وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب : أكرمك الله وأسعدك في الدارين
ليست بضاعتك بالمزجاة وإنما العلم يأتي بالتعلم والسؤال ، والحمد لله الذي ميزنا بالعقل وجعلنا من أمة التفكير والتدبير وبين لنا من الدين ما تصل إليه الفطرة أولا
أخي الكريم : لقد نصت الآيات القرآنية على أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر مثلنا ومن هذه الآيات
( قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا) الإسراء 93.
(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ) فصلت 6.
ولاحظ يا أخي قوله تعالى " مثلكم " ففي هذا نص قرآني ثابت على أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر مثلنا أي مطابق لنا في الخصائص البشرية يفرح ويحزن ويغضب ويبكي ويأكل ويشرب ويبول ويتغوط وينام ويسهو ويتزوج
وقد خص الله الرسول صلى الله عليه وسلم بخصائص تميزه عنا كونه موحى إليه من الله وأنه رسوله وهذه الخصائص كثيرة منها ما ذكرته لك ومنها ما ذكرته انت ومنها على سبيل المثال .. قدرته على الطواف بزوجاته في ليلة واحدة أو قيام الليل او عصمته من الناس وحسن خلقه وأن كان مباركاً أينما كان وأن يكون في لعابه وعرقه وشعره بركة على سبيل المثال لا الحصر وأيده الله بالمعجزات الحسية أيضاً وهذا كله لم يخرجه من كونه بشر مثلنا .
ولكن أخي الكريم هذه الخصائص التي نتكلم عنها وصلتنا بالدليل الثابت وما وصلنا بالدليل فهو ثابت وما لم يصلنا بالدليل نمتنع عنه بل وننكره ولا يمكن ان نضع الأمر بالقياس كما فعلت بأن قست على ان عرق النبي صلى الله عليه وسلم طاهر فإن بوله طاهر وهنا لا يجوز القياس يا أخي فنحن لا نتكلم في مسألة فقهية .
ودعني اوضح لك الأمر أكثر من المعروف أن العرق واللعاب والشعر طاهر فيستوجب الطهارة فإن كان هذا حاله فينا فكيف بسيد الخلق؟!.. وقد ثبت بالأدلة من السنة الصحيحة أن هذا مما كان يتربك به الصحابة
ولكن هل ينطبق الحال على البول والغائط بالطبع لا بل والثابت لنا من السنة الصحيحة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتطهر منهما بالأحجار والماء وهذا هو الثابت .
وقوله صلى الله عليه وسلم " لست كهيئتكم " بمعنى لست مثلكم في هذا وهي إشارة بأن هذا مما خُص به دون باقي العباد .
الخلاصة : إن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر مثلنا خصه الله تعالى ببعض الفضائل ، ولا يجوز ان ننسب له من الفضائل والخصوصيات مالم نقف به على دليل ثابت .
وأنتظر ردك بعون الله ..
المفضلات