لا حول ولا قوة إلا بالله ..

عجيب أمرنا نحن المسلمون .. نهين ديننا باسم الدفاع عنه .. ونفتي بغير علم .. نتصدر للرد على شبهات النصارى ولا نملك في علوم الدين باعا .

استحللنا الافتاء بغير علم بحجّة الرد على شبهات النصارى .

وكأن أوكار الخنازير لا رب فيها .. كلنا علماء فيها ، وكلنا اهل إفتاء فيها ، وكلنا يجادل بغير علم فيها .. حتى أصبحنا نسيئ لديننا عن عمد وقصد ..

إذا قرأ أحدنا شبهة سارع بكتابة رد حتى قبل ان يكملها حتى آخرها .. ولم يكلف نفسه حتى أن يتأكد من مصدرها على الأقل . وكأننا (بنفهمها وهي طايرة) ، عباقرة نحن .

واخدينها فهلوة ..

"إنما حرم عليكم الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون "

لقد قرن الله القول في دينه بغير علم بالإشراك به .

فماذا بعد ؟

هل هناك أشد من الشرك ؟

"إن الله لا يغفر أن يُشرك به"

عاوزين إيه تاني يعني أنا مش فاهم .. والله إن أشد ما يثير عصبيتي ويمنعني من الدخول إلى المراحيض هم المسلمون المقيمون هناك .. ومثلي الكثير والكثير .

المسلمون هناك كلهم أولياء الله ، كلهم أصحاب معجزات وخوارق ، كلهم جهابذة ثقات ضباط حفّاظ ماشاء الله .

كلهم بن تيمية ، كلهم شيوخ الإسلام . لابد أن تجد لكل منهم رأي في كل المواضيع والشبهات المطروحة .

وكانك في سوق خضار ..

ما هذه الجرأة على الدين ؟

لهؤلاء أقول : "كفاية أرجوكم" .. ماهذه الجرأة على الدين ؟

قال الإمام ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين : (( إذا كـــان منصب التوقيع عن الملوك بالمحل الذي لا ينكر فضله ، ولا يجهل قدره ، وهو من أعلى المراتب في الدنيا ، فكيف بمنصب التوقيع عن رب الأرض والسماوات )) .

ولذلك كان السلف يدرأون الفتيا عن أنفسهم ما استطاعوا ، ويحاولون أن يتخلصوا منها ويُسندوها إلى غيرهم ، ولذلك أفرد الإمام الدارمي في سننه بابا كاملا في هذا الشأن قال في مطلعه : (( باب من هاب الفتيا )) نقل في ذلك نصوصاً كثيرة .. منها :

عن عبد الرحمن بن أبى ليلي وهو من التابعين الثقات المعروفين – قال "لقد أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يسأل عن فتيا إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا "

سبحان الله ..

أدرك 120 من الصحابة يخافون الفتيا ؟

صحابة ويخافون الفتيا .. خير القرون يخافون الفتيا .!!!

كفاية أرجوكم   : { وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ }

وإذا اعترضت على هذا الذي يفتى بغير علم . قال : لك يا عمي .. لا تحجر واسعاً ... أليس الرسول صلي الله عليه وسلم يقول في الحديث « إذا أجتهد الحاكم فأصاب فله أجران ? وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد »

الواقع يا إخوة أن هذا الحديث « إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران ... » إنما يكون لمن توفرت فيه الشروط :


1. أن يكون حافظاً للكتاب و مستظهر غالب السنة الصحيحة .
2. عالم بالناسخ والمنسوخ من الشريعة .
3. أن يبحث جميع أقوال العلماء في المسألة ثم يجتهد فيها .


وبعض الناس يقولون لك إذا نصحتهم بأن يكفوا أذاهم وجهالاتهم عن دين الله قالوا « استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك » هكذا قال الرسول صلي الله عليه وسلم .

فهل علم هؤلاء الجهّال لمن وجه النبي :salla: خطابه هذا ؟

لقد وجهه إلى وابصة بن معبد رضي الله عنه . فعند النسائي والترمذي بإسناد صحيح عن وابصة بن معبد قال « أتيت النبي صلي الله عليه وسلم أسأله عن البر فقال جئت تسأل عن البر قلت نعم قال البر ما أطمئن إليه القلب واطمأنت إليه النفس والآثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس . استفتي قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك »

فهل أنت مثل وابصة بن معبد في العبادة والزهد ؟.

جاء في الحديث الحسن لغيره « من قال في القرآن برأيه وإن أصاب فقد أثم ».

وعند الإمام ابن ماجه بإسناد صحيح أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : « من أفتى بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه » .


يتبع ..

;thdm Hv[,;l