|
-
سرايا الملتقى
رقم العضوية : 1022
تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 38
المشاركات : 937
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 2
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 1
التقييم : 10
البلد : فلسطين
معدل تقييم المستوى
: 16
استفسارات حول آي الذكر الحكيم.
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾
الأعضاء الكرام,,
ليس غريبًا أو عجيبًا أن تثار تناقضات حول آي الذكر الحكيم, أو شبهات تطعن في القرآن, جملةً وتفصيلا. ولكنَّ الغريب العجيب, هو أن تبقى- يا من أثرت الشبهة -ماردًا على الكبر والعناد, وبهذا لن يمنَّ الله عليك بلحظة خير ونور, يقول الله y:﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾, الأعراف: (146).
وعليه, فهذه صفحة لوضع جميع الاستفسارات حول آي الذكر الحكيم,
يكون البدء في سورة البقرة.
من كان عنده- سواء أكان مسلمًا أم غير مسلم - أي استفسار يدور في خلده ويعتري خاطره فليضعه هنا, وسيجد- بإذن الله -ما يطمئن القلوب, ويشرح الصدور, ويهنئ النفوس...
نظام وضع الاستفسار:
1. توضع الآية من سورة البقرة مع رقمها.
2. يوضع الاستفسار.
3. توضع الأدلة التي تؤيد دعوى المدعي.
والله من وراء القصد.
hsjtshvhj p,g Nd hg`;v hgp;dl>
-
الإدارة العامة
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 47
المشاركات : 17,892
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 3
- مشكور
- مرة 12
- اعجبه
- مرة 4
- مُعجبه
- مرة 14
التقييم : 26
البلد : مهد الأنبياء
الاهتمام : الرد على الشبهات
معدل تقييم المستوى
: 35
ما شاء الله تبارك الله
والموضوع مثبت بإذن الله وعندي فيه اقتراح سأتناوله مع الأخ الداعي على الخاص بعون الله
إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .
( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)
-
سرايا الملتقى
رقم العضوية : 1022
تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 38
المشاركات : 937
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 2
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 1
التقييم : 10
البلد : فلسطين
معدل تقييم المستوى
: 16
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذو الفقار
ما شاء الله تبارك الله
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذو الفقار
والموضوع مثبت بإذن الله وعندي فيه اقتراح سأتناوله مع الأخ الداعي على الخاص بعون الله
ذا الفقار, لقد أفرحتني_ يا أخي _بتثبيت الموضوع. فبارك الله لك.
أمَّا بالنسبة لاقتراحك, فكلِّي آذان صاغية. والله الموفق.
-
سرايا الملتقى
رقم العضوية : 1022
تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 38
المشاركات : 937
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 2
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 1
التقييم : 10
البلد : فلسطين
معدل تقييم المستوى
: 16
نموذج في وضع الاستفسارات:
1. يقول الله y: ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾, (البقرة: 9).
2. استفساري من أوجه ثلاثة:
· فأمَّا الوجه الأول: كيفَ يستطيعُ المنافقونَ خداعَ اللهِ y؟ ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ ﴾.
· وأمَّا الوجه الثاني: كيف يخدع الله المنافقين؟ فلفظ يخادعون يعني اشتراك الأطراف في محاولة الخدع, ويعضد هذا الأمر قول الله y: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ﴾, (النساء: 142). فكيف يخدعهم الله؟
· وأمَّا الوجه الأخير: الله y ينفي أن يخدع المنافقون المؤمنين؛ إذ يقول: ﴿ وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ ﴾. والواقع المحسوس أنَّ المنافقين وغيرهم قد خدعوا المؤمنين في أحوال عديدة, فما هذا التناقض بين خبر الله y وبين الواقع المحسوس؟
الاستفسار هكذا يكون.
بإذن الله, سوف أضع ردًّا على هذه الشبه.
والله الموفق.
-
سرايا الملتقى
رقم العضوية : 1022
تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 38
المشاركات : 937
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 2
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 1
التقييم : 10
البلد : فلسطين
معدل تقييم المستوى
: 16
تحيةً طيبةً, وبعدُ:
1. فأمَّا الوجه الأول: كيفَ يستطيعُ المنافقونَ خداعَ اللهِ Y؟ ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ﴾.
الجواب:
الخدع لغةً هو الإخفاء والإيهام والختل. جاء في مختار الصحاح: (خ د ع : خَدَعَهُ ختله وأراد به المكروه من حيث لا يعلم). وجاء في تاج العروس: (الخدع : إظهار خلاف ما تخفيه). إذن, الله I لا يخدع؛ لأنَّه قد أحاط علمه بكلِّ شيء خبرًا. يقول الله Y: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ﴾, (ق: 16). ويقول: ﴿إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾, (الأحزاب: 54). ويقول: ﴿وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾, (طه: 7). فالله Y يعلم ما توسوس به نفسك, وما أسرَّت, بل وأخفى من ذلك. فسبحان الله!! فليس من الإمكان إسرار ما كان على الله. فمن ذا الذي يستطيع أن يختل ربَّه Y ويوقع به؟! لا يكون هذا. وقد أثبت الله هذه الحقيقة بقوله: ﴿وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ﴾. فالله Y ينفي عن نفسه أن يخدع من المنافقين. فإن قال قائل: ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ﴾, فإنَّا قائلون: إنَّ الله Y أخبر أنَّ المنافقين يحاولون خداعه, ولم يخبر أنهم قد أفلحوا في ذلك, فهو لم يقل: ﴿يَخْدَعُونَ اللَّهَ﴾, بل قال: ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ﴾, فالألف التي دخلت على الفعل تفيد المشاركة, فالمخادعة من المفاعلة, أي تفيد حدوث المخادعة, ولا تفيد تحققها؛ فمثلاً, عندما نقول: قاتل علي صهيبًا, فلا نعني أنَّ عليًّا قتل صهيبًا, بل نعني أنَّ عليًّا همَّ بقتل صهيب, وصهيب حاول مثل ذلك. وهكذ, هلمَّ جرًا.
وهنا خطر على قلبي هذا السؤال: الله Y ينفي أن يخدع, ويخبرنا أنَّه من يحاول خداع الله يكون قد خدع نفسه, فكيف هذا؟!
الجواب:
لمَّا كان الخداع أن توهم غيرك خلاف ما عقدت عليه قلبك, وأن توهمه بخلاف الواقع, أقول: لمَّ كان هذا هو الخداع, فإنَّ من يوهم نفسه أنَّها تستطيع أن تكتم على الله Y أمرًا فقد خدعها؛ لأنَّه أقنعها بأمر خلاف الواقع, فقد أوهمها بمحال, وهو خداع الله, فكان بإيهامه نفسه هذا مخادعًّا لها, وخاتلا. والله الموفق.
2. وأمَّا الوجه الثاني: كيف يخدع الله المنافقين؟
الجواب:
يقول الله Y: ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ﴾, (الأعراف: 182). ويقول Y: ﴿فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ﴾, (القلم: 44). فخداع الله Y لمن يستحق الخداع هو باستدراجه من حيث لا يعلم, وهذا الاستدراج يتمثل بأمرين:
· فإمَّا أن يمهله إلى جل مسمى: ﴿وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾, (النحل: 61). فالله يمهل ولا همل؛ إذ يقول: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾, (إبراهيم: 42). ويقول النبي e:« إِنَّ اللّه لَيُمْلي لِلظَّالمِ، حتَّى إذا أَخذه لم يُفْلِتْهُ»، ثم قرأَ: ﴿وكَذلكَ أَخْذُ ربِّكَ إذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِي ظالمِةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَليمٌ شَديدٌ﴾, ( هود: 102). أخرجه البخاري، ومسلم. والظالم يكون قد ختم على سمعه وقلبه, وقد جعلت الغشاوة على بصره, فلا يرعوي من التذكير ببطش الله Y, وقد أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن معاذ بن جبل ذِكْرَ رجلٍ قد خدعه الله, ألا وهو: (كان في بني إسرائيل رجل عقيم لا يولد له, وكان يخرج فإذا رأى غلاما من غلمان بني إسرائيل عليه حِلِيٌّ يخدعه حتى يدخله فيقتله ويلقيه في مطمورة له, فبينا هو كذلك إذا لقي غلامين أخوين عليهما حلي لهما فأدخلهما فقتلهما وطرحهما في مطمورة له, وكانت له امرأة مسلمة تنهاه عن ذلك فتقول له: إني أحذرك النقمة من الله عز و جل. وكان يقول: لو أن الله أخذني على شيء أخذني يوم فعلت كذا وكذا. فتقول: إني صاعك لم تمتلئ بعد, ولو قد امتلأ صاعك أخذت. فلما قتل الغلامين الأخوين خرج أبوهما فطلبهما فلم يجد أحدا يخبره عنهما, فأتى نبيا من أنبياء بني إسرائيل فذكر ذلك له, فقال له النبي: هل كانت لهما لعبة يلعبان بها؟ فقال: نعم, كان لهما جرو. فأتي بالجرو فوضع النبي: خاتمه بين عينيه ثم خلا سبيله فقال: أول دار يدخلها من بني إسرائيل فيها ميتان فأقبل الجرو يتخلل الدور حتى دخل دارا فدخلوا خلفه فوجدوا الغلامين مقتولين مع غلام قد قتله وطرحهم في مطمورة, فانطلقوا به إلى النبي, فأمر به أن يصلب, فلما رفع على خشبته أتت امرأته فقالت: يا فلان قد كنت أحذرك هذا اليوم وأخبرك أن الله غير تاركك وأنت تقول: لو أن الله أخذني على شيء أخذني يوم فعلت كذا وكذا, فأخبرك أن صاعك بعد لم تمتلئ ألا وإن هذا قد امتلأ صاعك). فهذا الرجل قد خدعه الله إذ أمهله, وتأملوا قوله: (لو أن الله أخذني على شيء أخذني يوم فعلت كذا وكذا), ولم يدرِ أنَّ الله كان يستدرجه من حيث لا يعلم.
· وإمَّا أن يزيد عليه من نعمه وإحسانه وآلائه: ﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ﴾, (الزخرف: 35). ولمَّا كان الإنعام على الكافرين كافَّةً فتنةً للمؤمنين, خصَّ الله Y الغنى والترف في أكابر القوم. وهؤلاء القوم الذين جحدوا بآيات, إذا زادهم الله من نعمه وخيره يغترون, ويقع في نفسهم أنهم على حقٍّ؛ ذلك أنَّ الله_ في تقديرهم _لا ينعم على من خالف أمره, فهم في غيهم سادرون, وفي ضلالهم ماضون, وعن استدراج الله لهم لاهون لاعبون. ولنا في ذي الجنتين عبرة؛ إذ دفعه جهله إلى القول: ﴿مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا﴾, (الكهف: 36). فقال له المؤمن معرِّضَا به أنَّه مغترٌّ بنعم الله عليه, إذ قال له: ﴿إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا﴾, (الكهف: 39). وقريب منه قول الله Y: ﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ * وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ﴾, (فصلت: 51). ولا ننسى في هذا المقام قول فرعون, وقد اغترَّ بماله: ﴿أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ﴾, (الزخرف: 52). وإذا كان المال والنعمة فتنة للمؤمنين, فهو في هذه أكبر أثرًا في خداع الكافرين. وأختم بقول الله Y: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ * وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ * قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ﴾, (سبأ: 37).
هكذا يخدع الله من حقت عليه الخديعة.
3. وأمَّا الوجه الأخير: الله Y ينفي أن يخدع المنافقون المؤمنين؛ إذ يقول: ﴿وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ﴾. والواقع المحسوس أنَّ المنافقين وغيرهم قد خدعوا المؤمنين في أحوال عديدة, فما هذا التناقض بين خبر الله Y وبين الواقع المحسوس؟
الجواب:
أمَّا من حيث التناقض السطحي فمتحقق؛ ذلك أنَّ الله Y ينفي عن المؤمنين حصول الخديعة عليهم, والواقع يتصادم مع هذا الخبر الإلهي. وحتى نفهم معنى الآية, لا بدَّ من معرفة دلالات الألفاظ في اللغة العربية.
الكلام من حيث هو يقسم إلى منطوق ومفهوم. المنطوق به دلالتان, وهما: دلالة المطابقة, ودلالة التضمين. والمفهوم به ثلاث دلالات, وهنَّ: دلالة الاقتضاء, ودلالة التنبيه والإيماء, ودلالة الإشارة. وهنا نحتاج إلى دلالة الاقتضاء, وتعريفها: هي التي يكون اللازم فيها مستفاداً من معاني الألفاظ، وذلك بأن يكون شرطاً للمعنى المدلول عليه بالمطابَقة. واللازم قد يكون العقل يقتضيه، وقد يكون الشرع يقتضيه، إما لضرورة صدق المتكلم، وإما لصحة وقوع الملفوظ به.
وعليه, فالخبر الذي دلَّ عليه منطوق الكلام يفهم_ حسب دلالة الاقتضاء _على أنَّه صيغة طلب, أي أمر بصيغة الخبر. أي, إنَّ الله يأمر المؤمنين أن لا يسمحوا للمنافقين في خداعهم, فعليهم أن يكونوا على درجة من الفطنة والوعي والحنكة تمكنهم من كشف أساليب المنافقين, ودحض حججهم وأباطيلهم الزائفة, فتؤوب مخادعة المنافقين على أنفسهم, ويقعوا في شرِّ فعالهم, وتدور الدائرة عليهم, وكيدهم في نحرهم. والله الموفق.
بحمد الله, تمَّت الإجابة.
ذا الفقار, لا بدَّ من الولوج في اقتراحك.
-
سرايا الملتقى
رقم العضوية : 1022
تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 38
المشاركات : 937
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 2
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 1
التقييم : 10
البلد : فلسطين
معدل تقييم المستوى
: 16
1. يقول الله y: ﴿الم﴾, (البقرة: 1).
2. استفساري هو: هل يخاطب الله عباده بطلاسم لا يفهمونها؟
-
الإدارة العامة
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 47
المشاركات : 17,892
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 3
- مشكور
- مرة 12
- اعجبه
- مرة 4
- مُعجبه
- مرة 14
التقييم : 26
البلد : مهد الأنبياء
الاهتمام : الرد على الشبهات
معدل تقييم المستوى
: 35
إضافة بسيطة على الشرح الوافي من أخي الداعي عن خداع الله وهي أنه لا يمكن أن ننسب صفة الخداع جل جلاله .. فأذكر قول الشيخ الشعراوي رحمه الله
" ولا نقول أبداً: إن الله مخادع ، ولكنالصفة هنا جاءت للمشاكلة لذكرها في مقابلة .. يخادعون الله .. ولذلك لا نأخذ منهااسماً لله ، بل إنه جاء للرد على ما يبدر من أعداء الله .
أحسنت أخي الداعي الرد أحسن الله إليك
ذا الفقار, لا بدَّ من الولوج في اقتراحك.
على بركة الله أخي الكريم ويد الله فوق أيدينا
إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .
( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)
-
الإدارة العامة
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 47
المشاركات : 17,892
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 3
- مشكور
- مرة 12
- اعجبه
- مرة 4
- مُعجبه
- مرة 14
التقييم : 26
البلد : مهد الأنبياء
الاهتمام : الرد على الشبهات
معدل تقييم المستوى
: 35
1. يقول الله y: ﴿الم﴾, (البقرة: 1).
2. استفساري هو: هل يخاطب الله عباده بطلاسم لا يفهمونها؟
يعلم الجميع أن قريش أفصح العرب لغة وأعرفهم بها وأقول لك ليست قريش أفصح العرب وانما معدن الفصاحة ومركزها وينبوعها، ثم من جاورهم وقاربهم، ثم من جاء بعد هؤلاء، فكلما بعد قوم عن قريش، بعدت لغتهم عن الفصاحة، ولهذا كان احتجاج علماء اللغة بلغات العرب على نسبة بعدهم عن قريش، "فاعتبروا لغة قريش. أفصح اللغات وأصحها، لبعدهم عن بلاد العجم من جميع جهاتهم، ثم من اكتنفهم من ثقيف، وهذيل، وخزاعة، وبني كنانة، وغطفان، وبني أسد، وبني تميم. ثم تركوا الأخذ عمن بعُد عنهم من ربيعة،ولخم، وجذام، وغسان، وإياد وقضاعة، و عرب اليمن، لمجاورتهم الفرسَ، والروم، والحبشة . . . . .قبل ان أفسر لك المعاني دعني أقول أستشيرك في أمر . . . . لقد نزل القرآن بلغة العرب وتحداهم وأعجزهم عن الإتيان بمثله وهم أصل اللغة وعندهم كل فصيح وخطيب من أمثال الوليد بن المغيرة وغيره والذين لا يمكن ان نقارن أحدا بفصاحتهم في ذلك الزمان ولا زماننا هذا . . . لماذا لم يشكك أحد فى فصاحة القرآن وعظمته ؟؟؟!!!! أتعلم ماذا قالوا عنه ؟قالوا سحرا وقالوا أساطير الأولين. . . .ولم يقل أحد أن الكلام غير عربي أو غير فصيح
أنظر الى الايه
الفرقان: 4 ـ 6
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ ءاخَرُونَ فَقَدْ جَاءُو ظُلْمًا وَزُورًا (4) وَقَالُوا أَسَطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5) قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6)
أننا يا عزيزي القارئ لم نجد في تاريخنا إلى أن أحداً من الصحابة أو من المشركين أو من أعداء الإسلام قد تصدى للسؤال أو الاستفهام عن معاني هذه الأحرف التي ذكرها صاحب الشبهة ، و ولا عما ترمي إليه.. وعلى الافتراض بان الصحابة لم يسألوا عنها لعمق إيمانهم فما منع المشركين من السؤال عنها فإننا لا نستطيع أن نفسر سكوت المشركين وغيرهم من أعداء الإسلام عن أمر كهذا، وهم في موقع التحدي والمجابهة، ويحاولون التشبث ولو بقشة للطعن في الإسلام والنبوة والقرآن.
هذا لا يعني إلا أنهم قد فهموا منها معنى قريباً إلى أذهانهم وان ذلك المعنى الذي فهموه كان يكفي للإجابة عما يمكن أن يراود أذهانهم من تساؤلات..أليس كذلك؟؟؟؟
وما كان جزاء من حاول أن يأتي بمثل هذه الحروف الا أن صار أضحوكة بل وأكثر من أضحوكة لكونه لم يستطيع أن يأتي ببراعتها وسوف أفسر المعاني بعد هذا السؤال ..
سؤال أخر من فضلك قبل أن نكمل الحوار
ما الفرق بين من درس اللغة ومن بتكلمها بأصولها من خلال الاحتكاك بالمجتمع ؟
اذا كنت انت لم تدرس اللغة العربية وقلت لك اقرء الحروف ((( أسد ))) فسوف تقول المسمى من الحروف ولن تقول اسماء الحروف
يعنى انك سوف تقول أسد ولن تقول الف ؛سين ؛ دال
واذا كنت قد درستها فسوف تنطق لي الحروف بمسمياتها اولا
فالنتيجة أنه لا يمكن أن ينطق بأسماء الحروف إلا من تعلم ودرس
ومن كان خلاف ذلك فلن ينطق الا مسمياتها فقط
تعال معى نطبق الامر على واقع القرأن
ان محمد صلى الله عليه وسلم كان امياً وهذا لا شك فيه ولا خلاف
فلو وضعت امامه حروف كهذه ((( الم ))) كيف سيقرأها ؟؟؟
بالتأكيد سوف يقرأها بدون مسميات يعنى كما هي (( الم ))
اترى يا عزيزي القارئ
فلو نطقها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الف لام ميم اذا هناك احتمالين
الأول : هو أنه ليس أمى
وقد شهد الجميع أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان أمياً
اذا الاحتمال الأول تم تفنيده
الثاني : هو انه ردد ما سمع
وهذا الأقرب إلى العقل وهنا سؤال يطرح نفسه علينا
من الذى تلى على محمد صلى الله عليه وسلم هذا الكلام حتى يقرأه على أصحابه بهذا الشكل ؟؟؟؟؟
ولماذا قرأها فى سورة البقرة الف لام ميم وفى سورة اخرى مثل الشرح قرأها (( الم نشرح لك صدرك ))
وكذلك فى سورة الفيل (( الم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ))
الجواب بسيط جداً
هو أن الذى يتلوه محمد صلى الله الله عليه وسلم ليس كلام بشر وليس من تأليف الجل الأمي
انه وحى من السماء يا عزيزي القارئ
جاء القرأن بلغة العرب متحدياً لهم فيعجزوا عن الاتيان بمثله
وأما الحروف التى ذكرها المشكك والتى لم يعترض عليها أحد من قبل لا من المسلمين ولا من المشركين ولا أصحاب الديانات لماذا ؟؟؟
هذا لأنهم فهموها بملكاتهم العربية .. ولو أنهم لم يفهموها لطعنوا فيها
لم يفهموا معنى ولكن فهموا ما ترمى اليه
قد تقرأ الكثير عن معانى الحروف ولكن دعنى أخبرك عن خطأ السؤال الذى يقول ما هو معنى هذه الحروف الفاتحة ؟.. نقول أن السؤال في أصله خطأ .. لأن الحرف لا يسأل عن معناه في اللغة إلا إن كان حرف معنى ..
حتى لا نطيل المداخلة سوف نقسمها الى نصفين
ان القرآن مبني على الوصل دائما وليس على الوقف، فإذا قرأت في آخر سورة يونس مثلا: "وهو خير الحاكمين" لا تجد النون عليها سكون بل تجد عليها فتحة، موصولة بقول الله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم. ولو كانت غير موصولة لوجدت عليها سكون.. إذن فكل آيات القرآن الكريم مبنية على الوصل .. ما عدا فواتح السور المكونة من حروف فهي مبنية على الوقف .. فلا تقرأ في أول سورة البقرة: "ألم" والميم عليها ضمة. بل تقرأ ألفا عليها سكون ولاما عليها سكون وميما عليها سكون. إذن كل حرف منفرد بوقف. مع أن الوقف لا يوجد في ختام السور ولا في القرآن الكريم كله. وهناك سور في القرآن الكريم بدأت بحرف واحد مثل قوله تعالى: {ص والقرآن ذي الذكر "1" } (سورة ص) {ن والقلم وما يسطرون "1" } (سورة القلم) ونلاحظ أن الحرف ليس آية مستقلة. بينما "ألم" في سورة البقرة آية مستقلة. و:"حم". و: "عسق" آية مستقلة مع أنها كلمة حروف مقطعة. وهناك سور تبدأ بآية من خمسة حروف مثل "كهيعص" في سورة مريم .. وهناك سور تبدأ بأربعة حروف. مثل "المص" في سورة "الأعراف". وهناك سور تبدأ بأربعة حروف وهي ليست آية مستقلة مثل "ألمر" في سورة "الرعد" متصلة بما بعدها .. بينما تجد سورة تبدأ بحرفين هما آية مستقلة مثل: "يس" في سور يس. و"حم" في سورة غافر وفصلت .. و: "طس" في سورة النمل. وكلها ليست موصلة بالآية التي بعدها .. وهذا يدلنا على أن الحروف في فواتح السور لا تسير على قاعدة محددة. "ألم" مكونة من ثلاث حروف تجدها في ست سور مستقلة .. فهي آية في البقرة وآل عمران والعنكبوت والروم والسجدة ولقمان. و"الر" ثلاثة حروف ولكنها ليست آية مستقلة. بل جزء من الآية في أربع سور هي: يونس ويوسف وهود وإبراهيم .. و: "المص" من أربعة حروف وهي آية مستقلة في سورة "الأعراف" و "المر" أربعة حروف، ولكنها ليست آية مستقلة في سورة الرعد إذن فالمسألة ليست قانونا يعمم، ولكنها خصوصية في كل حرف من الحروف
وكنت قد ذكرت لك أن الحروف نوعان
دعنى أوضح لك النوعان : حرف مبني وحرف معنى. حرف المبنى لا معنى له إلا للدلالة على الصوت فقط .. أما حروف المعاني فهي مثل في. ومن .. وعلى .. هذه كلها حروف معنى.
وإذا كانت الحروف في أوائل السور في القرآن الكريم قد خرجت عن قاعدة الوصل لأنها مبنية على السكون لابد أن يكون لذلك حكمة ..
القرآن له تميز خاص .. أنه ليس كأي كتاب تقرؤه .. لأنه مرة يأتي باسم الحرف. ومرة يأتي بمسميات الحرف. وأنت لا يمكن أن تعرف هذا إلا إذا استمعت لقارئ يقرأ القرآن يا سمير
ولو كان كغيره من الكتب لما كان فيه إعجاز أو غرابة ما وصلنا إلى الوقوف فى هذا الموقف الأن لأن الأمر كان سوف يحسم مع كبار علماء اللغة بل ومع خطباء قريش وفطاحلهم أم أنك لا توافقني الرأى ؟؟؟؟
لنرى سوياً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف"
ولذلك ذكرت في القرآن كحروف استقلالية لنعرف ونحن نتعبد بتلاوة القرآن الكريم أنا نأخذ حسنة على كل حرف. فإذا قرأنا بسم الله الرحمن الرحيم. يكون لنا بالباء حسنة وبالسين حسنة وبالميم حسنة فيكون لنا ثلاثة حسنات بكلمة واحدة من القرآن الكريم. والحسنة بعشر أمثالها. وحينما نقرأ "ألم" ونحن لا نفهم معناها نعرف أن ثواب القرآن على كل حرف نقرؤه سواء فهمناه أم لم نفهمه .. وقد يضع الله سبحانه وتعالى من أسراره في هذه الحروف التي لا نفهمها ثوابا وأجرا لا نعرفه. ويريدنا بقراءتها أن نحصل على هذا الأجر..
والقرآن الكريم ليس إعجازا في البلاغة فقط. ولكنه يحوي إعجازا في كل ما يمكن للعقل البشري أن يحوم حوله. فكل مفكر متدبر في كلام الله يجد إعجازا في القرآن الكريم. فالذي درس البلاغة رأى الإعجاز البلاغي، والذي تعلم الطب وجد إعجازا طبيا في القرآن الكريم. وعالم النباتات رأى إعجازا في آيات القرآن الكريم، وكذلك عالم الفلك.. وإذا أراد إنسان منا أن يعرف معنى هذه الحروف فلا نأخذها على قدر بشريتنا .. ولكن نأخذها على قدر مراد الله فيها .. وقدراتنا تتفاوت وأفهامنا قاصرة. فكل منا يملك مفتاحاً من مفاتيح الفهم كل على قدر علمه .. هذا مفتاح بسيط يفتح مرة واحدة وآخر يدور مرتين .. وآخر يدور ثلاث مرات وهكذا .. ولكن من عنده العلم يملك كل المفاتيح، أو يملك المفتاح الذي يفتح كل الأبواب.. ونحن لا يجب أن نجهد أذهاننا لفهم هذه الحروف. فحياة البشر تقتضي منا في بعض الأحيان أن نضع كلمات لا معنى لها بالنسبة لغيرنا .. وأن كانت تمثل أشياء ضرورية بالنسبة لنا. تماما ككلمة السر التي تستخدمها الجيوش لا معنى لها إذا سمعتها. ولكن بالنسبة لمن وضعها يكون ثمنها الحياة أو الموت .. فخذ كلمات الله التي تفهمها بمعانيها .. وخذ الحروف التي لا تفهمها بمرادات الله فيها. فالله سبحانه وتعالى شاء أن يبقى معناها في الغيب عنده.
والقرآن الكريم لا يؤخذ على نسق واحد حتى نتنبه ونحن نتلوه أو نكتبه. لذلك تجد مثلا بسم الله الرحمن الرحيم مكتوبة بدون ألف بين الباء والسين. ومرة تجدها مكتوبة بالألف في قوله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق "1" )(سورة العلق)
وكلمة تبارك مرة تكتب بالألف ومرة بغير الألف .. ولو أن المسألة رتابة في كتابة القرآن لجاءت كلها على نظام واحد. ولكنها جاءت بهذه الطريقة لتكون كتابة القرآن معجزة وألفاظه معجزة.
ما أعظم هذا السر من أسرار القرأن
وفى النهاية أقول لك يا عزيزي القارئ ان كنت رجل رياضى تفهم لغة الارقام والحسابات وتجيد الجمع والضرب وحساب المثلثات والتفاضلات والتكاملات واللوغاريتمات وعندما أتى اليك بشيئ يعجزك وافتح كلامى واقول لك 3 5 9 ها قد جئتك بما يعجزك فما معنى الارقام التى وضعتها لك فى البداية ؟
إننا إذا راجعنا الآيات التي وقعت بعد هذه الحروف، فإننا نجد:
إن جميع السور التي وقعت الحروف المقطعة في فواتحها باستثناء ثلاث سور نجد الآيات التي وقعت بعد هذه الحروف تتحدث عن الكتاب وآياته، أو القلم أو القرآن، أو نحو ذلك، كقوله تعالى:
﴿المص، كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ﴾ (سورة الأعراف).
﴿الر، كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ (سورة إبراهيم).
﴿حم، وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ، إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (سورة الزخرف).
﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ (سورة هود).
﴿حم، وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ، إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ (سورة الدخان).
﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ (سورة ص).
﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ (سورة القلم).
وحتى تلك السور الثلاث يمكن أن يكون في تلك القصة، أو التنبؤات، أو الحكم التي تذكر بعد هذه الحروف فيها من الإعجاز ما يكفي لأن يجعل تركيبها من أمثال تلك الحروف المذكورة، وعجز الغير عن الاتيان بمثلها كافياً عن التصريح في ذلك..
والله أعلم
http://www.albshara.net/showthread.php?t=2507
إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .
( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)
-
مشرفة منتديات المرأة المسلمة والطفل وركن المنزل
رقم العضوية : 1103
تاريخ التسجيل : 22 - 6 - 2009
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 2,407
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 1
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 0
التقييم : 21
البلد : المغرب
معدل تقييم المستوى
: 18
موضوع قمة في الروعة والفائدة جزاكم ربي جنة الفردوس
وجعله الله سببا في هداية وفتح بصائر الضاللين عن الحق
-
سرايا الملتقى
رقم العضوية : 1022
تاريخ التسجيل : 11 - 5 - 2009
الدين : الإسلام
الجنـس : ذكر
العمر: 38
المشاركات : 937
- شكراً و أعجبني للمشاركة
- شكراً
- مرة 0
- مشكور
- مرة 2
- اعجبه
- مرة 0
- مُعجبه
- مرة 1
التقييم : 10
البلد : فلسطين
معدل تقييم المستوى
: 16
الجواب لهذا الاستفسار يكون شقين: شقًّا عن منطوق السؤال, وشقًّا عن مفهوم السؤال. فمنطوق السؤال يقضي الجواب عن هذا السؤال: هل يوجد في القرآن شيء لا يفهم معناه؟ ومفهوم السؤال يقضي الجواب عن هذا السؤال: ما معنى ﴿الم﴾؟ وبالله التوفيق.
· هل يوجد في القرآن شيء لا يفهم معناه؟
الجواب:
هذه مسألة خلافية بين المسلمين, وأصل هذه المسألة هو قول الله Y: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾, (آل عمران: 7). فاختلف في الواو: أهي استئنافية أم عاطفة في قوله: ﴿إِلَّا اللَّهُ (وَ) الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾؟ فحجة من جعلها استئنافية هو قول الله: ﴿يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾؛ لأنه اعتبر الحال يشمل المعطوف والمعطوف عليه, فإذا اعتبرنا ﴿يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾ جملة حالية فإنه لا يليق بالله أن يكون حاله ﴿يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾؛ فدل على أن الواو استئنافية, والجملة في محل رفع خبر (الراسخون). والحقُّ أن رأيهم ضعيف لما يلي:
ü لغةً, يجوز أن يكون الحال مقتصرًا على المعطوف عليه بقرينة تدل على ذلك, وهذا في كتاب الله, ففي قول الله Y: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً﴾, (الأنبياء: 72). فنافلة هي حال ليعقوب من دون إسحق, والقرينة هي التي دلت على ذلك. إذن, لا مانع من أن يقتصر الحال على المعطوف عليه, والقرينة هي التي تبين هذا القصر. وعليه, فكونه لا يليق بالله أن يكون حاله: ﴿يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾, فهذه قرينة تقصر الحال على الراسخين في العلم من دون الله, وليست قرينة تجعل الواو استئنافية. فتأمل.
ü لقد جاء القرآن بوصف زائد للعلماء, ألا وهو: (الرسوخ في العلم). وهذا في لغة العرب يكون لمناسبة الحكم المتعلق به, وهذا سافر. فإذا كان الرسوخ في العلم متعلقًا بـ﴿يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾, فهو ليس مناسبًا؛ لأن غير العلماء يقولون كذلك تجاه المتشابه من الآي الكريم. ولكنَّنا إن جعلنا الرسوخ في العلم متعلقًا بمعرفة تأويل المتشابه من الآي الكريم, فهو مناسب لذلك؛ لأنَّه حقًّا يحتاج تأويل المتشابه إلى رسوخ في العلم, وليس لمجرد العلم. فإن كانت الزيادة متعلقة بمعرفة تأويل المتشابه فهو متفق مع أساليب العرب في كلامهم, وإن كانت الزيادة متعلقة بقول: ﴿يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾, فهو عبث, ولا يتفق مع أساليب العرب في كلامهم. والقرآن منزَّه عن العبث والزيادات التي لا قيمة لها, فهو ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾, (هود: 1). والآيات المحكمة لا تشتمل على زيادات تتعلق بحكم ليست مناسبة له. إذن, الرسوخ في العلم زيادة مناسبة لمعرفة تأويل المتشابه من آي الذكر الحكيم. فتأمل.
ü كون القرآن يشتمل على آيات لا يعرف تأويلها_ ولو بغلبة الظن _يخرجه عن كونه بيانا للناس, ويتناقض مع قول الله Y: ﴿هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ﴾, (آل عمران: 138). وقوله: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾, (النحل: 44). فوجود آيات لا يفهم معناها يخرج القرآن عن كونه بيانًا للناس, وعن كون الذكر مبينا للقرآن. فتأمَّل.
ü ووجود آيات لا يفهم معناها يتصادم مع قول الله Y: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ﴾, (الأعراف: 3). فلا يستقيم الاتباع مع الإبهام والغموض, فالذي يعجز عن فهم آية لا يستطيع اتباع ما فيها, فإن كان ذلك كذلك, فإنَّ الله Y يقول: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾, (البقرة: 286). فكيف يكلفنا الله بأمر يُعَدُّ من تكليف مالا يستطاع؟! إذن, لم يبق إلا أن نقول: لا يوجد شيء في كتاب الله إلا وله معنى قطعيًّا (محكمًا) كان أم ظنِّيًّا (متشابهًا).
ü وأخيرًا, فمخاطبة الله لعباده بآيات لا يفهمونها هو عبث, والله I منزه عن العبث, ولا يليق به ذلك. والله الموفق.
ü إذن: هل يوجد في القرآن شيء لا يفهم معناه؟ لا, غير موجود.
· ما معنى ﴿الم﴾؟
الجواب:
هذه آية متشابهة, أي تحتاج إلى رسوخ في العلم كي يترجح لنا رأي فيها؛ لأن المتشابه لا يعلمه إلا اثنان: الله, والراسخون في العلم. لذلك, ليس غريبًا أو عجيبًا أن نقرأ لبعض المفسرين قولهم: (اللهُ أَعْلَمُ بِمُرَادِهِ)؛ لأنهم وجدوا في أنفسهم قصورًا في العلم جعلهم عاجزين عن ترجيح رأي فيها؛ لأنها آية تحتاج إلى رسوخ في العلم, وليس لمجرد العلم. ولكنَّنا نرفض قول من قال: (إِنَّها مِمَّا استَأْثَرَ اللهُ بِعِلْمِهِ)؛ لأنه لا شيء في القرآن قد استأثر الله بعلمه, أي لم يخاطبنا الله بشيء لا نستطيع فهمه وإن كنا لا نقطع بفهمه, بل نختار ما يترجح لدينا بغلبة الظن. والله الموفق.
وبعد الرجوع إلى أقوال أهل العلم حول هذه الآية وما شاكلها, ترجح لدينا الآتي:
ألا إنَّ ﴿الم﴾ اسم لسورة البقرة, فنقول: (سورة الم البقرة), أو نقول: (سورة الم ذلك الكتاب). فمثلا يقول أبو إياس: (وفي صلاة الصبح يوم الجمعة على الخصوص ورد أن الرسول e كان يقرأُ في الركعة الأولى سورة ألم تنزيل السجدة، ويقرأ في الركعة الثانية سورة الإنسان، فعن أبي هريرة t: «أن رسول الله e كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة ألم تنزيل وهل أتى», رواه النَّسائي والبخاري ومسلم). فهذه التسمية كانت شائعة بين الصحابة y, ونحوها: سورة ق والقرآن المجيد, وسورة ص والقرآن ذي الذكر...إلخ. وتلفظ هكذا: (ألِفْ. لامْ. مِيمْ). ومن أمثال هذه التسمية في كلام العرب اسم: (تأبط شراً) و(وذرّى حباً).
و﴿الم﴾ في محل رفع مبتدأ, وخبرها قول الله Y: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾. والفائدة التي تحملها هذه الأسماء تكمن في الآتي:
أ- من عادة العرب تنبيه السامع قبل الحديث عن أمر عظيم؛ لئلا يفوت من ألقي إليه الكلام شيء مما أراد أن يلقيه إليه؛ لذلك وجدنا أدوات النداء: (أَ - أَيْ - يَا - آ - آي - أَيَا - هَيَا - وَا), ووجدنا أدوات التحضيض: (لولا ولوما وهلا وألا), ووجدنا أدوات التنبيه: (ها، ألا، أما). وما هذه الأدوات إلا للفت الأنظار واسترعاء الحفيظة حتى يكون السامع في أهبة الاستعداد لتلقي الأمر العظيم الذي أراد المتكلم أن يُنَبِّهَ له سامعيه, ويشدهم إليه. فهذه الأحرف تقوم بمهمة التنبيه, فعندما يسمع المشركون (ألِفْ. لامْ. مِيمْ) لا جرم أنَّها تلفت الأنظار, وتسترعي الحفيظة, فإذا ما تهيَّأ السامع بعد سماع هذه الحروف للاستماع, وقد أصاغ سمعه وشدَّ تركيزه سمع الحديث عن القرآن العظيم, نحو قول الله Y: ﴿الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾, (البقرة: 2). هذا في الوضع الطبيعي, فما بالكم والمشركون يتواصون فيما بينهم بالابتعاد عن سماع القرآن وتشويه نقائه؟! يقول الله Y: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾, (فصلت: 26). قال ابن عباس t: (قَالَ أَبُو جَهْلٍ: إِذَا قَرَأَ مُحَمَّدٌ القُرْآنَ فَصِيحُوا فِي وَجْهِهِ حَتَّى لاَ يَدْرِي مَا يَقُولُ). وقال زعماء الكفر لأتباعهم: لا تسمعوا لهذا القرآن الذى يقرأه محمد e وأصحابه، ولا تنصتوا إليه، بل ابتعدوا عن قارئيه، والغوا فيه أي: وأظهروا عند قراءته أصواتكم باللغو من القول، كالتشويش على القارئ، والتخليط عليه فى قراءته بالتصفيق وبرفع الصوت بالخرافات والهذيان. ﴿لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾, أي: لعلكم بعملكم هذا تتغلبون على المسلمين، وتجعلونهم ينصرفون عن قراءة القرآن. فكان لا بدَّ من كلِّ شيء من شأنه لفت الأنظار واسترعاء الحفيظة في ظلِّ هذا التشويش النكد من أئمة الكفر, فكانت هذه الحروف المتقطعة خير وسيلة لتأدية هذه المهمة. على أنَّ القرآن نفسه قد حثَّ على الإنصات لسماع الذكر الحكيم, يقول الله Y: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾, (الأعراف: 204). فكانت هذه الأحرف حاثًّا على هذا الأمر. والله الموفق.
ب- في ﴿الم﴾ إشارة إلى التحدِّي, فالقرآن هو الذي تحدى الله به أهل العناد والكبر, فقال: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾, (الإسراء: 88). وقال: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾, (هود: 14). وقال: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾, (البقرة: 24). ففي خضمِّ هذا التحدي أتت هذه الحروف لتقول لهم: القرآن الذي عجزتم عن مجاراته, ولم تدنُ منه بلاغتكم وفصاحتكم مركبٌّ من هذه الحروف, فعجزكم عن الإتيان بمثل القرآن مع أنه من أحرف نطقكم دليل خريت, وبرهان ساطع, وسلطان مبين على صدق نبوة محمد e؛ لأن المرء مهما بلغت عبقريته وسمت لا يستطيع إعجاز أهل عصره وخاصة بأمر كان لديهم هو الصناعة والبضاعة، وهم أهل الفصاحة والبيان واللسن. فإن كان ذلك كذلك, فالقرآن كما قال الله عنه: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾, (الإسراء: 9). والله الموفق.
ت- في ﴿الم﴾ تبكيت للمشركين وتقريع لهم؛ ذلك أنَّ الأمَّيَّ ينطق هذه الأحرف هكذا: (آ_إلْ_إمْ), ولا ينطقها هكذا: (ألِفْ. لامْ. مِيمْ). ومحمد رسول الله e أمَّيٌّ, وهذا لا يخفى على أهل قريش وقد نشأ بينهم. ففي نطقه لهذه الأحرف على طراز خاصٍّ زيادة في التبكيت لهم, وإقامة الحجة عليهم, والتحدي لهم. وهذه حقيقة أدركها المستشرقون ومن حذا حذوهم واقتفى أثرهم؛ فأخذوا يطعنون في هذه الأمية, ويجعلون معناها أنَّها الأمية الدينية استنادًا إلى قول الله Y: ﴿مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ﴾, (الشورى: 52). واستنادًا إلى قوله: ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾, (الضحى: 7). وهذا قول متهافت لا يقوى على الوقوف لأمرين اثنين: فأمَّا الأول: فهو قول الله: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ﴾, (الأعراف: 157). وقول الله: ﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾, (الأعراف: 158). فهاتان الآيتان الكريمتان تصف النبي e بالأمية, فلو كانت الأمية هي الأمية الدينية لما وصف بالأمي بعدما أصبح نبيًّا؛ لانتفاء الجهالة التي يزعمون. وأمَّا الثاني: فهو قول النبي e:" إنَّا أمةٌ أمِّيَّةٌ لا نكتب ولا نحسب", رواه بخاري ومسلم. فهذا رسول الله, محمد e يشرح الأمية بعدم الكتابة والحساب, وليس بالجهالة الدينية كما تزعمون. وبهذين الأمرين ندرأ تحريف الغالين, وانتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين. والله الموفق.
|
|
المفضلات