أولا : حد الردة يعاقب به من جاهر بردته ، وتحدى النظام الاسلامي القائم ، سواء كان مسلما أصليا أم غير أصلي . فالعقوبة هنا هي عقوبة الجهر بالردة .الاستشكال اخى الحبيب انك قد استددلت على الحكم على قتل المسلم الاصلى المرتد بأيه وحديثين الايه : (وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) [التوبة : 74 كما هو واضح من الايه انها تتحدث عن المسلم غير الاصلى انهم قالوا كلمه الكفر بعد اسلامهم اى انهم كانوا كفارا فاسلموا فكفروا اذا فلماذا تستدل بها على قتل المسلم الاصلى؟ اما عن الحديثين اخى الحبيب فقد تحدثت حضرتك عن كلام الشيخ سيد طنطاوى وقلت
ثانيا : اذا ضربت لك مثالا وقلت : في السعودية تقطع يد من يسرق ، فاذا سرق السعودي قطعت يده ، واذا سرق غير السعودي قطعت يده أيضا ، لأنه بدخوله البلد التزم ما يجرى في هذه البلد من أحكام وقوانين ومنها العقوبات .
فعندما مثلا : أقرأ في جريدة : تنفيذ حد السرقة في أجنبي مثلا .
فهل هذا يجعلني أستدل بأن هذه العقوبة خاصة بغير السعودي فقط ؟!!!
اذن فأنت استدللت بشيء في غير موضعه وهو لا يلزم ، وأن العقوبة المذكورة في الآية الكريمة عامة فيمن كان مسلما أصليا أو غير ذلك ، بل أثبتنا بأن المسلم الأصلي يستحق أشد عقوبة ، كما في المشاركة رقم (18) من الحوار .
جميل جدا ، اذن من أين أتيت بالتفريق بين المسلم الغير أصلي والمسلم الأصلي ؟!! .لقد أنزلت التشريعات والأحكام منذ بدء الوحي وحتى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .وتطبق على المسلم الأصلي والمسلم غير الأصلي ، في حياته صلى الله عليه وسلم ومن بعد مماته ، ومنها الحدود ...فالسارق تقطع يده ، والسكير يجلد ، والقاتل يقتل ....الخ ، لا فرق في ذلك بين مسلم أصلي وغير أصلي .اذا هناك من يرد على هذين الحديثين انهما كانا فى تلك الفتره التى فعل فيها اليهود هذه المكيده كما انه فى تلك الفتره لا اظن ان كان احدا مسلما اصليا فارتد كلهم كانوا قد دخلوا فى الاسلام بعد ان كانوا مشركين
اذا كنت ملما بالعربية ، لعرفت أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم : "مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ" ، يفيد العموم ، أي عموم المسلمين (أصليا كان أو غير أصلي) ، أما التخصيص في القرآن ، فلأن القرآن لم يتحدث عن حد الردة بصفة عامة ، بل تحدث عن حالات معينة ، فتفريقك بين المسلم الأصلي والغير الأصلي تفريق باطل !!اذا فلماذا نعمم الحديثين ولا نخصصهم للذين دخلوا فى الاسلام ثم ارتدوا عنه ستقول لى ولماذا التخصيص؟لان كل ايات القرأن تقر بان لكل انسان حريته فى اختيار دينه
أما حرية العقيدة ، فهذا شعار زائف وضعه الغرب ، ولا يطبق منه شيء ، فالقيود موضوعة في بناء المساجد وفي ارتداء الحجاب ، فليس الأمر كما تتصور !!
وحرية العقيدة تكون في نطاق أحكام الاسلام ، فمن يحيا في ظل المجتمع الاسلامي يجب عليه أن يلتزم بأحكامه وقوانينه ، مثلما تلتزم بأحكام وقوانين أي دولة ما دمت دخلت تحت ظلها .
فالاسلام لا يجبر أحد أو يكرهه على اعتناق الاسلام . لكن ان دخل أحد الاسلام ، التزم ما ترتب عليه من أحكام وجزاءات ومنها حد الردة .
امر اخر حضرتك حاولت تقنعه ان هذا الامر عدل ضاربا نفس المثال الذى ضربه لى العضو sahwa وردى على المثال موجود فى ردى على العضو الكريم ارجو من سيادكم الرد عليه لانه غير مقنع بالنسبه لى حقيقة
يبدو أنك لم تقرأ نقطة الردة كلها في الحوار ، لذا أطالبك بقراءة مشاركة رقم (18) الخاصة بالمسلم الأصلي المرتد ، اقرأها بتركيز !وستجد أيضا أن هناك طريقين لمن أراد أن يرتد ، فمن سلكهما
لا أعرف عما تتحدث هنا بالضبط !! ، فاذا كنت تقصد بأن غير المسلم اذا أسلم في مجتمعه الكافر ، فأن هذه المجتمعات الكافرة لا تخلو من أمرين :وارجو من حضرتك ايضا ان تقول لى اذا ماكان هذا الحكم عادل او غير عادل؟ واذا ما كان عادلا فماذا عن الطرف الاخر اذا اراد ان يدخل فى الاسلام وطبق عليه هذا العدل؟؟هل سيوجد احد على قيد الحياه يدخل فى الاسلام؟
الأول : لا علاقة لها بالدين أو العقيدة ، لذا فهي لا يضرها انتقال الفرد من ملة الى أخرى ، ولا يخل ذلك بنظامها العام ، لأنها مجتمعات ملحدة لا تقيم للدين أي وزن ، لأنها ترى اقصاءه عن حياتها الاجتماعية ، مثل أغلب دول الغرب اليوم .
الثاني : ينص نظامها الاجتماعي على عدم التحول من دين لى آخر ، كما هو الحال في الدول المسيحية ، والتي حملت لوائها ، مثل : الامبراطورية الرومانية المقدسة ، وكنيسة روما ، وكنيسة الحبشة ، وأحد ملوك الدول الاسكندنافية .
فأقرأ هذه الآيات الكريمة :
1- وجوب الهجرة : : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) فَأُولَٰئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99) وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [النساء : 97-100]
2- اخفاء الايمان : : (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [النحل : 106]
نعم أنهما نفس الطريقين لمن أراد أن يرتد دون يكون تحت طائلة حد الردة (مشاركة رقم 18) ، اذن الاسلام تشريعاته عدل كلها ، وعامل غير المسلمين ، كما أحب أن يعامل المسلمين تماما ، فيجب على الشخص أن يخضع للمجتمع الذي يعيش فيه ، وينتقل الى المجتمع الذي يتمكن فيه أن يحيا بالعقيدة التي يختارها .
هذا يرجع الى قصورك بالالمام بمبادىء وأصول الحوارات والمناظرات أولا ، وبالالمام بما جرى في الحوار ثانيا .واخيرا ما لم افهمه لماذا لم تخبر الضيف بقول الشافعى ؟ فان ما حدث من وجهه نظرى انه ليس من امانه العلم
فأما أصول الحوار ومبادئه فهو أنني لا يلزمني أن أنقل كل قول أو كلام أو اجتهاد لأحد الأئمة رحمهم الله جميعا ، اذ لو كان هذا لبلغ ذلك عشرات الصفحات في ذلك ، خاصة أن هذا الاجتهاد قد خالفه فيه الأئمة غيره ، مثل الامام أحمد بن حنبل رحمه الله وغيره ، ولكن يلزمني أن أذكر أقوى الأقوال وأصحها وأرجحها المدعمة بالأدلة والبرهان فقط .
أما ما جرى في الحوار كان عن البالغ بالتأكيد ، وكان الحد هو لمن جاهر بالردة سواء كان مسلما أصليا أو غير أصلي !! فالضيف كان يتكلم عن من له اختيار وتكليف كما هو واضح كلامه ، ولا يلزمني أن اناقشه في مسألة فرعية لم يتعرض لها من الأصل .
لذا فكلام الامام الشافعي رحمه الله هو عن مسألة أخرى لا علاقة بموضوعنا ، فهو عن هل يعتبر الصبي المميز مرتدا أم لا ؟!! وقد خولف فيه ، فأما رأي الامام أحمد بن حنبل فهو :
1- الحيلولة بينه وبين الارتداد وهو صغير [وهي تشبه التربية والتأديب] .
2- فان أصر حتى البلوغ ، يعامل معاملة البالغ المكلف (المسلم الأصلي المرتد)
[أحكام أهل الملل والردة من الجامع لمسائل الإمام أحمد بن حنبل لأبي بكر الخلال (ص 42)]
----------------
فليس لك أن تتهم أحد بتهمة معينة (مثل عدم الأمانة العلمية) الا اذا كان معك دليل واضح كاقتطاع ونحوه ، والا فهي والعدم سواء ، فقط ان استشكلت أمرا تسأل عنه وأجيبك عنها ، أما ان تلقي التهم جزافا فهذا لا يقبل في عالم الحوار ، وليس من آدابه ...
أنصحك كأخ في الله بالآتي :
1- أن تدقق في كلام غيرك ، فكل كلمة وكل حرف لها مراد ومعنى معين ، فلو تغير حرف واحد لتغير الى معنى آخر ، فليس لك أن تنزل كلام غيرك على ما فهمته أنت ، بل يجب عليك ان استشكل عليك شيء من كلام غيرك أن تستفسر عنه حتى يزيل اشكالك .
2- يجب أن تنظف مفاهيمك وفطرتك مما علق بها من مفاهيم غربية مزعومة غير اسلامية ، فاجعل الحق الذي في الاسلام هو معيارك للحكم على المفاهيم الغير اسلامية وليس العكس ، فان فعلت ذلك أدركت اليقين ان شاء الله تعالى .
3- عليك بطلب العلم الشرعي الذي يوفر لك أرضية صلبة تنكسر عليها كل الشبهات والافتراءات التي يروجها أعداء الاسلام ، والا فأنهم يستغلون البسطاء كصيد سهل للترويج لباطلهم وبضاعتهم الكاسدة .
المفضلات