الندية بين الزوجين

في الماضي كانت الأدوار محددة؛ فالزوج هو الذي يعمل خارج المنزل للحصول على القوت ، وهو واجهة الأسرة ، ومصدر تمويلها ، والمرأة هي سيدة البيت تدير شئونه ولا يشغلها شيء عنه وعن تربية أبنائها ، ولم يكن لها إلا القليل من المعرفة بما يجري خارج المنزل .. ولهذا كانت تكل تدبير الشئون العامة للأسرة في المجتمع إلى الزوج وتطمئن إلى رأيه ، وتطيع أوامره .

تغيرت الصورة الآن ، فالمرأة متعلمة تعليماً لا يقل عن تعليم زوجها ( إن لم يزد أحياناً ) ، وهي عاملة تخرج من المنزل بعدد الساعات التي يخرجها الرجل ، وتكسب دخلاً مالياًَ يقارب ما يكسبه ، وتشهد الأحداث وتحللها ، وترى نفسها قادرة على تدبير شئون الأسرة على قدم المساواة مع زوجها ، وهو ما يستدعي إعادة النظر في تصورات كلٍ من الرجال والنساء عن " موقع كلٍ منهما بالنسبة للآخر" .

المرأة ترى أنها أصبحت نداً للرجل ، وتنتظر منه أن يعاملها بهذه الصورة .
والرجل يريد أن يستعيد دوره القديم .. مع رغبته في الحصول على المكاسب الحديثة (كالحصول على دعمٍ ماليٍ من الزوجة) .

ويستدعي هذا من الرجل أن يكون أرحب نفساً وأوسع عقلاً في فهم المتغيرات المعاصرة ، وتكييفها لمصلحة الأسرة ، وإعادة فهم مفهوم " القوامة " بما يتوافق مع أصل المراد الشرعي وواقع الحال ، ومن المرأة أن تراعي مشاعر زوجها وتصورتها حين تطالب بالحصول على خصوصيتها وحقوقها.

تعمل .. أم لا تعمل

المرأة العاملة هي النموذج الأعم الآن ، ولعلها إيجابياته وسلبياته ، وليس ثمة وصفة عامة لكل عمل ، في كل أسرة ، وإنما ينبغي أن تراعي كل أسرة خصوصيتها في ظل الضوابط الشرعية والأخلاقية العامة ، بحيث تحصل من عمل المرأة على خير ما فيه ( اتساع الآفاق ، الترويح عن النفس ، المساعدة الاقتصادية .. الخ ) وتتجنب سلبياته .

استقلال دافئ

زوجتك ليست نسخة من صورة تراها في خيالك .. إنها إنسان من لحم ودم له خصوصيته واستقلاله ، وافهم حدودك إزاءها لتراعي هي حدودها إزاءك .

كوني شهرزاد التي تبدت لشهريار كل مرة في صورة مختلفة من خلال حكاياتها:
كلنا يعرف أن قصة ألف ليلة وليلة بدأت بمعرفة الملك شهريار بخيانة زوجته له ، فقتلها ثم أصبح يتزوج كل ليلة بفتاة ثم يقتلها في الصباح ، حتى جاء الدور على " شهرزاد " ابنة الوزير العاقلة ، فتزوجها ليقلتها في الصباح ، غير أنها حكت له قصة لم تنهها ليلتها ، فتركها لليلة الثانية فأتمت القصة ودخلت في قصة أخرى ، ومن قصة إلى قصة كان يؤجل قتلها لليلة التي تليها حتى استحكم حبها في قلبه ، وترك عادته .

المرأة " الشهرزادية " هي التي تتبدى لزوجها بأوجه مختلفة ممتعة ، وتستخدم مهاراتها في زيادة الوصل (كانت مهارة شهرزاد في " الحكي " .. فانظري أين تقع مهارتك).

الرتابة .. سم المتعة القاتل

مهما كانت لذة الشيء في بدايته فإن كثرة تكراره دون التجديد فيه يمكن أن يدفع إلى الرتابة والملل ، وهذا يستدعي أن يكون التجديد قانوناً للحياة الأسرية ، والتجديد يشمل : عالم الأشياء ، وعالم المشاعر ، وعالم الأفكار.

حكمة الخفاء والتجلي

حتى المتحابان يحتاجان إلى فترة من الغياب ، ليكون الوصل ألذَّ وأمتع ، فاعرف متى تكون إجازتك (وبعدك عن زوجتك في سفر أو عمل ، وبعدها عنك بزيارة أهلها) مفيدة في زيادة تأجج المشاعر وارتقاء المحبة .

يتبع مع المزيد من النصائح بأذن الله