741 - " الصمت أرفع العبادة " .
ضعيف .
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 73 ) معلقا عن عبد الله بن
محمد بن موسى البازيار : حدثنا أشعث بن شداد السجستاني : حدثنا يحيى بن يحيى :
حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا
. أورده في ترجمة عبد الله هذا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . قلت : و
شيخه أشعث بن شداد لم أجد من ذكره . و يحيى بن يحيى الظاهر أنه أبو زكريا
الحنظلي النيسابوري و هو ثقة من رجال الشيخين ، لكن قال المناوي تعليقا على قول
السيوطي في " الجامع " : رواه الديلمي في " مسند الفردوس " عن أبي هريرة : " و
فيه يحيى بن يحيى الغساني ، قال الذهبي : جرحه ابن حبان " . فإن كان قوله "
الغساني " جاء في طريق الديلمي فلا كلام ، و إن كان من اجتهاد المناوي فأنا
أرجح أنه خطأ ، و أن الصواب ما ذكرته ، لأن الحافظ ذكر في الرواة عن المغيرة بن
عبد الرحمن " يحيى بن يحيى " فإطلاقه يبعد أن يريد به هذا الغساني المجروح ، و
لا يريد الحنظلي الثقة ، و الله أعلم . و أما المغيرة هذا فهو الحزامي المدني
قال الحافظ : " ثقة له غرائب " . و الحديث في " مسند الفردوس " ( 4 / 260 )
لكني لا أطول مصورته الآن ، لأتحقق من نسبة " الغساني " هل هي فيه أم لا ؟
(1/67)
________________________________________
742 - " عاقبوا أرقاءكم على قدر عقولهم " .
باطل .رواه عبد الرحمن بن نصر الدمشقي في " الفوائد " ( 2 / 230 / 1 ) و
تمام في " الفوائد " ( 207 / 2 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 10 / 268 / 1 )
من طريق الدارقطني و غيره عن سليمان بن عبد الرحمن : أخبرنا عبد الملك بن مهران
عن عبيد بن نجيح عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . و قال
الدارقطني : " تفرد به عبيد بن نجيح عن هشام ، و تفرد به سليمان عن عبد الملك
عنه " . قلت : و عبد الملك بن مهران قال فيه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 248 )
: " صاحب مناكير ، غلب على حديثه الوهم ، لا يقيم شيئا من الحديث " . ثم ساق له
أحاديث ثم قال : " كلها ليس لها أصل ، و لا يعرف منها شيء من وجه يصح " . و ساق
له ابن عدي في " الكامل " ( 316 / 1 ) حديثا و قال : " متنه منكر ، و له غير ما
ذكرت و هو مجهول ليس بالمعروف " . و روى ابن عساكر عن ابن السكن أنه قال فيه :
" منكر الحديث " . و عن ابن أبي حاتم : أنه مجهول ، و ذكر له الذهبي حديثين قال
: " إنهما باطلان " و ما أرى أنا إلا أن هذا الحديث من أباطيله . و قد أورده
السيوطي في " الجامع " فأساء ، و لم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء !
(1/68)
________________________________________
743 - " عجبت لطالب الدنيا و الموت يطلبه ، و غافل و ليس بمغفول عنه ، و لضاحك ملء
فيه و لا يدري أأرضى الله أم أسخطه " .
ضعيف جدا .
رواه تمام في " الفوائد " ( 94 / 1 ) و ابن عدي ( 79 / 2 ) عن
يحيى بن علي الأسلمي عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود
يرفعه ، و قال : " أحاديث ليست بمستقيمة ، و لا يتابع عليها " . و في " الميزان
" : " متروك " ، و قال ابن حبان : " يروي عن ابن الحارث عن ابن مسعود نسخة
كأنها موضوعة " . و قال النسائي : " ليس بالقوي " . و من مناكيره ....... " .
ثم ذكر أحاديث هذا أحدها . و قال الدارقطني : " متروك و أحاديثه تشبه الموضوعة
" . قلت : و حميد هذا هو ابن عطاء الأعرج الكوفي ، و ليس هو بصاحب الزهري ، ذاك
حميد ابن قيس الأعرج كما قال ابن حبان ( 1 / 257 ) . و رواه القضاعي ( 49 / 1 )
عن إسحاق بن إبراهيم بن يونس قال : أخبرنا سفيان بن وكيع قال : أخبرنا أبي حميد
به . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " لابن عدي و البيهقي في "
الشعب " . و بيض له المناوي !
(1/69)
________________________________________
744 - " من توضأ و مسح عنقه لم يغل بالأغلال يوم القيامة " .
موضوع .
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 115 ) : حدثنا محمد بن
أحمد بن محمد : حدثنا عبد الرحمن بن داود حدثنا : عثمان بن خرزاذ : حدثنا عمرو
بن محمد بن الحسن المكتب : حدثنا محمد بن عمرو بن عبيد الأنصاري عن أنس بن
سيرين عن ابن عمر أنه كان إذا توضأ مسح عنقه و يقول : فذكره مرفوعا . أورده
في ترجمة عبد الرحمن بن داود هذا و هو أبي محمد الفارسي و قال فيه : " كان من
الفقهاء كثير الحديث " ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و لم أجده عند غيره
. و شيخه محمد بن أحمد بن محمد هو إما أبو بكر المعدل فهو ثقة أمين كما قال أبو
نعيم في ترجمته ( 2 / 900 ) ، و إما أبو عثمان بن أبي هريرة قال في ترجمته ( 2
/ 296 ) : " أحد العباد و الأخيار ، سمع الكثير صاحب أصول و كتب كثيرة " . و
الأقرب الأول . و الله أعلم . و بعد كتابة ما تقدم رأيت ابن عراق قال في "
تنزيه الشريعة " بعد أن ساق الحديث عن أبي نعيم : " و فيه أبو بكر المفيد شيخ
أبي نعيم ، قال الحافظ العراقي : و هو آفته " . قلت : و هذا متهم كما قال
الذهبي و تبعه الحافظ ابن حجر في " اللسان " . و قد كنت ذكرت عند حديث " مسح
الرقبة أمان من الغل " رقم ( 69 ) أنه محمد بن أحمد بن علي المحرم ، و الآن
رجعت عنه لما وقفت على إسناد الحديث عند أبي نعيم ، و إنما أوقعني في ذلك الخطأ
أنني كنت نقلته بواسطة الحافظ ابن حجر و هو لم يذكر في سند الحديث اسم جد هذا
الشيخ ، فلما وقفت عليه عند أبي نعيم إذا باسم جده ( محمد ) ، فتيقنت أنه ليس
ذلك المحرم ، فهو أحد هؤلاء الثلاثة الذين ذكرتهم هنا ، و قد رأيت أن الحافظ
العراقي جزم بأنه أبو بكر المفيد ، و هو حجة في هذا العلم . فالعمدة عليه في
تعيين الرجل . و الله أعلم . و في السند رجل آخر ضعيف جدا ، و هو محمد بن عمرو
بن عبيد الأنصاري و هو بصري ، و قد حكيت أقوال العلماء في تضعيفه هناك . و قد
تبين لي الآن علة ثالثة و هي عمرو بن محمد بن الحسن ترجمه الخطيب فقال ( 12 /
204 ) : " هو الزمن المعروف بالأعسم ، بصري سكن بغداد " . ثم روى عن الدارقطني
أنه قال فيه : " منكر الحديث " و في رواية أخرى عنه : " كان ضعيفا كثير الوهم "
. و في " اللسان " : " قال الحاكم : ساقط روى أحاديث موضوعة عن قوم لا يوجد في
حديثهم منها شيء " . و ذكر عن ابن حبان و النقاش نحوه . قلت : فتعصيب التهمة به
في هذا الحديث أولى من تعصيبها بشيخ أبي نعيم ، لأنه فوقه في السند ، و أوهى
منه ، و الله أعلم .
(1/70)
________________________________________
745 - " من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة ، و من خرج معتمرا فمات
كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة " .
ضعيف .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 111 / 2 ) عن أبي معاوية : حدثنا
محمد بن إسحاق عن جميل بن أبي ميمونة عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة
مرفوعا و قال : " لم يروه عن عطاء إلا جميل ، و لا عنه إلا ابن إسحاق تفرد به
أبو معاوية " . و من هذا الوجه رواه الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " (
33 / 1 ) و زاد : " و من خرج غازيا في سبيل الله فمات كتب له أجر الغازي إلى
يوم القيامة " . و هكذا أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 112 ) و قال : "
رواه أبو يعلى من رواية محمد بن إسحاق ، و بقية رواته ثقات " . قلت : يعني أن
ابن إسحاق مدلس و قد عنعنه . فهذه علة ، و فيه علة أخرى ، فقال الهيثمي ( 3 /
208 - 209 ) بعد أن عزاه للطبراني وحده : " و فيه جميل بن أبي ميمونة ، و قد
ذكره ابن أبي حاتم ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و ذكره ابن حبان في (
الثقات ) " . قلت : و تساهل ابن حبان في التوثيق معروف ، فالرجل مجهول الحال ،
و الله أعلم .
(1/71)
________________________________________
746 - " لا هم إلا هم الدين ، و لا وجع إلا وجع العين " .
موضوع .
رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 346 ) و الطبراني في " الأوسط
" ( 68 / 1 و 145 / 1 ) و في " الصغير " ( ص 176 ) و عنه القضاعي ( 72 / 2 ) و
ابن عدي ( 188 / 1 ) قالا : حدثنا محمد بن يونس البصري العصفري : حدثنا قرين بن
سهل بن قرين : حدثني أبي : حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن محمد بن
المنكدر عن جابر مرفوعا . و قال الطبراني : " لم يروه عن ابن المنكدر إلا
ابن أبي ذئب ، تفرد به سهل " . قلت : و قال ابن حبان : " يروي عن ابن أبي ذئب و
غيره من الثقات ما ليس من حديثهم " . و لذا قال الذهبي : " غمزه ابن حبان و ابن
عدي ، و كذبه الأزدي " . و ذكر له ابن عدي ثلاثة أحاديث هذا أحدها و قال : "
منكر باطل إسناده و متنه " . و من طريقه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2
/ 244 ) . و تعقبه السيوطي بما لا ينفع فقال : ( 393 - طبع الهند ) : " قلت :
أخرجه أبو نعيم في " الطب " و البيهقي في " شعب الإيمان " و قال : " حديث منكر
" . و له طريق آخر ، قال الشيرازي في " الألقاب " : ....... فساق إسناده من
طريق يحيى بن عبد الله خاقان : حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به
ثم قال السيوطي : " و أخرجه الخطيب في " رواة مالك " و قال : منكر عن مالك ، و
خاقان مجهول ، و قال الذهبي في " الميزان " : " يحيى بن عبد الله خاقان يكنى
أبا سهل عن مالك - ثم ساق الحديث ثم قال : فهذا موضوع " . و لم يتعقبه السيوطي
بشيء إلا أنه قال : " و له شاهد موقوف " . قلت : و فيه ابن لهيعة ، و لو صح فهو
شاهد على الحديث لا له ، لأن الموقوف لا يصح أن يشهد للمرفوع كما لا يخفى ، و
لذلك قال المناوي في " الفيض " : " و حكم ابن الجوزي عليه بالوضع ، و نوزع بما
لا طائل فيه " . و الموقوف المشار إليه وجدته في " الفوائد المنتقاة الحسان
العوالي " لابن الديباجي ( 20 / 85 / 1 ) من طريق ابن لهيعة عن خالد بن يزيد
قال : قال عمرو بن العاص ....... فذكره . و الحديث أخرجه أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 2 / 295 ) من طريق الحسين بن معاذ - مستملي عمرو بن علي - : حدثنا
ابن أخي الربيع بن مسلم عن الربيع بن مسلم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة مرفوعا
بلفظ : " لا غم إلا غم الدين ، و لا ..... " . قلت : و الحسن بن معاذ هو ابن
داود بن معاذ . قال الذهبي : " ليس بثقة ، حديثه موضوع " .
(1/72)
________________________________________
747 - " قال الله تعالى : من لم يرض بقضائي و قدري فليلتمس ربا غيري " .
ضعيف جدا .
عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للبيهقي في " الشعب " عن
أنس . و لم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء ، و كأنه لم يقف على سنده ، و قد
وجدته في الجزء الرابع من " التجريد " لابن عساكر ، رواه ( 4 / 1 - 2 ) من طريق
البيهقي عن الحاكم بسنده عن علي بن يزداد الجرجاني - و كان قد أتي عليه مائة و
خمس و عشرون سنة - قال : سمعت عصام بن الليث الليثي السدوسي - من بني فزارة في
البادية - قال : سمعت أنس بن مالك يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد
ضعيف ، علي بن يزداد الجرجاني قال الذهبي في ترجمة شيخه عصام بن الليث : " لا
يعرفان " . و ساق له في " اللسان " هذا الحديث من طريق الحاكم ثم قال : " أخرجه
أبو سعد ابن السمعاني في " الأنساب " و قال : " هذا إسناد مظلم لا أصل له " .
و قال الذهبي أيضا في ترجمة علي بن يزداد الجرجاني : " شيخ لابن عدي متهم ، روى
عن الثقات أوابد " . و أقره في " اللسان " . فالإسناد ضعيف جدا ، و قد روي
بإسناد آخر مثله في الضعف ، و قد مضى برقم ( 494 ) .
(1/73)
________________________________________
748 - " الجمال صواب القول بالحق ، و الكمال حسن العفاف بالصدق " .
ضعيف جدا .
رواه أبو نعيم في " فضائل الخلفاء الأربعة " ( 2 / 2 / 2 ) و
السلفي في " أحاديث و حكايات " ( 78 / 1 ) و ابن النجار ( 10 / 174 / 1 ) و
الديلمي ( 2 / 81 ) و ابن عساكر ( 8 / 471 / 2 ) عن عمر بن إبراهيم عن أيوب بن
سيار عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : جاء العباس إلى النبي صلى الله عليه
وسلم و عليه ثياب بياض ، فلما نظر تبسم ، قال العباس : يا رسول الله ما الجمال
؟ قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، آفته أيوب بن سيار فإنه ليس بثقة
كما قال النسائي و غيره ، و قال ابن حبان ( 1 / 159 ) : " يقلب الأسانيد ، و
يرفع المراسيل " . و الراوي عنه عمر بن إبراهيم و هو الكردي الهاشمي مثله في
الضعف ، لكنه قد توبع عليه ، أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 86 - 87
) عن همام بن مسلم عن أيوب به . لكن هماما هذا مثله في الضعف قال الدارقطني : "
متروك " . قلت : فلا يستشهد به لاسيما و قد قال ابن حبان : " يسرق الحديث " .
فلعله سرقه من الكردي هذا . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية
الحكيم عن جابر . و تعقبه المناوي في شرحه عليه بقوله : " قضية صنيع المصنف أنه
لم يره مخرجا لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز ، و هو عجيب ! فقد رواه
أبو نعيم في " الحلية " و الديلمي في " الفردوس " و البيهقي في " الشعب "
فعدوله للحكيم و اقتصاره عليه الموهم غير لائق ، ثم إن فيه أيوب بن سيار (
الأصل يسار و هو خطأ مطبعي ) الزهري قال الذهبي : ضعيف جدا تفرد به عنه عمر بن
إبراهيم و هو ضعيف جدا " . و في قول الذهبي أن عمر تفرد به عن أيوب نظر ،
للمتابعة التي ذكرتها ، و عزوه للحلية فيه وقفة ، فإني لم أجده في " الحلية " .
و الله أعلم .
(1/74)
________________________________________
749 - " من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثة و سبعين مغفرة واحدة منها صلاح أمره كله ،
و اثنتان و سبعون درجات له يوم القيامة " .
موضوع .
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 140 ) و كذا ابن حبان ( 1 / 304 ) و
أبو نعيم في " الأخبار " ( 2 / 74 ) عن عبد العزيز بن عبد الصمد العمي قال :
حدثنا زياد بن أبي حسان عن أنس مرفوعا . و قال العقيلي : " لا يعرف إلا به
" . يعني زيادا هذا . و قال ابن حبان : " كان شعبة شديد الحمل عليه ، و كان ممن
يروي أحاديث مناكير ، و أوهاما كثيرة " . و قال البخاري : " كان شعبة يتكلم فيه
" . و في " الميزان " : " قال الحاكم : روى عن أنس و غيره أحاديث موضوعة ، و
كان شعبة شديد الحمل عليه و كذبه ، قال الدارقطني : متروك ، و قال أبو حاتم و
غيره : لا يحتج به " . و قال النقاش فيه مثل قول الحاكم المتقدم . و من طريق
زياد رواه أبو يعلى و البزار كما في " المجمع " ( 8 / 191 ) . و الحديث أورده
ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق العقيلي ثم قال ( 2 / 171 ) : " موضوع ، و
المتهم بوضعه زياد " . و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( ص 352 ) بأن له طريقين
آخرين و شاهدا من حديث ثوبان . أما الطريق الأول فساقه من رواية ابن عساكر
بسنده عن القاضي أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان : حدثنا أبو
علي محمد بن سليمان بن حيدرة : حدثنا أبو سليم إسماعيل بن معن ( الأصل : حصني و
هو خطأ ) : حدثنا [ أبو ] المغيرة : حدثنا إسماعيل بن عياش : حدثنا عبد الله بن
عبد الرحمن بن أبي حسين المكي : سمعت أنس بن مالك يقول : فذكره . قلت : و سكت
عليه السيوطي فما أحسن ، فإن ابن ذكوان هذا أورده الذهبي في " الميزان " ثم ابن
حجر في " اللسان " و قالا : " تكلم فيه عبد العزيز الكتاني " . و محمد بن
سليمان بن حيدرة مجهول الحال ، و حيدرة اسم أحد جدوده ، و اسم جده الأدنى الحر
بن سليمان . هكذا ذكره ابن عساكر في " تاريخه " ( 15 / 193 / 2 ) و في ترجمته
ساق له هذا الحديث ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و تمام الحديث عنده . "
و من قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أحدا صمدا لم يلد و لم
يولد و لم يكن له كفوا أحد ، كتب الله له بها أربعين ألف حسنة " . و بقية رجال
الإسناد ثقات غير أن إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين و هذه
منها ، و إسماعيل بن معن له ترجمة في ابن عساكر ( 2 / 415 / 2 ) . و جملة القول
: أن سند هذه الطريق مظلم فلا يدفع بمثله حكم ابن الجوزي عليه بالوضع ، لاسيما
و فيها تلك الزيادة التي تؤكد هذا الحكم لما فيها من المبالغة في الأجر لمجرد
النطق بتلك الجملة المباركة ، و هذه المبالغة من أمارات وضع الحديث كما هو مقرر
في محله . و أما الطريق الثاني : فساقه السيوطي من رواية أبي طاهر الحنائي
بسنده عن عيسى بن يعقوب بن جابر الزجاج : حدثنا دينار مولى أنس بن مالك : حدثني
أنس بن مالك به . و هكذا رواه الخطيب في " التاريخ " ( 11 / 175 ) في ترجمة
الزجاج هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و هذا إسناد تالف دينار هذا قال
ابن حبان ( 1 / 290 ) : " يروي عن أنس أشياء موضوعة " . و قال الحاكم : " روى
عن أنس قريبا من مائة حديث موضوعة " . فإيراد السيوطي لهذا الطريق التالف ، و
سكوته عليه من العجائب ! و قد فاته طريق ثالث ، أخرجه أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 1 / 350 ) عن أبان عن أنس مرفوعا . لكن أبان هذا و هو ابن أبي عياش
كذاب فلا يفرح به ! و أما الشاهد فهو الحديث الآتي : " من فرج عن مؤمن لهفان
غفر الله له ثلاثا و سبعين مغفرة ، واحدة يصلح بها أمر دنياه و آخرته ، و ثنتين
و سبعين يوفيها الله تعالى يوم القيامة " .
(1/75)
________________________________________
750 - " من فرج عن مؤمن لهفان غفر الله له ثلاثا و سبعين مغفرة ، واحدة يصلح بها أمر
دنياه و آخرته ، و ثنتين و سبعين يوفيها الله تعالى يوم القيامة " .
موضوع .
رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 49 - 50 ) من طريق إسماعيل بن
أبان الأزدي ( الأصل الأودي و هو تصحيف ) قال : حدثنا حماد بن عثمان القرشي -
مولى الحسن بن علي - قال : حدثني يزيد بن أبي زياد البصري عن فرقد عن شميط -
مولى ثوبان - عن ثوبان مرفوعا ، و قال : " غريب من حديث فرقد ، لم نكتبه
إلا من هذا الوجه " . قلت : و هو مظلم ، فإن فرقدا هذا و هو ابن يعقوب السبخي
قال البخاري : " في حديثه مناكير " . و قال النسائي : " ليس بثقة " . و يزيد بن
أبي زياد البصري لم أعرفه ، و في طبقته بهذا الاسم و النسب ثلاثة أحدهم شامي ،
و هو ضعيف جدا ، و الآخران كوفيان ، أحدهما من رجال " التهذيب " و هو ضعيف . و
الآخر من رجال " الميزان " و لا تقوم به حجة . فلعله أحدهم و يكون نسبته بصريا
خطأ من أحد الرواة و لعله من الراوي عنه : حماد بن عثمان القرشي ، و لم أجد له
ترجمة . و يراجع له " الجرح و التعديل " . فإني لا أطوله الآن . ثم رجعت إليه
فلم أجد فيه سوى حماد بن عثمان الذي روى عن الحسن البصري و هو مجهول . فكأنه
غير هذا . و هذا الحديث أورده السيوطي شاهدا للحديث الذي قبله فلم يحسن لشدة
ضعفه و نكارة لفظه . و الله أعلم .
(1/76)
************************************
يتبع ان شاء الله ...v]: hgsgsgm hgqudtm
المفضلات