منقول عن د امير عبد الله مدير منتدى حراس العقيده
في حوار مع أحد اللادينيين الباحثين عن الحق، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يقول:
"اصلا ليس هناك ما يضمن ان اشخاص اخرين بعد نبي الاسلام هم من كتبوا القرآن ونسبوه لنبي الاسلام محمد"
وقد آثرت ان اكتب الرد سريعا هنا، حتى يمكن عرضه بما لا يُتاح من اساليب العرض عبر الفيس بوك، وللرد نقول:
أولا: سقوط الدعوى بغياب الدليل واعتماد الشك:
مرة أخرى قولك هذا مبني على الشك المجرد بلا دليل، وليس هذا منهج هذا الحوار فالمتفق أن ترجح بالدليل لا بمجرد الشك، واتفقنا ووافقت على ذلك أنه لن نقبل في حوارنا : "لعل وربما ويجوز" ، فإما عندك ما يثبت وإلا يبقى مجرد وهم لا يُعتد به، فلابد من استخدام العقل في الترجيح او القطع بمثل هذه الامور، وعدم ترك الامور معلقة، والا لن ترى اي حق او علم او حقيقة.
ثانيا: سقوط الدعوى بالحجاج العقلي
وحتى نقضي على الشك، فيجب أولا أن نناقش هذه الشبهة الساقطة عقليا:
1- من قال لك ليس هناك ما يضمن؟، هل عقول البشر بهذه الحماقة؟ لو أن ليس هناك ضامن لسقطت كل العلوم الانسانية وصارت كل الاعمال الادبية والتاريخية والاركيولوجية لغوا لا طائل منه، خَدَعت به أمم اهل الارض انفسهم وعقولهم!، بل ولسقطت اي نسبة تُنسب لاصحابها في كل العصور، ولا يبقى أي معنى لاي علم او عقل او حضارة، ويصير العلم والعدم سواء، وهذا لم يحدث ولن يحدث، إذن فهذا دليل على حتمية وضرورة وجود الضامن، وان شكك ليس الا ضربا من السفسطة او الجنون.
2- الحقيقة ان سؤالك هذا ذاته لهو اقرار على الاعجاز، فالعقول تعجز ان تتقبل ان يكون شخص بمفرده، أمي لا يقرأ ولا يكتب، في صحراء مكة، لم يتوافر له ما توافر لعلماء عصرك، وقد صاغ كل هذا الصرح التشريعي والثقافي والادبي والفكري والنفسي بل والعلمي، جامعا دقائق خافية في قصص الامم السابقة حيرت المؤرخين دقتها، وربطها بعلوم المستقبل دون ان يجدوا تناقضاً علمياً تجريبيا واحدا في كلامه في العصر الحديث، ثم فوق هذا كله يقدمه جازما به دون تردد، ففعل ما تظنه أنت لا يتأتى الا بجهود بشرية على مدار عقود وقرون من العمل المتراكم، حتى يصلوا الى هذا، واقول لك: ولن يصلوا الى هذا، فحتى اعظم حضارات الدنيا، في العصر الحديث لا يتفقون على شيء، فيضعون النظرية والنظرية الاخرى ولا يصلون الى الترجيح المناسب في اكثر سجالاتهم العلمية .. وتظل موضع نقاش اكاديمي لعشرات السنين وربما مئات حتى يستقروا على رأي!، بينما يضع محمد صلى الله عليه وسلم او اللجنة المجهولة هذه القول الفصل بلا تردد، ولا يقبل التراجع، ليظهر بعد 1400 عام في الاوساط الاكاديمية ليرجحه العلم والعلماء.
3- ثم إن افتراض وجود لجنة تكتب على لسان محمد لن يحل اشكاليتك مع هذا الاعجاز!!، بل سيزيد ثبوته، لأنه لم يثبت في التاريخ الانساني كله ان اجتمعت جماعة واقامت عملا ونسبوه لشخص اخر، دون أن يتركوا بصماتهم، او اسماءهم او ما يدل عليهم، بل إن الراجح عقلا، والثابت واقعا وتاريخا - كما سياتي- هو ظهور الكم الهائل من التناقضات التي يخلفها اجتماع جماعة أو لجنة تكتب وتنقح وتنسب كلاما على لسان شخص ما، لان العقول تتفاوت، والدوافع تتباين، ولايوجد ضامن حقيقي قد يضمن ان كل هذه اللجنة أو الجماعة قد تسامت لتلغي ذكرها واسمها من كل التاريخ لاجل شخص لا يعرفونه أو لا يهمهم كينونته أو ثبت كذبه او عدم نبوته!، فأن تأتي جماعة يسيطر على عقولهم جميعا شخص واحد، فينسحقون لاجل اسمه، ولا يعرفهم التاريخ، ثم يتركون ارثا متقنا باعجازه الغيبي التشريعي الاخلاقي والسياسي والعلمي والادبي والاجتماعي والعلمي التجريبي، وبما يشمله من قوانين الزواج والطلاق واحكام الزكاة والطهارة والفرائض وحساب المواريث، وقواعد الحرب والسلم ، فهذا ضد العقل التجريبي، وضد الواقع المُعاش، ومعجزا للعقل البشري فمن هذه الكائنات المعجزة التي قامت بكل هذا؟، فإن حدثت هذه الفرضية فسيظل الاعجاز قائما !!،
4- بل إن كون القرآن الكريم كتاب كبير مشتمل على أنواع كثيرة من العلوم، يجعل التناقض ايسر واسرع وقوعا -خاصة بعد أن علمت عقلا وستعلم بعد قليل بالواقع العملي - أن وقوع التناقض حتمي، اذا ما اجتمعت العقول المتفاوتة وانسحقت لشخص لتكتب باسمه، وهو هنا يُصعب عليك المهمة، بكونه كتابا كبيرا، لأن الكتاب الكبير الطويل لا ينفك عن ان يحصل التناقض فيه، ومع ذلك فإن هذا لم يحدث! ولما لم يوجد فيه ذلك علمنا أنه ليس من عند غير اللّه كما قال اللّه تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}.
5- والحقيقة ان فرضية كهذه تُثبت على لسان حالك تواطؤ الكون كله لخدمة هذا الرجل فحتى فرضية الكائنات الهلامية هذه سمها ما شئت: سوبر ناتشرال، او ملائكة، او او .. فإنه تواطؤ صريح لخدمة هذا الرجل، ومع استمرار الحوار ستجد ان التواطؤ مستمرا، ستكتسف تواطؤ انبياء الله السابقين مع هذا الرجل، ولن يمنعك افتراض انه سافر بالزمن اليهم واتفق معهم، كما لم يمنعك عقلك ان يسافر محمد بالزمن ويتفق مع الكائنات الهلامية التي نقحت كل هذا لتوافق العلم الحديث .. الحقيقة انه باستمرار الحوار، ستكتشف ان الكون كله يتواطأ لأجل محمد صلى الله عليه وسلم.
ثالثا: سقوط الدعوى بالاختبار العملي:
على الواقع السابق واللاحق الذي حدث بالفعل، ولنضرب لك المثل من وقائع التاريخ الماضي والحاضر:
1- لجان النصارى في كتابة الانجيل ( العهد الجديد) ونسبته الى يسوع: كيف نجح محمد أو الجماعة التي سيطر عليها، فكتبت على لسانه -إن وُجدت - كل هذا الاعجاز، فيما عجزت عنه لجان وجماعات الامم؟، وما الذي كان يمنعهم حينئذ ان يضعوا مبررا على لسان هذا النبي انه اجاز لهم ان يكتبوا بالروح القدس او باي طريقة هذا الوحي نيابة عنه كما فعل كتبة الإنجيل ليخلدوا اسماءهم؟!
2- لجان اليهود في كتابة الكتاب العبراني: كيف نجح محمد أو الجماعة التي سيطر عليها، فكتبت على لسانه إن وجدت كل هذا الاعجاز، ثم قارن ذلك بباقي الامم واسأل نفسك: أين ذهبت هذه البراعة عند كتبة الكتاب المقدس في عهده القديم؟ والتي لم يكتبه شخص واحد بل تضافرت على كتابته افراد وانبياء متعددون عبر القرون، وانظر الى اثار من كتبوا الكتاب ونسبوه الى موسى في اسفاره الخمسة، وكيف سجلوا في الكتاب المنسوب اليه تاريخ وفاته وكثير من الاحداث التي حدثت بعد زمانه !
3- لجان الكتاب والنساخ للكتاب المقدس بعهديه: وانظر كيف كانوا ينقحون الكتاب المقدس عبر القرون فتتكاثر الاخطاء وتتزايد وتتضخم بل وتتعارض وتتناقض، حتى أن اعظم متفائل فيهم يدرك يقينا انه من بين اكثر من خمسين الف مخطوطة للمتاب لا تتفق فيه مخطوطة واحدة مع الاخرى!
4- اللجان البوذية والمجوسية: - أين ذهبت هذه العظمة مع مؤلفي الكتب البوذية والمجوسية والتي يقررون صراحة انه نتاج عمل جماعي على مر القرون؟، وقارن بين هذا الاتقان المعجز، وبين ما خلفوه من تناقضات وتعارضات، ودعاوى تضرب بعضها بعضا.
اليهود والنصارى والبوذيون والمجوس هي امثلة واضحة لدعواك هذه، قارن بين هذا الاعجاز الذي تريد ان تقارنه بهؤلاء وما عندهم من تناقضات عقلية صريحة وتعارض واضح بين كل كاتب واخر وصدق الله اذ يقول : ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا "
5- لجان العلوم الكونية والانسانية في العصر الحديث: خذ مثالا على الفلسفة التي اجتمعت عليها الفلاسفة ماقبل التاريخ والى يومنا هذا، وآتني بما اجمعوا و اتفقوا عليه، ليس الا الرأي والرأي الاخر، اعطني ما اجتمعوا عليه في قوانين الحروب ليس الا الرأي والرأي الاخر،، آتني ما اجتمعت عليه الحضارات اليوم في علوم الكونيات ليس الا النظرية والنظرية الاخرى، لكن في كل مثال ستجده وبقدرة قادر ان اتفقوا على شيء او رجحوا شيئا بادلته العلمية او التجريبية في عصرنا الحديث فتجده هو ما قاله محمد صلى الله عليه وسلم او قالته تلك اللجنة الهلامية المزعومة من 1400 عام !، تواطؤ ما بعده تواطؤ، العل اللجنة قد اتفقت مع عصرنا الحديث؟!
رابعا: الضمانات العقلية والعلمية:
لقد نسفنا فيما سبق خرافة اللجنة الهلامية هذه عقلا وواقعا، وبقي حتى يكتمل الحديث، ان نسرد الضمانات العقلية التي زعمت عدم وجودها، وهذه الضمانات لا تثبت فحسب تاريخية شخصية محمد صلى الله عليه وسلم، بل تثبت كذلك تاريخية نسبة كل اتقان واعجاز وانه خرج من يديه هو لا بيد غيره، والان تعالى لننقض لك وننسف نسفا هذا الشك الهلامي، وسأسرده في رؤوس اقلام، ولان تفصيله سيأتي في باب الرسالة ونحن لازلنا في باب الاله، وفي باب الرسالة ( سنثبت اولا موثوقية الرسالة وصحة نسبتها الى محمد صلى الله عليه وسلم) مقارنة مع باقي الكتب مقطوعة النسبة، وهذه بعض الضمانات العقلية الضرورية التي لا ينكرها الا مجنون او مكابر.
1- الضرورة العقلية الاولى: التواتر
خبر التواتر هو ما يخبر به القوم الذين يبلغ عددهم حدا يُعلم عند مشاهدتهم بمستقر العادة أن اتفاق الكذب عندهم محال .وأن التواطؤَ منهم في مقدار الوقت الذي انتشر الخبر عنهم فيه متعذر . وأن ما أخبروا عنه لا يجوز دخول اللبس والشبهة في مثله ، وأن أسباب القهر والغلبة والأمور الداعية إلى الكذب منتفية عنهم . فمتى تواتر الخبر عن قوم هذه سبيلهم ، قطع على صدقه ، وأوجب وقوع العلم ضرورة .
والتواتر ضرورة عقلية، مثلها ككل الضرورات العقلية، من ينكرها اما مكابر او مجنون، والتواتر هو ان ينقل الخبر جماعة كثيرة عن الجماعة الكثير مما يستحيل معه أن يقبل العقل ان يتواطؤوا على الكذب وتأليفه. ولولا التواتر لاتُّهِم كل البشر في انسابهم قبل ان تظهر السجلات المدنية من مئة عام فقطـ، ولولا التواتر لما اعتقدت أنت بأن هناك بلدة تدعى طهران دون ان تحتاج الى ان تراها او تسافر اليها، لانه يستحيل ان يكذب العالم كله في الحديث عن ايران وطهران واعتقاداتهم ... الخ. وانت ان انكرت اليوم وجود مدينة اسمها طهران، ستوضع في مصحةـ او لن يؤبه لسفسطتك. ومهما كذب كذاب، فالتواتر يفضحه، يعني لو نقل الف انسان خبر من سعيد ، وجاء واحد فقط كان معهم وخالفهم، فمن يُتهم في حفظه ونقله الالف ام الواحد؟، هذا هو التواتر، يُتهم به فورا من يخالف الدنيا.
وكون ان يكون القران ألفه غير محمد صلى الله عليه وسلم ممن أتوا بعده، فهذا لا يخلوا ان يكون التاليف في زمانه وهو حي، وهذا محال، واما ان يكون التاليف بعد وفاته في النصف الاول من القرن الاول الهجري وهذا أيضا محال لان عدد حفظة القران الكريم في وقت وفاته تعدوا المئات، فمن هؤلاء الذين ظهروا على حين غرة يحفظون الكتاب كله عن ظهر قلب ويؤلفونه، والصحابة جميعا بعد كلهم احياء وتعدى عددهم مئة الف صحابي ممن شاهد رسول الله !!، بل وكيف يظهر فجأة وهو محفوظ في القلوب والصدور؟، ويؤلفه بعضهم ولا يفطن عشرات الالاف من الصحابة، ولم يكن هذا الحال في جزيرة العرب وحدها بل في كل مكان وصله الاسلام، بل كان أهل اليمن يحفظون القرآن في النصف الاول من القرن الهجري الاول، منذ زمان النبي، فمن يزعم هذا الكلام السخيف انسان سطحي او حاقد، هذا عبث لا يقبله عقل، بل وعدد التابعين الذين حفظوا عن الصحابة في بلدان المسلمين تعدى عشرات الالاف، فهذا الامام نافع يحفظ القرآن على يد 70 تابعي في المدينة وحدها ! فما بالك بباقي البلاد والمدن؟!، وكل هؤلاء التابعين متواجدون والصحابة متوافرون، يعني لم يأتوا في زمن غير الزمن، بل واخر صحابي توفى كان بعد اول مئة عام هجرية واخر تابعي توفى بعد 150 عام هجرية، ولما كان اهتمام المسلمين بحفظ القرآن في كل قرن، فإن هذا الحفظ يتزايد ولا يستطيع ان يوقف تمدده احد، واليوم يوجد في هذا العصر من حفاظ القرآن: الملايين في البلاد الإسلامية كلها، ويكفيك زيارة بسيطة الى الجامع الأزهر، او كتاتيب المسلمين في كل قرية من قرى مصر، بل تجد الامي الذي لا يعر فالقراءة والكتابة ويركب بغلته او حماره، وهو حافظ للقرآن الكريم عن ظهر قلب، فهذا الفلاح البسيط يفوق قساوسة ورهيان اهل الارض الذين لا يستطيعون حفظ كتابهم.
وما يُقال عن القران الكريم، يقال عن الصلاة واركان الاسلام، كلها، فهي متواترة، يستحيل ان تظهر فجأة على حين غرة بين الناس ولا يعرفون مصدرها، وكل الائمة والفقهاء الاربعة وُلدوا في آخر القرن الاول و طيلة القرن الثاني وجميعهم وضعوا كتبهم ومخطوطاتهم الفقهية على حديث رسول الله وكتاب الله، ومن قبلهم تذخر كتب علوم الرجال بمئات الفقهاء والقضاة في العصر الاسلامي الاموي والعباسي.وقبل ان ينقضي القرن الاول.
ولذا لم يكن هناك اي منطق في انكار تاريخية محمد صلى الله عليه وسلم ونسبة القران له، وهذا هو موقف جميع المستشرقين بالاجماع اليوم.
2- الضرورة العقلية الثانية: سيرته وتاريخه والروايات عنه.
التاريخ والسيرة عند امة محمد لم تكن كما هي عند باقي الامم، فكل ما لدينا من سيرة محمد صلى الله عليه وسلم، مكشوفة لكل مستشرق أو باحث محايد يستطيع أن يدرسها وينقدها!!. بل يستطيع ان ينشىء منهج تاريخي يعتمد كليًا على علوم المسلمين في التثبت من الخبر .. كما حدث بالفعل واستفاد المستشرقون وتلامذتهم من علم مصطلح الحديث في استحداث علم جديد هو: "علم مصطلح التاريخ"، وأول من كتب في هذا الفن هو: البحاثة النصراني، استاذ الكرسي الانطاكي: أسد رستم أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية في بيروت، والذي كان يحضر دروس الشيخ طاهر الجزائري في فن مصطلح الحديث، ثم خرج بذلك الفن الذي هو مستفاد ومشتق من علم مصطلح الحديث، فبحث في مخطوطات علوم المطلح ووقع على كتب ابن عياض وغيرهم، واقر واعترف في كتابه "أصول الرواية التاريخية" بأن قواعد مصطلح الحديث هي أصح طريقة علمية حديثة لتصحيح الأخبار والروايات. ومعظم المستشرقين الكبار الذين لم يدخلوا الإسلام أصلاً، لم ينكروا هذا التاريخ، بل أقروا بكل هذه الصفات العظيمه والمفارقه للعاده لشخصية محمد. لكن الإقتناع بالإسلام يحتاج لإرادة، للنظر في كل هذه التفاصيل معاً ووضعها كلها في قالب واحد ثم إضافة انجازات الصحابه التي لا تحصى و انقلابهم من مشركين معربدين إلى ما يشبه الأبطال الأسطوريين لدى الأمم الأخرى وأيضاً إضافة سيرة الخلفاء الراشدين الذين قدموا نماذج لم تتكرر في التاريخ لرجال كانوا عاديين ليسوا أنبياء معصومين ولا ينزل عليهم الوحي ولكنهم حملوا إرث هذا النبي وقضوا على دولة فارس العظمى كلياً وانتزعوا مناطق استراتيجيه واسعة من دولة الروم البيزنطيه ودون سابق خبرة في السياسه ولا في الحرب ثم وضعوا نظام متسامح غير مسبوق في التاريخ تجاه السكان غير المسلمين.
3- الضرورة العقلية الثالثة: روايات الحديث، واسانيد الروايات المتصلة غير المنقطعة.
وثاقة النقل عند أمة محمد، بالاسناد، وهل هنالك حضارة واحده انجزت قواعد لنقد وتمحيص الأحاديث كما فعل المسلمون؟، إن علم الاسناد، والرواية، مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم وجعله البوابة الكبرى التي لا يمكن الحديث عن الوحي بغير ثبوته اولا، فلابد من التوثق واثبات الكلام واتصاله عن الراوي عن شيخه الى النبي، ولسنا كحال اهل الكتاب الذين وجدوا كتبا لا يعرفون لغتها ولا من ترجمها وضاعت منهم لغة انبيائهم وكتبهم، فلا اسناد ولا توثيق ثم يظنون فيها الوحي !!. وقد قال عبد الله بن المبارك: "مثل الذي يطلب أمر دينه بلا إسناد؛ كمن يرتقي إلى السطح بلا سلم!"، وقال أيضا: "طلب الإسناد من الدين"، وقال: "لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء". وقال الثوري: "الإسناد سلاح المؤمن، فإذا لم يكن معه سلاح؛ فبأي شيء يقاتل؟!".
ولعل محاولات جولدتسهاير وشاخت في التشكيك في مصدر الحديث هي المحاولات الاولى التي اعتمد عليها كل خامل من المستشرقين ممن اتى بعدهم واعتمدوا على كتاباتهم واغلوطاتهم، فهم لم يعطوا دراسة الحديث كفايته وكانت غايتهم معلومة من الطعن فيه، وشبهاتهم اكثرها ذرها الرياح، وماعاد لها ارضًا بعد ان انفتحت الافاق واطلع العالم شرقه وغربه على علوم الحديث وكتابات المسلمين والمحدثين. وقد كانت اول محاولة جادة بعيدا عن ركب هؤلاء الاولين هي محاولة فريلاند آبوت العادلة في دراسة الحديث وذلك في كتابه الإسلام وباكستان (1908)، حيث قسم جوهر الحديث إلى ثلاث مجموعات رئيسية ؛ حديث يصور حياة النبي بشكل عام ، والحديث المشكوك فيه بسبب عدم توافقه مع كلام النبي ، والحديث الذي يروي الوحي الذي تسلمه النبي (جميلة ، 2005: 175) على الرغم من أن تصنيف فريلاند أبوت يختلف كثيرًا عن تصنيف علماء الحديث (المحدثين) ، إلا أنه يشير إلى أنه أدرك أن الحديث جاء بالفعل من النبي. وكان هذا اعترافًا أكثر وضوحًا عبرت عنه نبيلة أبوت في عملها دراسات في الورقية الأدبية: التعليقات القرآنية والتقليد (1957) ، أكدت أن حديث النبي يمكن إرجاعه إلى زمن النبي ولم يتم كتابته من قبل المسلمين بعد القرن الأول الهجري. هذا الرأي مبني على مخطوطات تتعلق بالحديث النبوي (Darmalaksana ، 2004: 119-120). لذلك يمكن القول أنه حدث تحول في الرأي بين المستشرقين حول الحديثمن بعد جولدزهاير وشاخت.
4- الضرروة العقلية والتاريخية الرابعة: مصطلح الحديث وعلوم الرجال والجرح والتعديل عند أمة محمد
ثم انهم لم يكتفوا باتصال الاسناد، في التثبت من صحة الحديث، بل ابتدعوا اصولا كاملة لاثبات وثاقة وصحة النقل، سندا ومتنا، كعلم أصول الحديث وعلم الجرح والتعديل، وغيرهما من العلوم؛ طريقة أشاد بها كثير من الغربيين في تحقيق الراوية أمثال: باسورث سميث عضو كلية التثليث في أكسفورد، وكارليل، وبرنارد شو، والدكتور: سبرنكر كان. فقد أعلن هؤلاء إعجابهم بالطريقة التي تم بها جمع الأحاديث النبوية، وبالعلم الخاص بذلك عند علماء المسلمين، وهو الجرح والتعديل.
وحين يكون عندك مئات الالاف من الكتب التي لم يُطبع منها حتى اليوم 10% وكلها وُضعت للحديث عن الرجال، عن كل رجل في الاسلام منذ ظهور الاسلام، بدءا من الصحابة الكرام، إلى الكتب المتداولة المشهورة، فنظروا في حال كل راو راو من حيث ولادته، ووفاته، وطلبه العلم، ورحلته، وضبطه، وعدالته، وصدقه وهل كان يعرف بكذب او غير ذلك من خوارم المروءة، وعن إتقانه، وجودة حفظه، ومن هم شيوخه، ومن هم طلبة العلم الآخذون عنه، وما اسمه وما نسبه وما صفاته، ثم عمدوا إلى رواياته ودرسوها فقها، وموافقة لغيرهم من الرواة. ودرسوا علاقة كل راو بمن بعده ومن قبله، من حيث إثبات اللقيا أو عدمها، وكيفية اللقيا، ونوع الرواية هل بقول: حدثنا، وأخبرنا، وقرأت، وقريء بمحضره وأنا أسمع...أو بالعنعنة: عن فلان عن فلان، أو بالأنأنة: أن فلانا قال: إن فلانا قال...إلخ، وبمن شاركه في تلك الرواية، وبمن خالفه فيها لفظا أو معنى. فمن جُهل حاله أو عينه؛ رُد حديثه، ومن خالف الثقات والجمهور اعتبر حديثه شاذا، ومن كثر شذوذه رُد حديثه، ومن أغرب في رواياته اتهم بها، واختل ضبطه أو علمه أو عدالته؛ رد حديثه أيضا. وقسموا ذلك إلى علوم وأبواب؛ كعلم الرجال والطبقات، والوضاعين، والثقات، وعلم العلل، والجرح والتعديل، والمنفردات والوحدان، والتدليس والمدلسين...إلخ، وأفردوا في ذلك مصنفات كثيرة. وقسموا الأحاديث بناء على تلك الدراسة إلى: صحيح وضعيف، والصحيح: ما اتصل إسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وسلم من الشذوذ والعلة. شذوذ رواية وشذوذ لفظ، وعلة رواية وعلة متن. وأعلاه المتواتر: وهو ما روته الطائفة التي يستحيل اتفاقها على الخطأ عن مثلها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأدناه: الحسن، الذي هو أدون من الصحيح.
كل هذا للتوثق من نقلة النص عن رسول الله وهذا في الحديث وحده وسنة النبي، وهو يأتي ثانيا بعد القران الكريم، ثم يأتي فسل مسيحي او ملحد ويتحدث عن وثاقة النقل عند المسلمين او عن تاريخية محمد صلى الله عليه وسلم أو عن نفس نسبة القران او السنة عنه !، "إن الدنيا لم تر ولن ترى أمة مثل المسلمين!! فقد دُرس بفضل علم الرجال الذي أوجدوه حياة نصف مليون رجل"
5- الضرورة العقلية والتاريخية الخامسة: وثائق التاريخ،
أ) مخطوطات القرآن الكريم: التي تنتسب الى حقبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والمخطوطات التي تتعلق به مباشرة، وظهرت حديثا وقتلت الى غير رجعة كل هذه الادعاءات الوهمية،
- ونكتفي بمخطوطة بيرمنجهام (برمنغهام) والتي اكتشفت في عام 2015 م ، وهي مخطوطة قرآنية كُتبت على رقّ (جلد حيواني) مكونة من ورقتين، وتحتفظ جامعة برمنغهام بهذه المخطوطة كجزء من مجموعة مينجانا للمخطوطات الشرق أوسطيةفي مكتبة كادبوري للأبحاث الجامعية، مصنفة الآن باسم Mingana 1572a، وهي الآن ضمن مجلد Codex Parisino. وسبب اكتشافها هي الباحثة ألبا فيديلي ، والتي كانت تدرس عناصر في مجموعة مينجانا لمخطوطات الشرق الأوسط لأطروحتها في الدكتوراه باسم " المخطوطات القرآنية المبكرة ونصها وأوراق ألفونس مينجانا المحفوظة في قسم المجموعات الخاصة بجامعة برمنغهام" ، حيث وجدت أنه قد تم ربط الورقتين بشكل خاطئ مع مخطوطة قرآنية أخرى من القرن السابع مكتوبة أيضًا بالخط الحجازي (مصنفة الآن باسم Mingana 1572b).
وباتباع تقارب تبنته أكاديمية برلين براندنبورغ في عام 2013 لتساهم بعينة من اللغة العربية الإسلامية في مشروع Corpus Coranicum للتحقق من تاريخية النص القرآني ، وبالتزامن مع بحث فيديلي في الكتابة اليدوية ، رتبت مكتبة كادبوري للأبحاث أن تؤرخ المخطوطة بالكربون المشع في وحدة تسريع الكربون المشع بجامعة أكسفورد، وتم اجراء تحليل متعدد الأطياف للمخطوطة وتحليل XRF للأحبار، فحددوا أن تاريخ الكربون المشع للرق هو 1465 ± 21 سنة قبل عام 1950، وهو بعد معايرتها يتوافق مع ثقة 95.4٪ للحقبة من 568-645 م. وقد تم تأريخها بالكربون المشع في الاعوام بين 568 م و 645 م، اي ان تاريخ كتابتها يقع في حقبة زمنية مقدارها 77 عاما، عامين قبل ميلاد النبي مرورا بحياته ووولاية ابي بكر وعمر وحتى اول عامين من ولاية عثمان بن عفان اي عام 25 هـ). وقد أكدت الاختبارات اللاحقة للأشعة فوق البنفسجية على أوراق الرق، انه لا يوجد كتابة ممسوحة، أعيد الكتابة عليها (اي ليست طرس).
وقد تم عرضها في جامعة برمنغهام في عام 2015 ثم في متحف برمنغهام ومعرض الفنون حتى 5 أغسطس 2016. أما عن حجم الورقة فهو (343 ملم × 258 ملم في أوسع نقطة) ، وهي مكتوبة بالحبر على كلا الجانبين بخط عربي حجازي، كبير الحجم واضح ومقروء.
وتحتوي الأوراق على أجزاء من سورة الكهف ومريم وطه، بنفس ترتيب الصور في المصحف الحالي، فنجد في الورقة الاولى المكونة من جانبين (صفحتين) على الآيات من 17 إلى 31 من سورة (الكهف) بينما تحتوي الورقة الأخرى على آخر ثمان آيات 91-98 من سورة (مريم) والأربعين آية الأولى من سورة (طه) ، وكلها في تسلسلها الحالي ومطابقة تطابقا كليا مع النص القرآني الحالي. ومما يميز المخطوطة أنه. لا توجد علامات تشكيل للإشارة إلى حروف العلة القصيرة ، ولكن يتم تمييز الحروف الساكنة أحيانًا بشرطة مائلة، مع تقسيم السور بخط مزخرف ، ونهايات الآية بنقاط متفاوتة النصوص. والرسم (الخط الاملائي) يختلف عن قواعد الإملاء الحالية فيما يتعلق بكتابة (أو حذف) الألف الصامت (ألف)، وهذا طبيعة الخط العربي المبكر في ذلك الزمان أن لا يُكتب حرف الألف الصامت، مثل قول الله : " إن هذان" فتجدها في المخطوطات تُكتب هكذا : "إن هذن".
هذه المخطوطة تضع نهاية للترف النقدي الذي مارسه المستشرقون في محاولة للتشكيك في تاريخية وزمان كتابة القرآن الكريم، كما يؤكد جوزيف إي بي لومبارد Joseph E.B. Lombard من جامعة برانديز Brandeis University في هافينغتون بوست Huffington Post، فقد كتب - داعمًا للتواريخ التي اقترحها علماء برمنغهام - بأن اكتشاف نص قرآني يمكن تأكيده من خلال التأريخ بالكربون المشع على أنه قد تمت كتابته في العقود الأولى من العصر الإسلامي ، مع ما يقدمه من نصٍ يتوافق كليًا مع النص الحالي المقبول ، فإنه يعزز الإجماع الأكاديمي المتزايد على أن العديد من الغربيين المتشككين. ونظريات "التحريف" للأصول القرآنية لا يمكن الدفاع عنها الآن في ضوء الاكتشافات التجريبية - بينما ، من ناحية أخرى ، فإنه يثبت ان الروايات الاسلامية للأصول القرآنية اصبحت أصلا يؤكده الاكتشافات العلمية المستمرة.
ب) وثائق واسانيد الانساب:
- التي لم تنقطع عن اشراف اهل البيت ونسبتهم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وهي متواترة، مثبتة ومسجلة الى يومنا هذا، ولا نتحدث عن تلك الوثائق والشهادات المكتوبة بل نتحدث عن الانساب المشهورة والمتواترة والمستفيضة والتي يستحيل انكارها. بل وهناك الانساب لكل قبائل مضر ، والتي دونت بتفاصيلها في كتاب موسوعة ضخم "أنساب الأشراف" وهي أضخم موسوعة فيها لا يوجد من مخطوطاتها سوى نسختين، في الرباط و اسطنبول. وأراد بالأشراف: من شرف بنفسه، ولو لم يكن آباؤه شرفاء، و ألفه البلاذري المتوفي سنة 278هـ.. ويكفيك ان تكون انت كفرد حلقة وصل بين اجيال من 100 الى 130 عام، فانت ان توسط عمرك بين الستين والسبعين يمكن أن تتصل بجيل ابنك واحفادك، وتوصلهم بجيل ابيك وجدك. يعني قولنا ان يدون هذا النسب الموسوعي في القرن الثالث اشد دلالة على وجود جيل الاجداد ممن عاصروا النبي او صحابته.
- ثم هجرة زوجاته ودخولهن مصر وانتشار صحابته في الافاق ولم يكونوا عشرة او عشرين بل بالالاف وبانسابهم مدونة في كل قطر وبلد.
ج- وانساب ورواة الاحاديث التي لم تنقطع عن كل صحابي او تابعي عاصر الاحداث:
وهم بالالاف فهل كل هؤلاء لم يُدرك أنه يؤلف كلام عن ابيه او جده، وهو غافل عنه ويوضع على لسان محمد صلى الله عليه وسلم؟ بل ويُشارك هو ايضا في هذا الوضع العالمي المتواطىء؟
6- الضرورة العقلية السادسة: وثائق الاركيولوجي، والمؤيدات المادية والحسية:
في مكة والمدينة ومكان ولادته ومسجده ومكان دفنه والاثار التاريخية الشاهدة على ذلك.. فما من حدث يُذكر عن الاسلام ونبي الاسلام الا وشواهده المكانية تشهد له.
7- الضرورة العقلية والتاريخية السابعة: مقارنة المصادر المختلفة والمتخالفة:
فهذه الأمة كلها من اول يوم قامت عليه، لم تتردد بينه وبين غيره، فهذا من العبط الفكري ان يُثار مثل هذا، ونضرب بعض الامثلة:
1) كتاب تعاليم يعقوب: لم يمضِ على وفاة محمد صلى الله عليه وسلم الا عامين فقط (توفي 632 م) واذ بك تجد كتاب تعاليم يعقوب كُتب بعد وفاة النبي بعامين (634 م)، وقد كتبه احد اليهود الذين ارغموا على اعتناق النصرانية ويريد اثبات ولائِه، وذكر فيه حديثه عن نبي العرب الذي سفك دماء الرجال ويزعم ان معه مفاتيح الفردوس:
"عندما قُتل المرشح [أي ، سيرجيوس ، قائد الجيش البيزنطي في فلسطين] على يد المسلحين ، كنت في قيصرية وانطلقت بالقارب إلى سيكامينا. كان الناس يقولون "قتل المرشح" ، ونحن اليهود غمرتنا السعادة. وكانوا يقولون إن النبي قد ظهر آتياً مع العرب ، وأنه كان يعلن قدوم الممسوح ، المسيح الآتي. بعد أن وصلت إلى سيكامينا ، أوقفني رجل عجوز على دراية بالكتب المقدسة ، وقلت له: "ماذا يمكنك أن تخبرني عن النبي الذي ظهر مع المسلمين؟" أجاب وهو يتأوه بعمق: "إنه باطل لأن الأنبياء لا يأتون مسلحين بسيف. إنها أعمال فوضى ترتكب اليوم وأخشى أن يكون المسيح الذي يعبده النصارى هو الذي أرسل، من قبل الله ، وبدلاً من ذلك نستعد لاستقبال المسيح الدجال. وبالفعل ، قال إشعياء إن اليهود سيحتفظون بقلب منحرف وصلب حتى تدمر كل الأرض. ولكن اذهب يا سيد إبراهيم وتعرف على النبي الذي ظهر . " لذلك ، أنا إبراهيم ، استفسرت وسمعت ممن قابلوه أنه لا يوجد حقيقة في ما يسمى بالنبي ، فقط سفك دماء الرجال. يقول أيضًا أن لديه مفاتيح الجنة ، وهو أمر لا يصدق".
2) وفي مخطوطة مسيحية سريانية لإنجيل مرقس من القرن السادس، دون عليها مالك المخطوطة في القرن السابع 636م، اي بعد وفاة النبي بثلاث سنوات ملاحظات مجزأة على الصفحات الأولى الفارغة منها " اهم حدث في عصره وهو معركة اليرموك وهزيمة الروم"، ويتحدث كشاهد عيان على ماحدث بين البيزنطيين و "عرب محمد"!.
8- الضرورة العقلية الثامنة: بثبوت المصادر التي تشهد بتواجده بينهم، وانطلاق جيوشه شرقا وغربا في حروب لا تهدأ مع اعظم امبراطوريات الغرب، هل كان هناكم الوقت لهذا الترف التاريخي، لان يتوقفوا ليؤلفوا ويضعوا كتابا على لسانه؟!.. ويضبطوه بلا اي خلاف او اختلاف بينهم ولا ان يخرج هفوة واحدة تدعي ذلك؟
9- الضرورة العقلية الثامنة: وحدة الاسلوب:
أسلوب الكتابة وحده شىء كفيل الدلالة على ابين ان كان النص مصدره واحد او متعدد، وانت تستطيع ادراك هذه الوحدة في قالب موحد، اخرج في اللغة من العدم، لم يوجد مثله ولم يأت بعده مثله، وتجده كله يجمعه خاصية واحدة تجدها في كل سوره، فتراه: بنفس الاسلوب والنظم والقالب مع انه يعرض تشريع وقصص وأخبار غيب ومواعظ خاطب بها صنوفا مختلفة من الناس تتعاقب مع تعاقب الزمان. مرة بصيغة العموم، وتارة بصيغة الخصوص، ويوجه كلامه تارة للمرسلين وأخـرى للمسلمين والمؤمنين والكافرين والمنافقين. راوح القرآن بين العام والخاص في الأسلوب بشكل فريد شامل، يخاطب العقل والضمير، لا هو بالأدبي الذي ينساق وراء العاطفة والوجدان، ولا بالعلمي أو الفلسفي الذي يهتم بالعقل وحده. إنه آيات علمية تعرض حقائق الكون، وروعته، ودقة قوانينه، ونظمه، واتساق مجراته. وانت تقرأ هذا لا يساورك شك انك لا تقرأ كتابا علميا باسلوب علمي جاف، بل تظل موقنا انك تقرأ النظم القرآني التعبدي ببلاغته التي تخترق الوجدان.
ناهيك عن اسلوب الحديث المختلف تماما والذي ينقل اوقال النبي نفسه فتدها مختلفة تماما عن اقوال القرآن الكريم، بل وعن اقوال الصحابة الذين نقلوا اقوال نبيهم.
lh hgqhlk hk hgrvNk Hjn fi lpl] kfd hghsghl ,gds lk jHgdt lk Hj,h fu]i?
المفضلات