محمد عبد الرازق القمحاوي | 10-08-2011 02:47
معذرة ؛ فأنا من أنصار نظرية المؤامرة .. ولو أقسم لي ( باراك أوباما ) على إنجيله .. و( نتنياهو ) على توراته أنهم يريدون مصر دولة قوية تنعم بالحرية .. ما كنت بمؤمن لهم ولا مصدقا .. ؛ فالولايات المتحدة ومنذ أعلنت حربها على الإسلام ـ عفوا أقصد الإرهاب ! .. وهي ترى في التصوف وأنصار التصوف البديل الآمن للإسلام السياسي .. والدراسات والتقارير والمؤتمرات التي عُقدت في دول الغرب للبحث في آليات دعم وتقوية الطرق الصوفية لمواجهة الإسلام السياسي أكثر وأشهر من التعرض لها في هذا السياق !
ولم أنسى بعدُ صور السفير الأمريكي الأسبق (ريتشارد دوني ) التي كانت تتصدر صحف القاهرة وهو يجالس المريدين في موالد ( السيد البدوي ) بطنطا و ( الحسين ) بالقاهرة .. وتصريحاته التي طالما أشاد فيها بالأجواء الروحانية للطرق الصوفية ! .. كما لم أنسى بعد (جورج بوش الابن ) نفسه يستشهد بشعر (جلال الدين الرومي ) ـ أحد أقطاب التصوف ـ في لقاءاً له مع اعضاء الجالية الاسلامية بالولايات المتحدة !
معذرة فأنا من أنصار نظرية المؤامرة على الإسلام ؛ ولو أقسم لي السيد ساويرس بالليبرالية أنه حين أقام خيمة حزب المصريين الأحرار في مولد (السيدة نفيسة ) بالقاهرة يقدم فيها ( الفتة ) للمريدين ويجمع توكيلاتهم لحزبه .. لوأقسم أنه ما فعل ذلك إلا إيمانا بالليبرالية ما كنت مصدقه ؛ وهو القائل : أسستُ حزب المصريين الأحرار للتصدي لمد الإخوان المسلمين ! .. أي لمواجهة الإسلام السياسي !!
تتلاقى إذا أهداف الإدارة الأمريكية مع أهداف السيد ساويرس وجميع الليبراليين في السعي لإقصاء الإسلام السياسي عن واقع المجتمع المصري .. والطرق الصوفية هي حائط الصد الذي يسعىون لإقامته في وجه المد الإخواني السلفي المتوقع في مصر .. أو هي الخنجر الذي يريدون غرزه في خاصرة الإسلام السياسي ! ومن ثم فقيام (علاء الدين ماضي أبو العزائم ) شيخ الطريقة العزمية ـ مدفوعا من القوى الليبرالية ـ بالدعوة لتظاهرة مليونية صوفية في حب مصر ! .. ليس إلا تنسيقا بين حلفاء اجتمعوا على معاداة الإسلام السياسي ! وهل يكون اختيار الشيخ أبو العزائم لنجيب ساويرس رجلا للعام الهجري1430 هـ !! إلا دليلا على هذا التنسيق ! وهل تكون أكذوبة هدم السلفيين للأضرحة التي رُوج لها في بداية الثورة إلا باكورة الإنتاج الليبرالي لمسلسل كسب تعاطف عوام الصوفية وتأجيج رفضهم لحركات الإسلام السياسي !
ويصبح السؤال مشروعا : هل يقف قادة الإسلام السياسي ومفكريه وكتابه متفرجين على هذا الحلف ينمو ويستفحل أمره ؟ .. وهل يسمحوا بأن تأتيهم ضربات أعدائهم من خلال إخوة لهم مساحات الإتفاق معهم أكبر بكثير من مساحة الاختلاف ؟ ... الحقيقة : إن بروز هذا الحلف البغيض يُعد فرصة ذهبية نختبر فيها قدرة قادة الإسلام السياسي على قراءة الواقع وإدارة الأزمات .. وكذلك هي فرصة لنعرف مدى امتلاكهم للحكمة اللازمة لتفكيك هذا الحلف والخروج بإخوانهم الصوفيين من بين براثنه .
وإن لم تكن السياسة تحكم بذلك !.. فالدعوة تحكم بذلك .. ولا أظنهم بحاجة للاستغناء عن أصوات ما لا يقل عن 15 مليون صوفي ـ في بعض التقديرات !! ـ مجذوبين نحو ما يأمر به مشايخهم !l]] dhado vdjahv] l]]
المفضلات