قمت بالرد مسبقاً على طرحك هذا و لكن هنا لا بد من مزيد بيان لإزالة اللبس و التشويش الذي ما زالت تمارسه للأسف يا أخي .
أولاً : من خلال الآية الكريمة أين الدليل على أن الاستعداد الجيد شرط لصحة الجهاد ؟؟؟ ركّز أقول الاستعداد الجيد و الكامل فأنا أقيد الاستعداد بالكامل و الجيد حسب ما أنت ذكرت هذا مسبقاً كشرط .
ثانياً : الأخ و للأسف ما زال يعتمد أسلوب التشويش المذموم فهو ما زال يوهم بأني أقول لا داعي للاستعداد في جهاد الدفع و هذا طبعاً خلاف ما قررت و لأكثر من مرة في مشاركات سابقة و هذا قولي بالحرف في المشاركة رقم 47 و 36
(( للتوضيح فقط :
أنا عندما أقول أن جهاد الدفع لا يشترط فيه شرط فهذا الأمر لا يعارض ضرورة قيام أهل الإسلام بالاستعداد و زيادة القوة على الصعيدين المادي و المعنوي مع بذل كافة أسباب النصر ، إلا أنه يجب التذكير بأن القتال بجهاد الدفع يكون اضطرارياً و ليس اختيارياً كما في جهاد الطلب و عليه قد لا تتوفر أسباب الاعداد الكافي و مع هذا فإن الجهاد في هذه الحالة يتعيّن ))
إذن كلامي واضح فأنا أقول أن الاستعداد واجب و ضروري و لكن هو شرط في جهاد الطلب لأن جهاد الطلب اختياري و هذا ما قاله أهل العلم و ليس بشرط في جهاد الدفع لأنه اضطراري فجهاد الدفع أعم وجوباً من جهاد الطلب كما قال ابن القيم فما يشترط في جهاد الطلب لا يشترط في جهاد الدفع و كما قال ابن تيمية لا يشترط له شرط و يدفع قدر الامكان و الاستعداد واجب أصلاً و لا تعارض بينه و بين جهاد الدفع بأي حال من الأحوال و يكون بقدر الامكان و الاستطاعة و هذا ما دلت عليه الآية أصلاً ( ما استطعتم ) .
ثالثاً : الأخ يقول (( من اين علم ان هذة الاية تتحدث عن جهاد الطلب فقط ؟؟؟؟؟!!!!! ))
يا أخي كفاك تشويشاً فأنا لم أقل عن الآية أنها تتحدث عن جهاد الطلب فقط و هذا لا يوجد في كلامي أبداً و كلامي الذي نقلته آنفاً يدحضه و يبطله و للتوضيح فنحن نتحدث عن الشرطية فالعلماء قالوا أن لجهاد الطلب شروطاً لأنه جهاد إختياري و هذه الشروط تسقط عند جهاد الدفع لأنه اضطراري و أعم وجوباً .
رابعاً : قولك ((وهل اصلا الرسول صلى الله علية وسلم هو الذى قسم الجهاد الى دفع وطلب
ام الفقهاء من بعدة ؟؟؟فعندما نزلت هذة الاية كانت تخاطب الرسول واصحابةو95 % من جهادهم كان جهاد لدفع الضرر ولا اجد اى عزوة الا ووجدت الرسول صلى الله علية وسلم قادر على خوض المعركة واستعد جيدا لها !!!!!! ))
قيام العلماء بالتفريق بين جهاد الطلب و الدفع في الأحكام و الشروط هو تفريق صحيح و قائم على الأدلة من الكتاب و السنة و كون الرسول صلى الله عليه و سلم لم يقسمه لا يلغي صحته فالرسول أيضاً لم يقسم أنواع التوحيد إلى ربوبية و ألوهية و أسماء و صفات و مع هذا فمن خلال الكتاب و السنة فقد قسّم العلماء أنواع التوحيد إلى هذه الأفسام الثلاثة .
ثم يا أخي و الله حيرتنا معك مرة تعترف بتقسيم الجهاد إلى دفع و طلب و هنا كلامك يظهرك و كأنك تعترض على تقسيم الفقهاء للجهاد إلى دفع و طلب .
خامساً : الأخ يقول أن الاستعداد الجيد و الكامل شرط فأنا أسأله سؤال مهم جداً و أتمنى أن يجيبني عليه جواباً علمياً
ما هو حد و ضابط الاستعداد الجيد و الكامل في جهاد الدفع ؟؟؟ كيف نميز الاستعداد الجيد من غير الجيد في جهاد الدفع ؟؟؟؟
أنا أقول أن الاستعداد واجب و ضروري و يكون في جهاد الدفع بقدر الامكان و الاستطاعة و لا تعارض بين الاستعداد بالممكن و بين جهاد الدفع لأن جهاد الدفع اضطراري و ليس إختياري .
و عليه نريد أن نفهم من الأخ
هل لو دخل العدو بلاد المسلمين و لم يكونوا على أهبة الاستعداد الجيد و الكامل كما تذكر كشرط هل يترك أهل هذه البلد الكفار يتنهكوا الأعراض و الحرمات و ينهبوا الخيرات و يفسدوا الدين و هم يتفرجون ؟؟؟؟ أم يقوم أهل تلك البلاد بالدفع عن دينهم و أرضهم و أعراضهم قدر الامكان و بأي شئ أطاقوه ؟؟؟؟؟؟؟؟
رحمك الله يابن حزم انظر ماذا قال رحمه الله في كتابه المحلى في الآثار
(( وَلا إثْمَ بَعْدَ الْكُفْرِ أَعْظَمُ مِنْ إثْمِ مَنْ نَهَى عَنْ جِهَادِ الْكُفَّارِ وَأَمَرَ بِإِسْلامِ حَرِيمِ الْمُسْلِمِينَ إلَيْهِمْ : مِنْ أَجْلِ فِسْقِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ لا يُحَاسَبُ غَيْرُهُ بِفِسْقِهِ ))
و قول العلامة ابن القيم
(( فجهاد الدفع يقصده كل أحد ولا يرغب عنه إلا الجبان المذموم شرعاً وعقلاً ))
أخيراً : يا أخي ما نقلته عن المفسرين في تفسير الآية على عيني و رأسي و انا لا أقول بخلافه أبداً كما تحاول ان توهم فنقطة الخلاف بيننا هي الشرطية و حد الاستعداد الذي يجب فيه الجهاد ، فأنت هنا اشترطت شرطاً لم يسبقك إليه أحد من العلماء فيما أعلم و هو أن الاستعداد شرط لجهاد الدفع و أن العدة يجب أن ترهب عدو الله و هذا مخالف لقول الله تعالى (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ )) فالله تعالى قال (( مَا اسْتَطَعْتُمْ )) أي قدر امكانكم و طاقتكم وهذا هو الذي قالته التفاسير و هو ما قلته لك مراراً و تكراراً أن دفع العدو الصائل يكون بقدر الامكان و الطاقة .
ألم تقرأ مثلاً قول ابن كثير رحمه الله
(( ثم أمر تعالى بإعداد آلات الحرب لمقاتلتهم حسب الطاقة و الامكان و الاستطاعة ))
يتبع إن شاء الله
المفضلات