صفحة 8 من 11 الأولىالأولى ... 4567891011 الأخيرةالأخيرة
النتائج 71 إلى 80 من 103
 
  1. #71

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    الشبهة المائة أربعة و ثمانون (184):
    - إن محمداً عرض على اليهود الإسلام بعد دخوله المدينة, فلما رفضوا, أقام لهم المجازر الوحشية, فقُتِلَ من قُتِلَ, وَفَرَّ مَن فَرَّ إلى الشام, ليتحقق له مُلك الحجاز, بدليل قوله: ((لا يَبْقَيَّن دينان بأرض العرب)) [موطأ مالك, صحيح الجامع:4617]

    الرد:

    - إن من يقرأ تاريخ اليهود على مر العصور, لا يشك لحظة أنهم أهل غدر وخيانة, ونقض للعهود والمواثيق, وهم الذين سَبُّوا ربهم, وقتلوا أنبياءهم, فحدِّث عن جرائمهم ولا حرج. وكان يهود المدينة وما حولها على شاكلتهم, وهم: بنو قينقاع, وبنو النضير, وبنو قريظة, ويهود خيبر. وحين دخل الرسول - صلى الله عليه وسلم - المدينة سالَمَهم, وصالَحَهم, وعقد معهم عدَّة اتفاقيات, تسمى بالمصطلح الحديث (حُسْن الجوار) أو (الدفاع المشترك) ولكن هيهات هيهات, فسرعان ما نقضت يهود بنو قينقاع عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحرقوا أسواق المسلمين, فصبر عليهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولم يعاقبهم, ثم لجأوا إلى حيلة دنيئة, فقام أحدهم بكشف عورة امرأة مسلمة فى سوق اليهود, وتضاحكوا عليها, فاستغاثت بالمسلمين, فانتصر لها أحدهم, وقتل اليهودى الخسيس, فاجتمع اليهود وقتلوا ذلك المسلم, فانْبَرَى لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأجلاهم من المدينة, ولم يقتل منهم أحداً كما يقول المدَّعى.
    أما يهود بنو النضير, فقد تآمروا على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو ضيف عليهم, ضاربين حُسْن الضيافة, والنُّبْل, والمروءة - التى تعارف عليها العرب - عُرْض الحائط, وقام أحدهم بمحاولة إلقاء الرَّحَى عليه من فوق جدار كان يجلس تحته, فأعْلَمَهُ ربُّه سبحانه وتعالى بمكرهم, فقام من فَوْرِهِ, وسيَّر إليهم جيشاً, فتحصنوا منه فى الحصون, فحاصرهم وأجلاهم عن آخرهم, ولم يقتل منهم أحداً كما يقول الناقد.
    أما يهود بنى قريظة, فكانت خيانتهم أشد على الإسلام والمسلمين, وكانت بحق هى الخيانة العظمى, حيث إن موقعهم كان شمال المدينة المنورة, ولَمّا كان المشركون قد تحزَّبوا ضد الرسول - صلى الله عليه وسلم - والصحابة - رضوان الله عليهم - عام غزوة الخندق, وحشدوا لقتالهم أكبر جيش عرفته الحجاز, قوامه عشرة آلاف مقاتل, حاصروا المدينة, وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد حفر خندقاً بينه وبينهم, بالمشورة المباركة من سيدنا سلمان الفارسى - رضي الله عنه - فلم يبقَ لهذا الجيش العرمرم مدخل إلى المدينة إلا من ناحية اليهود, الذين كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد استأمنهم ألا يعينوا عليه أحداً, حسب الاتفاقات الْمُبْرَمَة بينهم, وألا يُؤْتَى من قِبَلِهِم, وإلا ستكون الكارثة المروِّعة على الإسلام وأهله. وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد جعل النساء والأطفال فى حصن ناحيَة هؤلاء اليهود, فخانوه, وحاولوا التعرض لهم, وأرسلوا جاسوساً يستطلع حصنهم, فقتلته السيدة صفية - رضى الله عنها - عَمَّة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فتراجعوا عن مهاجمتهم, ظناً منهم أن معهم رجالاً مسلمين يحرسونهم. وكانت الخيانة الأعظم من ذلك, أنهم سمحوا لجيوش المشركين أن يجتاحوا ديار المسلمين فى المدينة من ناحيتهم, وكانت هذه الخيانة أسوأ خيانة تعرض لها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكادت تعصف بالإسلام والمسلمين, لولا أن الله سَلَّم, فأوقع بينهم, وهزم المشركين, وفرق شملهم, وأرسل عليهم الريح التى اقتلعت خيامهم, وقلبت قدورهم ومتاعهم, فرجعوا خائبين, ونجَّى الله المؤمنين بغير قتال. وكان من الطبيعى أن يتفرغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - لهؤلاء اليهود الذين خانوا عهده, وتحالفوا مع المشركين ضده, فقتل مُقاتِلَتَهم, وسَبَىَ نساءهم وأطفالهم, وكان هذا أقل ما يجب فِعلُه إزاءهم.
    أما يهود خيبر, فقد قتلوا عبد الله بن سهل, أخا بنى حارثة, فكسروا عنقه, ودفنوه فى بئر, وهو فى رحلته إلى خيبر ليشترى تمراً, فطلب منهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - دِيَتَه, فأنكروا قتله, فدفع الرسول - صلى الله عليه وسلم - الدِّيَة لأهله, وصبر عليهم. وقد كانت خيبر وَكْراً للدَّس والتآمر, ومركز الاستفزازات العسكرية, ومعدِن التحرشات وإثارة الحروب, وهى مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع, على بُعْد ستين ميلاً شمال المدينة, وكانت على أهُبَّة الاستعداد لقتال المسلمين, وكانت هى الجديرة بالتفات المسلمين إليها, لأن أهل خيبر هم الذين حزَّبوا الأحزاب لقتال المسلمين, وحرضوا بنى فريظة على الغدر والخيانة, وكانوا يحرِّضون المنافقين داخل المدينة, وغطفان وأعراب البادية خارج المدينة, ووضعوا خطة لاغتيال الرسول - صلى الله عليه وسلم - مما اضطر المسلمين إلى الفتك برأس هؤلاء المتآمرين, مثل سلام بن أبى الْحُقَيْق, وأسير بن زارِم. لكن الذى أخَّر المسلمين عن قتال يهود خيبر, أن هناك قوة كبرى متمثلة فى قريش, كانت هى الألدّ والأخطر من اليهود, فلما انتهت هذه المجابهة بصلح الحديبية, صَفا الجو لمحاسبة أولئك اليهود المجرمين. وقد كان ليهود خيبر أصفياء فى المدينة من المنافقين, وعلى رأسهم رأس المنافقين عبد الله بن أُبَىّ بن سلول, الذى أرسل إليهم أن محمداً قصدكم, وتوجَّه إليكم, فخذوا حذركم ولا تخافوا, فإنكم أكثر عدداً وعُدَّة منه, وقوم محمد شِرْذمة قليلون, وعُزَّل لا سلاح معهم إلا القليل. واستعدى كِنانة ابن أبى الحقَيق وهوذا بن قيس غطفان, ورعل, وزكوان, وعصية, ليعينوهم على المسلمين, مقابل أن يعطوهم نصف خيبر, فنصر الله المسلمين عليهم, وفاوضهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - على حقن دماء مقاتلتهم فى الحصون, وأن يترك لهم الذرية, شريطة أن يخرجوا من خيبر, ويتركوا كل شىء إلا ملابسهم, وقال لهم: ((بَرِئَت منكم ذمة الله وذمة رسوله إن كتمتمونى شيئاً)) [دلائل النبوة للبيهقى] فكتموا وخانوا, فأجلاهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - من المدينة, بعدما قتل ابْنَىّ أبى الحقيق, وكِنانة بن الربيع, لأنهم نقضوا العهد, وأخفوا مالاً كثيراً لِحُيَىّ ابن أخطب وكَنْز يهود بنى النضير.
    يتضح جلياً مما سبق أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يُقِم المذابح المروعة كما قال هذا الحاقد. ونقول له وأمثاله: إن المتتبع للتاريخ, والذى عنده منهج علمى استقرائى مستقيم, يشهد أن الوحشية, وشريعة الغاب, وحمامات الدم, لم تكن يوماً من الأيام من سجايا الإسلام والمسلمين, سواء كانت جيوشاً فاتحة, أو وُفُوداً مُعَلِّمَة, وهذا بشهادة أهل العلم المنصفين, ولكنها كانت فى اليهود, والمغول, والتتار, والحروب الصليبية, ومحاكم التفتيش. ولا زالت نراها فى أفغانستان, وكشمير, والشيشان, والبوسنة, وكوسوفا, وفلسطين, والعراق.. وأخيراً الصومال. كل هذا يشهد على إجرام غير المسلمين, الذين قال الله فيهم: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ} [البقرة:217] ونُحِيل القارئ إلى الرجوع للإجابة على بعض الشبهات المماثلة, ليقرأ ما جاء فى الكتاب المقدس من العنف والوحشية, والله المستعان, والله أعلم.




    الشبهة المائة خمسة و ثمانون (185):
    - يقول نبيكم: ((فى الحبَّة السوداء شفاء من كل داء إلا السّام)) [متفق عليه] إذن نغلق المستشفيات والصيدليات, ونجعلها مراكز لبيع الحبة السوداء, حتى نسمع كلام نبيكم.

    الرد:
    - لقد بشركم معبودكم بأن من آمن منكم يستطيع أن ينقل شجرة الجمّيزة من مكانها ويطرحها فى البحر, وأن يشفى المرضى, وإذا شرب السُّمّ لا يضره, وغير ذلك من المعجزات, ولم نرَ أى واحد منكم فعل مثل ما قال, ألا يوجد فى بقاع الأرض كلها مؤمن واحد؟ فأين إذن القساوسة, والمطارنة, والرهبان... إلخ؟ والآن نجيب على شبهتكم, ثم نتبعها إن شاء الله بذكر ما ورد فى الكتاب المقدس بهذا الشأن:
    لقد أثبت العلم أن للحَبَّة السوداء (حَبَّة البركة) فوائد جَمَّة, وأعظمها تقوية جهاز المناعة, الذى يساعد فى مقاومة جميع الأمراض. وما خطورة مرض الإيدز إلا أنه يصيب ذلك الجهاز المناعى, فيصبح الإنسان عُرْضة للإصابة بأضعف الميكروبات, ولا يستجيب لأقوى المضادات.
    وقد جاء فى كتاب (دفع الشُّبَه عن السنة والرسول) لفضيلة الأستاذ الدكتور (عبد المهدى عبد القادر) أن البحوث العلمية أثبتت أن الحبة السوداء بها من العناصر ما يلى:
    الفوسفات والحديد والفوسفور, والكربوهيدرات, والزيوت الطيّارة. كما أنها تحتوى على مضادات حيوية, تقضى على الميكروبات والفيروسات والجراثيم. وبها الكاروتين, وهو مادة مضادة لمسببات السرطان. وبها هرمونات تقوى التناسل فى الرجال والنساء. وبها عناصر تفتح السدد, فتدر البول والحيض, وتدر لبن الأم والصفراء. وبها إنزيمات هضمية, ومضادة للحموضة. وبها مواد منبِّهة ومهدِّئة فى الوقت نفسه. وقد أثبتت البحوث أنها تحتوى على مادة (النيجيللون) وأمكن فصلها, واستُخدِمَت كعلاج سريع للربو الشُّعَبى, ونزلات البرد المزمنة, وعلاج السُّعال الديكى عند الصغار خاصة, والكبار عامة. كما أنها تحتوى على مادة (الثيموهيدروكنيون) وأمكن فصلها, واستعمالها ضد بكتيريا التعفن المعوى.
    وقد تداوت الأمة بهذا الدواء المبارك مئات السنين, قبل اكتشاف هذه العناصر المهمة فيها, واستخلاص الأدوية الفعّالة منها. والحبة السوداء ليس لها أضرار جانبية كبقية الأدوية, التى لا يكاد دواء يخلو منها, كما أن الجسم حين يأخذ كفايته منها, يُخرِج الزيادة, بغير أدنى ضرر عليه, بعكس الأدوية المصنَّعة من مواد كيماوية مركبة, والتى لا يستطيع الجسم أن يتخلص مما زاد على كفايته منها, بل وربما أضرَّته أكثر مما نفعته.
    وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - إن ((فى الحبة السوداء شفاء من كل داء)) لا ينافى الاستعانة ببعض الأدوية معها, فلم يَقُل - صلى الله عليه وسلم - إن فيها (الشفاء) ولكنه قال: (( شفاء )) أى أن بها نوعاً من الشفاء, وليس كل الشفاء, وهذا النوع من الشفاء يتمثل فى كونها تقوى جهاز المناعة كما أسلفنا. ولو أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقصد أن بها تمام الشفاء لجميع الأمراض, لَمَا وصف أى دواء غيرها, وهذا ما لم يحدث, ولم يدَّعيه أحد, فقد كان الناس يأتونه ويشتكون إليه من أمراض عديدة, فيصف لهم أدوية كثيرة غير الحبة السوداء, ولكن الحديث عنها خرج مَخْرَج الغالب, أى أنها شفاء لمعظم الداء. وأحياناً تُسْتَعْمَل كلمة (كُلّ) ويراد بها (معظم) كما تقول - مثلاً - عن الذى يدير أعمالك أو مصنعك: فلان هو الكل فى الكل, أو تقول: إنه عليه العِبْء كله, فى حين أنه لا يمكن أن يقوم بجميع الأعمال وحده. أو من يقول عن نفسه بعدما أكَلَ: (لقد أكلتُ الطعام كله) فهل يقصد أنه أكل كل كسرة خبز, وكل حبة أرز... إلخ, أم أنه يقصد معظم الطعام؟ أو كما نقول عمَّن انتقل من مسكنه لمسكن آخر: (لقد رحل وأخذ كل ما فى شقته) ومن البديهى أنه لم يأخذ غير متاعه, فلم يأخذ - مثلاً - الشبابيك والأبواب, وصنابير المياه والأحواض, ومفاتيح الكهرباء والأسلاك... إلخ. وفى القرآن الكريم شاهد على ذلك, فى قوله تعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} [الأحقاف:25] ومعلوم أن الريح التى أرسلت على عاد لم تدمر كل ما فى السموات والأرض, ولكنها دمرت كل شىء خاص بِعاد.
    والآن حان وقت عرض نصوص الكتاب المقدس التى وعدناكم بها:
    الحقّ الحقّ أقول لكم إن كان أحد يحفظ كلامى فلن يرى الموت إلى الأبد. (يوحنا8: 51)
    ثم دعا تلاميذه الإثنى عشر وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض... اشفوا مرضى. طهروا بُرصاً. أقيموا موتى. أخرجوا شياطين. (متى10: 1-8)
    يخرجون الشياطين باسمى ويتكلمون بألسنة جديدة. يحملون حَيّات وإن شربوا شيئاً مُميتاً لا يضرهم (مرقس16: 17-18)
    فقال الرب لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعى وانغرسى فى البحر فتطيعكم (لوقا17: 6)
    ها أنا أعطيكم سلطاناً لتدوسوا الحيّات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شىء. (لوقا10: 19), والله أعلم.





    الشبهة المائة ستة و ثمانون (186):
    - يقول القرآن: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف:6] مع أن نبيكم اسمه محمد, وليس أحمد.

    الرد:
    - إن هذه من الشبهات التافهة التى تعودنا عليها, ولكن مع تفاهتها تُلقى الضوء على أمرين هامَّيْن, أوَّلهما أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يؤلِّف القرآن, لأنه لو ألَّفه لقال (ومبشراً برسول يأتى من بعدى اسمه محمد) إذ أنه من المستحيل أن ينسى اسمه. وثانيهما أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يبدِّل ولا حرفاً واحداً من كتاب الله جل وعلا, وإلا- فما الفرق بين أحمد ومحمد؟ إنه حرف واحد, وهو الأَلِف فى أولهما, والميم فى ثانيهما. إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - له عِدَّة أسماء, كما قال عن نفسه: ((إن لى خمسة أسماء, أنا محمد, وأنا أحمد, وأنا الحاشِر الذى يُحشَر الناس على قدمى, وأنا الماحى الذى يمحو الله بى الكفر, وأنا العاقِب)) ‌[صحيح الجامع:2189]‌ معنى ((العاقِب)) أى لا نبى بعده. ولكن رغم أن له خمسة أسماء, كان لابد أن يقول فى الآية - لو أنه ألَّف أو بدَّل - إن اسمه محمد, لأنه كان لا يدرى هل سيَبْلُغ حديثه هذا كل الناس فيعرفوا جميع أسمائه, أم لن يصل إليهم, والله أعلم.



    تمت
    و














  2. #72

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    زعم تناقض القرآن الكريم مع نفسه



    الشبهة المائة سبعة و ثمانون (187):
    - يقول القرآن إن الذى يدخل الجنة لا يخرج منها أبداً, مع أنه قال إن آدم خرج منها, فماذا نصدق إذن؟

    الرد:
    - إن الجنة التى دخلها سيدنا آدم - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - ليست جنة المأوى التى يُجازى بها المؤمنون فى الآخرة, ولكنها جنة على الأرض على ربوة عالية, ومعنى كلمة (جنة) هى الشجر الكثير الملتف, الذى لا يُرَى ما بداخله, ونحن نسميها بلهجتنا (جنينة) ومنها كلمة (جِنّ) لأنه يَخفى علينا فلا نراه, والقرآن حين تحدث عن قصة خلق آدم قال: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة:30] أى أن الله سبحانه وتعالى سيستخلفه فى الأرض, وليس فى جنة المأوى. إن جنة الخلد ليست دار ابتلاء, ولكنها دار جزاء, وحينما دخل آدم وزوجته الجنة, حذرهما الله جل وعلا من مطاوعة إبليس لعنه الله {إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} [طه:117] ولكن إبليس احتال عليهما, وأظهر أنه ناصح لهما بأنهما إذا أكلا من الشجرة فسيخلدان فيها أبداً {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى} [طه:120] وأقسم لهما على ذلك {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف:21] فصدقه آدم, لأنه لم يكن يتخيل أن يقسم أحد بالله كاذباً, ولكنه حين أطاعه هو وزوجته انكشفت سوءاتهما, وأُخْرِجا من الجنة {فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ} [الأعراف:22] فندما وتابا إلى الله {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف:23] وقَبِلَ الله عز وجل توبتهما {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه:122]
    وقد ورد فى الكتاب المقدس تناقض بين مصير سيدنا آدم - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - إذا أكل من الشجرة التى نهاه الله عنها, وهاكُم التناقض:
    فقالت المرأة للحيَّة من ثمر شجر الجنة نأكل. وأما ثمر الشجرة التى فى وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمسّاه لئلا تموتا. (تكوين3: 2-3) فى هذا النَّص تقول السيدة حواء (رضى الله عنها) للحيَّة إن الله أمرها وزوجها ألا يأكلا من الشجرة حتى لا يموتا, ثم يأتى النَّص التالى فيقول إن آدم لو أكل من الشجرة فسيحيا إلى الأبد, وكأن الله سبحانه وتعالى كذب على آدم حتى لا يأكل من الشجرة فيحيا مثله إلى الأبد (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً):
    والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً ويأكل ويحيا إلى الأبد. (تكوين3: 22) وقد أكل آدم من الشجرة ولم يَمُتْ فى حينها, ولكنه مات بعد سنوات عديدة, ولكنه لم يخلد أبداً, أى أن كِلا القَولَيْن لم يتحققا, والله أعلم.




    الشبهة المائة ثمانية و ثمانون (188):
    - يقول القرآن: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء} [البقرة:30] أليس هذا تطاولاً من الملائكة على الله, فى حين أن القرآن يثبت لهم السمع والطاعة, فيقول: {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء:27]؟

    الرد:
    - إن تساؤل الملائكة ليس تطاولاً على الله عز وجل, ولكنه خوف ورجاء, خوف من أن يكونوا قصروا فى عبادته سبحانه وتعالى, ورجاء ألا يفضِّل عليهم أحداً. ولتقريب فهم هذا المعنى, نقول وبالله التوفيق: - {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} - لو أن عندك خادماًً, وقلت له إنك ستأتى بخادم آخر, فقال لك: لِمَ تأتى بخادم آخر يا سيدى؟ هل أنا قصرت فى خدمتك؟ أيكون قد تطاول عليك, أم أنه تذلل بين يديك؟ وربنا سبحانه وتعالى ليس بحاجة لخدم {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ} [النحل:74] ولكن كما قالوا: (بالمثال يتضح المقال) فالملائكة كما قال الله عنهم: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6] والدليل على تنزيههم لربهم, وتعظيمهم له, هو قولهم فى الآية نفسها: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} وهنا يُطرَح سؤال: ما الذى علَّم الملائكة أن الإنس سوف يفسدون فى الأرض, ويسفكون الدماء؟ قال العلماء إنهم توقعوا أن يفعلوا كمن كان قبلهم من الجن, فقد أفسدوا فى الأرض وسفكوا الدماء, فأرسل الله عليهم الملائكة, فحاربتهم, وطردتهم إلى أعالى الجبال والقِفار والبحار, أو أن هذا عِلم علَّمهم الله إياه.
    ونريد أن نسألكم.. أتعتبرون هذا تطاولاً من الملائكة, وتنسون ما جاء فى كتابكم المقدس من تطاول أنبيائكم (بزعمكم) على ربكم؟ واقرأوا إن شئتم:
    إليك أصرخ فما تستجيب لى. أقوم فما تنتبه إلىَّ. تحوَّلت إلى جاف من نحوى. بقدرة يدك تضطهدنى. (أيوب30: 20-21)
    حتى متى يا رب أدعو وأنت لا تسمع أصرخ إليك من الظلم وأنت لا تُخَلِّص. (حبقوق1: 2)
    وصرخ إلى الرب وقال أيها الرب إلهى أيضاً إلى الأرملة التى أنا نازل عندها قد أسأتَ بإماتتك ابنها. (الملوك الأول17: 20)
    يا رب لماذا تقف بعيداً. لماذا تختفى فى أزمنة الضيق. (مزمور10: 1)
    يا إلهى لا تُبطئ (مزمور40: 17)
    لأجل هذا تتجلَّد يا رب. أتسكُت وتذلنا كل الذُّل (إشعياء64: 12)
    حتى متى يا رب تختبئ كل الاختباء. حتى متى يتَّقد كالنار غضبك. أذكر كيف أنا زائل. إلى أى باطل خلقتَ جميع بنى آدم. (مزمور89: 46-47)
    لماذا تنسانا إلى الأبد وتتركنا طول الأيام. (مراثى إرمياء5: 20)
    يا رب إلى متى تنظر... لا يشمت بى الذين هم أعدائى باطلاً ولا يتغامز بالعين الذين يبغضوننى بلا سبب... قد رأيتَ يا رب. لا تسكت يا سيد لا تبتعد عنى. اِستيقظ وانتبه إلى حُكمى (مزمور35: 17-23), والله أعلم.




    الشبهة المائة تسعة و ثمانون (189):
    - يقول القرآن: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ} [البقرة:49] ويقول: {وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ} [الأعراف:141] فلماذا قال مرة {يُذَبِّحُونَ} ومرة {يُقَتِّلُونَ}؟ وما فائدة زيادة (الواو) فى سورة (إبراهيم) {وَيُذَبِّحُونَ}؟ فهل محمد يلعب بالألفاظ؟

    الرد:
    - قال الشيخ الشعراوى - رحمه الله - ما معناه: إن المتكلم فى سورة (البقرة) هو الله جل وعلا, فلذلك قال: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ} أما المتكلم فى سورة (إبراهيم) فهو سيدنا موسى (على نبينا وعليه الصلاة والسلام) فلذلك قال: {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ} بزيادة (الواو) لأن الله عز وجل حينما يَمُنُّ على عباده, فإنه يَمُنُّ عليهم بعظائم النعم دون صغارها, فذكر أنه نجاهم من تذبيح أبنائهم واستحياء نسائهم, وهو أشد ما تعرضوا له من العذاب, أما سيدنا موسى حين مَنَّ عليهم بنعم الله, مَنَّ عليهم بكبيرها وصغيرها, فلذلك زادت (الواو) وكأنه أراد أن يقول لهم إنهم ذاقوا من آل فرعون عذاباً آخر غير ذبح أبنائهم واستحياء نسائهم, وأن الله نجاهم من هذا كله, فمثلاً - {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} - إذا مَنَّ الأب على ابنه, فإنه يَمُنُّ عليه بعظائم إنعامه عليه, فيقول له: أنا ربيتك وصرفت عليك حتى تخرجت من الكلية, أما أمه حين تذكِّره بفضل أبيه عليه, فإنها تقول له: أبوك الذى اشترى لك الملابس, والكتب, والحلوى, وكذا وكذا, وفعل لك كذا وكذا, فتعدد له أشياء كثيرة لم يذكرها والده. أما لماذا قال مرة: {يُقَتِّلُونَ} ومرة {يُذَبِّحُونَ} فإن فرعون أمر بقتل الذكور, ثم أمر بتذبيحهم.. لماذا؟ لأن القتل ليس يقينياً فى القضاء عليهم.. كيف؟ لأن القتل يمكن أن يتم - مثلاً - بضربهم على رؤوسهم حتى يغيبوا عن الوعى, ويُظَن أنهم ماتوا, ثم بعد ذلك يفيقون من غيبوبتهم, ويمكن أن يتم بخنقهم حتى يُظَن أيضاً أنهم قد ماتوا, ثم يفيقوا بعد ذلك, أما الذبح فهو يقينِىّ فى القضاء على حياتهم. كما أن تشديد حرف الباء فى كلمة {يُذَبِّحُونَ} يعنى إمعاناً فى الذبح, حتى يتحقق موت الضحايا, بعد إيلامهم وتقطيع رقابهم, ويقول أهل اللغة العربية: إن زيادة الْمَبْنَى تدُل على زيادة المعنى, والله أعلم.




    ان شاء الله











  3. #73

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    الشبهة المائة و التسعون (190):
    - يقول القرآن: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة:286] معنى هذا أن أعمال الخير تأتى بلفظ {كَسَبَتْ} وأعمال الشر تأتى بلفظ {اكْتَسَبَتْ} ثم يناقض القرآن نفسه, فيقول: {سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [التوبة:95] وكان المفروض أن يقول (جزاءً بما كانوا يكتسبون)

    الرد:

    - ما هو الاكتساب؟ هو الافتعال والتكلف والتصنع, فمثلاً: إذا نظر رجل إلى امرأة لا تحل له, تراه متكلفاً متصنعاً, يختلس النظر إليها, وهو ينظر يميناً وشمالاً, هل يراه أحد؟ على عكس الذى ينظر إلى زوجته, أو إحدى محارمه. وكذلك التى تمشى مع رجل لا يحل لها, تراها مرتبكة, تخشى أن يراها أحد, وإذا شعرت بأن أحداً سيراها تبتعد عنه, أو تأمره بالبعد عنها, وهو أيضاً يفعل الشىء نفسه, على عكس من يمشى مع زوجته أو أمه أو أخته. ولو اختلى رجل بامرأة لا تحل له, ثم طرق الباب طارق, لأصابهما الفزع, ولم يفتحا الباب, أو لاختبأ أحدهما, أما الذى يكون مع زوجته وطرق الباب طارق, فإنه يفتح بكل جرأة, وهى كذلك. وهذه الأمثلة تنطبق على من يشعر أنه عاصٍ, ويستحيى أن يجاهر بمعصيته, أما العاتى الطاغى فى معصيته, الذى لا يخشى الله, ولا يستحيى من خلقه, فإنه يحترف معصيته, ويفعلها وهو متبجح, وكأنها حلال. فمثلاً لو نظر إلى امرأة أو شاغلها, ثم لامه أحد, لقال له: انا حر أعمل ما أريد, وليس لأحد عندى شىء, فهذا معصيته أصبحت سهلة بدون تكلف, كالذى يشرب الخمر أمام الناس, أو يفطر فى رمضان جهاراً, ولا يبالى هل يراه أحد أو لا يراه, فالكلام فى الآية الكريمة عن المنافقين, وهؤلاء قد احترفوا وأدمنوا المعصية, وأصبحت مألوفة بالنسبة لهم كمن يفعل الحلال, ولذلك جاءت بلفظ {يَكْسِبُونَ} وتحتمل كلمة {يَكْسِبُونَ} تهكُّماً, فيكون توبيخاً وتحقيراً للمنافقين, الذين يظنون أن رجسهم مكسب لهم, مع أنه فى الحقيقة وَبال وخسارة, مثل تاجر يبيع تجارته بالغش والتطفيف, ونقص المكيال والميزان, ظنّاً منه أن فى ذلك مكسباً, لكنه فى الحقيقة خسارة يوم الدين {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين:6], والله أعلم.







    الشبهة المائة واحد و التسعون (191):
    - يقول القرآن: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران:55] فهنا ذكر الوفاة, مع أنه فى عقيدتكم لا يزال حياً ولم يُتَوَفَّ! أليس هذا تناقضاً؟ وفى الآية نفسها يقول: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} أليس الذين اتبعوه هم النصارى؟ والذين كفروا به هم اليهود والمسلمون؟

    الرد:
    - الوفاة فى اللغة لها أكثر من معنى, فهى تأتى بمعنى الموت, كما جاء فى الآية الكريمة: {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} [السجدة:11] وتأتى بمعنى النوم {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [الزمر:42] كما نقول عن النوم إنه الموتة الصغرى, ويُشتَق من الوفاة معنى تأدية كل الأوامر على أكمل وجه, كما جاء عن سيدنا إبراهيم, على نبينا وعليه الصلاة والسلام {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [النجم:37] ومنها استيفاء الأجر {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ} [الزمر:70] فمعنى {مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} أى رافعك إلىَّ بكامِلِك, جسداً وروحاً, وهذا يزيل الشك فى رفع جسده.
    أما قول الله عز وجل: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} فالذين اتبعوه هم الذين اتبعوه على الحق الذى أُرسِلَ به. وما هو الحق الذى أُرسِلَ به؟ لقد أُرسِلَ بالتوحيد الخالص لله رب العالمين, كبقية الأنبياء والمرسلين - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - وأنه عبد الله ورسوله, فبذلك يكون الذين اتبعوه هم أتباعه الأولون, الذين لم يشركوا بالله رب العالمين, ونحن المسلمين أتباعه, وأتباع جميع الأنبياء والمرسلين, لأننا آمنا بهم أجمعين, وعلى رأسهم خاتمهم سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ونحن بذلك ممتثلون لأمر ربنا تبارك وتعالى, حيث قال: {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة:136] أما النصارى الذين جاءوا من بعدهم فليسوا أتباعه, لأنهم عبدوه وأمه من دون الله, ولم يؤمنوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - رغم أن صفاته كانت فى كتبهم التى بأيديهم, ولكنهم جحدوها وبدَّلوها, ورغم ذلك فقد بقى بعضها, كما ذكرنا ذلك فى الرد على الشبهة رقم (169) وبالله التوفيق.
    قد يقول قائل: إن الآية تقول: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} ونحن نرى المسلمين متخلفين عن بعض اليهود والنصارى, فكيف يكون المسلمون فوقهم؟ فنقول وبالله التوفيق: إن الفوقية ليست فوقية قوة مادِّية, ولكنها فوقية حُجَّة ومنهج وتشريع, أى أن المسلمين لهم الْحُجَّة على اليهود والنصارى إلى يوم القيامة, فاليهود كفروا به, ووصفوه وأمه بأبشع الصفات المرذولة, والنصارى غالَوْا فيه, واعتبروه إلهاً, والمسلمون توسطوا, فآمنوا به عبداً لله بشراً رسولاً {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [آل عمران:59], والله أعلم.




    الشبهة المائة اثنان و تسعون (192):
    - يقول القرآن: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء:3] ويقول فى السورة نفسها: {وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ} [129] أليس هذا تناقضاً؟

    الرد:
    - إن هذا ليس تناقضاً, ولكنه لرفع الحرج عن المسلمين, لأنهم أُمِرُوا بالعدل بين النساء, فربما ظنوا أن العدل فى كل شىء حتى الحب, ولكن هذه الآية توضح أن الزوج لا يمكنه العدل فيما لا يملك, فلا يحمله هذا أن يميل كل الميل لواحدة, ويترك الأخرى كالمعلقة, فلا هى حرة فتتزوج, ولا هى ذات زوج يلبى احتياجاتها, ولكن عليه العدل فى المبيت والنفقة, من مسكن وطعام وشراب وكسوة, وغير ذلك من معاملة حسنة وملاطفة… إلخ, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من كانت له امرأتان فمالَ إلى إحداهما, جاء يوم القيامة وشِقّه مائل)) [سنن أبى داود, صحيح الجامع:6515] أمّا ما لا يملكه من الميل القلبى, فلا يؤاخذه الله عليه.
    وقد جاء فى الكتاب المقدس تناقض فى حكم الزواج من الأرملة بين الحِل والْحُرمة, فقال: يأخذ امرأة عذراء. أما الأرملة والمطلقة والمدنسة والزانية فمن هؤلاء لا يأخذ. بل يتخذ عذراء من قومه (لاويين21: 13-14) ثم يقول: ولا يأخذون أرملة ولا مطلقة زوجة بل يتخذون عذارى من نسل بيت إسرائيل أو أرملة التى كانت أرملة كاهن (حزقيال44: 22) فالنَّص الأول يحرم الزواج من الأرامل مطلقاً, والثانى يحلل أرملة الكاهن, والله أعلم.



    ان شاء الله











  4. #74

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    الشبهة المائة ثلاثة و تسعون (193):
    - يتضارب القرآن فى علم المواريث, فمرة يقول إن للذى يرث الكلالة السُّدُس, ومرة يقول الثلث, ومرة يقول النصف, ومرة الثلثان, ومرة للذكر مثل حظ الأنثيين.

    الرد:

    - قال الشيخ الشعراوى رحمه الله: لابد أن نفرق بين كلالة وكلالة, حين يجعل الله للمنفردة النصف, والاثنتين الثلثين, وبين الكلالة التى يجعل الله فيها للمنفرد السدس, ويجعل للأكثر من فرد الاشتراك فى الثلث, دون التمييز للذكر على الأنثى, فهما.. أى الآية: {وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ} [النساء:12] والآية: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ} [النساء:176] متَّحِدتان فى أنه لا أصل ولا فرع للمتوفى, والمسألة هنا تتعلق بالأخوَّة, ونقول: إن الأخوَّة لها مصادر متعددة, هذه الأخوَّة إمّا من أبٍ وأمّ, وإما أخوَّة لأب فقط, وإما أخوَّة لأمّ فقط, فإذا كان أخٌ شقيق, أو لأب, فهو من العَصَبَة الأصيلة, وهما المعْنِيّان فى الآية 176 من السورة نفسها, وبذلك تكون آية السدس والثلث التى فى الآية رقم 12 متعلقة بالأخوة لأمّ, إذن فالكلالة إما أن يكون الوارث أخاً لأمّ فقط, وإما أن يكون أخاً لأب فقط, أو أخاً لأب وأمّ, فالحكمان لذلك مختلفان, لأن موضع كل منهما مختلف عن الآخر, والله أعلم.





    الشبهة المائة أربعة و تسعون (194):
    - يقول القرآن: {حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} [الأنعام:61] ويقول: {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ} [السجدة:11] ويقول: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [الزمر:42] فمن الذى يميت؟ الله أم الملائكة أم ملك الموت؟

    الرد:
    - كما قلنا فى الرد على الشبهة رقم (6) إن الله سبحانه وتعالى يتكلم عن نفسه مرة بصيغة المفرد, ومرة بصيغة الجمع للتعظيم, أو لوجود وسائط يُكلِّفهم من خَلْقِه سبحانه وتعالى, فكذلك هنا, ففى سورة (الأنعام) {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} وهم الملائكة المساعدون لملك الموت فى قبض الروح, فإن هؤلاء الملائكة يسحبون الروح من جميع الجسد, من أسفله إلى أعلاه, حتى إذا بلغت الحلقوم, جذبها ملك الموت, وفى سورة (السجدة) {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ} لأنه هو الذى يقوم بجذبها النهائى, وفى سورة (الزمر) {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} فهو سبحانه الذى يتم بأمره كل شىء, وهو الذى يأمر الملائكة وملك الموت عليهم السلام, والله أعلم.





    الشبهة المائة خمسة و تسعون (195):
    - يقول القرآن: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ثم يقول: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ} [العنكبوت:13] أليس هذا تناقضاً؟

    الرد:
    - هناك ضال ومُضِل, وفاسد ومُفسِد, فأما الضال (وهو الكافر) فعليه وزره وحده, أما المضِل فعليه وزره ووزر من تسبب فى ضلالهم, مع أنه لن ينقص من أوزارهم شيئاً, وكذلك الفاسد, كشارب الخمر - مثلاً - فعليه وزره وحده, أما إذا جعل غيره يشربها فإنه يتحمل وزره, من غير أن ينقص من وزره شيئاً, وهذا الأمر يتضح فى قول الله عز وجل: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} [النحل:25] ومن رحمة الله جل وعلا أنه لم يقل (وأوزار الذين يضلونهم) ولكن قال: {وَمِنْ أَوْزَارِ} أى بعض أوزارهم وليس كلها, فهو يتحمل ما تسبب فيه فقط, ولا يتحمل بقية الأوزار التى لم يكن له دخل فيها, كمثل من علَّم غيره شرب البانجو, ولكن هذا الإنسان لم يشرب البانجو فقط, ولكنه قتل أو زنى أو سرق, ففى هذه الحالة لا يتحمل الأول إلا وزر شرب البانجو فقط, وليس له دخل ببقية الذنوب, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من سَنَّ سُنَّة حسنة, عُمِلَ بها بعده, كان له أجره, ومثل أجورهم, من غير أن ينقص من أجورهم شىء, ومن سن سنة سيئة, فعمل بها بعده, كان عليه وزرها, ومثل أوزارهم, من غير أن ينقص من أوزارهم شىء)) [صحيح الجامع:6306]
    ثم إن التناقض عندكم, فقد جاء فى كتابكم المقدس أن الأبناء لا يُقتلون عن الآباء, ولا الآباء عن الأبناء, فقال:
    لا يُقتل الآباء عن الأولاد ولا يُقتل الأولاد عن الآباء. كل إنسان بخطيِّته يُقتل (تثنية24: 16)
    ثم ناقضتم أنفسكم وزعمتم أن خطيئة سيدنا آدم (على نبينا وعليه الصلاة والسلام) قد توارثها أولاده جيلاً بعد جيل, ولا منقذ لأحد منها إلا أن يؤمن بالمسيح إلهاً أو ابن إله, لأنه قد جاء (بزعمكم) ليكفِّر عن خطيئة آدم, وليخلِّص البشرية منها. ونحن نتساءل: ما ذنب المسيح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - فى خطيئة آدم؟ وما ذنب الأجيال المتعاقبة فى هذه الخطيئة؟ وما حكم من لم يؤمن بالمسيح ممن ماتوا قبله, ومنهم أنبياء الله ورسله, صلوات الله وسلامه عليهم؟ أتلحقهم الخطيئة لأنهم جاءوا قبل أن يُكَفِّر عنها؟ولماذا لم يبعثه الله قبل جميع الأنبياء حتى يطهرهم من هذه الخطيئة؟ ولماذا لم ينزل من السماء مباشرة ليكون أشْبَه بسيدنا آدم الذى لم يكن له أَبَاً ولا أُمّاً, وليكون أوقع فى قلوب الناس وأشد تأثيراً؟ وهل كان الله سبحانه وتعالى يحتاج لهذه التمثيلية حتى يغفر لآدم؟ وهل كان أحد يستطيع منعه من المغفرة؟ وهل المعاصى الشنيعة التى نسبتموها لأنبيائكم - زوراً وبهتاناً - من قتل وزنى وشرب خمر... إلى غير ذلك, لا تساوى خطيئة أكْل آدمُ من الشجرة؟وهل يحتاجون لنزول الإله مرة أخرى ليكفرها عنهم؟ وهل من عدل الإله أن ينزل لتراه فئة قليلة من البشر, ثم يُلْزِم جميع الأمم بعدهم بالتصديق, وهم لم يعاينوا نزوله؟ وهل وهل... إلخ؟ {سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [القصص:68]
    ثم إن المسيح لم يقل إنه جاء لتقديم نفسه فداءً لهذه الخطيئة, ولم يذكر آدم ولا خطيئته قط, بل إنه كان يهرب من اليهود الذين أرادوا قتله (كما ذكرنا ذلك فى الرد على الشبهة رقم 123) وكان يتضرع إلى الله أن ينجيه منهم, ويأمر تلاميذه أيضاً أن يتضرعوا لله لينقذه, فهل الإله يدعو نفسه لينقذ نفسه مما كتبه على نفسه؟ وهل يُعقَل أن تكون هذه مُهِمَّته التى جاء من أجلها ولا يذكرها, بل ويهرب منها؟ وها هى النصوص التى تدل على ذلك:
    أنا مجَّدتُك على الأرض. العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملتُه. (يوحنا17: 4) إن هذا معناه أنه أكمل مهمَّته التى كلَّفه الله بها, فأين هى الفِدية المزعومة؟
    إله آبائنا أقام يسوع الذى أنتم قتلتموه مُعلِّقين إيّاه على خشبة. هذا رفعه الله بيمينه رئيساً ومخلِّصاً ليعطى إسرائيل التوبة وغفران الخطايا. (أعمال الرسل5: 30-31) هذه شهادة من بطرس والرُّسُل أنه جاء لغفران خطايا بنى إسرائيل وحدهم, فأين زعمكم أنه طهَّر الناس كلهم من خطاياهم؟
    وخرج ومضى كالعادة إلى جبل الزيتون. وتبعه أيضاً تلاميذه. ولما صار إلى المكان قال لهم صلوا لكى لا تدخلوا فى تجربة. وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى قائلاً يا أبتاه إن شئتَ أن تجيز عنى هذه الكاس. ولكن لتكن لا إرادتى بل إرادتك. وظهر له ملاك من السماء يقوِّيه. وإذ كان فى جهاد كان يصلى بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض. ثم قام من الصلاة وجاء إلى تلاميذه فوجدهم نياماً من الحزن. فقال لهم لماذا أنتم نيام. قوموا وصلوا لئلا تدخلوا فى تجربة (لوقا22: 39-46)
    وجاءوا إلى ضيعة اسمها جثسيمانى فقال لتلاميذه اجلسوا هاهنا حتى أصلى. ثم أخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا وابتدأ يَدهَش ويكتئب. فقال لهم نفسى حزينة جداً حتى الموت. امكثوا هنا واسهروا. ثم تقدم قليلاً وخرَّ على الأرض وكان يصلى لكى تعبُرَ عنه الساعة إن أمكن. وقال يا أبا الآب كل شىء مُستطاع لك. فأجِز عنى هذه الكأس. ولكن ليكن لا ما أريد أنا بل ما تريد أنت. ثم جاء ووجدهم نياماً فقال لبطرس يا سمعان أنت نائم. أما قدرتَ أن تسهر ساعة واحدة. اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا فى تجربة. أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف. ومضى أيضاً وصلى قائلاً ذلك الكلام بعينه. ثم رجع ووجدهم أيضاً نياماً إذ كانت أعينهم ثقيلة فلم يعلموا بماذا يجيبونه. ثم جاء ثالثة وقال لهم ناموا الآن واستريحوا. يكفى. قد أتت الساعة. هُوَذا ابن الإنسان يُسَلَّم إلى أيدى الْخُطاة. (مرقس14: 32-41) (ابن الإنسان: يعنى نفسه)
    وحين صُلِبَ (بزعمهم) سأل الله لماذا تركه ولم ينجِّه؟ وفى الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً الوى الوى لِمَا شبقتنى. الذى تفسيره إلهى إلهى لماذا تركتنى. (مرقس15: 34) ألا يعنى هذا تناقضاً مع قولكم إنه جاء ليفتدى البشر من خطيئة أبيهم؟ ولو كان إلهاً فهل يحتاج للمَلَك أن يقويه؟ (وظهر له ملاك من السماء يقويه) ولو كان هو الله.. أكان يعاتب نفسه أنه لم ينقذ نفسه؟ ثم ما كل هذا العذاب؟ إن الإنسان لا يستطيع أن يرى ابنه يتعذب بهذه الطريقة, وهو قادر على أن ينقذه, ولو تركه - فرضاً - لاتهمه الناس بالقسوة, والجفوة, وقِلَّة الرحمة, أيُنكَر هذا على العبد الضعيف الفقير؟ ويُنسَب لمن هو على كل شىء قدير؟
    عجباً للمسيح بين النصارى ..... وإلى الله ولداً نسبوه
    وأسلموه إلى اليهود وقالوا ...... حين قَتْله صلبوه
    فإن كان ما يقولون حقاً ...... فَسَلُوهم أين كان أبوه
    فإن كان راضياً بأذاهم ...... فاشكروهم لأجل ما صنعوه
    وإن كان ساخطاً غير راضٍ ...... فاعبدوهم لأنهم غلبوه

    فاعتبروا يا أُولى الألباب, واعبدوا رب الأرباب, ولا تشركوا به مَن أصله من تراب {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [آل عمران:59], والله أعلم.



    ان شاء الله










  5. #75

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    الشبهة المائة ستة و تسعون (196):
    - يقول القرآن فى سورة (الأعراف) عن ثمود ومدين.. قومَىْ صالح وشعيب: {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} بينما يقول فى آيات أخرى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ} فهل هى رجفة أم صيحة؟ أم أن محمداً نسى وهو يؤلِّف القرآن؟

    الرد:

    - لنعرف أولاً ما هى الصيحة؟ وما هى الرجفة؟ الصيحة هى الصوت الشديد العالى, وهى كما نقول بلهجتنا العامِّية (الشخطة) صاح فيه أى (شخط فيه) والصيحة الشديدة تأتى بالرجفة (الرعشة) من شدة الرعب, حتى إنهم يقولون: (فلان بيرجف) أى أن به رعشة, فالرجفة هى ما ترتب على الصيحة. وقد ثبت علمياً أن الصوت الشديد (كصوت الانفجارات) يحدث فى الجسد تغيرات مهلكة, تصل إلى الموت, بسبب انفجار الرئتين, وغير ذلك, فمرة يتكلم الله سبحانه وتعالى عن المقدمة, ومرة يتكلم عن النتيجة, فمثلاً - {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} - لو أن أحداً أطلق على أحدٍ رصاصة, جعلته ينزف حتى الموت, ففى هذه الحالة.. إن قلت إنه مات بالرصاص, فأنت صادق, لأنها السبب فى النزيف, وإن قلت إنه مات بالنزيف, فأنت صادق أيضاً, لأنه كان النتيجة. ومثال آخر: لو أن أحداً ضعيف القلب (كما يقولون) سمع صوتاً رهيباً, كصوت انفجار قنبلة, فإنه ربما يموت بالسكتة القلبية, رغم عدم إصابة أى شىء من أعضائه (مع ملاحظة أنه لابد أن يرتجف ولو لمدة ثانية قبل موته) فلو قلنا إنه مات بصوت القنبلة, لكان هذا صحيحاً, ولو قلنا إنه مات بالسكتة القلبية, لكان هذا صحيحاً أيضاً, وبالطبع فإننا حين نمثِّل الصيحة التى أهلكتهم بالشخطة أو القنبلة, فهذا قياس مع الفارق الكبير, ولكنه لتقريب المعنى, والله أعلم.





    الشبهة المائة سبعة و تسعون (197):
    - يصف القرآن الجنة مرة بأنها {تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} [التوبة:72] ومرة {جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ} [التوبة:100] فهل الأنهار تجرى {تَحْتَهَا} أم {مِن تَحْتِهَا}؟

    الرد:
    - إن {تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ} تصف جريان الأنهار تحت الجنة, فى حين أن منابعها بعيدة عنها, أمّا {تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} فتصف تفجُّر منابع الأنهار من تحت الجنة, فالحالة الأولى كمن يبنى قصراً فوق مجرى النيل, أى أن قصره يطل على النيل من جميع النواحى, والحالة الثانية كمن يبنى قصراً فوق منبع النيل, فالحالة الأولى أعظم من الثانية, والحالتان موجودتان فى الجنة, مع الفارق العظيم, والله أعلم.




    الشبهة المائة ثمانية و تسعون (198):
    - يُعَبِّر القرآن عن غضب الله مرة بكلمة {خَتَمَ} فيقول: {خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ} [البقرة:7] ومرة بكلمة {طَبَعَ} فيقول: {وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [التوبة:93] ولم يوضح لنا أحد من المسلمين ما الفرق بينهما؟

    الرد:
    - الختم مثل الخِتم الذى نستعمله فى حاضرنا, كما يختم على بعض الأبواب بالشمع الأحمر, فيقال: إنه مختوم عليه, وفى هذه الحالة فإنه لا يُسَمح لأحد أن يدخل أو يخرج من هذا المكان, أو كما يُختم على قارورة زجاجية مثلاً, فلو ألقيتها فى البحر لا يدخلها شىء, ولا يخرج منها شىء, فالآية الكريمة: {خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ} تعنى أن قلوبهم قد أُغلِقَت, فلا يخرج منها الكفر, ولا يدخلها الإيمان. أمّا {طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} فالطبع هو تطبيع قلوبهم على المعصية فيعشقونها, فكأن قلوبهم قد أُشرِبَت الكفر والنفاق والمعصية, كما قال الله عز وجل عن الذين عبدوا العجل من دونه: {وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} [البقرة:93]
    وقد عبَّر الكتاب المقدس عن لفظ (إلهى) مرة بلفظ (إيلى) ومرة بلفظ (الوى) فقال: صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً إيلى إيلى لِمَا شبقتنى أى إلهى إلهى لماذا تركتنى. (متى27: 46) ثم قال: وفى الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً الوى الوى لِمَا شبقتنى. الذى تفسيره إلهى إلهى لماذا تركتنى. (مرقس15: 34), والله أعلم.




    ان شاء الله











  6. #76

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    الشبهة المائة تسعة و تسعون (199):
    - ينفى القرآن الْخُلَّة عن الناس يوم القيامة, فيقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ} [البقرة:254] ويقول: {قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ} [إبراهيم:31] ثم يناقض نفسه فيقول: {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:67]

    الرد:

    - ليس هناك أى تناقض كما تزعمون, إن الْخُلَّة التى نفاها الله سبحانه وتعالى فى الآيتين الأُولَيَيَن, هى الْخُلَّة التى تَدْرَأ عن صاحبها العذاب الذى يستحقه يوم القيامة, أى أن الأخلاء الذين يستنصرون ببعضهم فى الدنيا, لا يستطيعون أن يستنصروا ببعضهم فى الآخرة, ولا يستطيعون دفع الضر عن أصدقائهم كما كانوا يفعلون فى الدنيا بمشية الله جل وعلا. أما الآية الثالثة فهى بمعنى أن الأخلاء الذين كانوا فى الدنيا ستنقلب خُلَّتهم إلى عداوة يوم القيامة, ما لم تكن هذه الْخُلَّة منضبطة بتقوى الله عز وجل, فالأخلاء المتحابِّين فى الدنيا, الذين يجتمعون على معصية الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ويتعاونون على الإثم والعدوان, مثل الذين يقضون السهرات الحمراء, والذين يذهبون لرؤية الأفلام والمسرحيات, ويسهرون على شرب المحرَّمات, ستنقلب خُلَّتهم يوم القيامة إلى عداوة, ويلقون على أنفسهم اللوم بإضلال بعضهم البعض, أما المتقون الذين كانت صداقتهم وخُلَّتهم على طاعة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وكانوا يتعاونون على البر والتقوى, ويتواصون بالحق والصبر, فستكون خُلَّتهم نافعة لهم بأمر الله يوم القيامة, وسيزيدهم الله حُبّاً وقُرْباً, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قال الله تعالى: حَقَّت محبتى للمتحابين فىَّ, وحَقَّت محبتى للمتواصلين فىَّ, وحقت محبتى للمتناصحين فىَّ, وحقت محبتى للمتزاورين فىَّ, وحقت محبتى للمتباذلين فىَّ, المتحابون فىَّ على منابر من نور, يغبطهم بمكانهم النبيون والصدِّيقون والشهداء)) [صحيح الجامع:4321], والله أعلم.




    الشبهة المائتان (200):
    - يقول القرآن: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً} [الإسراء:97] فى هذه الآية نفى الرؤية والكلام والسمع عن الكفار, ثم أثبت لهم هذه الأشياء فى الآيات التالية: {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ} [الكهف:53] {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} [يس:52] {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ} [سبأ:31] فما كل هذا التخبط؟

    الرد:
    - الخروج من القبور, غير الحشر, غير الوقوف على النار, فحين يخرجون من القبور يبصرون ويتكلمون ويسمعون, بدليل قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ} [الصافات:19] وقوله: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا{1} وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا{2} وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا} [الزلزلة:1-3] وقوله: {وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ} [غافر:32] وهذا قبل أن يُسَاقوا إلى أرض المحشر, ثم يحشرون فى أهوال القيامة عمياً وبكماً وصماً, وهذا أبلغ فى عذابهم, كما لو تخيَّلنا أن حريقاً, أو أمراً خطيراً (كالزلزال مثلاً) وقع فى مكان ما, وتَسَارَع الناس للهروب منه, وبينهم إنسان أعمى أصم أبكم, فإن هذا الأمر سيكون أشد عليه منهم, لأنه يتخبط فلا يدرى ماذا يفعل, أو إلى أين يتَّجه, وربما جرى فى اتجاه النار, أو فى اتجاه مصدر الخطر, أو إلى هاوية أو... إلخ. كما أنه لو تكلم لكان أهون عليه - مع كونه أعمى أصَم - كما نجد من يُساق إلى العذاب يستغيث بمن ساقه, كأن يقول له: أين تذهب بى, ارحمنى, أرجوك لا تعذبنى... إلخ. أما حين يعرضون على جهنم, فإنهم يبصرون ويتكلمون ويسمعون, وهذا انتقال من هول إلى هول أشد منه, لأن رؤيتهم للنار عذاب يسبق عذاب دخولهم فيها, كالذين يعذبون الناس فى السجون وغيرها, فإنهم يأتون بالسياط ويضربونها فى الحائط, قبل ضربهم بها, ليكون أشد تعذيباً لهم, فقبل أن يُعَذَّبوا تعذيباً جسدياً, فإنهم يُعذَّبون تعذيباً نفسياً, وبذلك يُجمَع عليهم العذابان. وكذلك فإن سماعهم عند وقوع العذاب زيادة فى تعذيبهم, لأنهم يصطرخون ويستغيثون, ولكن لا مجيب لدعائهم {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ{106} رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ{107} قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون:106-108] {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} [فاطر:37] {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ} [الزخرف:77] كما أنهم يسمعون تلاعنهم وسَبّهم لبعضهم, فيزيد فى عذابهم النفسى مع عذابهم البدنى, كما عنهم: {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً} [العنكبوت:25] وقال: {هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ{59} قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَباً بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ} [ص:59-60] وغير ذلك من الآيات التى تحكى تلاعنهم, وسبّهم لبعضهم, والله أعلم.





    الشبهة المائتان و واحد (201):
    - يتناقض القرآن مع نفسه فيقول: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص:76] ثم يقول: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:58] فهل الله يحب الفرح أم لا يحبه؟

    الرد:
    - إن الآية الأولى جاءت فى معرِض الكلام عن قارون الكافر, الذى زاده ماله طغياناً وكِبراً {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ} [القصص:76] ولذلك قال له قومه: {لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ{76} وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص:76-77] فرد عليهم بقوله: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي} فكان جزاؤه أن خسف الله به الأرض {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ} [القصص:81] أما الآية الثانية فقد جاءت بعد قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} فهو ليس فرحاً بمتاع الدنيا الفانى, ولكنه فرح بآيات الله وطاعته ورضاه, وهو شعور بحلاوة الإيمان, كما قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : ((ثلاث مَن كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما, و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله, وأن يكره أن يعود فى الكفر كما يكره أن يُلقَى فى النار)) [صحيح البخارى] وقد قالت الملائكة لأهل النار: {ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ} [غافر:75] أى أن الكفار كانوا يفرحون فى الدنيا بغير الحق, إذن فهناك فرح بحق, وهو ما جاء فى قوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}, والله أعلم. ‌




    ان شاء الله










  7. #77

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    الشبهة المائتان و اثنان (202):
    - يقول القرآن عن عصا موسى: {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى} [طه:20] ثم يقول: {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ} [الشعراء:32] وهذا دليل على أن نبيكم هو الذى ألف القرآن, فمرة يقول {حَيَّةٌ} ثم ينسى ويقول {ثُعْبَانٌ}!

    الرد:

    - معلوم أن الحية أخطر وأشد فتكاً من الثعبان, فكان لابد لسيدنا موسى (على نبينا وعليه الصلاة والسلام) أن يتدرب قبل لقاء فرعون, حتى لا يُفاجَأ بالثعبان, فلا يثبت, ويجرى خوفاً منه أمام فرعون, فالله سبحانه وتعالى درَّبه على ما هو أشد من الثعبان, حتى يلقى فرعون ثابتاً, غير مضطرب ولا خائف, فمثلاً: هل يخاف مدرب الأسود من القطط؟ أم هل يخاف جندى الصاعقة من الكلاب؟ وهل نأتى برجال ليس عندهم خبرة بالأسلحة ولا بالحرب, ثم ندفع بهم إلى الصفوف الأمامية للقاء العدو؟ إنهم لابد أن يتدربوا على حمل السلاح, وعلى فنون القتال, ويُعَرَّضوا لظروف غاية فى القسوة, حتى إذا لقوا العدو يثبتون ولا يفرُّون. وقد ورد أن الثعبان ذهب تجاه فرعون فاغراً فاهُ, ففزع منه فرعون فزعاً شديداً, وقفز على سرير مُلكه, وبالَ على نفسه. كما أن كلمة {حَيَّةٌ} بمعنى ضد (ميّتة) إذ جعل الله الحياة تدبّ فى العصا بعد الجماد والموت واليَبَس. كما وإن الناس يطلقون على هذه الدابة عدة أسماء, مثل: ثعبان, حَنَش, أفعى, الرقطاء... إلخ, وبهذه المعانى والمترادفات يزول الشك إن شاء الله.
    وبمناسبة الحيَّة نذكر بعض ما جاء بشأنها فى الكتاب المقدس:
    فقال آدم المرأة التى جعلتَها معى هى أعطتنى من الشجرة فأكلتُ. فقال الرب الإله للمرأة ما هذا الذى فعلتِ. فقالت المرأة الحيَّة غرَّتنى فأكلتُ. فقال الرب الإله للحَيَّة لأنكِ فعلتِ هذا ملعونة أنتِ من جميع البهائم ومن جميع وحوش البريَّة. على بطنك تَسْعَيْن وتراباً تأكلين كل أيام حياتكِ. (تكوين3: 12-14) يتضح من هذا النَّص أن الله سبحانه وتعالى عاقب الحيَّة (بزعمهم) لأنها أغوَت السيدة حوّاء, بأن جعل التراب طعامها, فهل الحيَّة تأكل التراب؟ وحتى لا تظنوا أن هذا خاصٌّ بالحيَّة التى قالوا إنها أغوت السيدة حوّاء, يأتى النَّص التالى فيقول:
    أما الحيَّة فالتراب طعامها. (إشعياء65: 25), والله أعلم.





    الشبهة المائتان و ثلاثة (203):
    - يقول القرآن: {تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} [طه:22] ثم يقول: {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ} [الشعراء:33] إن محمداً يتلاعب بالألفاظ, فمرة يقول: {تَخْرُجْ} ومرة يقول: {نَزَعَ} ويقول: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ} [النمل:12] ثم يقول: {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ} [القصص:32] فمرة يقول: {أَدْخِلْ} ومرة يقول: {اسْلُكْ}

    الرد:
    - الجيب فى اللغة هو الفتحة فى الثوب, مثل ما ورد فى قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور:31] فكان سيدنا موسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - يضع يده من فتحة ثوبه, ويدخلها تحت إبطه ثم يخرجها, فتخرج ناصعة البياض من غير سوء, أى من غير مرض, كالبرص أو غيره, وعندما ذهب إلى فرعون ومَلَئِه, أدخلها ثم أخرجها, فقالوا ربما يكون قد وضع دهاناً تحت إبطه يدهنها به, أو أنه يستخدم الجن, ويتمتم له بكلمات, حتى يبيِّضها له, فنريد أن تدخلها ثم تخرجها بسرعة, فنزعها, لأن النزع أسرع من الخروج. فكلمة {أَدْخِلْ} تناسب كلمة {نَزَعَ يَدَهُ} لأن الاثنتين تعبِّران عن حركة سريعة, وتناسب أيضاً دخول اليد بسرعة, عندما يكون مرتدياً ملابس قليلة فى الحر, وأما كلمة {اسْلُكْ} فتناسب كلمة {تَخْرُجْ} لأن الاثنتين تدلان على الحركة فى بُطء, ويناسب أيضاً دخول اليد ببطء, عندما يكون مرتدياً ملابس كثيرة فى البرد, والله أعلم.





    الشبهة المائتان و أربعة (204):
    - يقول القرآن: {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى{38} أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ} [طه:38-39] ويقول: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص:7] إن هذا تكرار لا فائدة فيه.

    الرد:
    - إن المتدبر لهاتين الآيتين, يدرك أنه ليس فيهما تكرار, فالآية التى فى سورة (القصص) تمهيدية, والتى فى سورة (طه) ختامية, كيف ذلك؟ الآية التى فى سورة (القصص) تذكر بداية الأمر لأم سيدنا موسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - أن تضعه فى التابوت, ثم تلقى التابوت فى البحر, لأن فرعون كان قد أمر بذبح الذكور من مواليد بنى إسرائيل, بسبب الرؤيا التى رآها, وأوَّلَها له أحد جلسائه بأن نهاية ملكه ستكون على يد واحد من بنى إسرائيل, ثم بعد فترة أشارت عليه بطانته أن يذبح مواليد عام ويترك ذلك عاماً, لأنه سيأتى عليهم وقت لا يجدون من يخدمهم, وكان أن وُلِدَ سيدنا هارون - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - فى عام العفو عن الذبح, أما سيدنا موسى فقد ولد فى عام الذبح, والله عز وجل لا يحتاج أن يحتال على فرعون فيجعل ولادة سيدنا موسى فى عام الأمان, فإنه العزيز الذى لا يُغلب, القهار الذى لا يُقهَر, فقد قدَّر سبحانه وتعالى - ليس فقط - أن يولد سيدنا موسى فى عام الذبح, بل وأن يُرَبَّى فى بيت فرعون نفسه {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [يوسف:21] وعندما وُلِدَ أحبته أمه حباً جَمّاً, وخافت عليه خوفاً شديداً, فوفقها الله عز وجل لفكرة أن ترضعه, ثم تضعه فى صندوق صغير, وتربطه بحبل, وتثبت طرفه بوتد, ثم تلقيه فى البحر إذا شعرت بقرب مجىء جنود فرعون, فإذا انصرفوا وشعرت بالأمان, شدت الحبل المربوط فى الصندوق, وأعادت ولدها إليها, ولكنها فى يوم من الأيام نسيت (بقَدَر الله) أن تثبت الحبل فى الوتد, ربما لشدة خوفها من مباغتة الجنود لها, فجرفته المياه, إلى أن وصل بالقرب من بيت فرعون... إلى نهاية القصة المعروفة, فهذا المعنى هو الذى ذُكِرَ فى سورة (طه) ولذلك قلنا إنها ختامية. وقد قال العلماء: إن الآية التى فى سورة (القصص) بها أمران, ونهيان, وبشارتان, فأما الأمران فهما {أَرْضِعِيهِ} و{فَأَلْقِيهِ} وأما النهيان فهما {لَا تَخَافِي} و{لَا تَحْزَنِي} وأما البشارتان فهما {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ} و{جَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}, والله أعلم.



    ان شاء الله










  8. #78

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    الشبهة المائتان و خمسة (205):
    - يقول القرآن: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء:105] وأنتم تقولون إن الذِّكر هو القرآن, بدليل قوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9] معنى هذا أن محمداً نسى أن الذكر نزل بعد الزبور.

    الرد:

    - من قال إن {الذِّكْرَ} خاص بالقرآن؟ إن كل ما أُنزِل من عند الله ذِكْر, فعلى سبيل المثال {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ} [الأنبياء:48] {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [الأنبياء:7] فمعنى {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ} أى من بعد التوراة, وليس من بعد القرآن. وهنا ربما يتساءل أحد ويقول: طالما أنكم تقولون إن كلمة {الذِّكْرَ} ليست خاصة بالقرآن, بل هى لكل ما أنزله الله, فمعنى هذا أن قوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ليست خاصة بالقرآن, ولكنها تعنى جميع الكتب المنزلة من عند الله, وبناءً على ذلك تكون التوراة والإنجيل غير محرفتين كما تزعمون. فنقول وبالله التوفيق: إن الآية الكريمة التى ذكرتموها هى للقرآن خاصة دون غيره من الكتب, وهذا له أكثر من دليل, أولاً: إن الآية ذُكِرَت فى سياق الكلام عن القرآن, فقد وردت بعد ذكر الآيات التى تحكى قول الكفار لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -: {وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ{6} لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [الحجر:6-7] ثانياً: إن الله عز وجل ذكر أن الكتب السابقة تم تحريفها, لأنه لم يتكفل بحفظها, ولكنه وكَّلها لأهلها {بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ} [المائدة:44]
    وقد جاء فى الكتاب المقدس أن المسيح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - قال:
    إن كنتُ أشهدُ لنفسى فشهادتى ليست حقاً. (يوحنا5: 31) ثم ناقض نفسه فقال:
    أجاب يسوع وقال لهم وإن كنتُ أشهدُ لنفسى فشهادتى حق لأنى أعلم من أين أتيتُ وإلى أين أذهب. وأما أنتم فلا تعلمون من أين آتى ولا إلى أين أذهب. (يوحنا8: 14) فكيف يقول إن شهادته لنفسه حق, ثم يقول إنها ليست حقاً؟, والله أعلم.





    الشبهة المائتان و ستة (206):
    - يقول القرآن: {وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} [الحج:47] ويقول: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} [السجدة:5] بينما يقول: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج:4] فما هذه الاختلافات الزمنية؟

    الرد:
    - الآية التى فى سورة (الحج) تتوافق مع الآية التى فى سورة (السجدة) فى كلمتَىْ {مِّمَّا تَعُدُّونَ} أما الآية التى فى سورة (المعارج) فلم يُذكَر فيها {مِّمَّا تَعُدُّونَ} فربما كان التقدير بشىء آخر يعلمه الله, وخصوصاً أنها تتكلم عن يوم القيامة, بخلاف الآيتين الأخريين, وذلك مفهوم من سياق الآيات قبلها وبعدها, فمن المعلوم أن الزمن عند الناس يقاس إما بدوران القمر حول الأرض, وهذا هو التقويم الهجرى القمرى, وإما بدوران الأرض حول الشمس, وهو التقويم الميلادى الشمسى, ونحن نعلم أن هناك فرقاً بينهما بمقدار سنة كل ثلاثة وثلاثين سنة, بمعنى أن كل ثلاثة وثلاثين سنة شمسية, يقابلها أربعة وثلاثون سنة قمرية, وهذا الاختلاف بينهما بسبب الاختلاف فى حسابهما, والكواكب الأخرى تختلف فى سرعاتها, وفى زمن دورانها حول نفسها وحول الشمس, وهذا يترتب عليه اختلاف فى مقدار أيامها, فمثلاً: اليوم على كوكب المشترى بمقدار30 يوماً من أيامنا, بينما على الأرض 24 ساعة, وعلى القمر 18 ساعة, لأنه كلما قلَّ حجم الكوكب زادت سرعته, فليس شرطاً أن يكون قياس اليوم الذى ذكر فى سورة (المعارج) هو قياس اليومين الآخرين نفسه, وخاصة أنه - كما قلنا - لم يذكر فيها {مِّمَّا تَعُدُّونَ}
    وهناك شىء آخر: وهو أن آية سورة (السجدة) تتحدث عن تدبير أمر الله من السماء إلى الأرض, ثم عروجه إليه, أما آية سورة (المعارج) فتتحدث عن عروج الملائكة والروح, فهناك إذن فرق بين الآيتين, والله أعلم.




    الشبهة المائتان و سبعة (207):
    - يقول القرآن: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ} [المؤمنون:101] ويقول: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ} [الصافات:27] إن هذا هو التناقض بعينه.

    الرد:
    - قال ابن عباس - رضى الله عنهما - إن الآية الأولى خاصة بنفخة الفزع, وهى النفخة الأولى, فهناك ثلاث نفخات: الأولى هى نفخة الفزع التى تأتى على الأحياء فى حينها, ففى هذه النفخة يفزع الناس فزعاً شديداً فلا يتساءلون, ثم تليها النفخة الثانية وهى نفخة الصعق التى يموت فيها كل الأحياء, ثم تليها نفخة القيام من القبور للبعث والنشور, وبعد هذه النفخة يتساءلون, ولكن عن ماذا يتساءلون؟ يتساءلون عن من يشفع لهم عند ربهم, مثل ما جاء فى قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} [الأعراف:53] ويتساءلون لإلقاء اللوم على بعضهم, كالآية المذكورة فى سورة (الصافات) وغيرها. قد يقول قائل: كيف تقولون إن الآية التى فى سورة (المؤمنون) خاصة بنفخة الفزع, فى حين أن الآية التى تليها تقول: {فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{102} وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} وهل يكون هذا إلا بعد القيام من القبور؟ فنقول وبالله التوفيق: هذا ترتيب لوقوع الأحداث, ولا يشترط أن يكون توالى الأحداث فى الزمن نفسه, والشاهد على ذلك قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ} [الأعراف:37] فهذا واضح أنه عند خروج أرواحهم, أى عند موتهم, ثم تأتى الآية التى تليها فتقول: {قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا} فهل هذا فى الدنيا عند قبض أرواحهم؟ أم أنه يوم القيامة؟ إنه يوم القيامة, ولكنه ترتيب لوقوع الأحداث, والله أعلم.




    ان شاء الله











  9. #79

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    الشبهة المائتان و ثمانية (208):
    - يقول القرآن لموسى: {وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ} [النمل:10] أى أنه جرى خوفاً منها, ثم يقول له فى الآية نفسها: {يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ} كيف ينفى الخوف عن المرسلين, فى حين أنه قال عن موسى إنه خاف؟

    الرد:

    - الآية التى بعدها توضحها, وهى: {إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} أى أن الذى ظلم هو الذى يخاف, إلا الذى بدَّل حسناً بعد سوء. وهنا يُطرَح سؤال: وهل موسى ظلم؟ فنقول: نعم.. إنه ظلم عندما قتل المصرى, رغم أنه لم يقتله عمداً, بل ضربه فقط, ولكن قدَّر الله أن تكون هذه الضربة سبباً لموته, وهو ما نسميه القتل الخطأ {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} [القصص:15] ثم تاب إلى ربه واستغفر {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}, والله أعلم.




    الشبهة المائتان و تسعة (209):
    - كيف يقول القرآن: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص:56]ثم يقول: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى:52] فكيف ينفى عن نبيكم الهداية, ثم يثبتها له؟

    الرد:
    - لقد ذكرنا فى الرد على الشبهة رقم (285) أن الهداية نوعان: هداية دلالة, وهداية معونة, فإن الله عز وجل أثبت للرسول - صلى الله عليه وسلم - هداية الدلالة, لأنه دعا الناس إلى الإيمان بالله, وبين لهم الرُّشد من الغَىّ, أما هداية القلوب التى نسميها (هداية المعونة) فلا يقدر عليها إلا الله سبحانه وتعالى.
    وقد جاء فى الكتاب المقدس تناقض بين كون التوراة كتبها الله جل وعلا على الألواح, وأن سيدنا موسى - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - هو الذى كتبها:
    ثم قال الرب لموسى انحتْ لك لوحين من حجر مثل الأوَّلَين. فأكتبُ أنا على اللوحين الكلمات التى كانت على اللوحين الأوَّلَين اللذَين كسرتَهما. (خروج34: 1)
    فى ذلك الوقت قال لى الرب انحتْ لك لوحين من حجر مثل الأوَّلَين واصعد إلىَّ إلى الجبل واصنع لك تابوتاً من خشب. فأكتبُ على اللوحين الكلمات التى كانت على اللوحين الأوَّلَين اللذَين كسرتَهما وتضعهما فى التابوت. فصنعتُ تابوتاً من خشب السنط ونحتُّ لوحين من حجر مثل الأوَّلَين وصعدت إلى الجبل واللوحان فى يدى. فكتبَ على اللوحين مثل الكتابة الأولى الكلمات العشر التى كلمكم بها الرب فى الجبل من وسط النار فى يوم الاجتماع وأعطانى الرب إياها. (تثنية10: 1-4)
    واللوحان هما صنعة الله والكتابة كتابة الله منقوشة على اللوحين. (خروج32: 16)
    إن معنى ما جاء فى هذه النصوص, أن الله سبحانه وتعالى هو الذى كتب التوراة على الألواح بنفسه, ثم تأتى الفقرة التالية فتقرر أن سيدنا موسى هو الذى كتبها:
    وقال الرب لموسى اكتب لنفسك هذه الكلمات. لأننى بحسب هذه الكلمات قطعتُ عهداً معك ومع إسرائيل. (خروج34: 27) فكيف نفهم هذا التناقض؟, والله أعلم.




    الشبهة المائتان و عشرة (210):
    - يقول القرآن: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [العنكبوت:12] ثم يناقض نفسه فى الآية التى بعدها ويقول: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ}

    الرد:
    - إن الآية الأولى التى وردت فى السؤال, تكذب الكافرين فى دعواهم بأنهم سيحملون أوزار المؤمنين إذا أطاعوهم وكفروا, فهى تكذيب لهم, وتحذير للمؤمنين من أنهم لو أطاعوهم وكفروا فسوف يعذبون, ولن يغنى الكفار عنهم شيئاً من عذاب الله, بل لهم عذابهم كامل, بمعنى أن الكفار لن يعذبوا بدلاً منهم. أما الآية الثانية فهى تثبت أن الكافرين سيتحملون وزر إضلالهم لغيرهم, أى أنهم لن يتحملوه عنهم, بل سيتحملوا مثله, من غير أن ينقص من أوزار الذين اتبعوهم شيئاً, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أيما داعٍ دعا إلى ضلالة فاتُّبِعَ فإن عليه مثل أوزار من اتبعه, ولا ينقص من أوزارهم شيئاً, وأيما داع دعا إلى هدى فاتُّبِعَ فإن له مثل أجور من اتبعه, ولا ينقص من أجورهم شيئاً)) [صحيح الجامع:2712]‌
    وقد جاء فى كتابكم المقدس أن الجيل الثالث والرابع والعاشر يتحملون خطايا آبائهم, وفى مواضع أخرى لا يتحملونها, وإليكم هذه النصوص المتناقضة:
    لا تسجد لهن ولا تعبدهن. لأنى أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء فى الأبناء فى الجيل الثالث والرابع من مُبغِضى. (خروج20: 5) لا يدخل ابن زنى فى جماعة الرب. حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد فى جماعة الرب. (تثنية23: 2)
    وأنتم تقولون لماذا لا يحمل الابن من إثم الأب. أما الابن فقد فعل حقاً وعدلاً حفظ جميع فرائضى وعمل بها فحياة يحيا. النفس التى تخطئ هى تموت. الابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن. بِر البارّ عليه يكون وشَرّ الشرّير عليه يكون. (حزقيال18: 19-20), والله أعلم.




    ان شاء الله











  10. #80

    عضو بارز

    الصورة الرمزية Miss Invisible
    Miss Invisible غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4701
    تاريخ التسجيل : 31 - 7 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 744
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر بعد 25 يناير
    الاهتمام : الانترنت
    معدل تقييم المستوى : 13

    افتراضي


    الشبهة المائتان و إحدى عشر (211):
    - يقول القرآن: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} [الصافات:24] ثم يقول: {فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن:39] أليس هذا هو التناقض بعينه؟

    الرد:

    - هناك سؤال توبيخى وسؤال استعلامى, فأما السؤال الاستعلامى فلا يعرف السائل إجابته, كسؤال التلميذ لمدرِّسِهِ, وهذا مُحال على الله سبحانه وتعالى, أما السؤال التوبيخى, فمثل سؤال الأب لابنه إذا رسب فى الامتحان: ألم أُلَبِّ كل رغباتك؟ ألم أشترِ لك كل ما طلبته من كتب وكراسات وغيره؟ ألم أحضر لك المدرسين؟ ألم أهيئ لك الجو المناسب للمذاكرة؟... إلخ, فهل الأب حين يسأل ابنه يريد إجابة, أم أنه يوبخه؟ فالسؤال الذى فى سورة (الصافات) سؤال توبيخى كالذى فى سور كثيرة, مثل: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا} [الأنعام:130] {أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ} [الطور:15] وذلك حين يرى الكفار نار جهنم وقد كانوا بها كافرين, ولكن هل قال لهم: لِمَ كفرتم أو لِمَ أشركتم؟ لا- لأنهم لن يُسمَح لهم بالاعتذار. قد يقول قائل: إن القرآن أثبت للكافرين الاعتذار فى أكثر من موضع, مثل: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ} [السجدة:12] {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ{106} رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون:106-107] فنقول له: متى حدث هذا الاعتذار؟ لقد حدث عند وقوع العذاب بهم, وهذا لا ينجيهم, كما : {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ{10} فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك:10-11] أما الاعتذار الذى حُرموا منه, فهو الاعتذار الذى يُرجَى قبوله, فمثلاً - {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} - إذا سأل القاضى مجرماً عن شىء فعله, فإنه يدافع عن نفسه, ويُبدى أعذاره فى ارتكاب التهمة الموجَّهة إليه, وربما أحضر من يشهد له ويدافع عنه, ثم ينظر القاضى فى هذه الأعذار الدافعة لتلك الجريمة, وربما خفف عنه الحكم بسبب هذه الأعذار, ولكن هذا فى حق البشر, لأنهم لا يعلمون ما خفى عنهم, أما الله عز وجل, الذى يعلم ما فى السماوات والأرض, ويعلم السر وأخفى, فلا يحتاج لسؤالهم ليعلم عذرهم {وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [يونس:61] ولذلك فلن يسمح لهم بالاعتذار {وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} [المرسلات:36], والله أعلم.





    الشبهة المائتان و إثنى عشر (212):
    - يقول محمد عن أهل النار: {رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} [غافر:11] ثم نسى وقال عن أهل الجنة: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [الدخان:56] فهل هى موتة واحدة, أم اثنتان؟ وكيف يذوق أهل الجنة وأهل النار الموت, مع أن نبيكم قال إنهم لا يموتون؟

    الرد:
    - الذوْق لا يكون إلا للحىّ, فلو وضعنا - مثلاً - ملعقة عسل فى فم ميت.. هل يذوقها؟ فالموتة التى نعرفها, يذوقها المؤمن والكافر مرة واحدة فى الدنيا, أما كونهما موتتين, فقد رد القرآن على ذلك بقوله: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة:28] فهذا باعتبار أن العدم قبل مجيئنا كان موتاً, فإننا كنا مُقدَّرين فى علم الله جل وعلا, ولكن لم يكن أُذِنَ لنا بَعْدُ بالمجىء إلى الدنيا, ولكن هذا الموت ليس فيه ذوْق, فلم يذكر الله عز وجل أننا ذقنا موتتين, ولكن خص الذوق بالموتة الثانية. أمّا قول الله جل وعلا عن أهل الجنة: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} فنقول وبالله التوفيق: إن المؤمن يُبَشَّر عند موته برضا الله سبحانه وتعالى, ويرى مقعده من الجنة, فكأنه قد مات فيها, : {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت:30] أمّا الجنة والنار فليس فيهما موت, قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يؤتى بالموت كأنه كبش أملح, حتى يوقف على السور بين الجنة والنار, فيقال: يا أهل الجنة! فيَشرَئبُّون, ويقال: يا أهل النار! فيشرئبون, فيقال: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت, فيُضجع ويُذبح, فلولا أن الله قضى لأهل الجنة الحياة والبقاء لماتوا فرحاً, ولولا أن الله قضى لأهل النار الحياة فيها لماتوا تَرَحاً)) [صحيح الجامع:7998], والله أعلم.





    الشبهة المائتان و ثلاثة عشر (213):
    - إن جميع الآيات التى تعرضت لخلق السموات والأرض, ذكرت أنهم خُلِقوا فى ستة أيام, ثم نفاجأ أن سورة (فصلت) خالفت القرآن كله, فقالت إنهم ثمانية أيام.

    الرد:
    - ليس هناك أى تناقض على الإطلاق, فالثمانية هم الستة.. كيف؟! لنذكر معاً تلك الآيات الكريمات: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ{9} وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ{10} ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ{11} فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فصلت:9-12] إن اليومين الأولين من خلق الأرض داخلان فى الأربعة التى تليها, أى أن الأرض خُلِقَت فى يومين, وجُعِلت فيها الرواسى, وبورِك فيها فى أربعة أيام شاملة لخلقها فى يومين, فيكون المجموع أربعة, ولنذكر مثلاً ضَرَبَهُ الشيخ الشعراوى رحمه الله - {وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} - لو أنك سافرت إلى الإسكندرية ومررت بطنطا, فقلت: لقد سافرت إلى طنطا فى ساعتين وإلى الإسكندرية فى أربع ساعات, فهل الساعتان اللتان وصلت فيهما إلى طنطا منفصلتان عن الأربع ساعات التى وصلت فيها إلى الإسكندرية, أم أنهما داخلتان فيها؟
    ونود أن نسألكم: كم عدد الأيام التى قضاها المسيح - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - فى قبره حسب زعمكم؟ فها هو كتابكم المقدس يقول:
    حينئذ أجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين يا معلِّم نريد أن نرى منك آية. فأجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تُعطَى له آية إلا آية يونان النبى. لأنه كما كان يونان فى بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان فى قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال. (متى12: 38-40) إن هذا الكلام لا يلتبس فهمه على أحد, وهو أنه سيبقى فى قبره ثلاثة أيام بلياليها, وقد تكرر هذا كثيراً فى الأناجيل, مثل (مرقس8: 31) (مرقس9: 31) (مرقس10: 34) ثم تأتى نصوص أخرى تناقض هذا, فتقول:
    ولما كان المساء إذ كان الاستعداد. أى ما قبل السبت. جاء يوسف الذى من الرّامة مُشيرٌ شريفٌ وكان هو أيضاً منتظراً ملكوت الله فتجاسر ودخل إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع. فتعجب بيلاطس أنه مات كذا سريعاً فدعا قائد المئة وسأله هل له زمان قد مات. ولما عرف من قائد المئة وهب الجسد ليوسف. فاشترى كتاناً فأنزله وكفنه بالكتان ووضعه فى قبر كان منحوتاً فى صخرة ودحرج حجراً على باب القبر. (مرقس15: 42-46) يتضح من هذا النَّص أنه دُفِن ليلة السبت, وهو معنى (ولما كان المساء.. أى ما قبل السبت) ثم اكتشف تلاميذه أن قبره كان خالياً فى الساعات الأولى من يوم الأحد:
    وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. وإذا زلزلة عظيمة حدثت. لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج. فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات. فأجاب الملاك وقال للمرأتين لا تخافا أنتما. فإنى أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب. ليس هو ههنا لأنه قام كما قال. هلمَّا انظرا الموضع الذى كان الرب مضطجعاً فيه. (متى28: 1-6)
    مما سبق يتضح - وبحساب بسيط - أنه لم يمكث فى قبره ثلاثة أيام وثلاث ليال كما قال, بل مكث - على أحسن الفروض - يوماً واحداً.. وهو يوم السبت, وليلتين.. وهما ليلة السبت وليلة الأحد, والله أعلم.




    ان شاء الله










 

صفحة 8 من 11 الأولىالأولى ... 4567891011 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على الملحدين (الاسلام دين اللحق)
    بواسطة نورالدين مومن في المنتدى قسم حوار الملحدين
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 2011-06-25, 11:15 AM
  2. الرد على الملحدين وصدفة نشوء الكون
    بواسطة ربيب الألباب في المنتدى قسم حوار الملحدين
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 2011-01-17, 03:55 PM
  3. الرد على شبهات الملاحدة
    بواسطة الهزبر في المنتدى المكتبة الإسلامية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 2011-01-10, 10:18 PM
  4. حملوا المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام ارجو ان تتبت
    بواسطة MAROC في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2010-07-30, 06:09 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML