عزيزي سمير ،سؤال اخر
لقد فهمت من كلام اسد الدين ان الذين هاجروا لم يبالوا بما ورائهم وفضلوا ان يلتحقو بالاسلام وخرجو على هذا الاساس
فماذا جرى بعد ذلك هل ندموا على ما تركوه وقرروا ان ياخذوع عنوة ؟؟؟؟؟؟
هناك فرق بين أن تترك مالك و أهلك و أولادك ثم تهاجر ، و بين أن تتم مصادرة أموالك و سبي أهلك و أولادك مباشرة بعد هجرتك ..
فلكل موقف منهما حديث خاص ! فليست المسألة ندماً على ما تُرٍك .. بقدر ما هي استرجاع كرامة و حقوق مسلوبة !!
فقد كانت قريش السباقة دائماً للأذى ، و أوذي رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه كما سبق الذكر مما جعلهم يهاجرون هربا من القمع و العذاب ... و لكن قانون العدل و الإنصاف لا يعطي لقريش حق مصادرة ممتلكات المسلمين المُهاجرين رغم تركهم لها و عدم مبالاتهم بها ..
فقريش لم تكفر و تُعانِد فحسب ، بل ضربت بكل الأعراف عرض الحائط و انتهكت حرمات المُهاجرين في غيابهم و سلبت أموالهم و مولت بها قوافلها .. حتى اُخبر النبي صلَّى الله عليه و سلم بان القافلة التجارية الكبرى لقريش المحملة بمختلف البضائع و الأموال , و التي تقدر قيمتها بخمسين ألف دينار و المحملة على ألف بعير ـ و الممولة بأموال المسلمين المصادرة طبعا ـ سوف تمرّ بالقرب من المدينة و هي في طريق عودتها إلى مكة المكرمة قادمة من الشام ، عندها قرر النبي صلَّى الله عليه و سلم أن يقابلهم بالمثل و يسعى من أجل استرداد شيء مما نهبه كفار قريش من المسلمين و ذلك عن طريق مصادرة أموال قريش بالإغارة على قافلتهم و السيطرة عليها ...
فما رأيك يا سمير ؟!
هل يُعتبر هذا سطواً و قطع طريق ؟؟ أم استِرداد حق من الحقوق الكثيرة المسلوبة ؟؟!!
الفرق أنهم صادروا الأموال و سبوا النساء و تعدوا على الحُرُماتنحن لا نتكلم عن سياسة دولة ولكن نتكلمة عن انتشار دين ....
لم يهاجم المسلمون جيشا ولكم قطعوا طريق قافلة هل تعتقد ان الامر واحد يا خالد ؟؟؟؟
ما الفرق اذا بين من كون مجموعة من الافراد واغار على بيت ابوه او اخوه او حتى احد لا يعرفه لمجرد انه ذات يوم اخذ منه شيئا
و الإغارة على القافلة لم تكن انتقاما بقدر ما كانت استرداداً لبعض الحقوق !
ثم أنهم لم يتمكنوا من مهاجمة القافلة لأن أبا سفيان علم بالأمر فغيّر طريقه و أرسل إلى قريش من يخبرهم بذلك و طلب منهم المدد و العون ، فهرعت قريش لنصرته بكامل العدة و العتاد الحربي و كان عددهم من (900) إلى (1000) مقاتل .
و هكذا فقد تمكن أبو سفيان من الفرار بالقافلة إلى مكة و نجا بنفسه و الأموال التي كانت معه ، لكن مقاتلي قريش عزموا على قتال المسلمين ، و قد رأى عتبة بن ربيعة أن يتراجعوا مادامت القافلة في أمان ، لكن عناد و تكبر سادة قريش جعلهم يُصِرون على الحرب ، فكانت النتيجة انهم خرجوا منها بالعار و الخزي و الهزيمة و الخسائر الجسيمة ، و هكذا نصر الله تعالى نبيه الكريم
و كما وضح لك أخي الحبيب خالد بن الوليد ، فكل هذا كان مرتبا ترتيبا إلهيا لأن تقوم هذه المعركة ..
قطع الطريق يا سمير يكون تعدياً على الحقوق لأنه سرقة و نهب مالٍ ليس من حق السارق !الم يكن المسلمون هم من خرجوا لقافلة ابو سفيان يوم بدر ؟
الا يعتبر هذا قطع طريق ؟؟؟؟؟؟
اعذرنى على سؤالى ولكن هو للاستفسار
لم يكن ينوى القريشيين ان يخرجو الا بعد ان وصل الخبر بان محمد ورجاه قد خرجو لقطع الطريق على قافلة ابو سفيان
فقاطع الطريق يكون ظالماً في هذه الحالة ....
أما مُحاولة استرداد كرامة ، و استرجاع جزء يسير مما سُلب ، فلا يُمكن أن يكون قطع طريق ..
فما رأيك يا سمير ؟
ألم يكن كل هذا دافعاً كافياً يجعلهم يخرجون ؟!
هل لهم الحق في استرجاع بعض ممتلكاتهم ؟!
هل هذا قطع طريق يا سمير ؟!
... يتبع
المفضلات