    لكنني كنت أعلم أن فيليب، زوجي المسلم، لم يخطئ طريقه إليها..
    فيليب دائماً كان يتمنى أن يموت مجاهداً في سبيل الإسلام ليكون (شهيداً)..
    وشهيداً هذه عند المسلمين تعني أنه مع محمد.. (محمد) حبيب فيليب حبيبي وزوجي..
    (محمد) الذكرى الباقية لي من فيليب..
    محمد الذي لم أتصور أنني يوماً ما سأحبه، ليس فقط لأنه ذكرى فيليب كما كنت أظن بادئ الأمر،
    عندما قررت الانضمام إلى الشبان والفتيان العرب المسلمين لأكون بينهم مكان فيليب،
    بل لأنه يستحق ذلك..
    نعم أحب محمداً فعلاً.. أحبه صدقاً، وليس من أجل فيليب..
    أحبه لأنه كان حنوناً، ولأنه كان رحيماً، ولأنه تعب كثيراً ليملأ قلوب العالم بحب الرب..
    الرب الواحد.. رب يسوع ومحمد وفيليب والشبان العرب وملايين المسلمين..
    نعم أحبه لأنه أوذي كثيراً وأُخرج من بلده وعاش غريباً يدعو إلى دين الرب (الإسلام)..
    يكابد الجوع والخوف على نفسه وأهله وأصحابه ويخوض حروباً مع أعداء الرب..
    يموت أصحابه حوله من أجل دعوته ثم يموت هو وتبقى دعوته،
    ويبقى حبه في قلوب أصحابه تتواصى به الأجيال..


    حب (محمد) الذي مس قلب فيليب فظل يركض بقوة إليه حتى
    سقط مغمض العينين باسماً مستبشراً بلقائه..

    حب محمد الذي مس قلبي وقلوب هؤلاء الذين أسير بينهم الآن في شوارع لندن،
    نهتف باسم محمد ضد ذلك الأخرق الذي أساء برسومه الساخرة إلى الرسول
    (محمد صلى الله عليه وسلم ).. الذي لا يعرفه، ولو عرفه لما أساء إليه..

    الآن أمشي وسط الشبان والفتيات العرب، على الطريق نفسها التي ينتظر في آخرها
    (محمد صلى الله عليه وسلم) واقفاً عند حوض مائه العذب..
    يسقي منه بيديه الطيبتين الحانيتين النورانيتين أحبابه وأصحابه الذين
    رضي الرب عنهم؛ لأنهم أحباب وأصحاب محمد..

    على الطريق نفسها التي بدأ يدخلني اليقين الذي دخل قلب فيليب
    أنها تفضي إلى الحياة الآخرة؛ لأكون زوجة فيليب في الجنة كما كان يحلم
    ويدعو دائماً أن نكون معاً.. أنا.. وفيليب.. ومحمد.


    منقول بتصرف









  10. #820
    مراقبة الأقسام العامة
    الصورة الرمزية pharmacist
    pharmacist غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3445
    تاريخ التسجيل : 4 - 3 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,093
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : الأردن - بلاد الشام
    الاهتمام : متابعة حوارات الأديان
    الوظيفة : صيدلانية
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    كم عمري!!


    ليست هي المرة الأولى التي يتوجَّه فيها إلى الطبيب، فهو وإن كان لا يُحبُّ زيارة الأطباء
    ولا يروقه تعليماتهم، ولا يستمر على الأدوية التي يعطونها حتى تنتهي الجرعة، بل بمجرد
    نشاطه يتركُ العلاج، لكنه تردَّد على المشْفَى كثيرًا، كما يتردَّد عليه كلُّ الناس، لذا فهو يعرف
    جيدًا أن أول ما يبدأ به الطبيب، هو الأمور الروتينية: اسمك، عمرك، المهنة... إلخ.

    جلس على الكرسي، وقد بلغ به الجَهد كلَّ مَبلغ، السُّعال لا يتركه يتنفس بسهولة، وضع
    منديلاً ورقيًّا في يده، ثم جعله على فمه وأنفه؛ حتى يخفف به حِدَّة سعاله.

    السلام عليكم يا دكتور.
    وعليكم السلام، ألف سلامة، تفضَّل.
    الاسم؟
    أجاب كالعادة.
    السنُّ؟

    أَحَسَّ كأن شيئًا غريبًا اجتاح كلَّ جسمه حتى ألهاه عن الحُمَّى والزكام اللذين أتيا به إلى هنا،
    وفجأةً، أغمض عينيه وأخذ نَفَسًا عميقًا، وهو يتمتم:كم عمري؟! نعم! كم عمري؟!


    تعجَّب الطبيب - الذي كان ممسكًا بقلمه؛ ليكتبَ المعلومات في الورقة التي بين يديه - من عدم
    سرعة الإجابة، كما هو عند الناس، وهمَّ بالضحك لتلعثُم المريض في جواب سؤال عن سنِّه،
    ثم إنه انتبه إلى أنَّ هيئة المريض تدلُّ على أنه ليس بأُمِّي، ولا معتوه، فرمى ببصره نحوه وهو
    ممسك بالقلم، فإذا بالمريض قد أسندَ ظهره إلى كرسيه، ورفع بصره إلى سقف الغرفة، كأنما
    هو عند طبيب نفساني يبثُّه شكواه، ويحكي له عن أزمة نفسيَّة يمرُّ بها.

    تَمتمَ الرجل في داخله مرةً أخرى – وهو على حاله في جلسته -: كم عمري؟! تُرى كم عمري؟
    فوق عشر سنوات، وأنا ألهو كما يلهو الصبيان، ليس يعنيني من أمر الحياة إلا ما يعني كلَّ
    الأطفال من الحرص على اللعب، والفرح بلذيذ مطعوم وأنيق ملبوس.

    ثم جاء الشباب وفورته وصَخبه ومُجونه وشهواته، فضاعت سنون أخرى كتلك السالفة وأكثر،
    ما سَلِمَ منها إلا "أفاويق" كنت أحرص فيها على القراءة الأدبية، وأنظم الشعر، وأكتب المقالة
    والقصة، انتبهت، فإذا أنا لم أستثمر مرحلة الصِّبا فيما ينفع، وها أنا في فورة الشباب أتابع
    تفاهات المباريات والمسلسلات، طرحتُ اللهو وأقبلتُ على القراءة والأدب، وأمّلت أن أصبح
    شيئًا: أن أغيِّر في ملامح الدنيا، كما تُغيِّر هي في ملامحي، أن أزيدَ فيها كما تنقص من عمري؛
    آمنت أنه لا بدَّ للمرء من هدف يسعى إليه وغاية يصبو نحوها؛ ما قيمة الحياة إذا عشناها دون
    أن تشعر بنا وبوجودنا؟!


    صارت أمنيتي أن أصبح أديبًا كبيرًا، وشاعرًا مجيدًا، ومفكِّرًا مشهورًا.

    حاولتُ أن أراسلَ بعض المجلاَّت بأعمالي لكنه لم يُقدَّر أن ينشرَ لي شيء، آه! شعرتُ بالحسرة،
    هل أنا مخدوع في نفسي؟! هل أنا متميِّزٌ في الأدب حقًّا، فيمكنني احترافه يومًا ما؟ أم أنا مجرد
    هاوٍ، فليبحث في نفسه عن عمل يتقنه، والأدب لا يزيد أن يكون من هواياته؟!

    استسلمتُ للوظيفة الروتينية بعد تَخرُّجي، وظيفة لم أحبَّها يومًا ما؛ ولكني بقيتُ فيها إلى يومي
    هذا من أجل لقمة العيش، تمرُّ الأيام وراء الأيام، وهي تُؤذِنُ بضياع أحلامي واستسلامي للأمر
    الواقع، أديب هاوٍ وشاعر مُتكلِّف، ومرارة اليأس تقتلني؛ تخرَّج أصدقائي في الدراسة في كليات
    الطب والهندسة والشرطة، وأصبحوا اليوم أطباء مشهورين ومهندسين ناجحين وضباطًا
    مرموقين، وأنا في مكاني لم أحترف ما أحب، ولم أحب ما أحترف!

    فجأة تحوَّل خطُّ سير حياتي مائة درجة؛ ذات مرة ألقى واعظ خطبة الجمعة عن
    قِصَرِ الدنيا وبقاء الآخرة، فدخلت كلماته في قلبي وسكنت الشغاف وأحاطت بعقلي،
    فانقلب أمري كله رأس على عقب.


    ألقى الطبيب بالقلم من يده واسترخى في كرسيه، وتملَّكه العجب؛ لكنه لم ينطق بكلمة،
    وكأنما هو يسمع كلام الرجل الذي يقوله في داخله.

    رأيت الدنيا على حقيقتها: قصيرة، قليلة، لا تساوي شيئًا بجوار الآخرة، ما قيمة الشهرة
    والمجد في سنوات معدودة لا يُعرف متى تنتهي؟!

    صار همِّي إرضاء خالقي، إن الجنة هي الحلم الكبير، والأمل الحقيقي الذي ينبغي أن يسعى
    إليه كلُّ مؤمن بوجود خالقه، وإلا فلا معنى لإيمانه، هجرتُ لذَّاتي وشهواتي وعاداتي السيئة،
    لقد ولدتُ من جديد وابتدأتُ عُمرًا آخر، عرفت لذةَ الصلاة والخشوع فيها، وسعادة قيام الليل
    ومناجاة خالقي في وقت السَّحر، عشتُ مع القرآن بقلبي وعقلي، فأحسست بنعيم الحياة ولذة
    العيش مع كلِّ ما كان يصيبني من متاعب وآلام، هذه هي حياتي الحقَّة.

    من هنا فقط ينبغي أن يُبتدأ حساب سنوات عُمري، نسيت أحلامي القديمة تقريبًا، أظنُّها كانت
    أحلامًا أرضية رخيصة، قوامها أن أصبحَ مشهورًا يُشار إليه بالبَنان في وسائل الإعلام ودنيا
    الثقافة، ومثل هذه النية كيف تنفع صاحبها يوم القيامة؟! وكيف يكون له من الثواب الأخروي
    نصيب وهو لم يرد إلا الشهرة والسمعة؟!


    لكن همَّتي التوَّاقة لم تستجب للسكون والهدوء أبدًا، أرادتْ أن تكسوَ أحلامي الماضية لباسًا
    شرعيًّا، فإذا بها تقول لي: لابدَّ أن تترك في الأمة أثرًا يبقى بعدك، لا بدَّ أن تقف حَجَر عثرة
    في وجه الملحدين والعلمانيين، لا بدَّ أن أخلف من الكتب ما تنتفع به الأجيال القادمة، أن يكون
    لي دور في قضايا الأمة، لابدَّ أن أكون من العلماء.

    عكفتُ على القراءة الشرعية فيما لدي من وقت فراغ بعد وقت وظيفتي، وشرعت في
    تصنيف بعض الكتب، لكني دومًا كنت بين أهل العلوم الشرعية مجرد هاوٍ ولست بالمتقِن
    المحترف، لم تصبح كتبي بالكتب المؤثِّرة، وفاتتني الأدوار الحيوية في الأمة، فإنها لا
    تكون إلا للعلماء المبرزين أو أصحاب المناصب العلمية، ولست من هؤلاء ولا أولئك،
    قادني الحنين إلى الأدب إلى الرجوع لممارسة كتاباتي الأدبية، لكن قد فاتني القطار فيها،
    كما فاتني قطار العلم الشرعي، وها هي سنوات عُمري تبخَّرت أمام عينيَّ دون أن أصل
    إلى شيءٍ مما كنت أصبو إليه.

    فتح المريض عينيه، فإذا بالطبيب يحدِّق فيه باستغراب شديد.

    عفوًا عفوًا يا سيدي! يبدو أنني سرحت بعيدًا.

    كنت تسألني عن عُمري، هاك هويتي، فاكتب السن منها!


    منقول









 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. نداء إلى كل مسلم
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 2011-07-04, 10:55 PM
  2. إقرأ عن البعوضه ثم قل سبحان الله العظيم
    بواسطة قطر الندى في المنتدى العلم والثقافة العامة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 2010-07-21, 07:20 PM
  3. هام لكل مسلم
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى الفقه وأصوله
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 2010-07-07, 09:02 PM
  4. إقرأ القرآن الكريم على جهازك
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى التفسير وعلوم القرآن
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 2009-09-29, 10:56 AM
  5. إقرأ الرقم‎ ......
    بواسطة nada في المنتدى التواصل واستراحة المنتدى
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2009-06-17, 01:36 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML