نسبه وميلاده:
هو الإمام الحافظ، المحدث، المؤرخ، عماد الدين، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن ضوء بن درع القرشي الدمشقي الشافعي.
ولد بقرية "مجدل" من أعمال بصرى، وهي قرية أمه، سنة سبعمائة للهجرة أو بعدها بقليل
نشأته:
نشأ الحافظ ابن كثير في بيت علم ودين، فأبوه عمر بن حفص بن كثير أخذ عن النواوي والفزاري وكان خطيب قريته، وتوفى أبوه وعمره ثلاث سنوات أو نحوها، وانتقلت الأسرة بعد موت والد ابن كثير إلى دمشق في سنة (707 هـ)، وخلف والده أخوه عبد الوهاب، فقد بذل جهدا كبيرا في رعاية هذه الأسرة بعد فقدها لوالدها، وعنه يقول الحافظ ابن كثير: "وقد كان لنا شقيقا، وبنا رفيقا شفوقا، وقد تأخرت وفاته إلى سنة (750 هـ) فاشتغلت على يديه في العلم فيسر الله منه ما تيسر وسهل منه ما تعسر"
شيوخه:
· شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية، رحمه الله
· الحافظ أبو الحجاج يوسف المزي، رحمه الله.
· الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي، رحمه الله
· الشيخ أبو العباس أحمد الحجار الشهير بـ "ابن الشحنة".
· الشيخ أبو إسحاق إبراهيم الفزاري، رحمه الله
· الحافظ كمال الدين عبد الوهاب الشهير بـ "ابن قاضي شهبة".
· الإمام كمال الدين أبو المعالي محمد بن الزملكاني، رحمه الله.
· الإمام محيي الدين أبو زكريا يحيى الشيباني، رحمه الله.
· الإمام علم الدين محمد القاسم البرزالي، رحمه الله
· الشيخ شمس الدين أبو نصر محمد الشيرازي، رحمه الله
· الشيخ شمس الدين محمود الأصبهاني، رحمه الله
· عفيف الدين إسحاق بن يحيى الآمدي الأصبهاني، رحمه الله
· الشيخ بهاء الدين القاسم بن عساكر، رحمه الله.
· أبو محمد عيسى بن المطعم، رحمه الله.
· عفيف الدين محمد بن عمر الصقلي، رحمه الله
· الشيخ أبو بكر محمد بن الرضى الصالحي، رحمه الله.
· محمد بن السويدي، بارع في الطب
· الشيخ أبو عبد الله بن محمد بن حسين بن غيلان، رحمه الله
· الحافظ أبو محمد عبد المؤمن الدمياطي، رحمه الله
· موسى بن علي الجيلي، رحمه الله
· جمال الدين سليمان بن الخطيب، قاضي القضاة
· محمد بن جعفر اللباد، شيخ القراءات
· شمس الدين محمد بن بركات، رحمه الله
· شمس الدين أبو محمد عبد الله المقدسي، رحمه الله
· الشيخ نجم الدين بن العسقلاني.
· جمال الدين أبو العباس أحمد بن القلانسي، رحمه الله
· الشيخ عمر بن أبي بكر البسطي، رحمه الله.
· ضياء الدين عبد الله الزربندي النحوي، رحمه الله
· أبو الحسن علي بن محمد بن المنتزه، رحمه الله
· الشيخ محمد بن الزراد، رحمه الله.
تلاميذه:
· الحافظ علاء الدين بن حجي الشافعي، رحمه الله.
· محمد بن محمد بن خضر القرشي، رحمه الله
· شرف الدين مسعود الأنطاكي النحوي، رحمه الله
· محمد بن أبي محمد بن الجزري، شيخ علم القراءات، رحمه الله
· ابنه محمد بن إسماعيل بن كثير، رحمه الله
· الإمام ابن أبي العز الحنفي، رحمه الله
· الحافظ أبو المحاسن الحسيني، رحمه الله.
مؤلفاته:
أ- في علوم القرآن:
- تفسير القرآن العظيم .
- فضائل القرآن: وهو ملحق بالتفسير في النسخة البريطانية، والنسخة المكية، وقد طبعت مفردة بتحقيق الأستاذ محمد البنا في مؤسسة علوم القرآن ببيروت.
ب- في السنة وعلومها:
· أحاديث الأصول
· شرح صحيح البخاري.
· التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والمجاهيل: منه نسخة بدار الكتب المصرية برقم (24227) في مجلدين، وهي ناقصة
· اختصار علوم الحديث: ( نشر بمكة المكرمة سنة (1353 هـ بتحقيق الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة، ثم شرحه الشيخ أحمد شاكر، رحمه الله، وطبع بالقاهرة سنة (1355 هـ)
· جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن: منه نسخة بدار الكتب المصرية برقم (184) حديث، ونشره مؤخرا الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي، وطبع بدار الكتب العلمية ببيروت.
· مسند أبي بكر الصديق، رضي الله عنه
· مسند عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: نشره الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي، وطبع بدار الوفاء بمصر.
· الأحكام الصغرى في الحديث
· تخريج أحاديث أدلة التنبيه في فقه الشافعية.
· تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب: طبع مؤخرا بتحقيق الكبيسي، ونشر في مكة.
· مختصر كتاب "المدخل إلى كتاب السنن" للبيهقي
· جزء في حديث الصور.
· جزء في الرد على حديث السجل.
· جزء في الأحاديث الواردة في فضل أيام العشرة من ذي الحجة.
· جزء في الأحاديث الواردة في قتل الكلاب.
· جزء في الأحاديث الواردة في كفارة المجلس.
جـ - في الفقه وأصوله:
· الأحكام الكبرى.
· كتاب الصيام.
· أحكام التنبيه.
· جزء في الصلاة الوسطى.
· جزء في ميراث الأبوين مع الإخوة.
· جزء في الذبيحة التي لم يذكر اسم الله عليها.
· جزء في الرد على كتاب الجزية.
· جزء في فضل يوم عرفة
· المقدمات في أصول الفقه.
د- في التاريخ والمناقب:
البداية والنهاية: مطبوع عدة طبعات في مصر وبيروت، أحسنها الطبعة التي حققها الدكتور علي عبد الستار وآخرون.و مطبوع في مصر بتحقيق أحمد عبد العزيز.
· جزء مفرد في فتح القسطنطينية.
· السيرة النبوية: مطبوع باسم الفصول في سيرة الرسول بدمشق
· طبقات الشافعية: منه نسخة في شستربيتى بإيرلندا، وقد طبع مؤخرا في مصر
· الواضح النفيس في مناقب محمد بن إدريس: منه نسخة في شستربيتى بإيرلندا.
· مناقب ابن تيمية.
· مقدمة في الأنساب
كتاب تفسير القرآن العظيم
1- تاريخ كتابته:
لم يحدد الحافظ ابن كثير، رحمه الله، تاريخ بدايته في كتابة هذا التفسير ولا تاريخ انتهائه منه، لكن ثمة دلائل تدل على تاريخ انتهائه منه، فإنه ذكر عند تفسير سورة الأنبياء شيخه المزي ودعا له بطول العمر مما يفهم منه أنه قد ألف أكثر من نصف التفسير في حياة شيخه المزي المتوفى سنة (742 هـ).
واقتبس منه الإمام الزيلعي في كتابه تخريج أحاديث الكشاف (2-180) والزيلعي توفي سنة (762 هـ)، مما يدل على أن كتاب الحافظ ابن كثير انتشر في هذه الفترة.
هذا وتعتبر النسخة المكية أقدم النسخ التي وقعت بأيدينا، وقد جاء بآخرها: "آخر كتاب فضائل القرآن وبه تم التفسير للحافظ العلامة الرحلة الجهبذ مفيد الطالبين الشيخ عماد الدين إسماعيل الشهير بابن كثير، على يد أفقر العباد إلى الله الغني محمد بن أحمد بن معمر المقري البغدادي، عفا الله عنه ونفعه بالعلم، ووفقه للعمل به آمين.... بتاريخه يوم الجمعة عاشر جمادى الآخرة من سنة تسع وخمسين وسبعمائة هلالية هجرية".
2- أهميته:
يعد تفسير الحافظ ابن كثير، رحمه الله، من الكتب التي كتب الله لها القبول والانتشار، فلا تكاد تخلو منه اليوم مكتبة سواء كانت شخصية أو عامة.
وقد نهج الحافظ ابن كثير فيه منهجًا علميًا أصيلا وساقه بعبارة فصيحة وجمل رشيقة، وتتجلى لنا أهمية تفسير الحافظ ابن كثير، رحمه الله، في النقاط التالية:
1-ذكر الحديث بسنده.
2-حكمه على الحديث في الغالب.
3-ترجيح ما يرى أنه الحق، دون التعصب لرأي أو تقليد بغير دليل.
4-عدم الاعتماد على القصص الإسرائيلية التي لم تثبت في كتاب الله ولا في صحيح سنة رسول الله ، وربما ذكرها وسكت عليها، وهو قليل.
5-تفسيره ما يتعلق بالأسماء والصفات على طريقة سلف الأمة، رحمهم الله، من غير تحريف ولا تأويل ولا تشبيه ولا تعطيل.
6-استيعاب الأحاديث التي تتعلق بالآية،
وقد قال السيوطي في ترجمة الحافظ ابن كثير: "له التفسير الذي لم يؤلف على نمط مثله".
وقال الشوكاني: "وله تصانيف، منها التفسير المشهور وهو في مجلدات، وقد جمع فيه فأوعى، ونقل المذاهب والأخبار والآثار، وتكلم بأحسن كلام وأنفسه، وهو من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها".
3- رأيه في الإسرائيليات:
الحافظ ابن كثير، رحمه الله له كلمات قوية في شأن الإسرائيليات وروايتها، وتفسيره يعد من الكتب الخالية من الإسرائيليات، اللهم إلا القليل الذي يحكيه ثم ينبه عليه، والنادر الذي يسكت عنه، وقد نبهت عليه في الحاشية.
ومن كلماته في الإسرائيليات قال في مقدمة تفسيره -بعد أن ذَكر حديثَ "بلّغُوا عنِّي ولو آيةً، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَجَ، ومن كذب عليّ متعمدًا فليتبوأْ مقعده من النار"-: "ولكن هذه الأحاديث الإسرائيلية تُذكر للاستشهاد، لا للاعتضاد. فإنها على ثلاثة أقسام:
أحدها: ما علمنا صحتَه مما بأيدينا مما نشهدُ له بالصدق، فذاك صحيح.
والثاني: ما علمنا كذبَه بما عندنا مما يخالفه.
والثالث: ما هو مسكوت عنه، لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمِنُ به ولا نكذّبه، وتجوزُ حكايتُه لما تقدّم. وغالبُ ذلك مما لا فائدة فيه تعودُ إلى أمرٍ دينيّ. ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في مثل هذا كثيرًا، ويأتي عن المفسرين خلافٌ بسبب ذلك.
مصادره:
بلغت مصادره 217 مصدر في تفسيره ومن خلال هذا العدد الهائل من المصادر يتضح لنا الجهد العظيم الذي بذله الحافظ ابن كثير، رحمه الله، في إخراج كتابه.
وفاته ورثاؤه:
في يوم الخميس السادس والعشرين من شهر شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة توفي الحافظ ابن كثير بدمشق، ودفن بمقبرة الصوفية عند شيخه ابن تيمية، رحمه الله.
وقد ذكر ابن ناصر الدين أنه "كانت له جنازة حافلة مشهودة، ودفن بوصية منه في تربة شيخ الإسلام ابن تيمية بمقبرة الصوفية".
وقد قيل في رثائه، رحمه الله:
لفقــدك طلاب العلـوم تأسـفوا ** وجـادوا بـدمع لا يبـير غزيـر
ولو مزجوا ماء المـدامع بالدمـا ** لكـان قلـيلا فيـك يـا بن كثيـر
منقول عن ترجمة لابن كثير رحمه الله (للدكتور سيد جمعه سلام) باختصار
أتمنى أن يكون الموضوع المنقول درسا لكل من تجرأ على التفاسير و قال أنه من حقه أن يجتهد في تفسير القرآن برؤيته الخاصة
--------------------
المفضلات