بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهد الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
ثم أما بعد ...
فإنه من الخسران الذي يقع فيه أغلب المسلمين إلا ما رحم ربي أنهم لا يعرفون صفة نبيهم صلى الله عليه وسلم .
اذا سألت أي واحد صف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سيتلعثم ويتلجلج ولا ينطق بخير .
كيف هذا ؟؟؟
ألا تحبه إن المحب الذي امتلاء كيانه بحبيبه لن يدع له شيء يدله عليه إلا حازه وعلمه وقد صح عن النبي عليه السلام أحاديث فيها وصفه خُلقا وخَلقا فأين أنت منها ؟
يكاد شوقي إلى رؤياك يقتلني = وكلُ يومٍ يُذيب الشوق من جَلَدي
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
{ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ فِي يَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أَحَدِكُمْ يَوْمٌ وَلَا يَرَانِي ثُمَّ لَأَنْ يَرَانِي أَحَبُّ إِلَيْهِ مَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ مَعَهُمْ }
طبعا نسأل الله جميعا أن نراه حقا يوم القيمة ونأنس بصحبته في الجنة ولكن ليس أقل من أن تعرف أوصافه التي نقلها الصحابة أحسن من أحب النبي عليه السلام .
لقد وصل بهم الحب حتى إن أنس أحصى شُعيرات بيض قلائل في لحية الرسول عليه السلام .
فأين أنت من صفته ؟؟؟؟
إن طبيعة العقل الباطن للإنسان أنه اذا ذكر أمامها اسم تنطبع له صورة معينة في الباطن
فلو كان يعلم صفة شيء معين أو شخص وذكر أمامه تنطبع صورته
فيتكلم عنه وهو يتخيله .
ولكن اذا لم يعرفه تطبع صورة مشوشة أو يصنع الباطن من الخيال صورة خيالية ربما تكون موافقة للحقيقة حسب الاستقراء عن الشخصية وربما لا .
فهل اذا ذكر النبي عليه السلام أمامك يستجلب عقلك الباطن صورة تقارب الحقيقة أم خيالية ؟؟
----------------------------------------------------------------------
وبالمناسبة :
هذه الطبيعة تنسف منطقية أو عقلانية الفكرة الفلسفية وهي الثالوث لأنه اذا ذكر الله أمام النصراني اذا كان مقتنعا بالفكرة سيتشوش عقله الباطن بين ثلاث صورة مختلفة لإله واحد .
هل هو الشاب الوسيم أم الحمامة أم آب ضخم يملأ الأفق .
ولكن لأن ذلك لا يحتمله العقل فإنك اذا ذكرت الله أمامه يطبع العقل الباطن صورة يسوع الشاب .
لذلك حتى أنه اذا أراد أن يصرف دعوه أو صلاة تصرف ليسوع ولا تصل لا الى الحمامة و لا الى الآب في الغالب الا اذا ذكر أحدهم بالمسمى .
لكن في العموم تصرف كل الخواطر ليسوع لذلك هم يناقضون أنفسهم بهذه الفكرة مشركون كفرة ساء ما يحكمون ...
قال الله عز وجل : { وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ } الأنعام
---------------------------------------------------------------
نرجع لموضوعنا :
طيب ماذا لو رأيت رسول الله عليه السلام الأن حقا هل ستعرفه هل تجري نحوه وقلبك يعرفه لأنه يعرض لك صورة تشابه الواقع ؟؟؟
أنا لا أتكلم من الخيال , روى البخاري رحمه الله :
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قال :
{ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَكَوَّنُنِي }
وعن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ :
{ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ وَلَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي }
قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ ( أي البخاري ) قَالَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا رَآهُ فِي صُورَتِهِ .
أي أنه ربما ظهر لك رسول الله عليه السلام دون أي كلام أو اشارة أو في وسط مجموعة من رجال عليهم هيبة ولحى فهل ستعرف صورته .
اذا تمثل لك الشيطان في أي صورة وقال لك أنا النبي هل سينطلي عليك خداعه .
وقد ثبت عن محمد بن سيرين إمام المعبرين أنه كان اذا جاءه جاء ويقول له أنا رأيت رسول الله يقول له صفه لي فاذا وافقت صورته صورة الدنيا بشره وإلا قال له ما رأيت شيئا .
بل صح عن ابن عباس ما أخرجه الحاكم مِنْ طَرِيق عَاصِم بْن كُلَيْب " حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : قُلْت لِابْنِ عَبَّاس رَأَيْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَام قَالَ : صِفْهُ لِي , قَالَ : ذَكَرْت الْحَسَن بْن عَلِيّ فَشَبَّهْته بِهِ , قَالَ : قَدْ رَأَيْته " وَسَنَده جَيِّد كما قال ابن حجر .
-----------------------------------------------------------------
وفي ذلك مناسبة طريفة :
حدثني شيخي حفظه الله أنه بعد درسه الاسبوعي خرج من المسجد فإذا امرأة بانتظاره فقالت له يا شيخ قد رأيت النبي في المنام
فعلى طريقة السلف قال لها شيخي ما صفته قالت أمرد (بغير لحية ) مهيب بيده سبحه فقال لها لا يا حجة ده مش النبي عليه السلام ولم يكمل إلا انهالت عليه المرأة وقالت :
حتى النبي عايزين تخلوه سني بذقن زيكو فتركته وانصرفت .
--------------------------------------------------------------------------
ولأن الحاجة لرأيته والشوق لمعرفة صفته ضرورة أردت أن أيسر على الجميع هذا الأمر وخطرت لي الفكرة
أن أجعل موضوع فيه خلقه وشمائله وقررت نقل ما صح من كتاب الشمائل للامام الترمذي الذي اختصره الشيخ الألباني .
فسأذكر ما صححه الشيخ الألباني فقط فيكون صحيح مختصر الشمائل وأرجوا من الادارة تثبيته حتى يكون مرجعا للجميع .
أسأل الله أن يكون نافعا وأن يجعله في ميزان حسناتي وقربانا لأن ينعم علي الله برؤية حبيبه حقا في المنام واليقظة كما ساعدت اخواني في التعرف عليه من خلال هذا الموضوع .
وصلى الله عليه رسوله وحبيبه وحبيبنا وسلم تسليما كثيرا
يتبع ....juvt ugn hgpfdf wpdp lojwv hgalhzg
المفضلات