قال ابن القيم عن الهمة علو الهمة ألا تقف (أي النفس) دون الله، ولا تتعوض عنه بشيءسواه ولا ترضى بغيره بدلامنه،فالهمة العالية علالهمم
كالطائر العالي على الطيور لا يرضى بمساقطهم ولا تصل الآفات التي تصلإليهم فإن الهمة كلما علتبعدت عن وصول الآفات إليهاوكلما نزلت قصدتها الآفات من كل مكان".
وقال أبو الطيب المتنبي:
لهم همم لا منتهى لكبارها وهمته الصغرى أجل منالدهر
ولكن حذار من التمني فالتمني دون عمل قاتل للهمةوالتطور قال الشاعر :
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنياغلاباً
فالنفس تحتاج لمرانومجاهدة باستمرار وبلا توقف .
أعلام الأمة ذوو الهمة ودورهم في إصلاح الأمة .
قال العلامة ابن تيمية-رحمه الله – قيمة كل امرئ ما يحسن ، وقيمة كل امرئ ما يطلب ،يريد همته ومطلبه وقصده قال أحد الصالحين :
( همتك فا حفظها فمن صلحت همته وصدق فيها صلح له ما وراء ذلك من العمل ) .
ومما ذكره عبيد بن زياد :
قال: (كان لي خال يقول لي يا زياد همَّ فإن الهمة نصف المروءة )
ومن الأمثلة على علو الهمة
الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه وهو على فراش الموت كان يخاطب الحيالقيوم: "اللهم إنك تعلمأني لم أكن أحب البقاء في الدنيا ولا طول المكث فيها لجري الأنهار،ولا لغرس الأشجار، ولكن كنت أحبالبقاء لمكابدة الليل الطويل، وظمأالهواجر في الحر الشديد ولمزاحمة العلماء بالمساجد .
إن أصحاب الإيمان الصادق ترتفع بهم هممهم إلى العمل لإعلاء دين الله وطلب الرفعة للإسلام والمسلمين يريدون رفعة الأوطان فيدفعون عنها كيد كل دخيل ، وترخص أنفسهم ودماؤهم فداء لها ، يبذلون أموالهم وأنفسهم لقمع الباطل وكبت أهله ، هممهم عالية ، ولا تطمئن نفوسهم إلا بالعمل لما يرضي الله الذي خلقهم لغاية عظمى وهي عبادته وإعلاء كلمته .
( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً )
قيل إن هذه الآية الكريمة نزلت في الصحابي أنس بن النضر وأمثاله ممن صدقوا مع ربهم لقد قال أنس لسعد بن معاذ :
( إني أجد ريحها دون أحد )
فوجدوه به بضعة وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة بالرمح أو رمية بالسهم وقد مثل به المشركون فما عرفه إلا أخته عرفته ببنانه .
هنا تظهر صورة الهمة العالية في الحق ، وإنما الخلفاء الأربعة يتقدمون الصحابة فهم من أصحاب الهمم العالية الذين عملوا على صلاح أمتهم .
( الناس والهمة ) :
قال الشاعر:
دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثواني
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثاني
لابد لكل إنسان من تطوير الذات ، وحتى يطور ذاته لابد له من همة عالية فوق السحاب ودأب وجهد متواصلين وأمل لا حد له
والناس في الهمة درجات :
-1-متكاسلون عاجزون و اتكاليون. وهؤلاء قليلون، ولله الحمد
- 2- يقضون الحوائج ويسعون في الأرضويؤدون الفرائض ولكن بقدر استطاعتهم، وقد تكون أكثر قليلاً مناستطاعتهم ومقدرتهموأغلب الناس ينتمون لهذه الفئة .
- 3- يريدون أن يرتقوا بأنفسهم ولا يعرفون السبي للذلك فتتخبط عندهم الأمور، فتجدهم ينجزون أمور عظيمةويستصعبون اليسيرة الممكنة.وهؤلاء لا يحققون مايريدون.
- 4- يتجاوزون المستحيل ولا يخضعون له وهم نادرون يستطيعون
أن ينجزوا ما ينجزه فريقمتكامل.
على قدر أهل العزم تأتيالعزائم وتأتي على قدر الكرامالمكارم
وتعظم في عين الصغيرصغارها وتصغر في عين العظيمالعظائم
كما تقدم فهمم الناس تتفاوت نساء ورجالاً فمن النساء من تكون همتها أعلى من الرجال ومن الرجال من تكون همته أعلى من النساء وهكذا . .
هذا ما قالته الأستاذة هند القحطاني وما أجمل ما قيل في هذا :
وقائلة لم غيرتك الهموم وأمرك ممتثل في الأمم
فقلت ذريني على غصتي فإن الهموم بقدر الهمم
وأضاف المسيميري :
( تتفاوت همم الناس وتتصادم في كثير من الأحيان ، فهناك من تبلغ همته مواقع الجوزاء ومنهم من تنحدر إلى حضيض الغبراء، فمن يسهر ليله ويظمئ نهاره في القيام على اليتامى والأرامل والمساكين يتفقد حوائجهم ويحقق مطالبهم ويرعى شؤونهم ليس كمن لا يخطر أمثال هؤلاء البائسين على باله أو يشغلون حيزا من اهتمامه ;
ومن تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم رغبة ورهبة هل يستوون مع من يسهرون ليلهم في مجالس اللغو واللهو ؟ !
وقال ابن القيم الجوزية -رحمه الله- ( لذة كل واحد على حسب قدره وهمته وشرف نفسه . . فأشرف الناس نفسا وأعلاهم همة وأرفعهم قدرا من لذته في معرفة الله ومحبته ، والشوق إلى لقائه والتودد إليه بما يحبه ويرضاه .
وقد ذكر الشيخ محمد الحمد أن الناس في شأن الهمة أصناف :
الأول : يشعر بأن فيه الكفاية لعظائم الأمور ويجعل هذه العظائم همته وهذا يسمى عظيم الهمة ( عظيم النفس ) .
الثاني : رجل فيه الكفاية لعظائم الأمور ولكنه يبخس نفسه ويضع همه في سفاسف الأمور وصغائرها وهذا يسمى ( صغير الهمة )
الثالث : رجل لايكفي لعظائم الأمور ويحس بأنه لا يستطيعها وأنه لم يخلق لها فيجعل همته وسعيه على قدر استعداده وهذا الرجل بصير بنفسه متواضع في سيرته .
الرابع : رجل لا يكفي للعظائم ولكنه يتظاهر بأنه قوي عليها مخلوق لأن يحمل أثقالها وهذا يسمونه فخورا وإن شئت فسميه متعظما .
وهناك من يرى أن كل الشباب ذوهمة عالية في منحى من المناحي
متطلبات الهمة المساعدة..
· * استعنبالله وتوكل عليه، وعليك بالحزم ثم العزم وعدمالتردد.
· * تطويرالماديات أسرع من تطور الأفكار، بينما أثر الثانية يبقىأطول.
* إذا أردتالتطوير ارفع مستواك الثقافي فارتفاع المستوىالثقافي يساعد على التطورأكثر.
* نجاح التطويريعتمد على الممارسة وليس المعرفة والقول فقط!
* كلما كان تطويرك لذاتك بشكل مراحل مدروسة ساهم على نجاحتطويرك وثباته.
* كنمرناً ولا يكن نهجك إما كذا وإلا كذا.. أي: إما أطور كل شيء فيحياتي أو فلنتطور.
* كل تطور له ثمنفكن مستعداً لدفعه*
*التفاؤل وحسن الظن بالله تعالى .
...* الحرص على الاستماع للنقد البناء .
·درب نفسك على المطالعة الجيدة .
*جدد حياتك وراجعي جدول أعمالك .
تحدثي بالإيجابية لذاتك : :
1-: سوف أحقق ما أريد .
2- الحياة سهلة جميلة .
3-أنا متفائلة .
4-الصعود إلى القمة سهل وممتع .
5-تربية الأولاد ممتعة .
6-طلب العلم متعتي .
7-سأحقق النجاح الباهر .
8-حققت التوازن بين جوانب حياتي .
9-و في نفس الوقت ألغي كل الرسائل السلبية .
10 –لسان الحال أبلغ من لسان المقال .
11 – التفاؤل مهم جداً مع حسن الظن بالله تعالى .
يقول الشاعر :
تهون علينا في المعالي نفوسنا ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر
إن من يصمم على التطوير ينجح (بإذن الله) ولو على المدىالبعيد.
ويرى أحد العلماء المسيميري أنه لابد لصناعة همة عالية :
من تأمل آيات الله في الآفاق وتلاوة القرآن وأداء الفرائض والحرص عليها وطلب العلم الشرعي فما أكثر من يعلم وما أقل من يعمل
-القراءة في سير الصالحين
- الحرص على ذكر الله والاقتصاد وعدم السرف وترك ما لا يعنيه
- ترك التبعية المميتة التي تمنع التجديد
-عدم إهدار الوقت .
-أن نحيي مفهوم النفس اللوامة .
عمل ما في وسعنا لتكوين همة عالية .
المفضلات