الإشراف العام
رقم العضوية : 3
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
المشاركات : 7,445
شكراً و أعجبني للمشاركة
شكراً
مرة 1
مشكور
مرة 1
اعجبه
مرة 5
مُعجبه
مرة 2
التقييم : 11
البلد : أرض مسلمة
الاهتمام : كل مافيه الخير لي ولامتي
الوظيفة : مدرّس لغة عربية
معدل تقييم المستوى
: 25
السلام عليكم
لا شك أن النزاع السياسي وضعف الهيكل الاداري للدولة تركا أثرا بالغا في التنظيم العسكري للدولة ولقد كانت قوات الموحدين العسكرية على مستوى رفيع من التعبئة المعنوية والاستعداد المادي ولذلك حققوا انتصارات هائلة على خصومهم وحفظوا دولتهم من الطامعين في اسقاطها إلا أن جيش الموحدين في زمن السلطان الناصر فقد قدرته على الضبط والربط وعلى وضع الخطط الحربية وضعا صحيحا وتنفيذا اكيدا.
وظهر ذلك العجز القيادي والقدرة القتالية في معركة العقاب التي انهزم فيها الموحدون وتأثرت معنوياتهم القتالية ولم يستطيعوا بعد تلك الكسرة العنيفة في موقعة العقاب ان يغدوا جيشا قادرا على تحقيق انتصارات بل تابع جيش الموحدين مسيرته الهابطة ، فتكرس انحلاله وتفككه في الهزائم المتكررة أمام النصارى في الأندلس وأمام بني مرين في المغرب الأقصى .
لقد ساهم في ضعف وانحلال الجيش ، ضعف مبادئ الموحدين في نفوس الجند الذين أصبح همهم الأوحد الغنائم وجمعها لا القتال في سبيل المعتقد والمبدأ والفكرة .
ولقد تبدل هدف القادة في استعمال الجيش ، فبدلا من ردع الثوار المحاربين وجهاد الاعداء الكافرين الى اتخاذ الجيش أداة سياسية للإستعلاء وفرض النفوذ لحساب أشخاصهم أو لحساب غيرهم ولذلك فتحت أبواب الإنضمام للجيش من المرتزقة من عرب وعجم .
لقد كان ادخال العربان في الجيش الموحدي كافة على اهدافه ونظامه إذ لا هم لهم سوى السلب والنهب واكتساب المال ولا يعرفون نظاما ولا يتقيدون بأوامر وبعد النزاع بين السادة والتسلط من مراكز القوة وجد هؤلاء العربان سوقا رائجة وتجارة رابحة ، ففي كل فتنة تنشب وكل حرب تندلع كان لهم دور بارز يشايعون هذا أو ذاك متوخين مصلحتهم المادية ، ولا يتورعون عن بيع قائدهم مقابل جعل من المال فينهزمون ساعة الصدام الحاسمة.
7- الترف والانغماس في الشهوات الذي وقع فيه خلفاء الموحدين المتأخرون وانهماكهم في ملذاتهم غير مهتمين بشؤون الدولة والحكم ، فقد فقدت الدولة سهر الحكام الأول وتدقيقهم في أمور الحكم ، واشرافهم على كل امر جل أم صغر ، فالناصر منذ هزيمة العقاب احتجب وانهمك في الملذات حتى وافاه حينه ، ويوسف المستنصر لم يخرج من حضرته طوال أيام خلافته، وكان مولعا بانتجاع البقر والخيل في رياضة وتوفى من طعنة بقرة شرود، والمرتضى كان ميالا للدعة والمسالمة ، ومولعا بالسماع ليلا ونهارا وكذلك المقربون منهم .
وهكذا أصبح هؤلاء المترفون لا يهتمون إلا بملاذ الدنيا وشهواتها وجمع المال لذلك ، ولا يهمهم ما يكون في الناس من منكرات فهي لا تقلقهم ولا ينهون عنها لان انشغالهم واهتمامهم بما يجلب لهم الملذات فقط ولو كان ذلك على حساب الآخرة ونعيمها ،
: فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن انجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين (سورة هود ، الآية: 116). وقوله تعالى: واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه أراد بالذين ظلموا: تاركي النهي عن المنكرات ، أي لم يهتموا بماهو ركن عظيم من أركان الدين وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإنما اهتموا بالتنعم والترف والانغماس في الشهوات والتطلع إلى الزعامة والحفاظ عليها والعس لها وطلب أسباب العيش الهنيء.
وقد مضت سنة الله في المترفين الذين أبطرتهم النعمة وابتعدو عن شرع الله تعالى بالهلاك والعذاب.
: وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوماً آخرين. فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون. لا تركضوا وارجعوا الى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون.
ومن سنة الله تعالى جعل هلاك الأمة بفسق مترفيها،
: وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا سورة الاسراء، الآية 16.
وجاء في تفسيرها : وإذا دنا وقت هلاكها أمرنا بالطاعة مترفيها أي متنعميها وجبَّاريها وملوكها ففسقوا فيها فحق عليها القول فأهلكناها. وإنما خص الله تعالى المترفين بالذكر مع توجه الأمر بالطاعة الى الجميع لأنهم أئمة الفسق ورؤساء الضلال، وما وقع من سواهم إنما وقع باتباعهم وإغوائهم، فكان توجه الأمر إليهم آكد.
[SIZE=6]
[FONT=Traditional Arabic]كل العداوات ترجى مودتها*إلا عداوة من عاداك في الدين
/*/*/*/
لا يستقل العقل دون هداية*بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا
كالطّرف دون النور ليس بمدرك*حتى يراه بكرة واصيلا
المفضلات