[frame="6 80"]مِمَّنْ أَوْهَنَهُ الشّوْقْ

وَ بَرَاهُ الْحَنِينْ

وَ أَوْكَلَهُ إِلَى أَنِينٍ أَنِينْ

يَشْتَكِي حَالَهْ .... وَ يَتَكَتَّمُ سُؤَالَهْ .... وَ يَتَكَبّلُ شِكَالَهْ [ قيده ] .... وَ يَسْتَرْضِي إِذْلَالَهْ

إِلَيْكَ يَا مَن يَبْلُغُ النُّجُومَ وَ لَا يَبْلُغُهْ

وَ يُدْرِكُ الْآفَاقَ وَ لَا يُدْرِكُهْ

وَ يُسَابِحُ الْأَفْلَاكَ فِي عُلْيَاهاَ .. وَ الْأَسْمَاكَ فِي سُفْلَاهَا

ثُمّ يَنْظُرُ إِلَيْكَ فَلَا يَبْلُغُ هَنَةً مِنْ أَرَبِهِ إِلَيْك

وَ قَدْ أَعْيَاهُ طُولُ التَّعَلُّلْ

وَ عَنَّاهُ غَيْضُ التَّحَمُّلْ

فَقَرَّ عَلَى مَضْجَعٍ مِنْ قَضِيضٍ يُسَامِرُ ذِكْرَاهُ الْغَابِرَة وَ غَزْوَاتِهِ الثَّائِرَة عَلَى حُصُونِ قِلِاعِكِ الْعَامِرَة

إِلَى أَنْ فُتِحَتْ لَهُ الْأَبْوَابُ .. وَلَيْتَهَا لَمْ تُفْتَحْ

فَهَا هُوَ عَلَى مَضْجَعِهِ الْمُقِضّ ;

يَشْكُو انْصِرَاماً بَعْدَ وَصْلْ

وَ اسْتِقَاماً بَعْدَ فَصْلْ

مُتَرَبِّصاً خُبُوَّ الْأَمَدْ

مُتَبَصِّراً دُنُوَّ الْأَفَدْ [الأجل]

آَهٍ لَوْ تَدْرِينِي عَلَى مَضْجَعِي ذَاكْ

وَقَد سَلَبَنِي إِيَّاك الْبُعْدْ

وَ وَهَبَنِي إِيَّاك السُّهْدْ

وَ بَرَّحَنِي عَلَيْك الْوَجْدْ
[/frame]