1661" إن الله عز وجل يخرج قوما من النار بعدما لا يبقى منهم فيها إلا الوجوه , فيدخلهم الله الجنة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 221 :
أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 100 / 1 ) من طريق عطية عن # أبي سعيد # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف , عطية و هو العوفي ضعيف مدلس . لكن الحديث في " صحيح البخاري " ( 4 / 463 - 464 ) من طريق أخرى عن أبي سعيد مرفوعا , فذكر حديث الشفاعة بطوله , و فيه : " فيقول الله تعالى : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه , و يحرم الله صورهم على النار ... " . و الصور هنا الوجوه , فهو شاهد قوي للحديث و لذلك أوردته هنا في " الصحيحة " . 1662" إن الله يقول : إن عبدا أصححت له جسمه , و وسعت عليه في المعيشة , تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 22 :
ورد من حديث # أبي سعيد و أبي هريرة # . 1 - أما حديث أبي سعيد فيرويه العلاء بن المسيب عن أبيه عنه مرفوعا به . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 1 / 289 - 290 ) و ابن حبان ( 960 ) و أبو بكر الأنباري في " الأمالي " ( 10 / 2 ) و ابن مخلد العطار في " المنتقى من أحاديثه " ( 2 / 85 / 2 ) و القاضي الشريف أبو الحسين في " المشيخة " ( 1 / 178 / 1 ) و البيهقي في " السنن " ( 5 / 262 ) و الخطيب في " التاريخ : ( 8 / 318 ) كلهم من طريق خلف بن خليفة عن العلاء به . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم إلا أن خلفا هذا كان اختلط , لكنه قد توبع . فقال الخطيب عقبه : " رواه سفيان الثوري عن العلاء مثل رواية خلف بن خليفة " . قلت : وصله عبد الرزاق عن سفيان به . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 110 / 1 ) و كذا الدبري في " حديثه " عن عبد الرزاق ( 173 / 2 - 174 / 1 ) إلا أنه قال : " عن أبيه أو عن رجل عن أبي سعيد " . و قال الطبراني : " لم يرفعه عن سفيان إلا عبد الرزاق " . قلت : و هو ثقة حجة ما لم يخالف . و خالفهما محمد بن فضيل فقال : عن العلاء بن المسيب عن يونس بن خباب عن أبي سعيد به . أخرجه أبو بكر الأنباري و الخطيب البغدادي و علقه البيهقي . قلت : و محمد بن فضيل بن غزوان ثقة محتج به في " الصحيحين " , فروايته أصح من رواية خلف بن خليفة , لكن متابعة الثوري لخلف مما يقوي روايته و يرجحها على رواية ابن فضيل , و بذلك يصير الإسناد صحيحا , لكن لعل الأولى أن يقال بصحة الروايتين , و أن للعلاء فيه إسنادين عن أبي سعيد , فكان تارة يرويه عن أبيه عنه , و تارة عن يونس بن خباب عنه . فروى عنه كل من خلف و الثوري و ابن فضيل ما سمع . و الله أعلم . 2 - و أما حديث أبي هريرة , فله عنه طريقان : الأولى : عن صدقة بن يزيد الخراساني قال : حدثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عنه مرفوعا به . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 188 ) و ابن عدي ( 201 / 2 ) و البيهقي أيضا و الواحدي في " الوسيط " ( 1 / 125 / 2 ) و ابن عساكر ( 8 / 142 / 2 ) من طريق الوليد بن مسلم حدثنا صدقة بن يزيد به . و قال العقيلي : " و فيه رواية عن أبي سعيد الخدري , فيها لين أيضا " . و قال ابن عدي : " و هذا عن العلاء منكر كما قاله البخاري , و لا أعلم يرويه عن العلاء غير صدقة , و إنما يروي هذا خلف بن خليفة - و هو مشهور به و روى عن الثوري أيضا - عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم , فلعل صدقة هذا سمع بذكر العلاء فظن أنه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة , و كان هذا الطريق أسهل عليه و إنما هو العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد " . قلت : و صدقة هذا ضعفه جمع , فهو بمثل هذا النقد حري , لكن لعل الطريق الآتية تقويه . و الله أعلم . الأخرى : عن قيس بن الربيع عن عباد بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به . أخرجه الخطيب في " الموضح " ( 1 / 152 ) . قلت : و عباد اسمه عبد الله بن أبي صالح لين الحديث كما في " التقريب " و مثله قيس بن الربيع , و ضعفهما من قبل حفظهما , فمثلهما يستشهد بحديثه . و جملة القول : إن الحديث صحيح قطعا بمجموع هذه الطرق . و الله أعلم . ( فائدة ) قال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 134 ) : " رواه ابن حبان في " صحيحه " و البيهقي و قال : قال علي بن المنذر أخبرني بعض أصحابنا قال : كان حسن بن حي يعجبه هذا الحديث , و به يأخذ , و يحب للرجل الموسر الصحيح أن لا يترك الحج خمس سنين " . 1663" إن الله تعالى يقول : أنا عند ظن عبدي بي إن خيرا فخير و إن شرا فشر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 224 :
أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم 8115 بترقيمي ) و من طريقه أبو نعيم في " الحلية " ( 9 / 306 ) عن عمرو بن واقد عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال : " دخلنا على يزيد بن الأسود فدخل عليه # واثلة # , فلما نظر إليه مد يده , فأخذ بيده فمسح بها وجهه و صدره لأنه بايع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال له : يا يزيد كيف ظنك بربك ? قال : حسن , قال : أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " فذكره . و قال الطبراني : " لم يروه عن يونس إلا عمرو " . قلت : و هو متروك كما في " التقريب " . لكن قد جاء من طريق أخرى قوية , أخرجه الطبراني أيضا رقم ( 396 ) و ابن حبان ( 716 ) من طريق محمد بن المهاجر عن يزيد ابن عبيدة عن حيان أبي النضر قال : " خرجت عائدا ليزيد بن الأسود , فلقيت واثلة ابن الأسقع و هو يريد عيادته , فدخلنا عليه ... " فذكره بلفظ : " إن ظن بي خيرا فله , و إن ظن شرا فله " . و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات مترجمون في " التهذيب " غير حيان أبي النضر و قد وثقه ابن معين , و قال ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 245 ) عن أبيه : " صالح " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 3 / 48 ) . و محمد بن المهاجر هو الأنصاري الشامي الثقة و ليس محمد بن مهاجر القرشي الكوفي الضعيف . و الحديث أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( 909 ) و عنه الدارمي ( 2 / 305 ) و أحمد ( 3 / 491 و 4 / 106 ) و ابن حبان أيضا ( 717 - 718 و 2393 و 2468 ) و الدولابي في " الكنى " ( 2 / 137 - 138 ) و الحاكم ( 4 / 240 ) من طريق هشام ابن الغاز عن حيان أبي النضر به إلا أنه قال : " فليظن بي ما شاء " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي في " تلخيصه " , لكن وقع فيه " صحيح ( م ) " , و هو خطأ من الناسخ أو الطابع . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به مثل لفظ ابن المهاجر . أخرجه أحمد ( 2 / 391 ) و ابن حبان ( 2394 ) , و سنده صحيح .
1664" إن المعونة تأتي من الله على قدر المؤنة , و إن الصبر يأتي من الله على قدر البلاء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 225 :
روي من حديث # أبي هريرة و أنس بن مالك # . 1 - أما حديث أبي هريرة , فله عنه طرق : الأولى : عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة . أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 156 زوائد ابن حجر ) و الفاكهي في " حديثه " ( 1 / 20 / 1 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 206 / 1 ) عن طارق - زاد البزار و الفاكهي : و عباد بن كثير - عن أبي الزناد به , و قال البزار : " لا نعلمه عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد " . كذا قال , و يرده ما يأتي . و قال ابن عدي : " طارق بن عمار يعرف بهذا الحديث , قال البخاري : لا يتابع عليه " . قلت : كذا قال الإمام البخاري , و فيه نظر , فقد قال بقية : حدثني معاوية بن يحيى عن أبي الزناد به . أخرجه ابن شاهين في " الترغيب و الترهيب " ( 297 / 2 ) و ابن عدي أيضا ( 335 / 2 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 83 / 2 ) , و قال ابن عدي : " معاوية بن يحيى الأطرابلسي بعض رواياته مما لا يتابع عليه " . قلت : و هذا تضعيف لين , و مثله قول الحافظ في " التقريب " : " صدوق له أوهام , و غلط من خلطه بالذي قبله " . ( يعني معاوية بن يحيى الصدفي ) . فقد قال ابن معين و أبو حاتم و غيرهما : " الأطرابلسي أقوى من الصدفي , و عكس الدارقطني " . قلت : فمثله حسن الحديث عند المتابعة على الأقل , و قد تابعه طارق بن عمار كما تقدم . و قد قال المنذري فيه ( 3 / 81 ) : " فيه كلام قريب , و لم يترك " . قلت : فمثله يستشهد به , فالحديث عندي حسن بمجموع الروايتين . و له متابع ثالث , فقد ذكر ابن عدي في ترجمة محمد بن عبد الله , و يقال : ابن الحسن ( 307 / 2 ) أنه رواه عن أبي الزناد به . قلت : و محمد هذا هو ابن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب الملقب بالنفس الزكية , و هو ثقة كما قال النسائي و غيره . و قول البخاري في حديثه : " لا يتابع عليه " لا يضره , بعد ثبوت عدالته عند من وثقه كما لا يخفى على أهل المعرفة بهذا العلم الشريف . فالحديث بهذه المتابعة صحيح . و ثمة متابعة رابعة و لكنها مما لا يفرح به , و هي متابعة عباد بن كثير المتقدمة و المقرونة مع طارق عند البزار . و قد أخرجها الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( ص 102 - زوائده ) و الديلمي ( 1 / 2 / 246 - 247 ) من طريق ابن لال معلقا عن عبد الرحمن ابن واقد حدثنا وهب بن وهب حدثنا عباد بن كثير به . و عباد بن كثير و هو الثقفي البصري متروك , فلا يستشهد به . و سند الديلمي إليه ساقط هالك , لكن إسناد البزار إليه قوي . الطريق الأخرى : عن يزيد بن صالح أخبرنا خارجة عن عباد بن كثير عن أبي الزناد عن أبي صالح عن أبي هريرة به . أخرجه ابن عساكر ( 5 / 205 / 2 ) . و عباد بن كثير متروك كما تقدم , و من دونهما لم أعرفهما الآن . 2 - و أما حديث أنس فيرويه داود بن المحبر قال : أخبرنا العباس بن رزين السلمي عن { خلاس } بن يحيى التميمي عن ثابت البناني عنه مرفوعا . أخرجه أبو جعفر البختري في " ستة مجالس من الأمالي " ( ق 114 / 2 ) . قلت : و داود بن المحبر متهم بالوضع فلا يستشهد به . ثم رأيت ابن أبي حاتم قد أعل حديث الأطرابلسي بعلة غريبة فقال ( 2 / 126 ) : " قال أبي : هذا حديث منكر يحتمل أن يكون بين معاوية و أبي الزناد عباد بن كثير و هو عندي الأطرابلسي " . قلت : و هذا احتمال مردود يمكن ادعاؤه في كل الروايات الثابتة عن الثقات , فمثله لا يقبل إلا بحجة , و هو لم يذكرها . نعم ذكرها في مكان آخر فلما وقفت عليها تبين ضعفها , و تأكد رد الاحتمال , فقال ( 2 / 133 ) عن أبيه : " كنت معجبا بهذا الحديث حتى ظهرت لي عورته , فإذا هو معاوية عن عباد بن كثير عن أبي الزناد . قال أبو زرعة : الصحيح ما رواه الدراوردي عن عباد بن كثير عن أبي الزناد . فبين معاوية بن يحيى و أبي الزناد عباد بن كثير , و عباد ليس بالقوي " . قلت : لا يلزم من رواية الدراوردي إياه عن عباد أن تكون رواية غيره عن أبي الزناد من طريقه عنه , ألست ترى أنه قد رواه مع معاوية طارق بن عمار و محمد بن عبد الله بن الحسن ثلاثتهم عن أبي الزناد به . فادعاء أن بين هؤلاء الثلاثة و بين شيخهم أبي الزناد - عباد المتروك دعوى باطلة مردودة لا يخفى فسادها . و إني لأعجب من هذا الإمام كيف ذهب إليها ! ( المؤنة ) و يقال : ( المؤونة ) : القوت , و الجمع ( مؤن ) و ( مؤونات ) كما في " المعجم الوسيط " . 1665" إن الله عز وجل ينشئ السحاب فينطق أحسن النطق , و يضحك أحسن الضحك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 228 :
أخرجه أحمد ( 5 / 435 ) و العقيلي ( ص 10 ) و ابن منده في " المعرفة ( 2 / 279 / 1 ) و الرامهرمزي في " الأمثال " ( ص 154 - هند ) و البيهقي في " الأسماء " ( ص 475 ) و الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 90 / 1 - 2 ) من طرق عن إبراهيم ابن سعد أخبرني أبي قال : " كنت جالسا إلى جنب حميد بن عبد الرحمن في المسجد , فمر شيخ جميل من بني غفار , و في أذنيه صمم أو قال : وقر , فأرسل إلى حميد , فلما أقبل , قال : يا ابن أخي أوسع له فيما بيني و بينك , فإنه قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فجاء حتى جلس فيما بيني و بينه , فقال له حميد : هذا الحديث الذي حدثتني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فقال الشيخ : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال الشيخين , و جهالة الصحابي لا تضر . و قد سماه بعض الضعفاء أبا هريرة ! أخرجه العقيلي و الرامهرمزي في " الأمثال " من طريق عمرو بن الحصين قال : حدثنا أمية بن سعد الأموي قال : أخبرنا صفوان بن سليم عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة مرفوعا به و زاد : " و ضحكه البرق , و منطقه الرعد " . ساقه العقيلي في ترجمة أمية هذا و قال فيه : " مجهول في حديثه وهم و لعله أتي من عمرو بن الحصين " . قلت : و إعلاله به أولى فإنه كذاب , فالاعتماد على الطريق الأولى . 1666" إن الله يوصيكم بأمهاتكم , ثم يوصيكم بآبائكم , ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 229 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 60 ) و ابن ماجة ( 3661 ) و الحاكم ( 4 / 151 ) و أحمد ( 4 / 131 و 132 ) من طريق بقية و إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن # المقدام بن معدي كرب الكندي # عن النبي صلى الله عليه وسلم . و قال الحاكم : " إسماعيل بن عياش أحد أئمة أهل الشام , و إنما نقم عليه سوء الحفظ فقط " . قلت : التحقيق , أن النقمة المذكورة إنما هي في روايته عن غير الشاميين و أما روايته عنهم فهي صحيحة كما صرح بذلك جمع من الأئمة كالبخاري و غيره . و لذلك فهذا الإسناد صحيح , لأن شيخه بحير بن سعيد شامي . فما في حاشية ابن ماجة نقلا عن " الزوائد " : " في إسناده إسماعيل و روايته عن الحجازيين ضعيفة كما هنا " . قلت : فهذا خطأ , و لا أدري ممن هو , فإن نسختنا المصورة من " الزوائد " ليس فيها ( ق 244 / 2 ) هذا الكلام , و إنما فيها عزو الحديث للمسند و البيهقي , فلعل ذلك وقع في بعض النسخ منه . ثم إنه خطأ في نفسه , فلعل القائل تحرف عليه اسم " بحير " , فظنه " يحيى " , و يحيى بن سعيد مدني . و الله أعلم .
1667" القتيل في سبيل الله شهيد و الطعين في سبيل الله شهيد و الغريق في سبيل الله شهيد و الخار عن دابته في سبيل الله شهيد و المجنوب في سبيل الله شهيد . قال محمد ( يعني ابن إسحاق ) : المجنوب : صاحب الجنب " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 230 :
أخرجه أحمد ( 2 / 441 - 442 ) من طريق محمد يعني ابن إسحاق عن أبي مالك بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن # أبي هريرة # قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما تعدون الشهيد ? " قالوا : الذي يقاتل في سبيل الله حتى يقتل . قال : " إن الشهيد في أمتي إذا لقليل . القتيل في سبيل الله شهيد ... " الحديث . قلت : و إسناده حسن , رجاله كلهم ثقات لولا أن ابن إسحاق مدلس , و قد عنعنه . لكن الحديث صحيح , فإن له شواهد كثيرة إلا في ( الخار ) , فإن له شاهدا من حديث أبي مالك الأشعري مخرج في " أحكام الجنائز " ( ص 37 ) . و إنما خرجت هذا هنا لأن السيوطي اقتصر في رسالته " أبواب السعادة " ( رقم 58 - مصر ( في عزوه على البيهقي , و لم يعزه محققه الأستاذ نجم عبد الرحمن خلف لأحمد , و هو على شرط الهيثمي , و لم يورده في أبواب " الجهاد " و لا " الجنائز " . و يشهد له حديث عقبة بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صرع عن دابته فهو شهيد " . أخرجه أبو يعلى ( 2 / 486 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 17 / 323 / 892 ) و اللفظ له و لفظ أبي يعلى : " ... في سبيل الله فمات فهو شهيد " . و إسناد الطبراني صحيح , و كذلك إسناد أبي يعلى لولا أنه وقع فيه : " عبد الله ابن وهب عن عمرو بن مالك ... " و عمرو هذا لم أعرفه , و الظاهر أنه محرف من " عمرو بن الحارث " كذلك وقع في " الطبراني " و هو من شيوخ ابن وهب المعروفين . و يبدو أنه وقع كذلك في نسخة " أبي يعلى " لدى الهيثمي , فإنه قال ( 5 / 283 ) : " رواه أبو يعلى و فيه من لم أعرفه " . ثم ذكره في مكان آخر ( 5 / 301 ) بلفظ الطبراني و قال : " و رجاله ثقات " . 1668" تعلمون المعاد إلى الله , ثم إلى الجنة أو إلى النار , و إقامة لا ظعن فيه , و خلود لا موت في أجساد لا تموت " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 231 :
أخرجه الحاكم ( 1 / 83 ) من طريق مسلم بن خالد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن ابن سابط عن عمرو بن ميمون الأودي قال : " قام فينا # معاذ بن جبل # فقال : يا بني أود ! إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم " . فذكره و قال : " صحيح الإسناد , و مسلم بن خالد الزنجي إمام أهل مكة و مفتيهم , إلا أن الشيخين قد نسباه إلى أن الحديث ليس من صنعته " . و أقره الذهبي . و قال الحافظ في " التقريب " : " فقيه , صدوق , كثير الأوهام " . قلت : و لكنه لم يتفرد به , فقد أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 396 ) بنحوه دون الجملة الأخيرة منه و قال : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " بنحوه , و زاد فيه : " في أجساد لا تموت " , و إسناد " الكبير " جيد إلا أن ابن سابط لم يدرك معاذا . قلت : الذي سقط بينهما عمرو بن ميمون الأودي كما رواه الحاكم .. " . ثم ذكر كلام الحاكم المتقدم و أقره . قلت : الحديث له شواهد كثيرة في " الصحيحين " و غيرهما في ذبح الموت في ثورة كبش و فيه : " ثم ينادي المنادي : يا أهل الجنة خلود فلا موت و يا أهل النار خلود فلا موت " . فهو بها صحيح . و الله أعلم . 1669" إن جبريل عليه السلام حين ركض زمزم بعقبه جعلت أم إسماعيل تجمع البطحاء , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : رحم الله هاجرا أم إسماعيل , لو تركتها كانت عينا معينا " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 233 :
رواه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " ( 5 / 121 ) و ابن حبان ( 1028 ) و أبو بكر المقريء في " الفوائد " ( 1 / 109 / 1 ) و ابن عساكر ( 19 / 279 / 2 ) عن حجاج الشاعر حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال : سمعت أيوب يحدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن # أبي بن كعب # عن النبي صلى الله عليه وسلم به . و من هذا الوجه رواه ابن شاهين في " الأفراد " ( 5 / 32 - 33 ) ثم قال : " حديث غريب , تفرد به حجاج بن الشاعر , لا أعلم قال فيه : " عن ابن عباس عن أبي بن كعب " غير حجاج و محمد بن علي بن الوضاح البصري عن وهب بن جرير , و رواه حماد بن زيد و ابن علية عن أيوب عن ابن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس لم يذكر فيه أبي ابن كعب " . قلت : و هذا اختلاف لا يضر لأن غاية ما يمكن أن يؤخذ منه أن الصواب فيه أنه من مسند ابن عباس , و ليس من مسند أبي , و ابن عباس صحابي مشهور و لكنه كان صغيرا قد ناهز الحلم حين وفاته صلى الله عليه وسلم , فإن لم يكن سمعه منه , فقد سمعه من بعض الصحابة عنه , فهو مرسل صحابي و مراسيل الصحابة حجة , و رجال السند كلهم ثقات رجال مسلم فالسند صحيح . ( ركض ) أي ضرب . في " النهاية " : " أصل الركض : الضرب بالرجل و الإصابة بها كما تركض الدابة و تصاب بالرجل " . و الحديث أخرجه البخاري ( رقم 3362 - فتح ) و أحمد ( 1 / 360 ) من طريق أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا نحوه . ثم أخرجه البخاري ( 2368 و 3364 ) و أحمد ( 1 / 347 ) من طريق أيوب السختياني و كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة - يزيد أحدهما على الآخر - عن سعيد بن جبير به . و قد تكلم الحافظ على اختلاف الرواة في إسناده مبسطا , و انتهى إلى أنه خلاف لا يضر , فمن شاء الاطلاع عليه فليرجع إلى " فتح الباري " ( 6 / 401 - 402 - السلفية ) .
أخرجه أحمد ( 3 / 233 ) و السراج في " مسنده " ( 4 / 73 / 1 ) عن يحيى بن إسحاق السيلحيني حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن # أنس # مرفوعا . و قال البيهقي : " تفرد به يحيى بن إسحاق السيلحيني عن حماد بن سلمة " . قلت : و هما ثقتان من رجال مسلم , فالإسناد صحيح , لكن قال عبد الله بن أحمد عقب روايته لهذا الحديث في مسند أبيه : " كان أبي قد ترك هذا الحديث " . قلت : لعل سبب الترك أنه قد ثبت كل من الإقعاء و التورك في الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله في موضعين , الإقعاء بين السجدتين , و التورك في التشهد الثاني الذي يليه السلام , كما هو مبين في كتابي " صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم " , لكن الجمع ممكن , بحمل الحديث على الإقعاء و التورك في غير الموضعين المشار إليهما , كما فعل النووي و غيره بحديث : " و كان ينهى عن عقبة الشيطان " فقالوا : المراد به الإقعاء المنهي عنه . مع أنه قد أعل بالانقطاع , و لكنه صحيح لشواهده كما بينته في " صحيح أبي داود " ( 752 ) , و منها حديث الترجمة . و الله سبحانه و تعالى أعلم . 1671" إن الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 235 :
أخرجه أبو داود ( 3114 ) و ابن حبان ( 2575 ) و الحاكم ( 1 / 340 ) و عنه البيهقي ( 3 / 384 ) عن يحيى بن أيوب عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن # أبي سعيد الخدري # : أنه لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا . 1672" إن الناس يهاجرون إليكم , و لا تهاجرون إليهم , والذي نفس محمد بيده لا يحب رجل الأنصار حتى يلقى الله تبارك و تعالى إلا لقي الله تبارك و تعالى و هو يحبه و لا يبغض رجل الأنصار حتى يلقى الله تبارك و تعالى إلا لقي الله تبارك و تعالى و هو يبغضه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 235 :
أخرجه أحمد ( 3 / 429 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 3356 ) من طريق عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل قال : أنبأنا حمزة بن أبي أسيد و كان أبوه بدريا عن # الحارث بن زياد الساعدي الأنصاري # : أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق و هو يبايع الناس على الهجرة , فقال : يا رسول الله بايع هذا , قال : و من هذا ? قال : ابن عمي حوط بن يزيد أو يزيد بن حوط , قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا أبايعك : إن الناس .... " . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال البخاري , و في ابن الغسيل كلام لا يضره , و قد تابعه على بعضه سعيد بن المنذر بن أبي حميد الساعدي عن حمزة به مرفوعا بلفظ : " من أحب الأنصار أحبه الله يوم يلقه , و من أبغض الأنصار أبغضه الله يوم يلقاه " . أخرجه أحمد ( 4 / 321 ) و الطبراني أيضا ( 3357 ) و ابن حبان ( 2291 ) . و سعيد بن المنذر لم أعرفه . و تقدم بهذا اللفظ من رواية آخرين من الصحابة فراجعه إن شئت برقم ( 991 ) .
أخرجه ابن ماجة ( 3938 ) و الطحاوي في " المشكل " ( 2 / 131 ) و عبد الرزاق ( 18841 ) و ابن حبان ( 1679 ) و الحاكم ( 2 / 134 ) و الطيالسي ( رقم 1195 ) و أحمد ( 5 / 367 ) و الطبراني في " الكبير " ( 1371 - 1380 ) من طرق عن سماك ابن حرب عن # ثعلبة بن الحكم # قال : " أصبنا غنما للعدو , فانتهبناها , فنصبنا قدورنا , فمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقدور , فأمر بها فأكفئت , ثم قال : " فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و سكت عنه الذهبي , و هو كما قال . و خالفهم أسباط بن نصر فقال : عن سماك عن ثعلبة عن ابن عباس فذكره . أخرجه الحاكم . و أسباط بن نصر كثير الخطأ كما قال الحافظ , فلا يحتج به إذا تفرد فكيف إذا خالف . و له شاهد من حديث رجل من الأنصار قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , فأصاب الناس حاجة شديدة و جهد , و أصابوا غنما فانتهبوها , فإن قدورنا لتغلي إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي على قوسه , فأكفأ قدورنا بقوسه , ثم جعل يرمل اللحم بالتراب ثم قال : " إن النهبة ليست بأحل من الميتة . أو إن الميتة ليست بأحل من النهبة " . شك هناد . أخرجه أبو داود ( 2705 ) و عنه البيهقي ( 9 / 61 ) من طريق عاصم بن كليب عن أبيه عنه . قلت : و إسناده صحيح . و في الباب عن جمع آخر من الأصحاب , منهم زيد بن خالد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم " نهى عن النهبة و الخلسة " . أخرجه أحمد ( 4 / 117 و 5 / 193 ) من طريق مولى الجهنية عن عبد الرحمن بن زيد بن خالد الجهني عن أبيه . قلت : و هذا إسناد ضعيف , عبد الرحمن بن زيد بن خالد لم أعرفه . و لعله الذي في كنى " التهذيب " : " أبو حرب بن زيد بن خالد الجهني . روى عن أبيه . و عنه بكير ابن عبد الله بن الأشج " . ثم رأيت الحافظ ابن حجر أورده في " التعجيل " لهذا الحديث و قال : " لا يعرف حاله , و لا اسم الراوي عنه " . و منهم جابر بن عبد الله قال : " لما كان يوم خيبر أصاب الناس مجاعة , فأخذوا الحمر الإنسية فذبحوها , و ملؤا منها القدور , فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم , قال جابر : فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكفأنا القدور و هي تغلي , فحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الحمر الإنسية و لحوم البغال و كل ذي ناب من السباع و كل ذي مخلب من الطيور و حرم المجثمة و الخلسة و النهبة " . أخرجه أحمد ( 3 / 323 ) من طريق عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عنه . قلت : و رجاله ثقات رجال مسلم , لكن عكرمة بن عمار صدوق يغلط , و في روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب , و لم يكن له كتاب كما في " التقريب " . ثم أخرجه أحمد ( 3 / 335 ) من طريق ابن لهيعة حدثنا أبو الزبير عن جابر مرفوعا مختصرا بلفظ : " نهى عن النهبة " . و ابن لهيعة سيء الحفظ , لكن تابعه ابن جريج قال : قال أبو الزبير بلفظ : " من انتهب نهبة مشهورة فليس منا " . أخرجه أحمد ( 3 / 380 ) و ابن ماجة ( 3935 ) و الطحاوي ( 2 / 130 - 131 ) و تابعه زهير بن معاوية حدثنا أبو الزبير به . فالعلة عنعنة أبي الزبير . ( تنبيه ) الخلسة بالضم ما يؤخذ سلبا و مكابرة كما في " النهاية " . و هكذا هو في حديث زيد بن خالد المتقدم من رواية أحمد في الموضعين المشار إليهما من " مسنده " . و وقع في " الجامع الصغير " : ( الخليسة ) على وزن فعيلة بمعنى مفعولة , و هي ما يستخلص من السبع فيموت قبل أن يذكى . و قد رويت هذه اللفظة في حديث وهب بن خالد الحمصي حدثتني أم حبيبة بنت العرباض قالت : حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم يوم خيبر كل ذي مخلب من الطير و لحوم الحمر الأهلية و الخليسة و المجثمة و أن توطأ السبايا حتى يضعن ما في بطونهن . أخرجه أحمد ( 4 / 127 ) و الترمذي ( 1 / 279 ) و الحاكم ( 2 / 135 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . قلت : أم حبيبة هذه مجهولة كما أشار إلى ذلك الذهبي نفسه بقوله في " الميزان " : " تفرد عنها وهب أبو خالد " . و وقعت هذه اللفظة في " المستدرك " بلفظ : " الخلسة " . و جملة القول : إن الحديث بلفظ " الخليسة " لم يثبت عندي , و لفظ " الخلسة " جاء ذكره في حديث زيد بن خالد و جابر بن عبد الله في " المسند " و العرباض في " المستدرك " فهو صحيح إن شاء الله تعالى . ( تنبيه آخر ) عزا صاحبنا الشيخ حمدي السلفي في تعليقه على " كبير الطبراني " ( 3 / 76 ) حديث الترجمة للإمام أحمد في " المسند " ( 4 / 194 ) . و إنما روى الإمام في هذا الموضع حديث أبي ثعلبة الخشني قصة الحمر الإنسية و ذبحهم إياها .. نحو حديث جابر المتقدم و فيه قصة أخرى في أكلهم البصل و الثوم , و ذهابهم إلى المسجد , و قوله صلى الله عليه وسلم : " من أكل هذه البقلة الخبيثة فلا يقربنا " و قال : " لا تحل النهبة و لا يحل كل ذي ناب من السباع و لا تحل المجثمة " . و فيه عنعنة بقية . 1674" إن الهجرة لا تنقطع ما كان الجهاد " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 239 :
أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 3 / 257 ) و أحمد ( 4 / 62 و 5 / 375 ) من طريق # جنادة بن أبي أمية # أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعضهم لبعض : إن الهجرة قد انقطعت , فاختلفوا في ذلك , قال : فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله إن أناسا يقولون : إن الهجرة قد انقطعت . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال الطحاوي : " ما دام الجهاد " . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير جنادة بن أبي أمية الأزدي و لكنه صحابي كما بينه الحافظ في " الإصابة " , و صحح هذا الحديث . و للحديث شاهدان بلفظ : " لا تنقطع الهجرة ما جوهد العدو " . الأول : أخرجه الطحاوي ( 3 / 258 ) و أحمد ( 5 / 270 ) و الخطيب في " الموضح " ( 2 / 33 ) من طريق عطاء الخراساني حدثني ابن محيريز عن عبد الله بن السعدي رجل من بني مالك بن حنبل مرفوعا به . و سنده لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات إلا أن الخراساني صدوق يهم كثيرا , لكن تابعه بسر بن عبيد الله عن عبد الله بن محيريز به . أخرجه ابن حبان ( 1579 ) و البزار ( 1748 ) إلا أنه قال : عن ابن السعدي عن محمد بن حبيب المصري مرفوعا و قال : " لا نعلم روى محمد إلا هذا " . قلت : ذكره في هذا الإسناد شاذ كما يدل عليه رواية ابن حبان و أحمد المتقدمتين و غيرهما مما يأتي , و قد أشار إلى هذا البغوي كما نقله عنه العسقلاني في ترجمة محمد هذا في " الإصابة " فراجعه إن شئت . و الآخر : أخرجه أحمد أيضا ( 5 / 363 ) من طريق رجاء بن حيوة عن أبيه عن الرسول الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الهجرة فقال : فذكره . و رجاله ثقات غير حيوة والد رجاء فلم أعرفه . ثم وجدت للشاهد الأول طريقا أخرى عند أحمد أيضا ( 1 / 192 ) من طريق شريح بن عبيد يرده إلى مالك بن يخامر عن ابن السعدي به . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات . و أخرجه الطحاوي من طريقين آخرين عن ابن السعدي به . و في الباب عن عبد الرحمن بن عوف و ثوبان عند البزار و غيره .
. 1675" إن أمر هذه الأمة لا يزال مقاربا أو مواما حتى يتكلموا في الوالدان و القدر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 241 :
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 12764 ) و " الأوسط " ( 2442 - بترقيمي ) و عنه أبو موسى المديني في " منتهى رغبات السامعين " ( 1 / 248 / 1 ) و الحاكم ( 1 / 33 ) من طريق محمد بن أبان الواسطي أخبرنا جرير بن حازم قال : سمعت أبا رجاء العطاردي يقول : سمعت # ابن عباس # يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم رجال البخاري , و في الواسطي كلام لا يؤثر فيه . على أنه قد توبع , فأخرجه البزار في " مسنده " ( ص 130 - زوائد ابن حجر ) , و ابن حبان ( 1824 ) و الحاكم أيضا من طرق أخرى عن جرير بن حازم به مرفوعا . و قال البزار : " رواه جماعة فوقفوه " . قلت : و لكنه في حكم المرفوع لأنه لا يقال بالرأي كما هو ظاهر . و إسناده صحيح على شرط الشيخين كما قال الحاكم , و وافقه الذهبي . و الحديث قال الهيثمي ( 7 / 202 ) : " رواه البزار و الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , و رجال البزار رجال الصحيح " . و أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 1 / 174 ) من طريق أبي أسامة حدثنا جرير به موقوفا على ابن عباس . ( مواما ) : مأخوذ من الأمم و هو القرب بمعنى ( مقارب ) أيضا , و معناه التكلم فيما لا يعنيهم , قاله أبو موسى المديني . 1676" إن أناسا من أمتي يأتون بعدي , يود أحدهم لو اشترى رؤيتي بأهله و ماله " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 242 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 85 ) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد حدثنا عمرو بن أبي عمرو حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن # أبي هريرة # رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . قلت : و إنما هو حسن فقط للخلاف في عبد الرحمن بن أبي الزناد . و الحديث أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 10 / 66 ) و قال : " رواه البزار , و فيه عبد الرحمن بن أبي الزناد و حديثه حسن و فيه ضعف و بقية رجاله ثقات " . قلت : قد تابعه يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل به نحوه . أخرجه مسلم في " صحيحه " , و قد مضى لفظه برقم ( 1418 ) . 1677" إن أول من سيب السوائب و عبد الأصنام أبو خزاعة عمرو بن عامر و إني رأيته يجر أمعاءه في النار " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 242 :
أخرجه أحمد ( 1 / 446 ) من طريق إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن # عبد الله بن مسعود # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد لا بأس به في الشواهد , رجاله ثقات غير الهجري فإنه لين الحديث رفع موقوفات كما قال الحافظ . قلت : لكن لحديثه شواهد : 1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا بلفظ : " رأيت عمرو بن عامر يجر قصبه في النار و كان أول من سيب السائبة و بحر البحيرة " أخرجه أحمد ( 2 / 275 و 366 ) و البخاري ( 6 / 400 و 8 / 213 - فتح ) و مسلم ( 8 / 155 ) و ابن أبي عاصم في الأوائل ( 5 / 2 ) و ليس عندهم " و بحر البحيرة " , و أما قول الحافظ : " زاد مسلم : و بحر البحيرة و غير دين إسماعيل " . قلت : فأظنه و هما منه , فإنه ذكره في مكان آخر ( 6 / 399 ) من رواية ابن إسحاق في " السيرة الكبرى " فقط لم ينسبها لغيره و لا وجدتها في مكان آخر , و هو في " السيرة النبوية " لابن هشام ( 1 / 78 - 79 ) هكذا : قال ابن إسحاق : و حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التميمي أن أبا صالح السمان حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأكثم بن الجون الخزاعي : " يا أكثم ! رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار , فما رأيت رجلا أشبه برجل منك به , و لا بك منه " . فقال أكثم : عسى أن يضرني شبهه يا رسول الله ? قال : " لا , إنك مؤمن و هو كافر , إنه كان أول من غير دين إسماعيل , فنصب الأوثان و بحر البحيرة و سيب السائبة و وصل الوصيلة و حمى الحامي " . و أخرجه ابن أبي عاصم في " الأوائل " ( ق 9 / 2 رقم الحديث 192 - منسوختي ) . قلت : و هذا إسناد حسن , فهو شاهد قوي لحديث الترجمة . و أخرجه ابن أبي عاصم ( ق 20 / 1 ) و الحاكم ( 4 / 605 ) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا به و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي , و إنما هو حسن فقط . و أخرج له شاهدا من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي ابن كعب عن أبيه مرفوعا به نحوه في حديث فيه : " و هو أول من حمل العرب على عبادة الأصنام " . أخرجه الحاكم أيضا و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي أيضا , و إنما هو حسن فقط للخلاف المعروف في ابن عقيل . و له شاهد مختصر بلفظ : " أول من غير دين إبراهيم عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة " . أخرجه ابن أبي عاصم ( 23 / 1 ) و الطبراني في " الكبير " ( رقم - 10808 ) و " الأوسط " ( 202 - ترقيمي ) عن ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . و هذا إسناد حسن في الشواهد على الأقل .
1678" إن أول منسك ( و في رواية : نسك ) يومكم هذا الصلاة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 244 :
أخرجه أحمد ( 4 / 282 ) و الطبراني في " الكبير " ( رقم - 1169 ) من طريق أبي جناب الكلبي حدثني # يزيد بن البراء عن أبيه # قال : " كنا جلوس ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم ( في المصلى ) يوم الأضحى , فجاء فسلم على الناس , و قال : ( فذكره ) , فتقدم فصلى بالناس ركعتين ثم سلم , فاستقبل القوم بوجهه , ثم أعطي قوسا أو عصا فاتكأ عليها , فحمد الله عز وجل و أثنى عليه , و أمرهم و نهاهم " . قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات , و في أبي جناب و اسمه يحيى بن أبي حبة كلام المؤثر منه تدليسه , و لكنه قد صرح هنا بالتحديث كما ترى . و الحديث في " الصحيحين " و غيرهما نحوه . 1679" إن أهل النار ليبكون حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت , و إنهم ليبكون الدم . يعني مكان الدمع " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 245 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 605 ) من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل حدثنا سلام بن مسكين قال : حدث أبو بردة عن # عبد الله بن قيس # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره , و قال : " حديث صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . قلت : و حقه أن يزيد قوله : " على شرط الشيخين " , فإن رجاله كلهم من رجالهما , لكن أبا النعمان هذا - و يلقب بـ ( عارم ) - كان اختلط , و لا أدري أحدث به قبل الاختلاط أم بعده ? لكن يشهد للحديث ما رواه يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ : " يرسل البكاء على أهل النار فيبكون حتى تنقطع الدموع , ثم يبكون الدم حتى يصير في وجوههم كهيئة الأخدود , لو أرسلت فيه السفن لجرت " . أخرجه ابن ماجة ( 4324 ) و ابن أبي الدنيا في " صفة النار " ( ق 12 / 1 ) . قلت : و يزيد الرقاشي ضعيف , و سائر رجاله رجال الشيخين . و لا يغتر بما رواه عثمان بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان : حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس به . أخرجه الخطيب ( 11 / 283 ) . قلت : لا يغتر به لأن عثمان هذا متهم بالوضع لكن الحديث بمجموع طريق عبد الله ابن قيس و الرقاشي حسن إن شاء الله تعالى . 1680" إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة رجل يحذى له نعلان من نار يغلي منهما دماغه يوم القيامة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 246 :
أخرجه الحاكم ( 4 / 580 ) و أحمد ( 2 / 432 و 439 ) من طريق محمد بن عجلان قال : سمعت أبي يحدث عن # أبي هريرة # رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم و قال : " صحيح على شرط مسلم " , و وافقه الذهبي . ثم أخرجه من حديث أبي سعيد و النعمان بن بشير و ابن عباس نحوه . و حديث النعمان عند البخاري ( 4 / 243 ) و مسلم ( 1 / 136 ) و غيرهما . و حديث ابن عباس عند مسلم أيضا و فيه أن الرجل هو أبو طالب و كذلك أخرجه من حديث العباس , و قد خرجته فيما تقدم برقم ( 55 ) . و حديث أبي سعيد عند مسلم أيضا , و فيه ذكر أبي طالب في رواية له . ( يحذى ) أي يقطع و يعمل , و ( الحذو ) التقدير و القطع .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 7305 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 362 ) عن أبي أحمد الزبير أخبرنا سفيان عن الأجلح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي الهذيل عن # خباب # عن النبي صلى الله عليه وسلم . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث الأجلح و الثوري , تفرد به أبو أحمد " . قلت : و هذا إسناد حسن , رجاله ثقات رجال مسلم غير الأجلح و هو ابن عبد الله بن حجية , و هو صدوق كما قال الذهبي في " الضعفاء " و الحافظ في " التقريب " و لا عيب فيه سوى أنه شيعي و لكن ذلك لا يضر في الرواية لأن العمدة فيها إنما هو الصدق كما حرره الحافظ في " شرح النخبة " . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 189 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و رجاله موثقون , و اختلف في الأجلح الكندي , و الأكثر على توثيقه " . و الحديث أورده عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام " ( ق 8 / 1 ) و قال : " رواه البزار من حديث شريك - هو ابن عبد الله - عن أبي سنان عن أبي - لعله عن ابن أبي - الهزيل عن خباب مرفوعا و قال : هذا إسناد حسن كذا قال : و ليس مما يحتج به . قلت : و ذلك لضعف شريك بن عبد الله القاضي , لكن الطريق الأولى تشهد له و تقويه . و لم يورده الهيثمي في " كشف الأستار عن زوائد البزار " فلعله في غير " المسند " له . ( قصوا ) قال في " النهاية " : و في رواية : " لما هلكوا قصوا " أي اتكلوا على القول و تركوا العمل , فكان ذلك سبب هلاكهم , أو بالعكس , لما هلكوا بترك العمل أخلدوا إلى القصص " . و أقول : و من الممكن أن يقال : إن سبب هلاكهم اهتمام وعاظهم بالقصص و الحكايات دون الفقه و العلم النافع الذي يعرف الناس بدينهم فيحملهم ذلك على العمل الصالح , لما فعلوا ذلك هلكوا . و هذا هو شأن كثير من قصاص زماننا الذين جل كلامهم في وعظهم حول الإسرائيليات و الرقائق و الصوفيات . نسأل الله العافية . 1682" إن بين يدي الساعة الهرج , قالوا : و ما الهرج ? قال : القتل , إنه ليس بقتلكم المشركين , و لكن قتل بعضكم بعضا ( حتى يقتل الرجل جاره و يقتل أخاه و يقتل عمه و يقتل ابن عمه ) قالوا : و معنا عقولنا يومئذ ? قال : إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان , و يخلف له هباء من الناس , يحسب أكثرهم أنهم على شيء و ليسوا على شيء " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 248 :
أخرجه أحمد ( 4 / 391 - 392 و 414 ) من طريق علي بن زيد عن حطان بن عبد الله الرقاشي عن # أبي موسى الأشعري # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قال أبو موسى : " و الذي نفسي بيده ما أجد لي و لكم منها مخرجا إن أدركتني و إياكم - إلا أن نخرج منها كما دخلنا فيها , لم نصب منها دما و لا مالا " . قلت : و هذا سند ضعيف , علي بن زيد و هو ابن جدعان لا يحتج به , لكنه لم يتفرد به , فقد أخرجه أحمد ( 4 / 406 ) و ابن ماجة ( 3959 ) من طريقين عن الحسن : حدثنا أسيد بن المتشمس قال : حدثنا أبو موسى حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره , و فيه الزيادة التي بين القوسين . قلت : و هذا سند صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أسيد و هو ثقة كما قال الحافظ في " التقريب " . و أخرجه ابن حبان ( 1870 ) من طريق هزيل بن شرحبيل عن أبي موسى الأشعري مرفوعا بلفظ : " إن بين يدي الساعة لفتنا كقطع الليل المظلم , يصبح الرجل فيها مؤمنا ( الحديث ) و فيه : كسروا قسيكم و قطعوا أوتاركم و اضربوا بسيوفكم الحجارة فإن دخل على أحدكم بيته فليكن كخير ابني آدم " . و سنده صحيح . و للطرف الأول منه شاهد من حديث عزرة بن قيس عن خالد بن الوليد قال : " كتب إلي أمير المؤمنين حين ألقى الشام بوانيه بثنية و عسلا , فأمرني أن أسير إلى الهند , و الهند ( في أنفسنا ) يومئذ البصرة , قال : و أنا لذلك كاره , قال : فقام رجل فقال لي : يا أبا سليمان اتق الله فإن الفتن قد ظهرت , قال : فقال : و ابن الخطاب حي ? ! إنما تكون بعده . و الناس بذي بليان , أو بذي بليان بمكان كذا و كذا , فينظر الرجل فيتفكر هل يجد مكانا لم ينزل به مثل ما نزل بمكانه الذي هو فيه من الفتنة و الشر فلا يجده , قال : و تلك الأيام التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بين يدي الساعة الهرج " , فنعوذ بالله أن تدركنا و إياكم تلك الأيام " . أخرجه أحمد ( 4 / 90 ) و الطبراني ( رقم - 3841 ) بسند حسن في المتابعات و الشواهد . عزرة بن قيس لم يوثقه غير ابن حبان , و سائر رواته ثقات . ( هباء ) أي قليل العقل . ( بوانيه ) أي خيره و ما فيه من السعة و النعمة . و ( البواني ) في الأصل : أضلاع الصدر و قيل الأكتاف و القوائم الواحدة : ( بانية ) كما في " النهاية " . ( بثنية ) قال ابن الأثير : " البثنية : خطة منسوبة إلى ( البثنة ) و هي ناحية من رستاق دمشق . و قيل هي الناعمة اللينة , من الرملة اللينة , يقال لها : بثنة . و قيل : هي الزبدة , أي صارت كأنها زبدة و عسل , لأنها صارت تجبى أموالها من غير تعب " . قوله : ( بذي بليان أو بذي بليان ) , هذه رواية أحمد , و قال الطبراني : " ... و ذي بليان " و لا يخلو من شيء , و لعل الصواب ما في " النهاية " : " ... بذي بلي و ذي بلى . و في رواية : بذي بليان . أي إذا كانوا طوائف و فرقا من غير إمام . و كل من بعد عنك حتى لا تعرف موضعه فهو بذي بلي . و هو من بلى في الأرض إذا ذهب . أراد ضياع أمور الناس بعده " .
أخرجه أحمد ( 2 / 117 - 118 ) عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن عبد الله بن عمر أنه كان عنده رجل من أهل الكوفة , فجعل يحدثه عن المختار فقال # ابن عمر # : " إن كان كما تقول فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... " فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف , يوسف بن مهران هذا لين الحديث لم يرو عنه غير علي ابن زيد و هو ابن جدعان و هو ضعيف . لكن له طريق أخرى عند أحمد أيضا ( 2 / 104 ) من طريق عبد الرحمن بن نعيم الأعرجي قال : " سأل رجل ابن عمر - و أنا عنده - عن المتعة متعة النساء , فغضب و قال : و الله ما كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم زنائين و لا مسافحين , ثم قال : و الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليكونن قبل المسيح الدجال كذابون ثلاثون , أو أكثر " . و رجاله ثقات غير عبد الرحمن هذا فقال ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 293 ) عن أبي زرعة : " لا أعرفه إلا في حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ليكونن ... " فذكره . و لهذا قال الحسيني : " فيه جهالة . و أقره الحافظ في " التعجيل " . و جاء في " اللسان " . " عبد الرحمن بن نعيم بن قريش . كان في عصر الدارقطني . و قال في " المؤتلف و المختلف " : إن له أحاديث غرائب انتهى . و قال : قال : سألت أبا زرعة عنه فقال : كوفي لا أعرفه إلا في حديث واحد عن ابن عمر . روى عنه طلحة بن مصرف " . قلت : و هذا خلط فاحش بين ترجمتين , فإن قول أبي زرعة هذا إنما هو في عبد الرحمن الأعرجي صاحب هذا الحديث , و هو تابعي كما ترى , فأين هو ممن كان في عصر الدارقطني . و يغلب على الظن أن في النسخة سقطا بين قوله : انتهى . و قوله : " و قال " , ثم لينظر من الفاعل في " و قال : قال " ? لكن الحديث بمجموع الطريقين حسن , و هو صحيح بشواهده الكثيرة من حديث أبي هريرة و جابر بن سمرة و ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم . 1 - أما حديث أبي هريرة , فله عنه طرق و ألفاظ أقربها إلى حديث الترجمة رواية خلاس عنه مرفوعا بلفظ : " بين يدي الساعة قريب من ثلاثين دجالين كذابين , كلهم يقول : أنا نبي , أنا نبي ! " . أخرجه أحمد ( 2 / 429 ) بسند صحيح على شرط الشيخين . و قد أخرجه البخاري ( 2 / 406 و 4 / 380 ) و مسلم ( 8 / 189 ) و الترمذي ( 2 / 34 ) و أحمد أيضا ( 2 / 236 - 237 و 313 و 530 ) من طرق أخرى عنه بلفظ : " لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين , كلهم يزعم أنه رسول الله " . و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . 2 - و أما حديث جابر بن سمرة فيرويه سماك عنه مرفوعا بلفظ : " إن بين يدي الساعة كذابين ( فاحذروهم ) " . أخرجه مسلم و أحمد ( 5 / 86 - 90 و 92 و 94 - 96 و 100 و 101 و 106 و 107 ) . 3 - و أما حديث ثوبان فيرويه أبو أسماء الرحبي عنه مرفوعا في حديث " إن الله زوى لي الأرض .... " و فيه : " ... و إنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون , كلهم يزعم أنه نبي , و أنا خاتم النبيين , لا نبي بعدي " . أخرجه أبو داود ( 4252 ) و ابن ماجة ( 3952 ) و أحمد ( 5 / 278 ) بسند صحيح على شرط مسلم , و قد أخرجه في " صحيحه " ( 8 / 171 ) بدون هذه الزيادة و غيرها مما في طريق الأولين , و كذلك أخرجه الترمذي ( 2 / 27 ) و قال : " حسن صحيح " . و اعلم أن من هؤلاء الدجالين الذين ادعوا النبوة ميرزا غلام أحمد القادياني الهندي , الذي ادعى في عهد استعمار البريطانيين للهند أنه المهدي المنتظر , ثم أنه عيسى عليه السلام , ثم ادعى أخيرا النبوة , و اتبعه كثير ممن لا علم عنده بالكتاب و السنة , و قد التقيت مع بعض مبشريهم من الهنود و السوريين , و جرت بيني و بينهم مناظرات كثيرة كانت إحداها تحريرية , دعوتهم فيها إلى مناظرتهم في اعتقادهم أنه يأتي بعد النبي صلى الله عليه وسلم أنبياء كثيرون ! منهم نبيهم ميرزا غلام أحمد القادياني . فبدأوا بالمراوغة في أول جوابهم , يريدون بذلك صرف النظر عن المناظرة في اعتقادهم المذكور , فأبيت و أصررت على ذلك , فانهزموا شر هزيمة , و علم الذين حضروها أنهم قوم مبطلون . و لهم عقائد أخرى كثيرة باطلة , خالفوا فيها إجماع الأمة يقينا , منها نفيهم البعث الجسماني , و أن النعيم و الجحيم للروح دون الجسد , و أن العذاب بالنسبة للكفار منقطع . و ينكرون وجود الجن , و يزعمون أن الجن المذكورين في القرآن هم طائفة من البشر ! و يتأولون نصوص القرآن المعارضة لعقائدهم تأويلا منكرا على نمط تأويل الباطنية و القرامطة , و لذلك كان الإنكليز يؤيدونه و يساعدونه على المسلمين , و كان هو يقول : حرام على المسلمين أن يحاربوا الإنكليز ! إلى غير ذلك من إفكه و أضاليله . و قد ألفت كتب كثيرة في الرد عليه , و بيان خروجه عن جماعة المسلمين , فليراجعها من شاء الوقوف على حقيقة أمرهم . 1684" إن رجلا من العرب يهدي أحدهم الهدية , فأعوضه منها بقدر ما عندي , ثم يتسخطه , فيظل يتسخط علي وايم الله لا أقبل بعد مقامي هذا من رجل من العرب هدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 253 :
أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 596 ) و عنه الترمذي ( 2 / 330 ) و السياق له - و هو أتم - عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن # أبي هريرة # قال : " أهدى رجل من بني فزارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ناقة من إبله التي كانوا أصابوا بـ ( الغابة ) , فعوضه منها بعض العوض , فتسخطه , فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المنبر يقول .... " فذكره . و قال : " هذا حديث حسن , و هو أصح من حديث يزيد بن هارون عن أيوب " . قلت : يشير إلى ما أخرجه قبله قال : حدثنا أحمد بن منيع : حدثنا يزيد بن هارون : أخبرني أيوب عن سعيد المقبري به بشيء من الاختصار و قال : " قد روي من غير وجه عن أبي هريرة . و يزيد بن هارون يروي عن أيوب أبي العلاء و هو أيوب بن مسكين , و يقال ابن أبي مسكين . و لعل هذا الحديث الذي رواه عن أيوب عن سعيد المقبري . و هو أيوب أبو العلاء " . قلت : كذا في الأصل طبعة بولاق , و في العبارة شيء . ثم رجعت إلى نسخة الأحوذي فإذا العبارة فيه هكذا : و لعل هذا الحديث الذي روي عن أيوب عن سعيد المقبري هو أيوب أبو العلاء و هو أيوب بن مسكين " . و لعل هذا هو الصواب . و الله أعلم . و أيوب هذا صدوق له أوهام كما في " التقريب " . و ابن إسحاق مدلس , و من طريقه أخرجه أبو داود ( 3537 ) مختصرا . و قد توبع , فقال أحمد ( 2 / 292 ) : حدثنا يزيد : أنبأنا أبو معشر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري به . و أبو معشر هذا اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني و فيه ضعف . و يزيد هو ابن هارون , فالظاهر أن له فيه شيخين أيوب بن أبي مسكين و أبو معشر . و تابعه ابن عجلان عن المقبري به . أخرجه البيهقي ( 6 / 180 ) , فالحديث بمجموع هذه المتابعات صحيح . و له طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا مختصرا . أخرجه ابن حبان ( 1145 ) . و له عنده و عند الضياء ( 62 / 281 / 2 ) شاهد من حديث ابن عباس . و سنده صحيح . 1685" إن رجلا قال : والله لا يغفر الله لفلان , و إن الله قال : من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان ?! فإني قد غفرت لفلان , و أحبطت عملك . أو كما قال " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 254 :
رواه مسلم ( 8 / 36 ) و ابن أبي الدنيا في " حسن الظن بالله " ( 190 / 1 - 2 ) قالا - و اللفظ لابن أبي الدنيا - : حدثنا سويد بن سعيد قال : حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه قال : حدثنا أبو عمران الجوني عن # جندب # أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث ... فذكره . ثم رواه ابن أبي الدنيا من طريق أخرى موقوفا : حدثنا أبو حفص الصفار قال : حدثنا جعفر بن سليمان قال : حدثنا أبو عمران الجوني عن جندب بن عبد الله البجلي قال : فذكره موقوفا . قلت : و الإسناد الأول ضعيف , فإن سويد بن سعيد مع كونه من شيوخ مسلم , فقد ضعف . بل روى الترمذي عن البخاري أنه ضعيف جدا . و نحوه ما روى الجنيدي عنه قال : " فيه نظر , عمي فتلقن ما ليس من حديثه " . و قد أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " قال أحمد : متروك الحديث . و قال ابن معين : كذاب . و قال النسائي : ليس بثقة . و قال البخاري .... و قال أبو حاتم : صدوق كثير التدليس . و قال الدارقطني : ثقة غير أنه كبر : فربما قرىء عليه حديث فيه بعض النكارة فيجيزه " . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه , و أفحش فيه ابن معين القول " . قلت : فمثله لا تطمئن النفس للاحتجاج بخبره , لاسيما مع مجيئه موقوفا من الطريق الأخرى , و رجالها ثقات غير أبي حفص الصفار فلم أعرفه الآن . لكن وجدت لسويد بن سعيد متابعا , أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 96 / 2 ) من طريق سويد بن سعيد و أبي سلمة يحيى بن خلف الباهلي كلاهما قالا : حدثنا معتمر بن سليمان به مرفوعا . و الباهلي هذا ثقة من شيوخ مسلم الذين احتج بهم في " الصحيح " . فبه صح الحديث , و الحمد لله على توفيقه . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا . و كذا من حديث أبي قتادة . و إسناد الأول حسن كما بينته في " تخريج المشكاة " ( 2347 ) . ثم وجدت له متابعين آخرين , فرواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1679 ) من طريق صالح بن حاتم بن وردن و هريم بن عبد الأعلى قالا : حدثنا معتمر بن سليمان به . ثم أخرجه ( 1680 ) من طريق حماد بن سلمة : حدثنا أبو عمران به . و هذه متابعة أخرى قوية من حماد لسليمان , و الإسناد صحيح أيضا على شرط مسلم . قوله : ( يتألى ) أي يحلف . و ( الألية ) على وزن ( غنية ) : اليمين . قال النووي : " و في الحديث دلالة لمذهب أهل السنة في غفران الذنوب بلا توبة إذا شاء الله غفرانها " . قلت : و فيه دليل صريح أن التألي على الله يحبط العمل أيضا كالكفر , و ترك صلاة العصر , و نحوها . انظر تعليق على كتابي " صحيح الترغيب و الترهيب " ( 1 / 192 ) , و قد صدر المجلد الأول منه و الحمد لله , راجيا أن ييسر الله صدور تمامه و تداوله قريبا إن شاء الله تعالى .
1686" إن طعام الواحد يكفي الاثنين , و إن طعام الاثنين يكفي الثلاثة و الأربعة , و إن طعام الأربعة يكفي الخمسة و الستة " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 256 :
أخرجه ابن ماجة ( 3255 ) من طريق عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير قال : سمعت # سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده عمر بن الخطاب # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف , عمرو بن دينار هذا ضعيف كما في " التقريب " و غيره . لكن للحديث شواهد تشهد لصحته . الأول : عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" طعام الاثنين كافي الثلاثة , و طعام الثلاثة كافي الأربعة " . أخرجه مالك ( 2 / 928 / 20 ) و عنه البخاري ( 3 / 496 ) و كذا مسلم ( 6 / 132 ) و الترمذي ( 1 / 335 ) و قال : " حسن صحيح " عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عنه به . و تابعه سفيان بن عيينة عن أبي الزناد به . أخرجهأحمد ( 2 / 244 ) . ثم أخرجه ( 2 / 407 ) عن علي بن زيد عمن سمع أبا هريرة . الثاني : عن جابر مرفوعا بلفظ : " طعام الواحد يكفي الاثنين , و طعام الاثنين يكفي الأربعة , و طعام الأربعة يكفي الثمانية " . أخرجه مسلم و ابن ماجة ( 3254 ) و الدارمي ( 2 / 100 ) و أحمد ( 3 / 301 و 382 ) عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله . و تابعه أبو سفيان عن جابر به . أخرجه مسلم و الترمذي و أحمد ( 3 / 301 و 315 ) . الثالث : عن عبد الله بن عمر مرفوعا بلفظ : " طعام الاثنين يكفي الأربعة و طعام الأربعة يكفي الثمانية , فاجتمعوا عليه , و لا تفرقوا عنه " . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( رقم - 13236 ) عن أبي الربيع السمان عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه . قلت : و أبو الربيع - و اسمه أشعث بن سعيد السمان - متروك , و قد تفرد بقوله : " فاجتمعوا عليه .. " . لكن لهذه الزيادة شواهد فانظر الحديث ( 664 ) .
1687" إن عثمان رجل حيي و إني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلي في حاجته " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 258 :
أخرجه مسلم ( 7 / 117 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 600 ) و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 274 ) و " مشكل الآثار " ( 2 / 290 - 291 ) و أحمد ( 6 / 155 و 167 ) و أبو يعلى ( 3 / 1095 ) عن سعيد بن العاص أن # عائشة # زوج النبي صلى الله عليه وسلم ( زاد مسلم و غيره : و عثمان ) حدثاه : أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة , فأذن لأبي بكر و هو كذلك , فقضى إليه حاجته ثم انصرف , ثم استأذن عمر فأذن له و هو على تلك الحال , فقضى إليه حاجته ثم انصرف , قال عثمان : ثم استأذنت عليه فجلس و قال لعائشة : " اجمعي عليك ثيابك " فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت , فقالت عائشة : يا رسول الله مالي لم أرك فزعت لأبي بكر و عمر رضي الله عنهما كما فزعت لعثمان ? قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و رواه محمد بن أبي حرملة عن عطاء و سليمان ابني يسار و أبي سلمة بن عبد الرحمن عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو ساقيه فاستأذن أبو بكر فأذن له و هو على تلك الحال ... ( الحديث و فيه ) : ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم و سوى ثيابه .. قالت عائشة : دخل أبو بكر .. الحديث و فيه ... ثم دخل عثمان فجلست و سويت ثيابك ? فقال : " ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة ? " . أخرجه مسلم و الطحاوي في " المشكل " ( 2 / 283 ) و أبو يعلى ( 3 / 1178 - 1179 ) و ليس عند الطحاوي قوله : " أو ساقيه " , و هو شك من بعض الرواة و قد جاء الحديث بدون الشك من طريق أخرى , أخرجه أحمد ( 6 / 32 ) عن مروان قال : أنبأنا عبيد الله بن سيار قال : سمعت عائشة بنت طلحة تذكر عن عائشة به مختصرا . قلت : و عبيد الله بن سيار هذا لم أجد له ترجمة , و قد أورده في " التعجيل " قائلا : " روى عن عائشة رضي الله عنها , و عنه مروان . قال الحسيني : مجهول . قلت : ما رأيته في " مسند عائشة رضي الله عنها " من مسند أحمد " ! قلت : كذا وقع فيه : " عن عائشة رضي الله عنها " فهذا يوهم أن المترجم روى عن عائشة الصديقة , و إنما روى عن عائشة بنت أبي طلحة عنها كما ترى . و له شاهد من حديث عمرو بن مسلم - صاحب المقصورة - عن أنس بن مالك قال : " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا من حوائط الأنصار , فإذا بئر في الحائط فجلس على رأسها , و دلى رجليه و بعض فخذه مكشوف و أمرني أن أجلس على الباب , فلم ألبث أن جاء أبو بكر . الحديث و فيه : قالوا : لم يا رسول الله غطيت فخذك حين جاء عثمان ? فقال : إني لأستحي ممن يستحي منه الملائكة " . أخرجه الطحاوي ( 2 / 284 ) و سنده جيد في الشواهد , رجاله ثقات معروفون غير عمر بن مسلم هذا , ترجمه ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 260 ) برواية ثقتين عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و للحديث شاهد آخر من حديث علي رضي الله عنه مرفوعا بلفظ : " ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة " . أخرجه الحاكم ( 3 / 95 و 103 ) و قال : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي . و اعلم أنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الفخذ عورة " و هو مخرج في " إرواء الغليل " ( 66 ) , فقد يشكل هذا على بعض الناس فيدع العمل به لحديث الترجمة . و هذا خلاف ما عليه أهل العلم من وجوب التوفيق بين الأحاديث الصحيحة . و هنا يبدو للباحث وجوه من التوفيق : الأول : أن يكون حديث الترجمة قبل حديث : " الفخذ عورة " . الثاني : أن يحمل الكشف على أنه من خصوصياته صلى الله عليه وسلم , فلا يعارض الحديث الآخر , و يؤيده قاعدة : " القول مقدم على الفعل " . و " الحاظر مقدم على المبيح " . و الله أعلم . 1688" إن قريشا أهل أمانة , لا يبغيهم العثرات أحد إلا كبه الله عز وجل لمنخريه " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 260 :
رواه ابن عساكر ( 3 / 320 / 1 - 2 ) عن السور بن عبد الملك بن عبيد بن سعيد بن يربوع المخزومي عن زيد بن عبد الرحمن بن سعيد بن عمرو بن نفيل من بني عدي عن أبيه قال : جئت # جابر بن عبد الله الأنصاري # في فتيان من قريش , فدخلنا عليه بعد أن كف بصره , فوجدنا حبلا معلقا في السقف و أقراصا مطروحة بين يديه أو خبزا , فكلما استطعم مسكين قام جابر إلى قرص منها و أخذ الحبل حتى يأتي المسكين فيعطيه , ثم يرجع بالحبل حتى يقعد , فقلت له : عافاك الله نحن إذا جاء المسكين أعطينا ,فقال :إني أحتسب المشي في هذا . ثم قال : ألا أخبركم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ? قالوا : بلى , قال : سمعته يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف لم أعرف أحد من رواته غير صحابيه , و أخشى أن يكون وقع في نسخه " التاريخ " تصحيف . و الله أعلم . ثم تبين لي أن الرجل الأدنى هو المسور و وقع فيه السور ! - ذكره الذهبي في " الميزان " و قال : " ليس بالقوي , قاله الأزدي " . و كذا في " اللسان " . و أورده ابن أبي حاتم في " كتابه " من رواية جمع من الثقات عنه , فمثله حسن الحديث في المتابعات و الشواهد . و قد وجدت له شاهدا من حديث رفاعة بن رافع مرفوعا به , و في أوله زيادة أوردته من أجلها في " الضعيفة " ( 1716 ) لجهالة في إسناده , فالحديث بمجموعهما حسن كما ذكرت هناك . و الله أعلم .
المفضلات