لن أتطرق لنشيد الإنشاد لأنه ليس موضوعنا وسأتعرض للأمر معك ويكأنك أخت لنا سألها طفلها عن هذه الكلمة بالتحديد وقد أحرجت منه ولم تجد ما تقوله له ولكن لنفصل السؤال الأول لأنه يحتوى على مجموعة من الأسئلة .

تقولين في الشق الأول من السؤال :
- كيف تشرحون لابنائكم معنى الكواعب الأتراب ،
دعينا قبلا نرجع الى الأية في سياقها كي تتضح الصورة فهذه هي الأيات الكريمات التي سيقرأها طفلك ومن بعدها سيبدأ بتوجيه الأسئلة لك وهي في قوله تعالى : "إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿٣٣﴾ وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾" سورة النبأ .
وكما تفضلتي حضرتك في مداخلة سابقة وقد عرضتي تفسير الإمامين الجلالين رحمهما الله وسأضيف أنا هنا جملة من كلام علماؤنا حولها :
وأولا وقبل الولوج في الرد أقول فالأية على مدار كلمتين الأولى هي (الكواعب) بمعني النهد والثانية (الأتراب) بمعني متساويات في العمر ،
حسنا المطلوب منك الأن كأم أن تشرحي معني الكلمة الأولى لطفلك أليس كذلك ؟ لأن الثانية لا غبار عليها ، ولأن اللغة العربية لغة سامية ستجدي والله فيها ما يسرك لو يحثتي وستخرجين مما رأيته مأزق بكل سهولة ويسر ، فلو لم يرضى طفلك بكلمة نهد لك أن تقولي له ثدي مثلا فما الغرابة في ذلك ؟ ولنا وقفة مع الكلمة كما صورها علماء اللغة لأننا في معرض التحقيق في كلمة عربية فوجب علينا أن نرجع لعلماء هذه اللغة حتي يتثنى لنا المتابعة :
جاء في لسان العرب : العرب تقول: جاريةٌ دَرْماءُ الكُعُوبِ إِذا لم يكن لرؤوسِ عِظامِها حَجْمٌ؛ وذلك أَوْثَرُ لها؛ وأَنشد:
ساقاً بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَما
وفي حديث أَبي هريرة: فجثَتْ فَتاةٌ كَعابٌ على إِحدى رُكْبَتيها، قال: الكَعابُ، بالفتح: المرأَةُ حين يَبْدو ثَدْيُها للنُّهود. وقال ابن فارس: يقال: كعبت المرأة كعابة، فهي كاعب: إذا نَتَأَ ثَدْيُها " ابن الجوزي " ، وقال ابن عادل في " اللباب في علوم الكتاب " هي من كعب ثديها وتفلك، أي يكون الثدي في النتوء كالكعب والفلكة
وعن ابنُ الأَعرابي: الكُعْبةُ عُذْرةُ الجارية؛ وأَنشد:
أَرَكَبٌ تَمَّ، وتمَّتْ رَبَّتُهْ، * قد كانَ مَخْتوماً، ففُضَّتْ كُعْبَتُهْ
والمراد أنهم نساء كواعب تكعبت ثديهن وتفلكت أي: صارت ثديهنّ كالكعب في صدورهن
ّ
.
فهل طرح القرأن الكريم الكلمة في سياق أنها كلمة مغرية ؟ هل جاءت الكلمة في القرأن بما يفيد أنها تحفز على الغريزة ؟ هل في الأية ما يشير الى أن الكلمة مبتزلة وغير لائقة ؟
وقبل أن أبدء في طرح التفاسير هل فيما أدرت عليك ما يدعو للخجل ، هل هذا الكلام العربي الذي تعرض له علماء اللغة العربية كلام غير لائق ؟ أترك الإجابة لك وأنتقل الى فصل أخر من كلام علماؤنا رحمة الله عليهم .