الحديث عن رد هذه الشبهة يستوجب منها إفهام النصراني بعض المبادئ التي كان يجب عليه دراستها قبل توليه منصب الإشراف على قسم حوار الخرفان أصلا ..
يعني وقت التعلم خلاص فات يا نصراني .. ولا مجال للتراجع .. فقد أصبحت ممن قال فيهم ربنا عز وجل "وجعل منهم القردة"
يمكنني بمنتهى البساطة أن أرد على الشبهة الحمقاء بأن أقول أن هذه الآيات التي تتحدث عن قصة أبي جهل والواردة في سورة العلق قد نزلت بعد نزول سورة الفاتحة .
فقيل في زمن نزول الفاتحة أنها مكية نزلت قبل الهجرة ، وقيل أنها مدنية نزلت بعد الهجرة وقيل أنها نزلت مرتين ، مرة قبل الهجرة ومرة بعد الهجرة .
أما سورة العلق فلم تنزل دفعة واحدة ، فهذه الآيات محل الشبهة نزلت في السنة الرابعة من البعثة ، قبل الهجرة . ونزل صدر السورة في بدء الوحي ، يعني قبل قصة أبي جهل بأربعة سنوات أو خمسة .
بس خلاص .. خلص الرد .
لكن أنا عاوز النصراني يفهم بعض المبادئ .
كيف نزل القرآن ؟
أجمعت الأمة قاطبة على أن ترتيب آيات القرآن توقيفي، أي أنه يتوقف عندما ورد به النقل الثابت عن الشارع، ولم يكن فيه مجال للاجتهاد، بل هو موقوف على نص الشارع الحكيم، يقول السيوطي: "الإجماع والنصوص المترادفة على أن ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة في ذلك، وأما الإجماع فنقله غير واحد، منهم الزركشي في البرهان، وأبو جعفر بن الزبير في مناسباته، وعبارته ترتيب الآيات في سورها واقع بتوقيفه–صلى الله عليه وسلم- وأمره من غير خلاف في هذا بين المسلمين" (السيوطي، الإتقان 1/61).
وقد وردت أحاديث كثيرة تثبت هذا التوقيف، منها :
عن زيد بن ثابت –رضي الله عنه- قال: كنا عند النبي نؤلف القرآن من الرقاع. رواه الترمذي (5/734) وقال حسن غريب.
عن عثمان بن أبي العاص –رضي الله عنه- قال كنت جالساً عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إذ شخص ببصره، ثم صوبه، ثم قال: "أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية هذا الموضع من هذه السورة "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى..." إلى آخرها (أخرجه أحمد (4/218)، مجمع الزوائد (7/49) وقال إسناده حسن.
ويدل على ذلك الاستفاضة في كل العصور والبلاد بين جميع المسلمين، لا خلاف بينهم في ذلك.
يتبع ..






رد مع اقتباس
المفضلات