مسأل سماع الحسن البصري من أبي هريرة ؟

نفي السماع عن أبي هريرة رضي الله عنه :
وأعتقد أن الجمهور على عدم سماع الحسن من أبو هريرة :


قال أحمد بن أبي خيثمة : سمعت يحيى بن معين يقول : لم يسمع الحسن من أبي هريرة . قيل له : ففي بعض الحديث : حدثنا أبو هريرة . قال : ليس بشيء .
موسى بن إسماعيل : حدثنا ربيعة بن كلثوم ، عن الحسن ، قال : نبأنا أبو هريرة ، قال : عهد إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثا : الغسل يوم الجمعة ، والوتر قبل أن أنام ، وصيام ثلاثة من كل شهر ربيعة صدوق ، خرَّج له مسلم .
الوليد بن مسلم ، عن سالم الخياط : سمعت الحسن وابن سيرين يقولان : سمعنا أبا هريرة ، فذكر حديثا .
سالم واهٍ ، والحسن مع جلالته فهو مدلس ، ومراسيله ليست بذاك ، ولم يطلب الحديث في صباه ، وكان كثير الجهاد ، وصار كاتبا لأمير خراسان الربيع بن زياد .
وقال سليمان التيمي : كان الحسن يغزو ، وكان مفتي البصرة جابر بن زيد أبو الشعثاء ، ثم جاء الحسن فكان يفتي .
قال محمد بن سعد كان الحسن -رحمه الله- جامعا ، عالما ، رفيعا ، فقيها ، ثقة ، حجة ، مأمونا ، عابدا ، ناسكا ، كثير العلم ، فصيحا ، جميلا ، وسيما . وما أرسله فليس بحجة .

قال محمد بن عمرو : سمعت الحسن يقول : سمعت أبا هريرة يقول : الوضوء مما غيرت النار . فقال الحسن : لا أدعه أبدا .
مسلم : حدثنا أبو هلال ، سمعت الحسن يقول : كان موسى نبي الله -عليه السلام- لا يغتسل إلا مستترا . فقال له ابن بريدة : ممن سمعت هذا ؟ قال : من أبي هريرة .
قال يونس وعلي بن جدعان : لم يسمع الحسن من أبي هريرة .

قال ابن حجر في التهذيب :
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم عن صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه ولا يصح له السماع من جندب ولا من معقل بن يسار ولا من عمران بن حصين ولا من أبي هريرة .

قال أبو حاتم وقال بهز بن أسد لم يسمع الحسن من بن عباس ولا من أبي هريرة ولم يره .

وقال شعبة قلت ليونس بن عبيد سمع الحسن من أبي هريرة قال ما رآه قط وكذا قال بن المديني وأبو حاتم وأبو زرعة زاد ولم يره قيل له فمن قال حدثنا أبو هريرة قال يخطىء قال بن أبي حاتم سمعت أبي يقول وذكر حديثا حدثه مسلم بن إبراهيم قال ثنا ربيعة بن كلثوم قال سمعت الحسن يقول حدثنا أبو هريرة قال أبي لم يعمل ربيعة شيئا لم يسمع الحسن من أبي هريرة شيئا قلت لأبي أن سالما الخياط روى عن الحسن قال سمعت أبا هريرة قال هذا مما يبين ضعف سالم .

وقال البزار في مسنده في آخر ترجمة سعيد بن المسيب عن أبي هريرة سمع الحسن البصري من جماعة وروى عن آخرين لم يدركهم وكان يتأول فيقول حدثنا وخطبنا يعني قومه الذين حدثوا وخطبوا بالبصرة .

إثبات السماع :
قال بن حجر في التهذيب :


ووقع في سنن النسائي من طريق أيوب عن الحسن عن أبي هريرة في المختلعات قال الحسن لم أسمع من أبي هريرة غير هذا الحديث أخرجة عن إسحاق بن راهويه عن المغيرة بن سلمة عن وهيب عن أيوب وهذا إسناد لا مطعن من أحد في رواته وهو يؤيدانه سمع من أبي هريرة في الجملة وقصته في هذا شبيهة بقصته في سمرة سواء .

تنبيه هام :
لا يقدح وصف الحسن البصري بتدليس الاسناد في جلالته وقدره أبدا فهو الامام الصالح الجبل الحكيم
الذي كان كلامه يشبه كلام الأنبياء وروي أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول كلامه مثل كلام الصديقين
وقال أنس بن مالك سلوا الحسن فإنه حفظ ونسينا وقال أيوب ما رأت عيناي رجلا قط كان أفقه من الحسن وقال غالب القطان عن بكر المزني من سره أن ينظر إلى أعلم عالم أدركناه في زمانه فلينظر إلى الحسن فما أدركنا الذي هو أعلم منه .
حماد بن زيد : سمعت أيوب يقول : كان الحسن يتكلم بكلام كأنه الدر ، فتكلم قوم من بعده بكلام يخرج من أفواههم كأنه القيء .


قلت :أعتقد أن سبب تدليس الاسناد أنه لم يكن منشغلا بالرواية قرأت ذلك مرة ولكن أنساني الشيطان أين قرأته فكان متساهلا في أن يصل أو يقطع الاسناد .
وقرات ما يوضح ذلك أيض في التهذيب قال الحافظ : وقال الدارقطني مراسيله فيها ضعف قال بن عون قلت له عمن تحدث هذه الأحاديث قال عنك وعن ذا وعن ذا .

فهذه مسألة علمية خاصة بدارسة الأسانيد وتدليس الحسن في الأسانيد لا يقدح فيه بشخصه .

والله أعلى وأعلم

يتبع بإضافة اذا لزم الأمر ...