ثالثا: الشيوعية ـ والسياسة.. والإعلام
مخاطبة القاعدة
كانت الشيوعية بادئ الأمر تغزو البلاد الإسلامية من القاعدة فتنشر مذهبها بين الجموع.. مستغلة ما تعرضت وما تتعرض له البلاد الإسلامية من قحط وتجويع بذنوبها أو بفعل أعداء الله فيها.. لتنشغل بلقمة العيش عن التفكير في واقعها الأليم وأمتها الممزقة.
ومستغلة كذلك ما تقع فيه بعض الأنظمة الحاكمة من بعد عن العدالة الاجتماعية الإسلامية، ومن ترف داعر ترفل فيه الطبقة الحاكمة، وبؤس بائس تعيشه الطبقات الكادحة.
ومستغلة كذلك غيبة الحكم الإسلامي الراشد.. الذي أقامت دعائمه من قبل النبوة الحكيمة والخلافة الرشيدة.
ومستغلة فشل الشعارات الوطنية الكاذبة ومعها شعارات الغرب الجوفاء.
وهكذا عملت الشيوعية لغزو القاعدة.
وبدأت معها صريحة.. تعلن كفرها الحادها.
فلما اصطدمت بالعقيدة الإسلامية القوية.. تلوت وتلونت.. وادعت مصالحتها للإسلام ومعايشتها لعقيدته، وغذت ذلك روسيا ببضعة أفراد تعلن عن ارسالهم إلى الحج.. وبضعة أفراد آخرين من البلاد الإسلامية تدعوهم إلى روسيا وتطوف بهم بعض المساجد.
وقد حكى بعض هؤلاء..
أنه لوحظ أن المصلين في هذه المساجد.. لا يكادون يتغيرون.. فهم في موسكو الذين يصلون وهو في جمهورية أخرى كالقرم أو القوقاز هم الذين يصلون بل لاحظ أكثر من ذلك أن ملابسهم من نوع واحد وأحذيتهم كذلك من نوع واحد.
وأستدل من ذلك إلى أنهم أشبه بالفرقة المأجورة لتؤدي دورا فهي تنتقل حيثما يقضي الأمر أن تنتقل كما تنتقل الفرقة المسرحية بين مسرح وآخر!!
وإلى جوار ذلك نصحوا عملاءهم في البلاد الإسلامية بآداء الشعائر واعلان الإسلام ( كتكتيك مرحلي ).
التغيير من القمة
إلى جوار مخاطبة القاعدة.. وهي مستمرة
فقد لجأوا أخيرا إلى لعبة الشعوب التي تلعبها الولايات المتحدة الأمريكية جربوا التغيير من القمة..ونجحوا فيه.. ووجدوه سهلا لا يبذلون الكثير فيه بينما تتولى تلك القمة ـ مقابل تعضيدهم لبقائهم في الحكم ـ تتولى عنهم كل شيء..
سلخ الأمة من دينها
اشاعة الاباحية والانحلال فيها عن طريق وسائل الإعلام وغيرها من الوسائل وأخيرا اشاعة الالحاد.. شيئا فشيئا
ومثل في مصر في الستينات قريب
ومثل في الصومال في السبعينات أقرب!!
وهم الآن لا يشترطون في القمة التي تتعامل معهم أن تكون معتنقة مبادئهم.
بل يكفي أن تلتزم بنشر.. هذه المبادئ. وإن صلت وصامت وزعمت أنها مسلمة!!
الفصل الثالث
الدعوة الإسلامية
في وجه الغزو الفاجر
((توطئة ))
تقف الدعوة الإسلامية، ويقف دعاتها.. صامدة في وجه الغزو الفاجر من غرب.. ومن شرق..
تقف موقف الدفاع..
الدفاع ضد ما يوجه إلى الإسلام من انتقاد..
أو ما يوجه إليه من تحطيم..
وفي الكثير يقف الدعاة موقف (( التبرير )).. حين يهاجم الإسلام
لكن الإسلام (( كوسيلة )) لا يكتفي (( بالدفاع )).. وأدناه (( التبرير ))
وهو كهدف و(( مبدأ )) لايقبل التجزئة ولا (( التقطيع )) ولا (( الترقيع )) الذي يريده له أعداء الإسلام لتحطيمه خطوة.. خطوة
أو نقضه عروة.. عروة.!
ونشير إلى كل في مطلب
المطلب الأول
وسيلة الإسلام
قد يقبل الإسلام (( المهادنة )) لكنه لا يقبل (( المداهنة ))
وقد يقبل الدفاع.. لكنه لا يرفض الهجوم ولا يتركه كوسيلة للدفاع!
وهو بكل تأكيد لا يقبل التخادل.. ولا التبرير الذي يكشف عن ذلك التخاذل!
ذاك ما أعنيه في حديثي عن وسيلة الإسلام.. في مواجهة الزحف الفاجر للشرق الكافر والغرب الحاقد.. على الإسلام ونفصل الكلمات!
لا يقبل الإسلام (( المداهنة ))
المداهنة لون من النفاق.. لا يرضاه الله للدعوة ولا للدعاة قد يقبل منهم.
إذا ابتلوا أن يهادنوا، لكن لا يقبل منهم أبدا أن يداهنوا! وفرق بين الأمرين عظيم...!
لقد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية أن يهادن..
وكان ذلك بداية الفتح العظيم الذي نزل فيه قول الله سبحانه { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً.. }
وكانت نهايته.. فتح مكة التي نزل بعدها قول الله {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً.. }
ولقد حاول الكفار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يداهن
حتى قالوا له.. نعبد إلهك يوما، وتعبد إلهنا يوما
ورفض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل الوحي يؤيد رفض رسول الله صلى الله عليه وسلم.
{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ
وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ
وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ، وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ.. لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ }
ونزل قوله تعالى { وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ }
وفي الإسلام دفاع وهجوم
دفاع قد يقتضيه (( التكتيك ))
وهجوم كذلك قد يقتضيه (( التكتيك ))
وقد من وسائل رسول الله صلى الله عليه وسلم الدفاع، وكان من وسائله الهجوم.. والهجوم والدفاع يومئذ دفاع عن الإسلام!
وسواء الدفاع والهجوم في المجال الحربي، أو في المجال السياسي و (( الديبلوماسي )).. فكلاهما مشروع
وكما نزل قوله سبحانه وتعالى
{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }
فقد كان في نهاية آيات القتال قوله
{ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً..}
{وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ.. }
.. وهو في دفاعه وهجومه لا يعرف التخاذل.. ولا التبرير الذي يكشف عن ذلك التخاذل
{وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}
وفي مواجهة أهل الكتاب
فإن الله لا ينهانا عن الذين لم يقاتلونا في دينناولم يخوجونا من ديارنا أن نبرهم ونقسط إليهم..
لكنه سبحانه وتعالى ينهانا عن الذين قاتلونا في الدين وأخرجونا من ديارنا أن نتولاهم.. أن نعطيهم شيئا من محبة القلب أو نعطيهم شيئا من مساعدة اليمين ومن ثم فإننا أمام أهل الكتاب..من أهل الغرب أو من غير أهل الغرب
لا نبدؤهم بقتال.. متى كفوا هم عن قتالنا وإخراجنا من ديارنا فإن قاتلونا أو أخرجونا.. فقد أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير!
...يُتبع
المفضلات