بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و كفى
و سلام على عباده الذين اصطفى

أما بعد:


هذا موضوع مأخوذ من مناظرة لي مع الأقباط النصارى الأمريكان
و فيه رد على من زعم بعض الأخطاء في رسم المصحف و الخطاب فيه للذي أحاوره :

أقول و بالله التوفيق:

يقول الحافظ ابو عمرو بن عثمان الداني في كتابه النقط في مصاحف الأمصار. باب:ذكر فقط ما اجتمع فيه ألفان فحذفت إحداهما اختصارا.
أحدها- وقوعها في الطرف الذي هو موضع التغيير بالحذف و غيره و الثاني سقوطها من اللفظ في حال الوصل لسكونها و سكون اول ما توصل به و هو اللام في " الجمعان" فكما لزمها السقوط من اللفظ في حال الوصل كذلك اسقطت في الرسم و ذلك من حيث عاملوا في كثير من الكتابة اللفظ و الوصل دون الأصل و القطع.ألا ترى انهم لذلك حذفوا الالف و الياء و الواو في نحو قوله تعالى" ايه المؤمنون" " و سوف يؤت الله" و "يدع الإنسان" و شبهه لما سقط من اللفظ لسكونهن و سكون ما بعدهن و بنوا على الخط على ذلك فأسقطوهن منه فكما عومل اللفظ في هذه الحروف و بني الخط عليه فيهن, كذلك عومل أيضا فيما تقدم و بني عليه فيه" ه ص 158. فمن خلال النص فالمعول عليه اللفظ.

*أما ما أوردت من الصور التي زيد الألف في بعض كلماتها فإليك الجواب: قال أبو عمرو الداني رحمه الله:
" و اما زيادتهم الألف في :" ولا أوضعوا" و " أو لا أذبحنه" فلِمعانٍ أربعة. هذا إذا كانت الزائدة فيهما هي المنفصلة عن اللام و كانت الهمزة المتصلة باللام و هو قول اصحاب المصاحف".
فأحدها : أن تكون صورة لفتحة الهمزة, من حيث كانت الفتحة مأخوذة منها فلذلك جعلت صورة لها ليدل على أنها مأخودة من تلك الصورة وان الإعراب قد يكون بهما معا.
و الثاني أن تكون الحركة نفسها لا صورة لها وذلك أن العرب لم تكن أصحاب شكل و نقط فكانت تصور الحركات حروفا لأن الإعراب قد يكون بها كما يكون بهن. فتصور الفتحة ألفا و الكسرة ياء و الضمة واوا فتدل هذه الأحرف الثلاثة على ما تدل عليه الحركات الثلاث من الفتح و الكسر و الضم.
و مما يدل على أنهم لم يكونوا أصحاب شكل و نقط و انهم كانوا يفرقون بين المشتبهين في الصورة بزيادة الحروف, إلحاقهم الواو في عمرو فرقا بينه و بين عمر و إلحاقهم إياها في "أولئك" فرقا بينه و بين " إليك" وفي "أولي" فرقا بينه و بين " إلى" و إلحاقهم الياء في قوله و السماء بنيناها بأييد فرقا بينها و بين الأيد الذي معناه القوة و بين الأيدي التي هي جمع يد و إلحاقهم الألف في مائة فرقا بينه و بين منه و منة و مية من حيث اشتبهت صور, ذلك كله في الكتابة. قال ابو إسحاق ابراهيم بن السري و غيره من العلماء إن زيادة الحروف كان قبل الكتاب العربي ثم ترك استعمال ذلك فيما بعد و بقيت منه أشياء لم تغير عما كانت عليه في الرسم قديما و تركت على حالها فما في مرسوم المصحف من نحو "ولا أوضعوا" هو منها.


من أوجه زيادة الألف إتمام الصوت بالحركة أما الوجه الرابع فأن يكون الحرف المزيد في نحو ما تقدم تقوية للهمزة و بيانا لها.
*نبؤا جزاؤا شركؤا الضعفؤا نشؤا دعؤا فرسمت الهمزة المتطرفة ( المضمومة فيه واوا نحو حركتها و المراد الإتصال دون الإنفصال و نظيره
* و أما رسم "يبنؤم" كلمة واحدة و هو في الأصل ثلاث كلمات فعلى مراد الوصل و تحقيق اللفظ للادلة الآنفة الذكر.
جاء في كتاب: إتحاف فضلاء البشر فى القراءات الأربعة عشر
لمؤلفه: شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد الغني الدمياطي
"وأما زيادة الياء فاتفقوا على زيادتها على اللفظ في ملأ المجرور المضاف إلى مضمر نحو إلى فرعون وملائه من فرعون وملائهم وفي نبأي المرسلين ومن آناءى اليل بطه وتلقاءى نفسي بيونس ومن وراءى حجاب بالشورى وإيتاءى ذي القربى بالنحل بلقاءى ربهم ولقاءى الآخرة بالروم بأييكم المفتون بنيناها بأييد أفاين مات أفاين مت
وأما زيادة الواو فاتفقوا على زيادة واو ثانية على اللفظ الموضوع لجمع ذي بمعنى صاحب كيف تصرف إعرابه وكذا المشار به كيف جاء نحو ( وأولوا الأرحام يا أولي الألباب غير أولي الضرر وأولات الأحمال وأولئك هم المفلحون
"


و الحمد لله رب العالمين

v] tvdm hgo'Y td ;jhfm hgrvNk