مراقبة أقسام دراسات العقيدة المسيحية
رقم العضوية : 983
تاريخ التسجيل : 26 - 2 - 2009
الدين : الإسلام
الجنـس : أنثى
المشاركات : 1,856
شكراً و أعجبني للمشاركة
شكراً
مرة 2
مشكور
مرة 1
اعجبه
مرة 2
مُعجبه
مرة 1
التقييم : 12
البلد : حيث اجد لتوية والغفران مكان
الاهتمام : الرسم
معدل تقييم المستوى
: 17
أكد أحد أبرز علماء «الكتاب المقدس» وجود تناقضات كثيرة تستعصي على التوفيق بينها في الأناجيل الأربعة التي يظنها النصارى الإنجيل الذي أنزله الله على المسيح عليه السلام بحسب إيمان المسلمين.
وقال البروفيسور الأمريكي «بارت ايرمان Bart Ehrman»، أن الأناجيل الأربعة تعاني من اختلافات عديدة بينها حول مسائل هامة متعلقة بحياة وموت المسيح وطبيعته اللاهوتية [المزعومة].
وقد تناولت وسائل الإعلام الأمريكية هذا الأسبوع وباهتمام شديد تصريحات هذا الباحث المتخصص في الدراسات اللاهوتية، والذي يدرس بـ«جامعة نورث كارولاينا» بالولايات المتحدة الأمريكية، وله حوالي 12 كتاباً حظي عدد منها بالتربع على قائمة أكثر الكتب مبيعاً، منها كتابه الأخير بعنوان «تحريف كلام يسوع Misquoting Jesus» والذي قال فيه عن أشهر نسخة ذائعة الصيت متداولة بين نصارى العالم في الشرق والغرب والمعروفة بـ «نسخة الملك جيمس» [أخذت منها نسخة الفاندياك العربية]:
The King James was not given by God but was a translation by a group of scholars in the early 17th century who based their rendition on a faulty Greek ####.
نسخة الملك جيمس لم تعط لنا من قبل الله ولكنها كانت ترجمة مجموعة من العلماء في مطلع القرن السابع عشر والذين أسسوا ترجمتهم هذه على مخطوطات يونانية فيها عيوب وخلل (1).
ويعترف خبير «العهد الجديد» بعدم امتلاك النصارى للكتب الأصلية لكل الأناجيل وبقية الأسفار المقدسة لديهم، مقراً بتعرضها للتحريف والتبديل، إذ يقول:
We don’t actually have the original writings of the New Testament. What we have are copies of these writings, made years later — in most cases, many years later. Moreover, none of these copies is completely accurate, since the scribes who produced them inadvertently and/or intentionally changed them in places.
نحن لا نملك فعلياً الكتابات الأصلية للعهد الجديد. الذي لدينا هو نسخ عن تلك الكتابات تكونت بعد عدة سنوات منها، وفي أغلب الحالات، بعد سنوات عديدة جداً. أضف إلى هذا أنه لا توجد نسخة واحدة صحيحة تماماً، من بين كل هذه النسخ، إذ لم تسلم جميعها من تبديلات [تحريفات] النساخ لها، إما سهواً أو عمداً (2). ليست هذه أول افادة من باحث غربي متجرد يعترف فيها بوقوع التحريف على كتب اليهود والنصارى المقدسة وتناقضاتها فييما بينها أو بضياع النسخ الأصلية، فما أكثر الدراسات الأكاديمية والبحوث والمقالات العلمية التي صدرت في الغرب وتناولت هذا الموضوع خلال فترة المائة سنة الأخيرة على وجه التحديد.
لكن اقبال الجمهور على مؤلفات «بارت ايرمان» لها مبررات منها أسلوبه المباشر والصريح جداً في عرض نتائج بحوثه حول الأسفار المقدسة، وكذلك درجته العلمية ومكانته الأكاديمية البارزة في هذا الميدان إذ هو ممن يشار إليهم اليوم بالنان في ما يتعلق بالأناجيل والعهد الجديد على وجه الخصوص. لكن أكثر ما يميز هذا البروفيسور المثير للجدل هو تجربته الدينية الشخصية مع كتابه المقدس إذ كان يعد من الإنجيلين المتعصبين جداً لعقيدة «حرفية وعصمة الكتاب المقدس» وأنه كلام الله، كما يقول هو عن نفسه، وقد كان له نشاط تنصيري واسع في هذا الصدد، وبحسب ما أدلى به في لقاء صحافي أخير معه (3) جاء فيه قوله:
لقد أثرت دراساتي لمخطوطات الكتاب المقدس في قناعاتي السابقة، وقد جعلتني أدرك أننا لم نملك الكلمات الأصلية. وفي نهاية المطاف، كان لهذا كله الأثر الكبير على المنظور الديني لدي. لقد كنت في الماضي أعتقد بشدة في عدم احتواء الكتاب المقدس على أخطاء. أما الآن فأنا سعيد بانتمائي إلى مذهب «اللاأدريين». ويشير «ايرمان» إلى جملة أسباب أخرى أكسبت كتبه الأخيرة رواجاً ذكر منها ظاهرة روايات «شفرة دافنشي» الفائقة النجاح والرواج، والتي سلطت الضوء – في اطار العمل الروائي – على خفايا بدايات النصرانية الأولى، وهو الموضوع الذي بات يشغل اهتمام الجمهور الغربي مؤخرا، على حد قول هذا الأكاديمي.
ويعود الأستاذ الدكتور لدائرة الضوء مجدداً بعد أن أصدر كتاب آخر بعنوان «اسكات يسوع: الكشف عن تناقضات الكتاب المقدس الخفية ولماذا لا نعلم عنها؟ Interrupted: Revealing the Hidden Contradictions in the Bible (And Why We Don’t Know About Them)».
يثير كتابه الجديد عواصف جديدة من الجدل في الأوساط الإنجيلية والمحافظة في الولايات المتحدة المعروفة بكونها أشد الدول تعصباً لحرفية تعاليم الكتاب المقدس وكونها أكثر الدول من حيث تعداد النصارى سكانياً وأكثرهم اقبالاً على الكنائس، خصوصاً في فترة الرئيس السابق «جورج بوش» المعروف بانتمائه لهذا التيار اليميني الواسع الانتشار في أمريكا. وأشار الدكتور «ايرمان» أن كتابه الجديد يأتي في سياق جدل نصراني محموم وأكاديمي أكبر يدور حول وجود أكثر من نصرانية في الزمن الأول للمسيح عليه السلام. وأوضح قائلاً:
These scribes who copied the ####s had different points of view that they sometimes implemented in their copies. For me this highlights the diversity of early Christianity, and my hope is that when people see how diverse Christianity was in its origins, they will be a little bit more tolerant of diversity in Christianity today.
إن هؤلاء الكتبة الذين استنسخوا النصوص [المقدسة] كانت لديهم وجهات نظر مختلفة قاموا بتطبيقها في نسخهم. وهذا بالنسبة لي يبرز تعددية النصرانية في الزمن الأول. فعندما ينظر الناس حجم االاختلاف في النصرانية الواحدة منذ تأسيسها فإنهم قد يصيرون ولو بدرجة بسيطة أكثر تقبلاً للتنوع الحاصل في النصرانية المعاصرة اليوم. تعليق المشرف:
لعل لفظة «التعددية» محاولة من المنصر السابق يحفظ بها بقية من ماء وجهه أمام المسلمين إذ لا شك أنه قد اطلع على كتابات علمائنا المتقدمين والمتأخرين والذين كانوا سباقين في تناول الكتب السابقة بالتمحيص والنقد والتفنيد، توضيحا وتبياناً لما أثبته القرآن الكريم من تعرضها لمختلف صنوف التحريف، والتي ما ترك منها لوناً إلا وأشار إليه الذكر الحكيم، بشكل اعجازي في تاريخ دراسات التوراة والأناجيل وبقية الأسفار.
أولعل الأستاذ الدكتور «بارت ايرمان» قد سأم مضغ هذه التناقضات من كثر ما صار يلوكها في فمه أحاديث للإعلام ليقلب هذا الاختلافات – في الدين والكتب المقدسة مما أقر به وتناوله بالبحث –إلى «تعددية»!! وهو المصطلح المعاصر للتفرق في الدين الذي بات يداعب مشاعر العلمانيين والليبراليين وكل أتباع الفرق المنحرفة والضالة من المنتسبين للإسلام في بطاقة الهوية كغلاة المتصوفة والشيعة والقاديانية والبهائية ومن لف لفيفهم.
لكن المسلم الحقيقي يعلم تماماً أين يضع هذه «التعددية» المذمومة في موقعها الصحيح من الاعراب، على ضوء قوله تعالى محذراً من اتباع سبل الأمم السابقة وأهواء أهل الكتاب:
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } (103) سورة آل عمران.
إلى قوله تعالى في نفس السياق: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (105) سورة آل عمران
ويقول تبارك وتعالى محذراً أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم في الخطاب الموجه له مخبراً اياه عمن تقدم من الأمم السابقة وأحوالهم كي نتعظ بهم: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } (159) سورة الأنعام
وأشار رب العزة إلى اختلاف اليهود والنصارى في الكتب المقدسة، الذي أقر به هذا الباحث الأمريكي وغيره كثر من قبله: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} (176) سورة البقرة
{شقاق بعيد} يا علج الأمريكان، هداك الله وليس تعددية!
وقوله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ * وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ} (13–14) سورة الشورى
وعن اختلاف اليهود في كتبهم يقول تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ } (110) سورة هود وكذلك في الآية (45) بسورة فصلت.
وقوله تعالى: {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُواْ حَتَّى جَاءهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} (93) سورة يونس
وقوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (16) وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ ? فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (17) ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى? شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ (20)} سورة الجاثية
كل هذه التناقضات والاختلاف التي أشار إليها الباحث الأمريكي، إن هي إلا أهواء نهينا عن اتباعها، وصف الله أهلها بالظالمين، وليس بضاعة «تعددية» فاسدة يصدرها أهل الكتاب للعالم الإسلامي تحت هذا المصطلح الخبيث حتى نفسد علينا ديننا ودنيانا كما فعلوا حسداً من عند أنفسهم للمسلمين!!
أما اختلاف النصارى، الذي سالت له الدماء بينهم طول التاريخ قبل وبعد الإسلام، تشير إليه الآية القرآنية الكريمة: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} (253) سورة البقرة
وقوله تعالى أيضاً عن اختلاف النصارى في شأن المسيح عليه السلام ورسالته وطبيعته الذي أوقفهم في الكفر: {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ} (37) سورة مريم
وقوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (64) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ(65)} سورة الزخرف
ولذا تأمل في مقتضى الكلام في الآية التالية عن ضياع الدين بعد كل هذا الشقاق والاختلاف إلا من دين الإسلام في مقارنة ومقابلة لابد أن تبعث على التدبر والتفكر فيها ملياً لمن كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد. يقول الحق تبارك وتعالى:
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (19) سورة آل عمران
وعلى ضوء ما تقدم من اعتراف الباحث الأكاديمي البارز فقد تجلت لغير المسلمين بشكل أوضح مناسبة شهادة الآية للإسلام في سياق متصل باختلاف أهل الكتاب، كمناسبة مد حبل أو طوق النجاة للغرقى.
وهناك علاقة أخرى بين مبعث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وحاجة أهل الكتاب قبل غيرهم لتصديقه واتباعه والإيمان بالقرآن الذي أنزل عليه، إذ يقول فيه تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (64) سورة النحل. وقد فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغ عن ربه وبين فيما صح عنه من أحاديث شريفة ما أختلف فيه القوم هداهم الله.
ولذا فإن هذه الكتب الأكاديمية المتكاثرة في الدوائر العلمية الغربية مؤخراً لا تزيد المؤمنين بالقرآن وهدي هذا الدين إلا رسوخاً في إيمانهم، لكنها لا تضيف لنا الا تفاصيل حول ما وقع على الكتب السابقة مما أوجزته ولخصته الآيات القرآنية قبل ما يزيد على 1400 سنة بعبارات بالغة الدلالة. وما هذا العالم الأمريكي إلا تلميذ في مدرسة القرآن الكريم، إذا تناول آياته الكريمة المتعلقة بالكتب السابقة بالبحث والدراسة على ضوء ما توصل اليه وقومه مؤخراً لعل الله يشرح صدورهم للإسلام ولو متأخرين.
فالحمدلله الذي هدانا إلى هذا ورحمنا من اختلاف اليهود والنصارى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (213) سورة البقرة
وللحديث بقية إن شاء الله بالصور والوثائق والتسجيلات الصوتية والأفلام فتابعونا بالتسجيل في القائمة البريدية… والله ولي التوفيق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
—— تنويه ——
طيلة هذا الشهر وحتى موعد ذكرى الصلب واحتفالات النصارى بها في العاشر من ابريل القادم، سوف نقوم إن شاء الله باستعراض أهم ما جاء في كتاب «بارت ايرمان» الجديد والذي يتناول فيه اختلافات وتناقضات روايات الأناجيل الأربعة حول الصلب المزعوم للمسيح عليه السلام، وهو الاختلاف الذي أشار اليه الحق تبارك وتعالى من قبل في قوله سبحانه:{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} (157) سورة النساء
—— المراجع ——
(1) The making of the Bible, By Kevin Baldeosingh Sunday, March 1 2009, (ww.newsday.co.tt) رابط المصدر
(2) المصدر السابق
(3) Q&A: Bart Ehrman: Misquoting Jesus, Publishers Weekly,01/25/2006 (publishersweekly.com) رابط المصدر
* تعريف بالباحث «بارت إيرمان» على موسوعة الوييكبيديا العربية:
بارت إهرمان (باللاتينية Bart D. Ehrman) هو عالم في الإنجيل أو العهد الجديد وخبير في بدايات المسيحية. حصل على شهادة الدكتوراة والماجستير في اللاهوت من مدرسة برينستون اللاهوتية حيث درست تحت إشراف بروس متزجر. يعمل الآن رئيس قسم الدراسات الدينية في جامعة كارولينا الشمالية في تشابل هيل، وكان رئيس المنطقة الجنوبية الشرقية لجمعية الأدب الكتابي وعمل محررا لعدد من مطبوعات الجمعية. ويشارك حاليا في تحرير سلسلة عن وسائل ودراسات العهد الجديد.
* الجمعة الحزينة
* عيد القيامة
حياتنا عبارة عن مراحل , وتحدث بها مواقف , نفصل بينها بالفواصل , لنصنع بها الفضائل
استغفر الله استغفر الله استغفر الله واتوب إليه (علاج سحري لكل مشاكل الحياة ولتحقيق الامنيات)
منتديات قول الحق الدعوية
http://www.##############/forum.php
المفضلات