أرحب بالفاضلة أسماء في حوار ثنائي نهدف فيه إلى الوصول سوياً إلى طريق النجاة ، ومعرفة دين الله الذي ارتضى لعباده ، ونبتعد كل البعد عن كل ما تشوهت به أفكارنا نتيجة ما تورثناه من أسلافنا ، وما أصبغت علينا البيئة المحيطة بنا وما طرأ علينا من أفكار نتيجة مخالطة الملل المختلفة وأصحاب الفكر الشاذ والغير شاذ ، ويجب أن نخرج ما في صدورنا من معتقدات والنتيجة من ذلك أحد أمرين
إما ان نثبت تلك المعتقدات في قلوبنا ونجعلها راسخة
أو نفتح عليها بابالتعديل فنضع مكانا ما اطمئن له القلب
إننا يا أسماء في هذا الحوار بعيدون كل البعد عن مفهوم المناظرة ولكننا لن نتنحى عن مفهوم الفوز والخسارة ، ولكن ليس الفوز بالإنتصار للرأي ولا الخسارة بعدم وجود الأدلة وضعف الموقف ولكن الفوز الحقيقي وهو الوصول إلى الله فإما أن نفوز بهداية الله والرشد إلى الطريق وإما أن نخسر طريق الحق ونبقى في ضلال الفكر الذي يغيّم عليه الشك والحيرة ولا يمطرنا إلا الضنك والكرب والحزن وعدم استقرار النفس .
قرأت لكِ أنك لا تفهمي ما يحدث معك فهذه يدي أمدها إليكِ محاولاً انتشالك من بحر الحيرة إلى يابسة اليقين ،فكوني مع نفسك ومعنا من الصادقين ومن المحبين الوصول إلى الحق وإني لكِ من الناصحين .
لا أخفيكِ يا أسماء كم تأثرت بجملة كتبتها في أحد الموضوعات حيث قلتِ
أنا تسرعت حين أسرعت بالبحث في الإسلام و أنا في هذا الوضع . كان ذلك من باب خوفي أن أموت و أنا على هذه الحالة من الضياع .
وإني والله أخاف أن تلقي ربكِ وأنتِ بعيدة عنه فالأمرعظيم والعاقبة أعظم والموت يأتي بغتة ولا رجعة بعد الموت فالحياة واحدة ولا يأتي بعد الموت إلا اليقين ويومئذٍ لا ينفع المرء إلا ما آمن به وعمل له
( يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) الأعراف 53.
(وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ) السجدة 12.
وأعيد قولي أن هذه الصفحة ليست لبيان الأقوى فيمن ينتصر لرأيه وليست للإنتصارات فليس أقوى من الحق ولا أزهق من الباطل ، ولا نصر إلا لمن فاز برضى الله ولا خسارة إلا لمن ترك الله .
في انتظار الفاضلة أسماء لتبدي ملاحظاتها حول الحوار أو تسجل حضور لنبدأ الحوار على بركة الله .
المفضلات