النتائج 1 إلى 2 من 2
 
  1. #1

    vito07

    الصورة الرمزية كوبرلّي
    كوبرلّي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2548
    تاريخ التسجيل : 7 - 8 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 31
    المشاركات : 1,207
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 7
    معدل تقييم المستوى : 0

    افتراضي محمد وحيد الدين واكذوبة الخيانة الاتاتوركية


    بسم الاله الاوحد الرحمن الرحيم ملك السماوات والارض الحي القيوم مالك الملك ذو الجلال والاكرام

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اخواني الكرام كما نعرف ان بسبب من يلقب بابو الاتراك مصطفى علي رضا الملقب بكمال اتاتورك سقطت آخر خلافة اسلامية تتولى شئون المسلمين وتمثل وحدتهم الاسلامية

    لكن قبل اسقاط اتاتورك للخلافة كان قد مهد لعدة اكاذيب زعزعت ثقة الناس في امبراطورهم وخليفتهم امير الخلافة العلّية العثمانية وسلطان البلغار والبلقان وكان في ذلك الوقت هو السردار خاقان محمد وحيد الدين خان


    ومن هذه الاكاذيب هي ان الخليفة وبرلمانه الاسلامي في اسلامبول قد تحالف مع الفرنسيس ضد جيش التحرير الوطني بقيادة مصطفى كمال وعصمت اينونو"ثاني رؤساء الجمهورية القومية التركية" وصالح بوزوك"الضابط المرافق للجنرال اتاتورك" وقد سرت هذه الاكذوبة بين الناس بسرعة شديدة في ظل الاحتلال اليوناني لازمير وسائر الاناضول ونزول الانجليز والانزاك قبالة الدردنيل ولكن الحقيقة هي ان حكومة السلطان كانت تقاتل على سبع جبهات بينما كان اتاتورك ينفذ خطط الانجليز بانسحابه من جميع الجبهات المكلف بالدفاع عنها كما في الإنسحاب من حلب بحجة أن أهلها ثاروا عليه لموقفهم مع الأمير فيصل بدعم الإنجليز...

    - المواجهة حدثت يوم 1918/8/26 و خسر و إنسحب
    - والبقاء في المناطق التي إنسحب إليها حتى إعلان تركيا إستسلامها في 1918/8/30


    يذكر د.رضا نور في مذكراته ما يلي : " في المرحلة الأخيرة لحرب البلقان كان الجيش موجودا في (تكير داغ ) وحاواليها ، وقد أرسل جيش من قبلنا للدفاع عن شبه جزيرة (غاليبوا ) ، وقد كان هذا الجيش تحت قيادة ( علي فتحي ) و ( مصطفى كمال ) ، وبحسب الخطة التي وضعها أنور فقد كان على الجيش أيضا مهاجمة الجيش البلغاري لدحره ، وقد تم التفاهم على الخطة ، ولكن مصطفى كمال بدأ بالهجوم دون أن ينتظر هجوم أنور باشا فاندحر وهرب ، فاضطروا إلى إرسال جيش أنور باشا إلى شبه جزيرة ( غاليبوا ) خوفا من هجوم البلغار واستيلائهم عليها ، وقد أرسل ( الميرلاي صادق صبري ) للتحقيق ، وما أن وصل إلى هناك حتى التقى مع ( على إحسان باشا ) في الميناء حيث اخبره هذا بان هذه الكارثة حدثت نتيجة خيانة مصطفى كمال

    أما دافع مصطفى كمال لاقتراف هذه الخيانة فهو الحيلولة دون حصول أنور على شرف الانتصار والغلبة ، ثم ذهب صادق صبري للتحقيق مع ضباط فرق الجيش حول هذه الكارثة حيث كانوا متفقين في أن هناك قصدا أو خيانة في الأمر ، وعندما قام صادق صبري باستجواب مصطفى كمال لم يجر هذا جوابا ، وقد عرفت هذا الأمر من صادق صبري نفسه ، وقد نشر جمال الغزي رسالة حول هذه القضية حيث رد عليها فتحي قائلا : " إن أمثال هذه الخيانات تبقى عندنا بدون عقاب ، وهذا شيء مؤلم " .


    ثم رقي بعد فترة إلى رتبة قائمقام ، ولكن أخرج بعيداً عن مسرح السياسة والتوجيه لأنه كان مكروهاً من الاتحاديين فيما عدا صلته بجمال باشا الذي يجمعه به كراهيتهما للألمان ، ولما كثر نقده للاتحاديين أبعدوه ملحقاً عسكرياً في صوفيا.


    ولما اندلعت الحرب الأولى طلب أتاتورك من أنور أن يوليه قيادة إحدى الجبهات ، وبعد طلبه عدة مرات تولى قيادة القطاع الجنوبي في شبه جزيرة (غاليبولي) ، فأبدى شجاعة فائقة وانتصاراً كبيراً ، وبعد انسحاب الحلفاء من (غاليبولي) رجع مزهواً بالنصر منتفخاً بالغرور إلا أن أنور تجاهله ، فلجأ إلى الدس والمؤامرة على الاتحاديين فألقي القبض عليه وعلى المتآمرين وشنق أنور مجموعة منهم إلا أنه لم يشنق مصطفى وأبعده إلى بلاد القوقاز حيث الجيش السادس ثم إلى ديار بكر حيث الجيش الثاني ، ولم يكن له هناك شأن يذكر لانسحاب الروس إثر الثورة الشيوعية سنة 1917م .


    ثم أرسلوه إلى الشام سنة 1917م وكان قد وصل إلى رتبة لواء أي باشا وصار مساعداً لقائد الجيش الثاني.

    ثم عين قائداً لجبهة فلسطين ، وفي فلسطين تمت الصفقة مع أللنبي القائد الإنجليزي واتفق الإنجليز مع مصطفى كمال ، على الانسحاب ليدخل أللنبي برداً وسلاماً وليضرب الجيوش التركية الأربعة ضربة قاصمة بعد أن ارتد أللنبي خائباً من أبواب السلط بعد أن هزمه جمال باشا قائد الجيش الرابع

    وكانت نتيجة هذه الخيانة تحطيم تركيا إلى الأبد، وأما نتيجة المعركة فكانت كارثة:
    كان عدد الأسرى يقرب من مائة ألف جندي عدا القتلى برصاص الدروز والأرمن

    الأدلة على خيانة مصطفى كمال واتفاقه مع الإنجليز:

    هناك أدلة كثيرة على خيانة مصطفى كمال واتفاقه على الانسحاب من فلسطين وتدمير الإسلام :

    إن انسحاب مصطفى كان من موقع حصين وهو شرق نابلس الوعرة ، وقد تم الانسحاب في نفس الليلة التي دخل فيها أللنبي وهي ليلة19/9/1917 ، وقم تم الانسحاب من نابلس إلى شرق الأردن فدمشق فحلب فجبال طوروس ، وقد كان الانسحاب فجائياً بسرعة البرق .
    ولم يكن وضع أللنبي العسكري بحالة تمكنه من هذا النصر الساحق.

    يقول لورانس:" لقد قال لي أللنبي في 5 أيار سنة 1917م : إن كلينا مرغم على البقاء حيث هو والدفاع عن هذا البقاء بأي ثمن ، إن مصيرنا كله على كف عفريت ".

    يقول الجنرال التركي ـ مؤلف كتاب الرجل الصنم ـ :" وهنا يتفق مصطفى كمال مع القائد الإنجليزي الجنرال أللنبي سراً وبانسحاب فجائي يحرم الجيش التركي من ذراعي الاستناد ، ويؤدي بذلك إلى وقوع الجيش بيد الأعداء" ، ويقول ضابط تركي معاصر : " كان رفقائي في السلاح في جبهة فلسطين يذكرون أن الخيالة الإنجليز قاموا باختراق جبهة الجيش الذي كان تحت إمرة مصطفى كمال ، وأنهم بذلك وصلوا إلى مؤخرة أربعة جيوش حيث تمت الكارثة التي لا يتحملها العقل والخيال " .

    وكان قائد الجيش الرابع جمال باشا يرى على الدوام أن مصطفى كمال هو المسئول عن الهزيمة ، ويقول الدكتور علي حسون : " وفي سنة 1337هـ عين مصطفى كمال قائداً لأحد الجيوش في فلسطين حيث قام بإنهاء القتال مع الإنجليز فوراً وبصورة تامة وسمح للعدو بالتقدم شمالاً دون مقاومة ، وسحب قواته شمالاً لما بعد حلب حسب مخطط متفق عليه " .

    اتصل الإنجليز بمصطفى كمال يوم أن كان قائداً في فلسطين وطلبوا إليه أن يقوم بثورة على السلطنة ، ووعدوه أن يساعدوه على ذلك ، فاتصل مصطفى كمال بقائدين عثمانيين من زملائه كانا يتوليان قيادة جيشين قريبين منه وطلب وفاقهما في الأمر ، فلما سمعا الخبر استعظماه واستنكراه وقالا له:" بما أنك لم تحاول العصيان الذي يوجب الإعدام فإننا سنكتم الأمر وننصحك أن تعتبره منسيا ".

    بعد اندحار أللنبي أمام جمال باشا في السلط أرسل جمال إلى الأمير فيصل بن الحسين قائد القوات العربية يعرض الصلح بين الأتراك والعرب ، وهذا الصلح لو تم لأصبح من شبه المستحيل على أللنبي أن ينتصر على العرب والترك معاً.

    قال لورانس: " وكان جواب فيصل على تلك المذكرة أنه سيأتي الوقت المناسب لعقد تلك المعاهدة وفي إمكانه ضمان ولاء جيش لجمال باشا إذا أخلى الأتراك عمان لحكومة عربية تشكل فيها على الأثر" .

    قال لورانس:" وما أن وصلت هذه الأخبار إلى مصطفى كمال الثائر على السلطات التركية فإذا بمصطفى يرجو فيصلا عدم الانصياع لرغبات جمال باشا وطعنه ويعد بالمساندة في حالة نجاحه في إخلاء دمشق لإقامة دولة عربية مستقلة ".

    وهنا نتساءل ما الذي أوصل هذه المكالمات السرية إلى مصطفى كمال؟ أليسوا الإنجليز؟ ولماذا يجهد مصطفى كمال في منع عقد الصلح الذي هو في مصلحة تركيا؟
    أوليس ووراء الكواليس شيء يوعد به مصطفى كمال من قبل الإنجليز؟ وما معنى في حالة نجاحه؟ أوليس نجاحه فيما اتفق عليه مع الإنجليز؟ وهو إسقاط الدولة العثمانية مقابل الوعد والأماني الشيطانية الإنجليزية؟
    إن كلام أللنبي ومصطفى كمال واحد يتفق في الهدف والصيغة، إنه ليس كلام قائد تركي يقاتل الإنجليز، إنه كلام قائد يحمي جبهة بريطانيا من الانهيار، ويحرم العرب الأتراك من النصر وهذا الذي حصل .

    بعد انتصار أللنبي حضر إلى اسطنبول فطلب من الدولة التركية المهزومة أن تعين مصطفى كمال قائدا للجيش السادس قرب الموصل حيث النفوذ الإنجليزي ومنطقة البترول لحماية مصالح الإنجليز وأمنهم هناك .
    إن مصطفى كمال بعد الهزيمة الكبرى التي كبدها تركيا ، وبعد رجوعه كان على صلة بالقس المشهور فرد الذي كان رئيسا للاستخبارات الإنجليزية في تركيا .

    كان مصطفى كمال على صلة وثيقة بالسلطان وحيد الدين (محمد السادس) ، وذلك لأنه عين في ربيع سنة 1918م مرافقاً عسكرياً له ، وكان آنذاك ولياً للعهد ، وأظهر مصطفى كمال آنذاك لوحيد الدين كراهيته للإتحاد والترقي ، وأبدى صلاحاً وحرصاً على مصلحة تركيا ، وسرعان ما أصبح الاثنان صديقين حميمين ، وغدا مصطفى جندياً للأمير وأميناً لسره.

    وفي أثناء الحرب مات السلطان محمد رشاد (الخامس) وتولى وحيد الدين الخلافة، فقرب مصطفى كمال ورفع من مكانته، وأرسله وحيد الدين ليتولى مكافحة المستعمرين في الأناضول، وأعطاه مبلغا كبيرا من الذهب (عشرين ألف ليرة ذهبية).

    يقول الشيخ مصطفى صبري: " لقد شاعت كلمة سمعتها على لسان أحد الإنجليز أن السلطان أراد أن يكيد الإنجليز بمصطفى كمال، فكاد الإنجليز به السلطان ".
    وفي الأناضول اتفق مصطفى كمال على أن يتولى عن غربي الأناضول ، وأما القائد (كاظم قره بكر) فيتولى الدفاع عن شرقي الأناضول.

    قال كاظم: " ولكن بعد أن مر 18 يوما على تثبيت هذه الخطة ـ أي في 3 شباط سنة 1920م ـ تلقيت رسالة بالشفرة من سيادة مصطفى كمال يقول فيها:" ليس هناك مجال للمقاومة المسلحة ضد شروط الصلح الفاسدة إلا في القفقاس، أما في الجهات الأخرى فليس في الإمكان عمل أي شيء فإذا ساعدت تركيا البلاشفة في الاستيلاء على قفقاسيا ، ووحدت جهودها معهم فإن الأناضول -من الغرب إلى الشرق- وكذلك العراق وإيران وأبواب الهند تكون قد فتحت على مصراعيها .

    فجاء خليل باشا عم (أنور باشا) إلى أهل أذربيجان (قفقاسيا) وقال لهم: "إن تركيا ترغب منكم السماح للجيش الروسي بالعبور لتقديم المساعدة إلى تركيا ، فقال أهل أذربيجان:" وقد خدعنا بهذا القول وأدخل الروس علينا دون أن نبدي أي مقاومة ، مع أننا كنا نملك جيشاً وكنا على استعداد للدفاع ، ولكن لم يدعنا ندافع وهكذا دخلنا مرة أخرى تحت السيطرة الروسية .

    وكانت هذه خطة إنجليزية ليظهر مصطفى كمال أنه عدو لبريطانيا ، ولقد جاء (راولنسوون-شقيق اللورد كيرزون) وزير خارجية بريطانيا واجتمع مع كاظم وعرض عليه نفس الخطة ، فذهل كاظم للتوافق العجيب والفجائي بين رغبة مصطفى كمال الذي تظاهر بعداوة الإنجليز وبين رغبة الإنجليز أنفسهم.

    لقد خطط -راولنسون- وبصفقة متبادلة مع روسيا لذبح الشعب القفقاسي المسلم وألقوا خطتهم إلى عميلهم مصطفى كمال ، ونفذها كاظم باشا وخليل باشا ووقعت القفقاس المسلمة في قبضة الشيوعيين ليذبح أهلها في مفارم اللحم (البلوبيف) ، وليساموا سوء العذاب إلى يومنا هذا منذ نيف وستين سنة ، وليمسح الإسلام من أرضها نهائياً ويجتث منها اجتثاثاً ، وقد ثبت أن العقيد (راولنسون) قد اجتمع مع مصطفى كمال في بيت في أرضروم اجتماعاً في غاية السرية والأهمية دام حتى الصباح.

    تصريح دهاقيين السياسة الإنجليزية آنذاك بوجوب إقامة معاهدات صداقة مع مصطفى كمال.
    يقول اللورد كيرزون وزير خارجية بريطانيا:" لا يمكن لأي فرد تركي بعد هذا الاحتلال المنحوس (لأزمير) من قبل اليونان إلا أن يتعاطف بعمق مع القضية الوطنية التي عليها الآن مصطفى كمال .

    ويقول رئيس الأركان سير هنري ولسون:" ليس أمام الدبلوماسية الإنجليزية إلا أن تعقد الصداقة مع مصطفى كمال".
    مسرحيات الانتصارات الساحقة في الأناضول وخاصة في سقاريا أفيون ، أزمير التي جعلت من مصطفى كمال خارقة من الخوارق تغنى بمدحها الشعراء

    لقد تمت المسرحية بهذا الإخراج الساحر الذي يأخذ بالألباب، لقد شدد الإنجليز في فرض الشروط على الخليفة ليبدو عاجزاً ضعيفاً وتساهلت مع مصطفى كمال ليظهر بطلاً فريداً.

    يقول الشيخ مصطفى صبري: لقد أبلغتنا لجنة الحلفاء العليا المقيمة في باريس والمؤلفة من رؤساء وزارات كل من إنجلترا وفرنسا وإيطاليا واليونان في مساء 14 مايو سنة 1919 قرارا يقضي بنزول الجيوش اليونانية في أزمير ومقدونية ، ويحذرنا من المقاومة التي يعتبرونا نقضا للهدنة ، في اليوم الثاني أي في 15 مايو سنة 1919م نزل اليونان في أزمير.
    في هذا الفصل والأخير ، نتحدث عن تداعيات إنهاء الخلافة الإسلامية إلى جانب الأعمال التي قام بها مصطفى كمال لإلغاء مظاهر الإسلام في البلاد.


    بعد إلغاء السلطنة في 1 تشرين ثاني 1922م ، رحل السلطان محمد وحيد الدين على سفينة انكليزية إلى مالطا واختار المجلس الوطني عبد المجيد الثاني خليفة فقط .
    وقام مصطفى كمال بإعلان الدستور الجديد الذي نص على أن تركيا أصبحت جمهورية ، وانتخب مصطفى كمال أول رئيس لها ، وعصمت اينونو أول رئيس وزراء .

    أولا إلغاء الخلافة :

    وعندما التفت المعارضة التركية لمصطفى كمال حول الخليفة عبد المجيد ، فخشي من الإطاحة به ، وكذلك شعر مصطفى كمال أن هذا الخليفة ، قد يصبح نقطة لتجمع المسلمين ، والتفاف المسلمين جميعا حوله بصفته أعلى رجل دين في الإسلام ، وكان مصطفى كمال لا يريد منافسا ، ويريد قطع الجذور العميقة بالإسلام والماضي ، فاستصدر قرارا من الجمعية الوطنية في 3 آذار 1924م بإلغاء الخلافة وإخراج الخليفة من البلاد ، وصدر بذلك صيغة جديدة للدستور في 20 نيسان ، وفي هذا التاريخ ، تاريخ إلغاء الخلافة يشغر لأول مرة تاريخ الإسلام من منصب خليفة منذ وفاة الرسول (ص) وخلافة أبو بكر .

    وعندما طرح مصطفى كمال على الجمعية مشروع قرار بإلغاء الخلافة التي أسماها " هذا الورم من القرون الوسطى " ، وقد أجيز القرار الذي شمل نفي الخليفة في اليوم التالي دون مناقشة، وانطفأت على يد مصطفى كمال شعلة الخلافة التي كان المسلمون طيلة القرون يستمدون من بقائها رمز وحدتهم واستمرار كيانهم .

    لقد كان مصطفى كمال ينفذ مخططاً مرسوماً له في المعاهدات التي عقدت مع الدول الغربية، فقد فرضت معاهدة لوزان سنة 1340هـ/1923م على تركيا فقبلت شروط الصلح والمعروفة بشروط كرزون الأربع " وهو رئيس الوفد الانجليزي في مؤتمر لوزان " وهي:

    1- قطع كل صلة لتركيا بالإسلام.
    2- إلغاء الخلافة الإسلامية إلغاءً تاماً.
    3- إخراج الخليفة وأنصار الخلافة والإسلام من البلاد ومصادرة أموال الخليفة.
    4- اتخاذ دستور مدني بدلاً من دستور تركيا القديم .

    وعم الاستياء الشديد العالم الإسلامي، فشوقي الذي مدحه سابقاً بكى الخلافة فقال:


    ثانيا إجراءات مصطفى كمال لمحو آثار الخلافة الإسلامية :

    منذ لحظة إعلان الجمهورية التركية عام 1923م برئاسة مصطفى كمال بدأ أتاتورك اتخاذ الترتيبات نحو الاتجاه للغرب ، وقد وصف كمال قانون العلمانية وفصل الدين عن الدولة ، بأنه : " انتصار للكفاح في سبيل المدنية ، وان تصفية الدستور بإخراج المادة القائلة أن الإسلام دين الدولة هو بمثابة لبس التاج في مراسيم انتصار دعاوينا الأساسية " .
    وقال أيضا : " إن الدولة التركية دولة علمانية ، وكل راشد حر في اختيار دينه ، إن الأمة التركية دولة تدار بالنظام الجمهوري الذي هو إرادة الشعب " .

    أولا إجراءات مصطفى كمال في مجال الدين :

    فألغيت وزارة الأوقاف سنة 1343هـ/1924م، وعهد بشؤونها إلى وزارة المعارف.
    وفي عام 1344هـ/1925م أغلقت المساجد وقضت الحكومة في قسوة بالغة على كل تيار ديني وواجهت كل نقد ديني لتدبيرها بالعنف.

    وفي عام
    1350-1351هـ/1931-1932م حددت عدد المساجد ولم تسمح بغير مسجد واحد في كل دائرة من الأرض يبلغ محيطها 500متر وأعلن أن الروح الإسلامية تعوق التقدم.

    وتمادى مصطفى كمال في تهجمه على المساجد فخفض عدد الواعظين الذين تدفع لهم الدولة أجورهم إلى ثلاثمائة واعظ ، وأمرهم أن يفسحوا في خطبة الجمعة مجالاً واسعاً للتحدث على الشؤون الزراعية والصناعية وسياسة الدولة وكيل المديح له. وأغلق أشهر جامعين في استانبول وحول أولهما وهو مسجد آيا صوفيا إلى متحف، وحول ثانيهما وهو مسجد الفاتح إلى مستودع.

    أما الشريعة الإسلامية فقد استبدلت وحل محلها قانون مدني أخذته حكومة تركيا عن القانون السويسري عام 1345هـ/1926م. وغيرت التقويم الهجري واستخدمت التقويم الجريغوري الغربي، فأصبح عام 1342هـ ملغياً في كل أنحاء تركيا وحل محله عام 1926م.

    وفي دستور عام 1347هـ/1928م أغفل النص على أن تركيا دولة إسلامية، وغير نص القسم الذي يقسمه رجال الدولة عند توليهم لمناصبهم، فأصبحوا يقسمون بشرفهم على تأدية الواجب بدلاً من أن يحلفوا بالله كما كان عليه الأمر من قبل.

    وأهملت الحكومة التعليم الديني كلية في المدارس الخاصة، ثم تم إلغاءه بل أن كلية الشريعة في جامعة استانبول بدأت تقلل من أعداد طلابها التي أغلقت عام 1352هـ/1933م.
    إغلاق الزوايا والتكايا الموجودة بالدولة سواء كانت وقفا أو ملكا لمشايخها .
    إلغاء كل الطرق ومشايخها وإلغاء ألقاب الدراويش والمريد والأستاذ والسيد والجلبي والبابا والأمير والنقيب والخليفة والعرافة والسحر والتنجيم وكتابة التعاويذ والأحجية والتمائم .

    9 . حظر استعمال عناوين وصفات أزياء تدل على تلك الطرق .
    10. إغلاق جميع المزارات وقبور السلاطين والأولياء ومشايخ الطرق .
    11. تحويل جميع ما في الزوايا والتكايا من أثاث إلى المتاحف التابعة للدولة .
    12. زي العلماء هو عمامة بيضاء وجبة سوداء .
    13. عدم إجبار العلماء على ارتداء الزي خارج وظائفهم .
    14. يخير العلماء في السلام بين رفع غطاء الرأس أو الإشارة بأيديهم .
    15. إلغاء لبس الطربوش وأمر بلبس القبعة تشبهاً بالدول الأوروبية .

    16. وأخذ أتاتورك ينفخ في الشعب التركي روح القومية، واستغل ما نادى به بعض المؤرخين من أن لغة السومريين أصحاب الحضارة القديمة في بلاد مابين النهرين كانت ذات صلة باللغة التركية فقال:" بأن الأتراك هم أصحاب أقدم حضارة في العالم ليعوضهم عما أفقدهم إياه من قيم بعد أن حارب كل نشاط إسلامي" .

    17. وعملت حكومته على الاهتمام بكل ما هو أوروبي فازدهرت الفنون وأقيمت التماثيل لأتاتورك في ميادين المدن الكبرى كلها، وزاد الاهتمام بالرسم والموسيقى ووفد إلى تركيا عدد كبير من الفنانين اغلبهم من فرنسا والنمسا.

    18.وعملت حكومته على إلغاء حجاب المرأة وأمرت بالسفور ، وألغي قوامة الرجل على المرأة وأطلق لها العنان باسم الحرية والمساواة، وشجع الحفلات الراقصة والمسارح المختلطة والرقص.

    19. وفي زواجه من لطيفة هانم ابنه أحد أغنياء أزمير الذين كانوا على صلة كبيرة مع اليهود من سكان أزمير، أجرى مراسم الزواج على الطريقة الغربية كي يشجع على نبذ العادات الإسلامية واصطحبها وطاف بها أرجاء البلاد وهي بادية المفاتن تختلط مع الرجال وترتدي أحدث الأزياء المعينة على التبرج الصارخ .

    20. عمل على تغيير المناهج الدراسية وأعيد كتابة التاريخ من أجل إبراز الماضي التركي القومي، وجرى تنقية اللغة التركية من الكلمات العربية والفارسية، واستبدلت بكلمات أوروبية أو حثية قديمة.

    21. وأعلنت الدولة عزمها في التوجيه نحو أوروبا وانفصلت عن العالم الإسلامي والعربي، وأمعنت حكومتها من استدبار الإسلام حتى حاربت بقسوة أي محاولة ترمي إلى إحياء المبادئ الإسلامية . وألغى عيد الفطر والأضحى .
    ثانيا إجراءات مصطفى كمال في مجال اللغة العربية والعلوم الإسلامية :

    مع ظهور تيار العلمانية بدأت محاولات التخلص من تأثير الثقافة العربية ، وتطبيقا لهذا اصدر مصطفى كمال عام 1923م قانونا بإلغاء الحروف العربية واستبدالها بالحروف اللاتينية ، كما اصدر قانون توحيد المدارس ، والذي نص على ربط كافة المؤسسات التعليمية المختلفة على ربطها بوزارة المعارف .
    كما أوكل لوزارة المعارف أن تنشئ مدارس خاصة لتخريج الأئمة والخطباء .


    وعندما بدأ الانقلاب على الحرف العربي ، فكلف مصطفى كمال لجنة من الأساتذة بكتابة الألفاظ التركية بحروف لاتينية ، وطبق الانقلاب الحديدي على نفسه أولا ، ثم أمر المجلس الوطني في يوليو عام 1928م بالانتقال معه إلى اسطنبول ، ودعا إلى قصر (الدونمابهاتشي) الشخصيات المرموقة ، واخذ يشرح لهم بالطباشير على لوح خشبي اسود كبير الحروف المستحدثة الجديدة وطريقة كتابتها .

    وانتقل إلى المدن والقرى ومعه لوحه الأسود والطباشير شارحا للناس طريقة الكتابة الجديدة ،وقام باستصدار قرارا من المجلس الوطني الكبير بجعل كتابة اللغة التركية بالحرف اللاتيني إلزامية في أنحاء البلاد كلها اعتبارا من الثالث من نوفمبر عام 1928م ، ثم أمر بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة التركية وتلاوة الصلاة باللغة التركية ولما ثارت ثائرة رجال الدين والعلماء ، فكان الرد عليهم : " ألا يفهم الله تركية ؟!.

    وكما بدا مصطفى كمال بنفسه في تعلم اللغة التركية الجديدة ، سمى نفسه أتاتورك (أي أبو الأتراك) .

    وفي عام 1935م ، جرى تبديل يوم العطلة الأسبوعية من يوم الجمعة ، إلى العمل بنظام عطلة نهاية الأسبوع الغربية .
    وكان خطوات مصطفى كمال هذه بعيدة الأثر في مصر وأفغانستان وإيران والهند الإسلامية، وتركستان وفي كل مكان من العالم الإسلامي، إذ أتاحت الفرصة لدعاة التغريب وخدام الثقافة الاستعمارية أن ينفذوا إلى مكان الصدارة وأن يضربوا المثل بتركيا في مجال التقدم والنهضة المزعومة، فقد هللت له صحف مصر (الأهرام، السياسة ،المقطم) ذات الاتجاهات المضادة للإسلام ، والمدعومة من النفوذ الغربي واليهودي والماسوني.

    لقد بررت تلك الصحف تصرفات كمال أتاتورك ووافقت عما ابتدعه، ونشرت له أقوال : " ليس لتركيا الجديدة علاقة بالدين". وأنه ـ أي مصطفى كمال ـ : " ألقى القرآن ذات يوم في يده فقال :" أن ارتقاء الشعوب لا يصلح أن ينفذ بقوانين وقواعد سنت في العصور الغابرة ".

    لقد كانت حكومة تركيا العلمانية الكمالية ـ هي كما وصفها الأمير شكيب أرسلان ـ ليست حكومة دينية من طراز فرنسا وانكلترا فحسب، بل هي دولة مضادة للدين كالحكومة البلشفية في روسيا سواء بسواء، إذ أنه حتى الدول اللادينية في الغرب بثوراتها المعروفة لم تتدخل في حروف الأناجيل وزي رجال الدين وطقوسهم الخاصة وتلغى الكنائس .
    وكان للإعلام اليهودي دور كبير في الترويج لهذه الردة ، مثلما كان له دوره البارز في تشجيع أتاتورك على البطش بأية معارضة إسلامية ، وكانت تزين له أن ما يقوم به من المذابح والوحشية ضد المسلمين ليست سوى معارك بطولية، كما كانت منبراً لكل دعوات التشبه بالغرب الصليبي والمناداة بالحرية الفاجرة للمرأة التركية، والترويج لفنون الانحلال الخلقي معتبرة أن شرب الخمر والمقامرة والزنا ليست إلا مظاهر للتمدن والتحضر.

    lpl] ,pd] hg]dk ,h;`,fm hgodhkm hghjhj,v;dm








  2. #2

    عضو بارز

    الصورة الرمزية عمرسليم
    عمرسليم غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 3858
    تاريخ التسجيل : 2 - 5 - 2011
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 27
    المشاركات : 562
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : مصر
    الاهتمام : كرة قدم
    الوظيفة : طالب
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    انا بكره اتاتورك اكثر من ابليس





 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. فضييحة روز اليوسف : وجدى وجدي غنيم يحرض علي الأقباط والكنائس
    بواسطة K!mo_K@R@M في المنتدى نصرة الإسلام و الرد على الافتراءات العامة
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 2011-08-07, 02:21 AM
  2. العلامة محمد فريد وجدى///سيرة رجل طواه بعض النسيان
    بواسطة سكون الليل في المنتدى العلم والثقافة العامة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2010-03-20, 09:35 PM
  3. اضحك مع شيخنا محمد حسان والشيخ وجدي غنيم
    بواسطة العبد لله في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2010-01-14, 11:27 PM
  4. م / محمد فخر الدين
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى الأعلانات والإقتراحات والشكاوي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2009-07-18, 05:14 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML