قال الدكتور الليبي علي الصلابي (1) في كتابه القيم "فقه النصر والتمكين" في المبحث الخامس تحت عنوان "الحركات الإسلامية ودورها في العودة إلى التمكين" ص 361 – 363 ما يلي نصه :
بدأت بشائر العودة إلى التمكين ومظاهره مع الحركات الإسلامية منذ القرنين الماضيين, وتوارثت الأجيال الحاضرة تلك التجارب التي تركت لنا معالم فقه التمكين, ومن أهم هذه الحركات:
أولاً: حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد التميمي، ولد سنة 1115هـ، 1703م في بلدة العينية الواقعة شمال الرياض, بينها وبين الرياض مسيرة سبعين كيلو مترا، أو ما يقارب ذلك من جهة الغرب(2).
ونشأ على حب العلم، فطلبه منذ صغره وظهر منه نبوغ وتميز، فحفظ القرآن الكريم ودرس الفقه الحنبلي والتفسير والحديث، وتتلمذ على كتب ابن تيمية في الفقه والعقائد والرأي وأعجب بها أيما إعجاب, وتأثر بكتب ابن القيم، وابن عروة الحنبلي وغيرهم من فحول هذا المنهل السلفي(3).
ورحل في طلب العلم إلى مكة، والمدينة، والبصرة، والأحساء، وتعرض لفتن عديدة عندها جاهر بآرائه في العراق ثم رجع بعد ذلك إلى نجد.
أ- إعلان دعوته:
وعندما رجع إلى حريملاء ببلاد نجد بدأ بدعوته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاشتغال بالعلم والتعليم، والدعوة إلى عقيدة التوحيد الصافية، وحذر من الشرك ومخاطره وأنواعه, وتعرض لمحاولة اغتيال من بعض السفهاء في حريملاء وانتقل بعد ذلك إلى بلدته العينية وتلقاه أميرها بالترحيب وشجعه على أمر الدعوة، فأقام الشرع ونفذ الحدود، وهدم القباب ولم يستمر في حريملاء طويلا بسب بضغط أمير الأحساء على أمير حريملاء لقتل الشيخ محمد بن عبد الوهاب فخرج ماشيًا على الأقدام إلى الدرعية.
يتبع إن شاء الله
المفضلات